قبل عام مضى وبالتحديد في مارس 2022 تشرفت بحضور مؤتمر صحفي عقده رئيسا مجلسي النواب والشورى حول استضافة مملكة البحرين لاجتماعات الجمعية العمومية الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي المقرر عقده في مارس 2023، ولم يلبث العام أن انقضى وحققت مملكة البحرين نجاحاً مشهوداً في اتمام مهمة الاستضافة بحرفية عكست إمكانياتها ومكانتها المرموقة في المجتمع الدولي، فمبارك للبحرين حكومة وشعباً هذا النجاح.
وقد أبلت الجهات المنظمة بلاءً حسناً في تحقيق ما يليق باسم مملكة البحرين من تنظيم وأداء متميز، رغم أنه من المعلوم بأن استضافة فعالية دولية بهذا الحجم والأهمية ليس بالأمر الهيّن، ولكنه بالتأكيد ليس بالعسير على توجهات وطموحات النهج الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة ولا على أبناء البحرين المخلصين، بل أن اتخاذ الجمعية العمومية من التعايش السلمي عنواناً لاجتماعها الموسوم (تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة: مكافحة التعصب)، قد جاء ليُبرز التوافق الدولي مع التوجهات الملكية السامية الوطنية نحو تعزيز التسامح الديني والتعايش السلمي في مملكة البحرين، والذي تمتد جذوره التاريخية في هذا الصدد، إلى أعماق الحضارات التي تعاقبت على البحرين، والتي تُوّجت بإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي والذي يضطلع بدور هام في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي وطنياً ودولياً، بل أن جلالته قد ذهب إلى أبعد من نشر الثقافة، تجاه التخصص الأكاديمي في هذه الثقافة وذلك بأن قام بتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابينزا الإيطالية.
وبالإضافة إلى النجاح الذي حققه عقد اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي في مملكة البحرين، فإن مكاسب البحرين من عقد هذا الاجتماع على أرضها عديدة تبدأ بإنعاش الاقتصاد الوطني من خلال ما لمسه الضيوف والمتابعون من كفاءة واستقرار وامكانيات، مع تعزيز القطاع السياحي، والأهم من ذلك كله وعلى صعيد البرلمانات ذاتها، فإن حضور ممثلي البرلمانات الدولية المختلفة إلى أرض البحرين ومشاهدتهم أوضاعها على أرض الواقع، سيسهم في رسم صورة ذهنية حقيقية لها من منطلق علم ومعرفة مباشرة، لا عن تقارير أو ادعاءات مغلوطة، وسيجعل من بعض البرلمانات التي تضع قضايا حقوق الانسان في البحرين ضمن أجنداتها الوطنية والدولية تتراجع عن اتخاذ الدفاع عن حقوق الانسان ذريعة منها للتدخل في الشأن البحريني الداخلي.
وبالتأكيد أن اللقاءات اليومية بين أعضاء البرلمانات الدولية، سواء في الاجتماعات الرسمية أو اللقاءات التي تقام على هامشها، قد أسهم في رفد أعضاء مجلس النواب الجدد بالمزيد من المعرفة بالعمل البرلماني من خلال نقل وتبادل الخبرات مع أعضاء البرلمانات المختلفة على اختلاف أعمار تجاربهم الديمقراطية، وأعتقد بأن أثره سينعكس على المرحلة القادمة من عمل البرلمان الحالي.
وعليه فإن الاجتماع يكون قد حقق أهدافه المرسومة وأضاف لها هدفاً ضمنياً بأن أصبح رسالة البحرين للعالم حول التسامح الديني والتعايش السلمي وتعزيز واحترام وكفالة حقوق الانسان باعتبارها ركيزة من ركائز العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى.
ومن هنا أؤكد بأنه يحق لنا كبحرينيين أن نفخر بهذا المنجز الدولي، ومن الواجب علينا أن نحتفي به وأن نهنئ القيادة الرشيدة وشعب البحرين الكريم على هذا النجاح، وأن نتقدم بالشكر لكل من عمل على نجاح الاجتماع بمصداقية واجتهاد.
دامت أفرح البحرين ومنجزاتها، ونأمل أن يُتبع هذا النجاح والتميز بمبادرات تُفرح قلوب المواطنين بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك.
ودمتم.
Hanadi_aljowder@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك