تغطية: أحمد عبدالحميد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
يشهد شهر رمضان المبارك لهذا العالم مئوية تأسيس مجلس عائلة إسحاق عبدالرحمن ومحمد نجيبي ومصطفى عبداللطيف، كأحد المجالس العريقة في المنامة، وقد تزينت هذه المئوية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي عبر عن سعادته بعودة الالتقاء في المجالس بعد جائحة كورونا، وحرص سموه على تبادل الأحاديث مع الحضور، قائلا سموه: نحن لا نرضى للبحرين إلا التقدم مهتدين لذلك برؤى وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مضيفا: منطقة الخليج العربي تشهد ولله الحمد استقراراً ونماءً مستمرين بفضل حكمة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأبنائها التواقين دوماً لمزيد من الإنجاز والتميز.
خالد نجيبي: ولي العهد رئيس الوزراء أسس نهجا جديدا في الشراكة مع القطاع الخاص
وأكد أصحاب المجلس اعتزازهم بزيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمجلسهم، مشيدين بما يوليه سموه من اهتمام بالتواصل مع كافة مكونات المجتمع من خلال المجالس الرمضانية، مؤكدين أن عادة سموه السنوية في زيارة المجالس ولقائه المباشر بالمواطنين دليل على مكانة المواطن لدى سموه وحرصه الدائم على لقاء الجميع والاستماع لهم، وطرح الرؤى والتوجهات التي تعود بالخير والنماء على الجميع.
وقال الوجيه محمد بن الشيخ إسحاق عبدالرحمن إن العلاقة ممتدة بين القيادة والشعب البحريني، منوها بحرص سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على زيارة المجالس الرمضانية والالتقاء بأهل البحرين خلال هذه العادة الرمضانية المميزة للبحرين.
حرص على التواصل
وأضاف أن جميع قادة البحرين كانوا يحرصون على احياء هذا التقليد البحريني بزيارة المجالس خلال الشهر الفضيل، لافتا إلى أن المجلس يشهد حاليا زيارة الجيل الرابع من حكام البحرين، مشيدا بالتزاور الذي يحرص عليه البحرينيون في هذه المناسبة الدينية الجليلة.
وحول مئوية المجلس، أشار الوجيه محمد بن الشيخ إسحاق عبدالرحمن إلى أن سمو ولي العهد رئيس الوزراء شرفنا بافتتاح المجلس بعد تجديده في عام 2019، وأن زيارة سموه للمجلس خلال العام الحالي تمثل تدشينا ثانيا له بعد جائحة كورونا، لافتا إلى أن المجلس الجديد أكبر من حيث المساحة من المجلسين القديمين، وقد حرصنا على المحافظة على الطابع القديم لمجالسنا.
وكشف عن أنه تم تحويل هذا المبنى الذي ولد فيه إلى وقف حتى لا يتم التصرف فيه، مشيرا إلى أنه يحرص على فتح مجلسه الخاص في بيته أسبوعيا حتى في غير شهر رمضان الفضيل.
بدوره أكد خالد نجيبي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين أن هذا العام يتزامن مع مئوية افتتاح المبنى، كأحد أقدم المباني في المنامة، لافتا إلى أن المجلس القديم كان يضم جلسة أرضية، وكان الطواويش يعرضون اللؤلؤ فيه، وكان هناك مجلس آخر تم افتتاحه في 1955.
في الوقت ذاته أكد خالد نجيبي أن المجالس الرمضانية هي من أكثر الأمور التي افتقدناها خلال فترة جائحة كورونا، وقد تركت تأثيرا على المجتمع البحريني بشكل عام من خلال افتقاد التواصل الذي كان يتم عبر هذه المجالس خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأضاف أن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حريص على هذه الزيارات خلال شهر رمضان الفضيل، حيث يسير سموه على نهج الآباء والأجداد في تعزيز التواصل بين القيادة وأبناء الوطن، منوها بحرص سموه على زيارة 3 مجالس في ليلة واحدة، وهذا يدل على التكاتف بين القيادة والشعب البحريني، وهذا تواصل محمود ويمثل ثقلا للمجتمع البحريني.
السفيرة التركية لرئيس التحرير: عودة تدريجية للسياحة في تركيا.. وزيادة المعدلات في الصيف القادم
وحول تأكيد سمو ولي العهد رئيس الوزراء الإصرار على تقدم البحرين، أوضح النائب الأول لرئيس الغرفة أن دور الغرفة يختلف عن دور السلطة التشريعية بمجلسيها النواب والشورى، حيث يقوم دورنا على تقديم الاستشارات، ولكن سموه أسس منهجية جديدة في التعاون والشراكة مع القطاع الخاص، من خلال الاستناد إلى الدراسات والإحصاءات للوقوف على ما يخدم الاقتصاد الوطني ويحقق الاستفادة للمواطن البحريني.
منهجية جديدة
وأضاف أن هذه المنهجية الجديدة قائمة على الحجة، وسموه دائما ما يؤكد لنا أن كل شيء قابل للتغيير إذا تمت تجربته ولم يحقق المرجو منه، ولكن يجب توفير البديل المدروس القائم على دراسة موضوعية شاملة، وحينها ستجد الأذن الصاغية، وهو نهج جديد في التواصل مع التجار.
وحول مردود هذه التعاون والشراكة على الاقتصاد البحريني، أكد خالد نجيبي أن الغرفة خاضت خلال السنوات الماضية تحديات كبيرة، كمشكلات جائحة كورونا وسلاسل الامداد والتضخم، وهي مشكلات خارجية وليست محلية، وعندما تواصلنا مع سمو ولي العهد رئيس الوزراء كان هناك تركيز على الأمور التي يمكننا أن نغيرها، ويكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد.
وبشأن نجاح الغرفة في التعريف بسلبيات التصريح المرن قال نجيبي: في البداية كانت هناك محاولات لتثبيط عزيمة الغرفة، حيث صور البعض أن الدراسات التي أعددناها سوف تذهب أدراج الرياح، ولكن في نهاية الأمر، قام سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بزيارة الغرفة وأعلن من داخلها إلغاء رسوم البنية التحتية وإلغاء التصريح المرن.
وأعرب النائب الأول لرئيس مجلس إدارة الغرفة عن تفاؤله بالمستقبل من خلال النهج الجديد الذي يتبناه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، القائم على طرح البدائل الموضوعية لمواجهة التحديات، ووجود الآذان المصغية لهذه البدائل بعيدا عن الشكوى غير المجدية.
ودار حديث جانبي بين الأستاذ أنور عبدالرحمن ومحمد عبدالجبار الكوهجي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين حول الزيارة التي قامت بها الغرفة بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة ومجلس التنمية الاقتصادية للهند، حيث أكد الكوهجي أهمية هذه الزيارة في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين والاطلاع على التجربة الاقتصادية الهندية التي تحقق نجاحات لافتة خلال السنوات الأخيرة.
وقال الكوهجي إنه التقى أحد المسؤولين الهنود الذي كشف أن عدد المؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر في الهند يبلغ 600 مليون شركة، لافتا إلى أنهم استعانوا بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للقضاء على البيروقراطية التي تعيق عمل هذه الشركات، وأنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح لتقليص العقبات التي تواجه استمرارية هذه الشركات.
وعلق أنور عبدالرحمن قائلا إنه على الرغم من النجاحات الاقتصادية التي تحققها الهند مازالت معدلات الفقر عالية، لافتا إلى أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة كعصب للاقتصاد، وأن الشركات متناهية الصغر تسهم في خلق رواد أعمال في مجالات عدة بما يخدم الاقتصاد الوطني.
زيارة الهند
وأوضح النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة الغرفة أن الوضع الحالي في الهند يختلف عما كان عليه قبل عشر سنوات، الاقتصاد ينمو بقوة، وتطور تكنولوجيا المعلومات هناك يعتبر محركا أساسيا لانطلاقهم الاقتصادي، لأنهم وفروا تسهيلات كبيرة للشركات عبر التطبيقات الالكترونية.
وأشار الكوهجي إلى أن هناك رغبة متزايدة من المستثمرين الهنود للاستثمار في البحرين، وأن هناك استثمارات مباشرة بقيمة 50 مليون دولار مؤكدة في الطريق، وهناك استثمارات أخرى بقيمة نصف مليار دولار في طور التحضير والمشاورات، ونحن متفائلون بالمستقبل الاستثماري في المملكة.
وحول الزيارة المتوقعة لليابان وكوريا الجنوبية، أوضح محمد الكوهجي أن هذه الزيارة سوف تكون الشهر القادم، وسوف يكون ضمن الوفد المسافر الى هناك الشركات ذات العلاقة بمجالات التعاون المشتركة بين البحرين واليابان وكوريا، لأننا نهدف إلى خلق قنوات اتصال بين الشركات البحرينية والشركات اليابانية والكورية، لافتا إلى أن أول محرك بحري أنتج في اليابان تم تصديره إلى البحرين في 1960.
وأشار النائب الثاني لرئيس الغرفة إلى أن الاتجاه العالمي حاليا نحو الشرق، حيث باتت الاستثمارات في البلدان الآسيوية تحقق عوائد عالية.
وأكد الأستاذ أنور عبدالرحمن اتجاه قوة الاقتصاد نحو الشرق مع بزوغ قوى اقتصادية كالصين والهند وضعف الدول الأوروبية، التي لم تعد قادرة على المنافسة، رغم أنهم مازالوا يعانون من «عنطزة الامبراطوريات»، ونحن لدينا تاريخ ممتد مع دول الشرق.
واتفق معه محمد الكوهجي مؤكدا أن أوروبا صارت عجوزا.
والتقى الأستاذ أنور عبدالرحمن مع السفيرة إيسن تشاكيل، سفيرة الجمهورية التركية لدى مملكة البحرين، حيث استفسر منها عن أوضاع السياحة في تركيا بعد كارثة الزلزال، وقد أكدت أنها بدأت تعود تدريجيا وأنه من المتوقع أن ترتفع معدلات السياحة خلال الصيف القادم.
ميزانية الدولة
على صعيد آخر أكد د. عبدالعزيز أبل عضو لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى أن المجالس الرمضانية تفتح آفاقا واسعة للتواصل وتعزز النسيج الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، كما أنها ميزة في شهر رمضان تميز البحرين ودول الخليج، كما أن البحرين تتميز بفتح المجالس للجميع.
وحول مشروع الميزانية العامة للدولة المطروح على السلطة التشريعية حاليا، أوضح د. أبل أن الميزانية العامة هي من أهم المشاريع التي تطرح على مجلسي الشورى والنواب، لأنها تحمل أهمية كبيرة للبحرين ككل وللاقتصاد الوطني، ويجب أن يمرر في وقته حتى لا يتم الاعتماد على الميزانية السابقة وفق معدلات الانفاق التي حددتها القوانين في هذا الشأن.
وأضاف أن الانفاق الحكومي يفتح المجال أمام تعزيز مشاريع جديدة، ويعزز النمو الاقتصادي، كما يعطي مؤشرا على استقرار الآليات الدستورية في البلاد، لذلك فإن الميزانية تعد مشروعا مهما ليس فقط للقطاع الخاص ولكن لصورة البحرين ولجميع المؤشرات الدولية.
وبشأن استعدادات اللجنة المالية بمجلس الشورى لمشروع الميزانية قال د. عبدالعزيز أبل إن الاجتماعات المشتركة مع اللجنة المالية بمجلس النواب والحكومة لا بد أن تأتي بدعوة من رئيس مجلس النواب، وكل لجنة مالية في المجلسين تقوم حاليا بالتحضير لفترة أسبوعين قبل اللقاء المشترك، لافتا إلى أن الشورى ينظر إلى المصلحة العامة ومتطلبات استمرار النمو الاقتصادي ومتطلبات تعزيز دور القطاع الخاص، أو تنمية بعض القطاعات المهمة كالسياحة وغيرها.
وحول إعلان خفض عجز الميزانية في 2024، أكد عضو اللجنة المالية بمجلس الشورى ثقته في تحقيق المملكة هذا الأمر، طالما هناك جهد وتركيز في تحقيق هدف معين، والبحرين لديها قدرات تؤهلها لتحقيق هذا الهدف في ظل توجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وهناك فريق قادر على التجاوب مع الأهداف الموضوعة في هذا الشأن، معبرا عن تفاؤله بالمستقبل.
القطاع العقاري
وأكد عارف هجرس رئيس جمعية التطوير العقاري البحرينية أن المجالس الرمضانية هي ملتقى الأحبة والأخوة، ونترقبها سنويا للتلاقي، ولله الحمد هناك ترابط وتواصل بين أهل البحرين.
وبشأن القطاع العقاري أوضح هجرس أن القطاع العقاري في جميع دول العالم يواجه تحديات وخاصة بعد جائحة كورونا، لكننا نرصد اهتماما من الحكومة بمواجهة هذه التحديات في البحرين، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تسير الأمور إلى الأفضل خلال الفترة القادمة.
وحول توجيه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بإشراك ممتلكات كمطور في هذا القطاع، قال رئيس جمعية التطوير العقاري البحرينية إن ممتلكات شركة كبيرة ولها وزن وثقل في السوق البحريني، لذلك فإن تصريح سموه جاء في وقته وسوف يحفز الشركات الأخرى على الدخول في المشاريع العقارية أسوة بممتلكات، بما يعكس الثقة في السوق.
وعن مستقبل القطاع العقاري البحريني، أشار إلى أن هناك مقولة مأثورة تقول «القطاع العقاري يمرض ولا يموت»، وخاصة أن الطلب على الإسكان والعقار مستمر في ظل تزايد السكان في منطقة الخليج، التي تشهد نموا سكانيا يقابله زيادة في الطلب على الوحدات السكنية، منوها بمساهمات القطاع العقاري في البرامج الاسكانية التي طرحتها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني كمزايا وتسهيل، وهذا دور لم يكن موجودا قبل 10 سنوات، لأن الوزارة هي التي كانت تسيطر على الملف الإسكاني، وحاليا نرصد نتائج الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، والتي باتت توفر خيارات أوسع أمام المواطن البحريني، وهو ما يسرع وتيرة الطلبات الاسكانية، وهذا يحرك السوق، ولدينا سقف تطلعات عال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك