العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

رسالة البحرين للتعايش عبر الاتحاد البرلماني الدولي

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٩ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

قبل‭ ‬عام‭ ‬مضى‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬تشرفت‭ ‬بحضور‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬عقده‭ ‬رئيسا‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬حول‭ ‬استضافة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لاجتماعات‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬الـ‭ ‬146‭ ‬للاتحاد‭ ‬البرلماني‭ ‬الدولي‭ ‬المقرر‭ ‬عقده‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬ولم‭ ‬يلبث‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬انقضى‭ ‬وحققت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نجاحاً‭ ‬مشهوداً‭ ‬في‭ ‬اتمام‭ ‬مهمة‭ ‬الاستضافة‭ ‬بحرفية‭ ‬عكست‭ ‬إمكانياتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬المرموقة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬فمبارك‭ ‬للبحرين‭ ‬حكومة‭ ‬وشعباً‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭.‬

وقد‭ ‬أبلت‭ ‬الجهات‭ ‬المنظمة‭ ‬بلاءً‭ ‬حسناً‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬يليق‭ ‬باسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬وأداء‭ ‬متميز،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬بأن‭ ‬استضافة‭ ‬فعالية‭ ‬دولية‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬والأهمية‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهيّن،‭ ‬ولكنه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬بالعسير‭ ‬على‭ ‬توجهات‭ ‬وطموحات‭ ‬النهج‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬المخلصين،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬اتخاذ‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬عنواناً‭ ‬لاجتماعها‭  ‬الموسوم‭ (‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الشاملة‭: ‬مكافحة‭ ‬التعصب‭)‬،‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬ليُبرز‭ ‬التوافق‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬التوجهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬الوطنية‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬التسامح‭ ‬الديني‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬تمتد‭ ‬جذوره‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬إلى‭ ‬أعماق‭ ‬الحضارات‭ ‬التي‭ ‬تعاقبت‭ ‬على‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬تُوّجت‭ ‬بإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والذي‭ ‬يضطلع‭ ‬بدور‭ ‬هام‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وطنياً‭ ‬ودولياً،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬جلالته‭ ‬قد‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة،‭ ‬تجاه‭ ‬التخصص‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بتدشين‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سابينزا‭ ‬الإيطالية‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعات‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للاتحاد‭ ‬البرلماني‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فإن‭ ‬مكاسب‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬عديدة‭ ‬تبدأ‭ ‬بإنعاش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬لمسه‭ ‬الضيوف‭ ‬والمتابعون‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬واستقرار‭ ‬وامكانيات،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬البرلمانات‭ ‬ذاتها،‭ ‬فإن‭ ‬حضور‭ ‬ممثلي‭ ‬البرلمانات‭ ‬الدولية‭ ‬المختلفة‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭ ‬ومشاهدتهم‭ ‬أوضاعها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬ذهنية‭ ‬حقيقية‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬علم‭ ‬ومعرفة‭ ‬مباشرة،‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬تقارير‭ ‬أو‭ ‬ادعاءات‭ ‬مغلوطة،‭ ‬وسيجعل‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬البرلمانات‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬أجنداتها‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬تتراجع‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬ذريعة‭ ‬منها‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البحريني‭ ‬الداخلي‭.‬

وبالتأكيد‭ ‬أن‭ ‬اللقاءات‭ ‬اليومية‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمانات‭ ‬الدولية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬على‭ ‬هامشها،‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الجدد‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬بالعمل‭ ‬البرلماني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقل‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمانات‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أعمار‭ ‬تجاربهم‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وأعتقد‭ ‬بأن‭ ‬أثره‭ ‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي‭.‬

وعليه‭ ‬فإن‭ ‬الاجتماع‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬حقق‭ ‬أهدافه‭ ‬المرسومة‭ ‬وأضاف‭ ‬لها‭ ‬هدفاً‭ ‬ضمنياً‭ ‬بأن‭ ‬أصبح‭ ‬رسالة‭ ‬البحرين‭ ‬للعالم‭ ‬حول‭ ‬التسامح‭ ‬الديني‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وتعزيز‭ ‬واحترام‭ ‬وكفالة‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬باعتبارها‭ ‬ركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬أؤكد‭ ‬بأنه‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬كبحرينيين‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بهذا‭ ‬المنجز‭ ‬الدولي،‭ ‬ومن‭ ‬الواجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحتفي‭ ‬به‭ ‬وأن‭ ‬نهنئ‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النجاح،‭ ‬وأن‭ ‬نتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬الاجتماع‭ ‬بمصداقية‭ ‬واجتهاد‭. ‬

دامت‭ ‬أفرح‭ ‬البحرين‭ ‬ومنجزاتها،‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يُتبع‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬والتميز‭ ‬بمبادرات‭ ‬تُفرح‭ ‬قلوب‭ ‬المواطنين‭ ‬بمناسبة‭ ‬قدوم‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭. ‬

ودمتم‭.‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا