العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

المعتقلات الإيرانيات في سجن إوين يرفضن الاستسلام

الجمعة ٠٣ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

باريس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أنشدت‭ ‬معتقلات‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬إوين‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬بشجاعة‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬بيلا‭ ‬تشاو‮»‬‭ ‬الثورية‭ ‬باللغة‭ ‬الفارسية‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬تحدٍ‭ ‬ودعم‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدّدهن،‭ ‬وسجّلت‭ ‬ابنة‭ ‬إحدى‭ ‬السجينات‭ ‬صوتهن‭ ‬خلال‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭.  ‬

وقالت‭ ‬النساء‭: ‬‮«‬اسمعوا‭ ‬جيداً‭: ‬واحد،‭ ‬اثنان،‭ ‬ثلاثة‮»‬،‭ ‬وبدأن‭ ‬بالغناء‭. ‬وتابعن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬منا‭ ‬للجميع‭ ‬والجميع‭ ‬لكل‭ ‬منا‮»‬،‭ ‬وهن‭ ‬يضحكن‭ ‬ويصفقن‭.     ‬

يعود‭ ‬المقطع‭ ‬الصوتي‭ ‬اللافت‭ ‬إلى‭ ‬يناير،‭ ‬ونشرته‭ ‬ابنة‭ ‬إحدى‭ ‬السجينات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وأصبح‭ ‬رمزًا‭ ‬لشجاعة‭ ‬النساء‭ ‬المحتجزات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السجن‭ ‬المعروف‭ ‬بظروفه‭ ‬الصعبة‭ ‬جداً،‭ ‬واستعدادهن‭ ‬لمواصلة‭ ‬دعمهن‭ ‬للاحتجاجات‭. ‬

والعديد‭ ‬منهن‭ ‬محتجزات‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬مثل‭ ‬الناشطة‭ ‬البيئية‭ ‬نيلوفر‭ ‬بياني‭ ‬التي‭ ‬اعتقلت‭ ‬في‭ ‬2018‭. ‬وأمضت‭ ‬أخريات‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭ ‬بين‭ ‬السجن‭ ‬والإفراج‭ ‬عنهن‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭.  ‬

قُبض‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المحتجزات‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬اندلاع‭ ‬حركة‭ ‬الاحتجاج‭ ‬التي‭ ‬تتقدمها‭ ‬نساء‭ ‬واندلعت‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬عقب‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬الكردية‭ ‬الإيرانية‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ ‬البالغة‭ ‬22‭ ‬عاماً،‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭ ‬بعد‭ ‬اعتقالها‭ ‬لدى‭ ‬شرطة‭ ‬الأخلاق‭ ‬في‭ ‬طهران‭.  ‬

ويتزايد‭ ‬عدد‭ ‬السجينات‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬إوين‭ ‬نتيجة‭ ‬قمع‭ ‬الاحتجاجات‭. ‬

وأُفرج‭ ‬عن‭ ‬نساء‭ ‬عديدات‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭ ‬بينهن‭ ‬الصحفية‭ ‬والناشطة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬النساء‭ ‬عليا‭ ‬مطالب‭ ‬زاده‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬ابنتها‭ ‬التسجيل‭ ‬الصوتي‭ ‬لأغنية‭ ‬‮«‬بيلا‭ ‬تشاو‮»‬‭ ‬وانتشر‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والباحثة‭ ‬الفرنسية‭ ‬الإيرانية‭ ‬فريبا‭ ‬عادلخاه‭ ‬المعتقلة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬منذ‭  ‬يونيو‭ ‬2019،‭ ‬وحكم‭ ‬عليها‭ ‬بالسجن‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬بتهمة‭ ‬المساس‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭. ‬

وكانت‭ ‬طهران‭ ‬أعلنت‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬العفو‭ ‬عن‭ ‬‮«‬عدد‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬من‭ ‬المدانين‭.  ‬

لكن‭ ‬مدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وصفوا‭ ‬العفو‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬حيلة‭ ‬إعلامية‮»‬‭ ‬بينما‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬ناشطات‭ ‬عديدات‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬بينهن‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬نرجس‭ ‬محمدي،‭ ‬والناشطتان‭ ‬البيئيتان‭ ‬سبيده‭ ‬كاشاني‭ ‬ونيلوفر‭ ‬بياني‭ ‬التي‭ ‬حكم‭ ‬عليها‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بالسجن‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬بتهمة‭ ‬‮«‬التجسس،‭ ‬والمدافعة‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬سبيده‭ ‬غوليان،‭ ‬والناشطة‭ ‬الألمانية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ناهد‭ ‬تقوي‮»‬‭. ‬

وقالت‭ ‬ياسمين‭ ‬رمزي،‭ ‬نائبة‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ومقره‭ ‬نيويورك‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬النساء‭ ‬محرومات‭ ‬من‭ ‬حريتهن‭ ‬لأن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬‮«‬يرتجف‭ ‬من‭ ‬كلماتهن‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬الحجاب‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الثورة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وكذلك‭ ‬خضوع‭ ‬النساء‭. ‬يكرهون‭ ‬سماع‭ ‬النساء‭ ‬وقولهن‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أفعل‭ ‬ما‭ ‬أريد‭!‬‮»‬‭. ‬

ووجه‭ ‬مركز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬عريضة‭ ‬وقعتها‭ ‬حوالي‭ ‬40‭ ‬منظمة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬السويد‭ ‬الرئيسة‭ ‬الحالية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬تدعو‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬إلى‭ ‬استدعاء‭ ‬السفراء‭ ‬الإيرانيين‭ ‬لدى‭ ‬بلادهم‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬مارس‭ ‬ومطالبتهم‭ ‬بـ«الكف‭ ‬عن‭ ‬سجن‭ ‬النساء‭ ‬وممارسة‭ ‬العنف‭ ‬بحق‭ ‬اللواتي‭ ‬يطالبن‭ ‬بحقوقهن‭ ‬وحرياتهن‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬ووقف‭ ‬العنف‭ ‬الجسدي‭ ‬والجنسي‭ ‬ضد‭ ‬المعتقلات‭ ‬والمتظاهرات‮»‬‭.  ‬

وبرزت‭ ‬نرجس‭ ‬محمدي،‭ ‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬غنّين‭ ‬‮«‬بيلا‭ ‬تشاو‮»‬،‭ ‬كإحدى‭ ‬أكثر‭ ‬السجينات‭ ‬انتقادًا‭ ‬للأوضاع‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭. ‬ونددت‭ ‬بأوضاع‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬إوين‭ ‬وأيدت‭ ‬الاحتجاجات‭.  ‬

وفي‭ ‬ديسمبر،‭ ‬نشرت‭ ‬رسالة‭ ‬مفتوحة‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬كاشفةً‭ ‬عن‭ ‬اعتداءات‭ ‬جنسية‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬معتقلات،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬اغتصاب‭ ‬نساء‭ ‬أثناء‭ ‬استجوابهن‭.  ‬

وقالت‭ ‬ياسمين‭ ‬رمزي‭: ‬‮«‬أثبتت‭ ‬النساء‭ ‬أنهن‭ ‬صوت‭ ‬التغيير‭ ‬والحرية‭ ‬والمساواة‭. ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬بقاء‭ ‬نرجس‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬تخافها‭. ‬تجعلهم‭ ‬يرتجفون‮»‬‭.  ‬

ووصفت‭ ‬سبيده‭ ‬غوليان،‭ ‬التي‭ ‬تقضي‭ ‬حكماً‭ ‬بالسجن‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬بتهمة‭ ‬دعم‭ ‬إضراب،‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬مروعة‭ ‬نشرتها‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬باللغة‭ ‬الفارسية‭ ‬في‭ ‬يناير،‭ ‬أساليب‭ ‬يستخدمها‭ ‬من‭ ‬يقومون‭ ‬بالاستجوابات‭ ‬لانتزاع‭ ‬اعترافات‭ ‬قسرية،‭ ‬وانتشار‭ ‬أصوات‭ ‬الصراخ‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬السجن‭.   ‬

وقالت‭ ‬‮«‬اليوم،‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬نسمعها‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬إيران‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬صرخات‭ ‬غرف‭ ‬الاستجواب،‭ ‬إنه‭ ‬صوت‭ ‬الثورة،‭ ‬صوت‭ ‬الحقيقة‭: ‬امرأة،‭ ‬حياة،‭ ‬حرية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬شعار‭ ‬يُردّد‭ ‬خلال‭ ‬التظاهرات‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا