من الشعائر الظاهرة في شهر رمضان قيام الليل، فقد جاءت النصوص ببيان فضله، والحث عليه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ«.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إحياء الليل في رمضان في بيته، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: »كَانَتْ صَلَاتُهُ في شَهْرِ رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً باللَّيْلِ، منها رَكْعَتَا الفَجْرِ، وكان يقوم أحياناً بأصحابه في المسجد، ويحثهم على إتمام الصلاة بعده، لكي ينالوا أجر قيام الليل، فلما قام بأصحابه حتَّى ذَهَبَ شطرُ اللَّيلِ قالوا لَه: يا رسولَ اللَّهِ لَو نفَّلتَنا بقيَّةَ ليلتِنا هذهِ، فقالَ إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِبَ لَه قيامُ ليلةٍ« .
واستمر عمل الأمة على ذلك، فجمع عمرُ بن الخطاب الناس على قارئين في رمضان، فكانوا يصلون بهما ويطيلون القراءة والقيام في أغلب الليل.
ونحن في هذا الشهر المبارك يحرص المسلم على أداء صلاة العشاء والفجر في الجماعة؛ ففي الحديث:» من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله«.
وليحرص على صلاة التراويح مع جماعة المسجد حتى ينصرف الإمام من صلاته، حتى ينال أجر قيام ليله، ومن يعجز عن شهود التراويح في المساجد من الأمهات، أو أصحاب المهن، فليقم ما تيسر له من الليل في بيته، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على القيام في البيوت وكان غالب فعله صلى الله عليه وسلم، وليحرص الأب والأم على الأخذ بأيدي أبنائهم وبناتهم لهذه الشعائر التي جاءت بها الفضائل العظيمة في السنة النبوية.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك