العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

واجبات المسلم في يوم العيد

الجمعة ٢٨ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭ ‬الدكتور‭: ‬أحمـد‭ ‬علي‭ ‬سليمـان

 

يوم‭ ‬العيد‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬التعاطف‭ ‬والتساند‭ ‬والتآلف‭ ‬وتأكيد‭ ‬أواصر‭ ‬المحبة،‭ ‬وتعظيم‭ ‬صلة‭ ‬الرحم‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭.. ‬وعيد‭ ‬الفطر‭ ‬يسمى‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬بيوم‭ ‬الجائزة؛‭ ‬لأن‭ ‬الملائكة‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬تخصص‭ ‬لكل‭ ‬صائم‭ ‬بطاقة‭ ‬فيها‭ ‬طاعاته‭ ‬طوال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬ثم‭ ‬تدخر‭ ‬هذه‭ ‬الجوائز‭ ‬في‭ ‬الملأ‭ ‬الأعلى‭ ‬حتى‭ ‬يقوم‭ ‬الناس‭ ‬لرب‭ ‬العالمين‭. ‬

والعيد‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬مشتق‭ ‬من‭ ‬العود‭ ‬لتكرره‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وقيل‭: ‬لكثرة‭ ‬عوائد‭ ‬الله‭ ‬وفضائله‭ ‬على‭ ‬عباده،‭ ‬ولعود‭ ‬البهجة‭ ‬والفرح‭ ‬والسرور‭ ‬بعوده‭ ‬وتكراره‭.. ‬والعيد‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬يعني‭ ‬الفرح‭ ‬في‭ ‬أسمى‭ ‬معانيه‭.. ‬الفرح‭ ‬في‭ ‬الطاعة‭ ‬والقرب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬والفوز‭ ‬برضاه‭.. ‬الفرح‭ ‬لفرح‭ ‬الأمة‭ ‬إذا‭ ‬حققت‭ ‬ما‭ ‬تصبو‭ ‬إليه‭.. ‬الفرح‭ ‬بكف‭ ‬بكاء‭ ‬اليتيم‭ ‬وكفالته‭ ‬وإدخال‭ ‬السرور‭ ‬عليه‭.. ‬الفرح‭ ‬بإغناء‭ ‬الفقير‭ ‬والمسكين‭ ‬والمحتاج‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬الناس‭.. ‬الفرح‭ ‬بنهضة‭ ‬الأمة‭ ‬وتوحدها‭ ‬لمواجهة‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أعدائها‭.. ‬الفرح‭ ‬بفضل‭ ‬الله،‭ ‬مصداقا‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: (‬قُلْ‭ ‬بِفَضْلِ‭ ‬اللّهِ‭ ‬وَبِرَحْمَتِهِ‭ ‬فَبِذَلِكَ‭ ‬فَلْيَفْرَحُواْ‭ ‬هُوَ‭ ‬خَيْرٌ‭ ‬مِّمَّا‭ ‬يَجْمَعُونَ‭) (‬يونس‭: ‬58‭).. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬معنى‭ ‬الفرح‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬وعلمنا‭ ‬رسولنا‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬أن‭: ‬‮«‬مَثَلُ‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬توادهم‭ ‬وتراحمهم‭ ‬وتعاطفهم‭ ‬مثل‭ ‬الجسد‭ ‬إذا‭ ‬اشتكى‭ ‬منه‭ ‬عضو‭ ‬تداعى‭ ‬له‭ ‬سائر‭ ‬الجسد‭ ‬بالسهر‭ ‬والحمى‮»‬‭ (‬رواه‭ ‬مسلم‭) ‬وعلمنا‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يهتم‭ ‬بأمر‭ ‬المسلمين‭ ‬فليس‭ ‬منهم‭..‬

وتتجلى‭ ‬فلسفة‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬العبادة‭ ‬وإحيائه‭ ‬بالصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬والتضرع،‭ ‬وتلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬والتكبير‭ ‬والتهليل‭ ‬والتحميد‭ ‬وكثرة‭ ‬الذكر‭ ‬والشكر‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬وفي‭ ‬المساجد‭ ‬والبيوت‭ ‬إظهارًا‭ ‬لشعائر‭ ‬العيد‭ ‬وقوة‭ ‬المسلمين‭ ‬وترابطهم‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬المبارك‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننتهج‭ ‬نهج‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يغتسل‭ ‬ويتطيب‭ ‬ويلبس‭ ‬أجمل‭ ‬ثيابه،‭ ‬ويفطر‭ ‬على‭ ‬تمرات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬المصلى،‭ ‬قال‭ ‬أنس‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭): ‬كان‭ ‬النبي‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬لا‭ ‬يغدو‭ ‬يوم‭ ‬الفطر‭ ‬حتى‭ ‬يأكل‭ ‬تمرات‭ ‬ويأكلهن‭ ‬وترًا‭.. ‬وكان‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬المصلى‭ ‬مبكرًا‭ ‬ومكبرًا،‭ ‬يذهب‭ ‬من‭ ‬طريق،‭ ‬ويعود‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬آخر،‭ ‬وكان‭ ‬يصلى‭ ‬في‭ ‬الخلاء‭ ‬حتى‭ ‬يتجمع‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد‭.. ‬وكان‭ ‬يؤخر‭ ‬صلاة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬قليلًا،‭ ‬يذكر‭ ‬الناس‭ ‬بأداء‭ ‬زكاة‭ ‬الفطر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصلي،‭ ‬ويسن‭ ‬لجميع‭ ‬المسلمين‭ -‬حتى‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والشيوخ‭ ‬أن‭ ‬يتوجهوا‭ ‬للمصلى،‭ ‬ويشهدوا‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬حتى‭ ‬يعم‭ ‬الترابط،‭ ‬وتسود‭ ‬المحبة‭ ‬والألفة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬المبارك‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬الرحم،‭ ‬ونعفو‭ ‬عن‭ ‬المسيء،‭ ‬ونُفشي‭ ‬السلام،‭ ‬ونُطعم‭ ‬الطعام،‭ ‬لقول‭ ‬النبي‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): ‬‮«‬يَا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬النَّاسُ‭ ‬أَفْشُوا‭ ‬السَّلاَمَ‭ ‬وَأَطْعِمُوا‭ ‬الطَّعَامَ‭ ‬وَصَلُّوا‭ ‬بِاللَّيْلِ‭ ‬وَالنَّاسُ‭ ‬نِيَامٌ‭ ‬تَدْخُلُوا‭ ‬الْجَنَّةَ‭ ‬بِسَلاَم‮»‬‭ (‬أخرجه‭ ‬ابن‭ ‬ماجة‭) ‬وينبغي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقلع‭ ‬عن‭ ‬العادات‭ ‬السيئة،‭ ‬كالإسراف‭ ‬والتبذير‭ ‬والضوضاء‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬من‭ ‬الألعاب‭ ‬النارية‭... ‬وغيرها‭... ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬في‭ ‬ذكر‭ ‬وشكر‭ ‬دائمين‭ ‬لله‭. ‬ويجب‭ ‬علينا‭ ‬كذلك‭ ‬عيادة‭ ‬المريض،‭ ‬وإدخال‭ ‬البهجة‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬بوسائل‭ ‬الترفيه‭ ‬المباحة‭ ‬شرعًا،‭ ‬وأن‭ ‬نوسع‭ ‬عليهم‭ ‬وعلى‭ ‬الفقراء‭ ‬واليتامى‭ ‬والمساكين‭... ‬حتى‭ ‬يعم‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬جنبات‭ ‬أرض‭ ‬الله‭.. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وحضراتكم‭ ‬جميعا‭ ‬بخير‭ ‬وعافية‭.‬

عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية

الحاصل‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬خدمة‭ ‬الدعوة‭ ‬والفقه‭ ‬الإسلامي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا