الدعاء شأنه عظيم، فهو من أجل العبادات، بل هو العبادة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لما يتضمن من معاني الافتقار والخضوع بين يدي الله عز وجل، وقد ندب الله عباده إلى دعائه، وأخبرهم أنَّه قريب منهم، وأنه يجيبهم، قال سبحانه: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، هذه الآية الكريمة جاءت بعد تأكيد فرضية الصيام في رمضان وبيان مكانته، ثمَّ أتت هذه الآية لتبين أنَّ للصائم مع الدعاء شأنا عظيما، وفيه إيماءٌ إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان.
وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ببيان فضيلة الدعاء للصائم، وأن الصائم مجاب الدعوة، إذ أخبر أن دعوة الصائم مستجابة، فقال: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصائمُ حتى يُفطِرَ، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلومِ).
لذا فعلى الصائم استغلال مثل هذه المواسم وهذه الأوقات، وليتحر الدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند إفطاره: (ذهب الظمأُ، وابْتلَّت العروقُ و ثَبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ)، ومن ذلك عند قيام الليل، الدعاء الوارد: (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي)، ومثله: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ مِن سخَطِك، وبمعافاتِك مِن عقوبتِك، وأعوذُ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنَيْتَ على نفسِك)، وغير ذلك من الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليكثر الصائم من ذلك وليسأل الله تعالى من خير الدنيا والآخرة، فإن هذا من أرجى ساعات الإجابة.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك