العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

مفاهيم ومصطلحات قرآنية مهمة (3)

بقلم: د. نظمي خليل أبوالعطا

الجمعة ١٤ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

‭(‬17‭) ‬بنان‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬بَلَى‭ ‬قَادِرِينَ‭ ‬عَلَى‭ ‬أَنْ‭ ‬نُسَوِّيَ‭ ‬بَنَانَهُ‭) ‬القيامة‭ (‬4‭).‬

قال‭ ‬الأصفهاني‭: ‬البنان‭: ‬الأصابع،‭ ‬قيل‭ ‬سميت‭ ‬بذلك‭ ‬لأن‭ ‬بها‭ ‬صلاح‭ ‬الأحوال‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للإنسان‭ ‬يُبنَّ‭ ‬بها،‭ ‬يريد،‭ ‬أي‭ ‬يقيم‭ ‬بها،‭ ‬ويقال‭: ‬أبنَّ‭ ‬بالمكان‭ ‬يُبنَّ‭ (‬أو‭ ‬أقام‭)‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬خُصَّ‭ ‬في‭ ‬قوله‭ (‬بَلَى‭ ‬قَادِرِينَ‭ ‬عَلَى‭ ‬أَنْ‭ ‬نُسَوِّيَ‭ ‬بَنَانَهُ‭) ‬القيامة‭ (‬4‭) ‬وقوله‭ ‬تعالى‭ (‬فَاضْرِبُوا‭ ‬فَوْقَ‭ ‬الْأَعْنَاقِ‭ ‬وَاضْرِبُوا‭ ‬مِنْهُمْ‭ ‬كُلَّ‭ ‬بَنَانٍ‭) ‬الأنفال‭ (‬12‭) ‬خصه‭ ‬لأجل‭ ‬أنهم‭ ‬بها‭ ‬تقاتل‭ ‬وتدافع،‭ ‬والبنة‭: ‬الرائحة‭ ‬التي‭ ‬تَبنَّ‭ ‬بما‭ ‬تعلق‭ ‬به‭ (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن‭ (‬ص‭ ‬147‭)).‬

ومما‭ ‬أوردته‭ ‬المعارف‭ ‬العلمية‭ ‬الحديثة‭ ‬ما‭ ‬يدلك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأصابع‭ ‬من‭ ‬أدق‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬تركيب‭ ‬الإنسان‭ (‬ظاهريا‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬البصمات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬عليها‭ ‬علامة‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬صاحبها‭ ‬بذاته‭ ‬تميزه‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬السابقين‭ ‬والمعاصرين‭ (‬واللاحقين‭) ‬وقد‭ ‬اعتمد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الأدلة‭ ‬الجنائية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الإشارات‭ (‬العلمية‭) ‬القرآنية‭ ‬التي‭ ‬تخاطب‭ ‬البشر‭ ‬المحدثين‭ ‬بما‭ ‬وصلوا‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬علمي‭ ‬بمدى‭ ‬الدقة‭ ‬التي‭ ‬تبلغها‭ ‬قدرة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬بعث‭ ‬الإنسان‭ ‬بعد‭ ‬موته‭ ‬وإعادته‭ ‬بكامل‭ ‬تركيبه‭ ‬وأخص‭ ‬دقائقه‭.‬

ودقة‭ ‬الأصابع‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬شكلها‭ ‬وحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬وظائفها‭ ‬كذلك‭ ‬فلولا‭ ‬الهيئة‭ ‬التشريحية‭ ‬ليد‭ ‬الإنسان‭ ‬بتركيب‭ ‬عظامها‭ ‬وما‭ ‬يحركها‭ ‬لما‭ ‬تمكن‭ ‬الإنسان‭ ‬دون‭ ‬الحيوان‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬الدقيق‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬به‭ ‬الكتابة‭ ‬والصناعة‭ ‬والفنون‭ ‬بأنواعها‭. ‬وهذا‭ ‬المحور‭ ‬الفريد‭ ‬بين‭ ‬مخ‭ ‬الإنسان‭ ‬ويده‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬عليه‭ ‬حضارة‭ ‬الإنسان،‭ ‬فتبارك‭ ‬الله‭ ‬أحسن‭ ‬الخالقين‭ (‬معجم‭ ‬الطب،‭ ‬قاموس‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬‭ ‬الكويت‭ (‬ط‭ ‬2‭) (‬ص‭ ‬53‭) (‬2005م‭).‬

‭(‬18‭) ‬التراقي‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬كَلَّا‭ ‬إِذَا‭ ‬بَلَغَتِ‭ ‬التَّرَاقِيَ‭) ‬القيامة‭ (‬26‭)‬،‭ ‬والتراقي‭ ‬جمع‭ ‬ترقوة‭ ‬وهي‭ ‬عظم‭ ‬وصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ثغرة‭ ‬النحر‭ ‬والعانق‭ (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن‭ ‬‭ ‬الراغب‭ ‬الأصفهاني‭ (‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص‭ ‬166‭)).‬

والتراقي‭ ‬جمع‭ ‬ترقوة،‭ ‬وهي‭ ‬العظمة‭ ‬الطويلة‭ ‬الموضوعة‭ ‬وضعا‭ ‬أفقيا‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأمامي‭ ‬العلوي‭ ‬للصدر‭ ‬يمينا‭ ‬ويسارا‭ ‬وطرف‭ ‬الترقوة‭ ‬الوحشي‭ (‬الخارجي‭) ‬يتمفصل‭ ‬مع‭ ‬النتوء‭ ‬الإخرومي‭ ‬لعظم‭ ‬لوح‭ ‬الكتف،‭ ‬أما‭ ‬الطرف‭ ‬الإنسي‭ (‬الداخلي‭) ‬فيمكن‭ ‬حسه‭ ‬دائما‭ ‬ورؤيته‭ ‬غالبا،‭ ‬ويتمفصل‭ ‬مع‭ ‬عظم‭ ‬القصِّ‭ ‬ومع‭ ‬غضروف‭ ‬الضلع‭ ‬الأول،‭ ‬والترقوة‭ ‬محدبة‭ ‬من‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬ثلثيها‭ ‬الإنسيين‭ ‬مقعرة‭ ‬للخلف‭ ‬في‭ ‬ثلثها‭ ‬الوحشي،‭ ‬واتصال‭ ‬الثلث‭ ‬الوحشي‭ ‬بالثلثين‭ ‬الإنسيين‭ ‬هو‭ ‬أضعف‭ ‬مناطق‭ ‬الترقوة‭ ‬وأكثرها‭ ‬عرضة‭ ‬للكسر‭ ‬في‭ ‬الإصابات‭ ‬والصدمات‭ (‬معجم‭ ‬الطب،‭ ‬قاموس‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ (‬المرجع‭ ‬السابق‭) (‬ص‭ ‬57‭)).‬

‭(‬19‭) ‬خمط‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬وَبَدَّلْنَاهُمْ‭ ‬بِجَنَّتَيْهِمْ‭ ‬جَنَّتَيْنِ‭ ‬ذَوَاتَيْ‭ ‬أُكُلٍ‭ ‬خَمْطٍ‭) ‬سبأ‭ (‬16‭).‬

قال‭ ‬الأصفهاني‭: (‬الخمْط‭: ‬شجر‭ ‬لا‭ ‬شوك‭ ‬له،‭ ‬قيل‭: ‬هو‭ ‬شجر‭ ‬الأراك،‭ ‬والخمطة‭: ‬الخمرُ‭ ‬إذا‭ ‬حمضت‭.) (‬انتهى‭).‬

والخمط‭: ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬ثمارا‭ ‬مرة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أكلها،‭ ‬وذلك‭ ‬لشدة‭ ‬مرارتها‭ ‬أو‭ ‬أشجار‭ ‬ذوات‭ ‬شوك‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬ثمار‭ ‬يُنتفع‭ ‬بها‭.‬

وقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬الخمط‭ ‬في‭ ‬الآية‭ ‬وجوه‭ ‬كثيرة‭ ‬ويتضح‭ ‬من‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬أن‭ ‬الخمط‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينتفع‭ ‬بثمارها،‭ ‬ولقد‭ ‬حرم‭ ‬الله‭ ‬سبأ‭ (‬بكفرهم‭) ‬نعمة‭ ‬الجنات‭ ‬وثمارها‭ ‬لما‭ ‬أعرضوا‭ ‬عن‭ ‬شكر‭ ‬الله،‭ ‬وبدلت‭ ‬هذه‭ ‬الجنات‭ ‬صحراء‭ ‬ليس‭ ‬بها‭ ‬سوى‭ ‬أشجار‭ ‬تنتج‭ ‬ثمارا‭ ‬مرة‭ ‬وقليل‭ ‬من‭ ‬السدر‭ ‬المثمر‭. (‬معجم‭ ‬النبات‭ ‬‭ ‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص56‭).‬

من‭ ‬هنا‭ ‬نفهم‭ ‬أن‭ ‬البطر‭ ‬وعدم‭ ‬الشكر‭ ‬وسوء‭ ‬استخدام‭ ‬النعم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬زوالها‭.‬

‭(‬20‭) ‬دابة‭ ‬الأرض‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬فَلَمَّا‭ ‬قَضَيْنَا‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬الْمَوْتَ‭ ‬مَا‭ ‬دَلَّهُمْ‭ ‬عَلَى‭ ‬مَوْتِهِ‭ ‬إِلَّا‭ ‬دَابَّةُ‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬تَأْكُلُ‭ ‬مِنْسَأَتَهُ‭) ‬سبأ‭ (‬14‭).‬

ودابة‭ ‬الأرض‭ ‬هي‭ ‬الأرضة‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬النمل‭ ‬الأبيض،‭ ‬ولو‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬النمل‭ ‬وتجمع‭ ‬على‭ ‬أرَضَ‭.‬

والأرضة‭ ‬حشرات‭ ‬صغار‭ ‬الحجم‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وتكون‭ ‬مستعمرات‭ ‬كمستعمرات‭ ‬النحل‭ ‬والنمل،‭ ‬تتألف‭ ‬من‭ ‬ملكة‭ ‬وملك‭ ‬وعاملات‭ ‬وجنود،‭ ‬وتقوم‭ ‬العاملات‭ ‬ببناء‭ ‬الأعشاش،‭ ‬وجلب‭ ‬الغذاء‭ ‬لسائر‭ ‬أفراد‭ ‬المستعمرة،‭ ‬أما‭ ‬الجنود‭ ‬فتتولى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المستعمرة‭ ‬مستعملة‭ ‬فكوكها‭ ‬القوية‭ ‬ومواد‭ ‬كيماوية‭ ‬سامة‭ ‬تفرزها‭ ‬ثم‭ ‬تطلعها‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها،‭ ‬والعاملات‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬عُمي‭ ‬وعُقّم‭ ‬ولها‭ ‬جلد‭ ‬رقيق‭ ‬أبيض‭ ‬أو‭ ‬أصفر‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كانت‭ ‬تسمية‭ ‬الأرضة‭ ‬بالنمل‭ ‬الأبيض‭.‬

ومن‭ ‬أعجب‭ ‬الأمور‭ ‬أن‭ ‬الأرضة‭ ‬لا‭ ‬تحيا‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬السليلوز،‭ ‬وهو‭ ‬المادة‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬الخشب‭ ‬وهو‭ ‬مادة‭ ‬كربوهيدراتية‭ ‬شديدة‭ ‬التعقيد،‭ ‬ولكن‭ ‬الحيوانات‭ ‬بعامة‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬الإفادة‭ ‬من‭ ‬السليلوز‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬مزودة‭ ‬بالإنزيمات‭ ‬المحللة‭ ‬للسليلوز‭ ‬والتي‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬جلوكوز‭. ‬والأرضة‭ ‬في‭ ‬بطنها‭ ‬أعداد‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬البكتيريا‭ ‬المحللة‭ ‬للسليلوز‭ ‬والحيوانات‭ ‬الأولية‭ ‬المحللة‭ ‬للسليلوز‭ ‬أيضا،‭ ‬والأرضة‭ ‬تقرض‭ ‬الخشب‭ ‬وتطريه‭ ‬ليكون‭ ‬صالحا‭ ‬لأن‭ ‬تفعل‭ ‬فيه‭ ‬الكائنات‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬بطنها‭ (‬معجم‭ ‬الحيوان‭ ‬‭ ‬قاموس‭ ‬القرآن‭ (‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص‭ ‬128‭)).‬

وهذه‭ ‬الدوبية‭ ‬هاجمت‭ ‬عصا‭ ‬سيدنا‭ ‬سليمان‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬متكأ‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬أكلتها‭ ‬وسقط‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

‭(‬21‭) ‬زوج‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬وَمِنْ‭ ‬كُلِّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬خَلَقْنَا‭ ‬زَوْجَيْنِ‭ ‬لَعَلَّكُمْ‭ ‬تَذَكَّرُونَ‭) ‬الذاريات‭ (‬49‭)‬

هذه‭ ‬الآية‭ ‬من‭ ‬الآيات‭ ‬التي‭ ‬جهل‭ ‬العلمانيون‭ (‬بفتح‭ ‬العين‭) ‬معناها‭ ‬وقصروها‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬معانيها‭ ‬وهو‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى‭ ‬واتخذوا‭ ‬منها‭ ‬مادة‭ ‬لإثارة‭ ‬الشبه‭ ‬عند‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬ويقولون‭ ‬لهم‭ (‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬زوجين‭) ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى‭.‬

قال‭ ‬الراغب‭ ‬الأصفهاني‭: (‬يقال‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬القرينين‭ ‬من‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى‭ ‬في‭ ‬الحيوانات‭ ‬المتزاوجة‭ ‬زوج،‭ ‬ولكل‭ ‬قرينين‭ ‬فيها‭ ‬وفي‭ ‬غيرها‭ ‬زوج،‭ ‬كالخف‭ ‬والنعل،‭ ‬ولكل‭ ‬ما‭ ‬يقترن‭ ‬بآخر‭ ‬مماثله‭ ‬أو‭ ‬مضادا‭ ‬زوج،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬فَجَعَلَ‭ ‬مِنْهُ‭ ‬الزَّوْجَيْنِ‭ ‬الذَّكَرَ‭ ‬وَالْأُنْثَى‭) ‬القيامة‭ (‬39‭) ‬قال‭: (‬وَزَوْجُكَ‭ ‬الْجَنَّةَ‭) ‬البقرة‭ (‬35‭)‬،‭ ‬وزوْجَة‭ ‬لغة‭ ‬رديئة‭ ‬وجمعها‭ ‬زوجات‭ ‬قال‭ ‬الشاعر‭:‬

فبكا‭ ‬بناتي‭ ‬َشجوهن‭ ‬وزوجتي‭ ‬ والأقربون‭ ‬ثم‭ ‬إلىّ‭ ‬تصدعوا

وقال‭ ‬تعالى‭: (‬احْشُرُوا‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬ظَلَمُوا‭ ‬وَأَزْوَاجَهُمْ‭) ‬الصافات‭ (‬22‭) ‬أي‭ ‬أقرانهم‭ ‬المقتدين‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬أفعالهم،‭ (‬لَا‭ ‬تَمُدَّنَّ‭ ‬عَيْنَيْكَ‭ ‬إِلَىٰ‭ ‬مَا‭ ‬مَتَّعْنَا‭ ‬بِهِ‭ ‬أَزْوَاجًا‭ ‬مِنْهُمْ‭) ‬الحجر‭(‬88‭) ‬أي‭: ‬أشباها‭ ‬وأقرانا،‭ ‬وقوله‭: (‬سُبْحَانَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬خَلَقَ‭ ‬الْأَزْوَاجَ‭) ‬يس‭ (‬36‭)‬،‭ (‬وَمِنْ‭ ‬كُلِّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬خَلَقْنَا‭ ‬زَوْجَيْن‭) ‬الذاريات‭ (‬49‭)‬،‭ ‬فتبينه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأشياء‭ ‬كلها‭ ‬مركبة‭ ‬من‭ ‬جوهر‭ ‬وعَرَض،‭ ‬ومادة‭ ‬وصورة،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يتعرى‭ ‬من‭ ‬تركيب‭ ‬يقتضي‭ ‬كونه‭ ‬مصنوعا،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬صانع‭ ‬تنبيها‭ ‬أنه‭ ‬تعالى‭ ‬هو‭ ‬الفرد،‭ ‬وقوله‭: (‬خَلَقْنَا‭ ‬زَوْجَيْن‭) ‬الذاريات‭ (‬49‭)‬،‭ ‬فبين‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬زوج‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬ضداً،‭ ‬أو‭ ‬مثلا‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬تركيبا‭ ‬ما‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬ينفك‭ ‬بوجه‭ ‬من‭ ‬تركيب،‭ ‬وقوله‭ ‬تعالى‭ (‬أَزْوَاجًا‭ ‬مِنْ‭ ‬نَبَاتٍ‭ ‬شَتَّى‭) ‬طه‭ (‬53‭)‬،‭ ‬أي‭: ‬أنواعا‭ ‬متشابهة‭ ‬وكذلك‭ ‬قوله‭ (‬مِنْ‭ ‬كُلِّ‭ ‬زَوْجٍ‭ ‬كَرِيمٍ‭) ‬لقمان‭ (‬10‭)‬،‭ (‬ثَمَانِيَةَ‭ ‬أَزْوَاجٍ‭) ‬الأنعام‭ (‬143‭)‬،‭ ‬أي‭: ‬أصناف،‭ ‬وقوله‭ (‬وَكُنْتُمْ‭ ‬أَزْوَاجًا‭ ‬ثَلَاثَةً‭) ‬الواقعة‭ (‬7‭) ‬أي‭: ‬قرناء‭ ‬ثلاثا‭... (‬وَزَوَّجْنَاهُمْ‭ ‬بِحُورٍ‭ ‬عِينٍ‭) ‬الدخان‭ (‬54‭) ‬أي‭: ‬قرناهم‭ ‬بهن‭. (‬انتهى‭) (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن،‭ (‬ص‭ ‬384‭)).‬

هكذا‭ ‬تُرد‭ ‬الشبهة‭ ‬على‭ ‬الجهلاء،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬النبات‭ ‬أزواجا‭ ‬ذكرا‭ ‬وأنثى،‭ ‬ومن‭ ‬البكتيريا‭ ‬أزواجا،‭ ‬ومن‭ ‬الحيوان‭ ‬أزواجا،‭ ‬ومن‭ ‬الفطريات‭ ‬أزواجا،‭ ‬وفي‭ ‬الجزيء‭ ‬الوراثي‭ ‬أزواجا،‭ ‬والصبغيات‭ (‬الكروموسومات‭) ‬أزواجا‭. ‬هذا‭ ‬والله‭ ‬أعلم‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا