ليس من مصلحة إيران أن تعبث أكثر مما فعلت
أكد الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب اليمني أن جميع الوفود البرلمانية التي شاركت اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، أشادت بما قدمته مملكة البحرين من حسن تنظيم لهذا الحدث البرلماني العالمي، مشددا على أن كل الدول قدمت شهادة تقدير وإعجاب تليق بالمملكة وما وفرته من استعدادات وكرم ضيافة لهذا الاجتماع.
وقال إن الجميع شعر بالأمن والأمان في كل جنبات هذا البلد الشقيق، وهذه ميزة كبيرة للمملكة، وعلى كل الأشقاء في البحرين أن يدركوا قيمة هذه النعمة، وهذا يأتي منا نحن الذين نعاني من نيران الحروب والنزاعات وندفع ثمنا غاليا لها، وعلى البحرينيين أن يحافظوا على هذه النعمة في ظل قيادتهم الحكيمة التي استطاعت أن تقود المملكة الشقيقة إلى هذه المكانة على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية.
وأضاف الشيخ البركاني أن هذه النجاحات في البحرين تأتي نتيجة للجهود التي بذلت لرفع شأن المملكة في كل المجالات، والنجاح على المستوى الداخلي انعكس على المستوى الخارجي، وجعل العالم يقبل أن يأتي إلى البحرين لعقد الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، حيث حظيت باحترام كل دول العالم، حتى الذين كانوا لديهم أي تحفظات في الماضي، بمجرد أن وطئت قدمه البحرين أدرك جدارة المملكة لتنال هذا التقدير العالمي وتميزها.
وتطرق رئيس مجلس النواب اليمني إلى أنه ولأول مرة يقف العرب على مشارف الفوز بإدراج قرار طارئ على اجتماعات الجمعية العامة، وهو مقترح مهم لنا كعرب ومسلمين المتعلق بمكافحة ازدراء الأديان، لأننا نرفض الإساء إلى الرسول الكريم أو تمزيق القرآن الكريم، خاصة أن الصراع بين الأديان قد يؤدي إلى كارثة كبرى على البشرية بأكملها، مضيفا أنه على الرغم من سقوط المقترح إلا أننا أوصلنا الرسالة إلى كل البرلمانيين في العالم، الذين سمعوا موقفنا في هذا الشأن، لافتا إلى أن الرسالة الأساسية من اجتماع البحرين هي نبذ الفرقة بين أبناء المجتمعات وتعزيز التعايش السلمي من خلال الممارسة الفعلية وليس مجرد شعارات تكتب على حوائط اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي.
وبشأن تأثير الاتفاق السعودي الإيراني على الوضع في اليمن، قال رئيس مجلس النواب اليمني إننا نتمنى أن يرى هذا الاتفاق النور، وأن يكون حقيقة واقع، ونحن حريصون على أن تخرج اليمن من دائرة الحرب إلى دائرة السلام، وأن تنعم المنطقة بالاستقرار، مشددا على أنه ليس من مصلحة إيران أن تعبث أكثر مما عبثت.
وأضاف أنه على إيران أن تدرك أن أسلحتها يجب ان تكون هي الوئام مع جيرانها ومحيطها الإقليمي، ونحن مع إيران تجمعنا الجغرافيا والدين، لكن النظام القائم في طهران مزق كل هذه الأوصال، وأنا أتمنى عليه أن يكون جادا في هذا الاتفاق، لأنني أجزم أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية صادقين فيما ذهبوا إليه، وحريصون على إنهاء الصراع في المنطقة بالكامل، واليمن جزء لا يتجزأ من ذلك، ويجب أن تعطى الأولوية للحل، لأن المنطقة على شفا حرب وصراع كبير قد يكون له آثاره على مصادر الطاقة العالمية، وآثاره على استقرارهم وأمنهم وعلى مسارات التجارة العالمية ومضيق هرمز وباب المندب.
وتابع الشيخ البركاني قائلا: إننا نتطلع الى أن ينال هذا الاتفاق نصيبه من النجاح وأن تكون إيران جادة فيه، لافتا إلى أن السعودية لم تكن مرغمة على الاتفاق، ولكنها توجهت له لأنها ترى أن مصلحة المنطقة تقتضي التعايش السلمي والتعاون الكامل بدلا من الافتراق والاختلاف.
وحول الضمانات التي يجب على إيران أن تقدمها لاستعادة الثقة، دعا رئيس مجلس النواب اليمني طهران إلى إظهار حسن النوايا وأن تدرك إيران ان السياسة والاقتصاد يتأرجحان على المستوى العالمي، كما أن الشعب الإيراني يعاني ووضعه يدمي القلوب رغم أنها دولة منتجة للنفط، ولكن موارد هذه الدولة توجه لصناعة السلاح وتمويل الميليشيات في البلدان الأخرى، مشددا على دول المنطقة تحتاج إلى بناء الأوطان والتنمية وليس الصراعات الدينية أو المذهبية أو الطائفية، مشيرا إلى أن لبنان يدفع اليوم ثمن ذلك من خلال الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها والانهيار الحاد في سعر الليرة اللبنانية، أما اليمن بلد التاريخ والحضارة فإنها تسبح في بحر من الدماء منذ 8 سنوات، ونتمنى أن نرى في الأفق شهبا مضيئا، وأدعو الحوثيين الى أن يروا في خيارات السلام ما لا يرونه في خيارات الحرب المدمرة، ويجب عليهم التخلي عن شعارات الموت التي يرفعونها والتي تعيق مسيرة السلام في اليمن، وعليهم أن يدركوا أن الحوار هو الحل.
وحول إجراء الانتخابات البرلمانية في اليمن، أشار الشيخ البركاني إلى أن ذلك لن يكون عاجلا، لأن هذه الانتخابات تحتاج إلى وقت حتى يتم تطبيع الأوضاع، وأن نصل إلى اتفاق سلام واتفاق لسحب الأسلحة الثقيلة من كل الأطراف، وأن تكون الدولة هي الوحيدة صاحبة الحق في امتلاك هذه الأسلحة، ومن ثم نذهب إلى الانتخابات خلال فترة محددة.
وبشأن الدور الصيني في الاتفاق السعودي الإيراني، وإمكانية مساهمة هذا الدور في إلزام طهران، أوضح رئيس مجلس النواب اليمني أن الصين استطاعت أن تخرج من بين الركام لتقول «أنا هنا»، وباتت الصين تلعب دورا كبيرا في آسيا وأفريقيا، منوها بدور ولي العهد السعودي في استقطاب الصين إلى المنطقة وأن تخرج من عزلتها، وأن تقول للأغبياء في الإدارة الأمريكية أن الصين تحل محل أمريكا، وهذا أمر طبيعي لأنه عندما تتجمد العقول يأتي من يحل محلها.
وأشار إلى أن الصين تبحث عن دور كبير لها وتحل محل القوى الأخرى التي تعيش في وهم ولا تفكر في حاضر المنطقة ومستقبلها وكرامة أبنائها، مشيرا إلى أن السعودية لا تساوم على الكرامة الوطنية.
وحول موقفه من الدعوة الملكية لتجريم خطابات الكراهية، قال رئيس مجلس النواب اليمني إن ما سمعناه من جلالة الملك حمد بن عيسى ملك البلاد المعظم أثلج صدورنا، وأكد لنا أن ما تحقق في البحرين جاء بفضل حكمة جلالته وتواضعه الجم، وكان اللقاء استثنائيا، واصفا جلالة الملك المعظم بأنه قمة في العقل والتواضع، كما أن خطاب جلالته كان جادا وموضوعيا فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة، مشيدا بحكمة جلالته وأسرة آل خليفة الكرام.
واختتم البركاني حديثه مؤكدا أن نتائج المؤتمر سوف تنعكس على العالم أجمع، وأقول بكل فخر واعتزاز شكرا مملكة البحرين وملك البحرين وولي عهده وشكرا للبرلمان البحريني، والحكومة، ونرفع القبعة للشعب البحريني، لأننا شعرنا أننا أخوة وأشقاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك