بلوغُ مواسمِ الخير من أجل النعم، فبها يزداد العبد في الأجر، ويرتفع في المنزلة، ويتقرب إلى الله تعالى فيها بالطاعات، ومما يبين هذا الأمر ما جاء في الحديث (أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعاً، وكان أحدهما أشد اجتهاداً من صاحبه، فغزا المجتهد منهما، فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي، فرُئيَ في المنام أنَّ الآخر دخل الجنة قبل الأول، مع ما كان عليه الأولُ من الاجتهاد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (من أي ذلك تعجبون؟ قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشدَّ اجتهاداً ثم استشهد في سبيل الله ودخل هذا الجنة قبله؟ فقال: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، وأدرك رمضان فصامه؟ قالوا: بلى، وصلى كذا وكذا سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما بينهما أبعد ما بين السماء والأرض.
فتبيّن من هذا الحديث أن إدراك رمضان نعمة عظيمة يرتفع بها العبد منزلة وقدراً عند الله، ولهذا الأمر أدرك الأُول من هذه الأمة فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يسألونه مثلها أن يتقبل منهم.
لذا من أكرمه الله ببلوغ رمضان فعليه أن يحرص على اغتنامه بالطاعات متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليحذر من التفريط والتقصير فيه، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين).
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك