للصيام سنن جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم حث عليها ورتب عليها الأجور، ومن هذه السنن تأكيد وجبة السحور، فقد جاء الحث عليها في سياقات، منها أمره صلى الله عليه وسلم بها: (تسَّحروا فإنَّ في السَّحورِ بركةٌ)، والبَركةُ في السُّحورِ تَحصُلُ بجِهاتٍ مُتعدِّدةٍ؛ منها: اتِّباعُ السُّنةِ، والتَّقوِّي على العِبادةِ، والزِّيادةُ في النَّشاطِ، والتَّسبُّبُ للذِّكرِ والدُّعاءِ وقْتَ مَظِنَّةِ الإجابةِ، وتَدارُكُ نِيَّةِ الصَّومِ لمَن أغْفَلَها قبْلَ أنْ يَنامَ؛ ولذا وصف النبي هذه الأكلة بالبركة، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: (هَلُمَّ إلى الغَداءِ المُباركِ)، ومن فضائل السحور ثناء الله، واستغفار الملائكة له، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ وملائِكَتَهُ يصلُّونَ على المُتسَحِّرينَ)، والسحور يحصل ولو بالقليل من التمر، وغيره، والأفضل أن يؤخِّره إلى آخر الليل كما كان من هديه صلى الله عليه وسلم.
ومن سنن الصيام التي جاء الحث عليها، تعجيل الفطر عند تحقق دخول وقت صلاة المغرب، فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ)، وإنَّما كان تَعجيلُ الفِطرِ خَيرًا؛ لأنَّه أحفَظُ للقوَّةِ، وأرفَعُ للمَشقَّةِ، وأوفَقُ للسُّنةِ، وأبعَدُ عن الغُلوِّ والبِدعةِ، ومن فضائل تعجيل الفطر أنه من الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قالَ اللَّهُ تعالى: أحَبُّ عبادي إليَّ أعجلُهُم فِطرًا).
فلنحرص على التواصي بهذه السنن، لما فيها من الخيرية والبركة، واقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك