أثار نادي باربار الرياضي إعجابي وهذا أولا، ولفت انتباهي ثانيا، وثالثا شدني إليه باحثا وسائلا ومتطلعا ومستكشفا، وأما رابعا وليس أخيرا طبعا فقد استوقفني الرقم القياسي الذي بحوزته (8 ألقاب في موسم واحد) عبر ما حققه أبناء باربار في هذا الموسم على مستوى عدد الألقاب في مسابقات لعبة واحدة وهي كرة اليد، وخامسا فقد فجّر نادي باربار قريحتي الصحفية وإن كان الأمر ليس بغريب عليه حيث اعتاد تكرار الأمر، لكنه مدهش وصادم بالنسبة إلي ومحفز على تدفق حروف وكلمات الإشادة والإسهاب والإطناب في هكذا إنجاز رياضي محلي عظيم يجب ألا يمر علينا مرور الكرام وألا يبقى بعيدا عن حبرنا ولا عن القراءات الصحفية المنصفة.
ولا أدري حتى كتابة هذا الروبورتاج الصحفي السريع والبسيط، وهذه الحروف والكلمات المتواضعة جدا بحق هذا الجانب الرياضي المهم للغاية، سواء كانت هناك إحصائية رسمية موثقة لمثل هذه الأرقام القياسية المتميزة أم لا؟ وإن كانت هناك إمكانية لنا كمتابعين للعبة للرجوع إليها في أي وقت نريد والاعتماد عليها سواء لدى الإخوة المعنيين في الأندية صاحبة الشأن أو لدى الجهات الرسمية ممن لها صلة تنظيمية مباشرة بمسابقات اللعبة، فنادي باربار الذي اليوم أنا بصدد تميزه اللافت ورقمه القياسي الأخير المستحق للكتابة عنه على العكس من أي أرقام ضعيفة إلى جانبه لدى أي ناد آخر مهتم ومشارك في ذات المسابقات وتحت ذات المظلة التي ينشرها الاتحاد البحريني لكرة اليد.
مسك الغيث
ولنقترب بمحاولتنا الصحفية الفردية هذه أكثر وأكثر من المحيط الواسع والمتشعب لانتصارات وإنجازات نادي باربار، فيستقبلنا في محطتنا الأولى انتصاره الأخير المبهر ضمن منافسات مبادرة «دوري خالد بن حمد لجيل الذهب» وهي في نسختها الأولى، وما تشهده قاعدة اللعبة في باربار العراقة اليدوية من قوة ومتانة ورقي لافت ومستويات فنية عالية وفريدة من نوعها، إضافة إلى ما تشهده اللعبة من إبداع من نوع خاص وزج لمواهب فذة تبشر بالخير وبمستقبل باهر لكرة اليد في مملكة البحرين وبتطور كبير في هذا المحيط المتلاطم بالمواهب عاما بعد عام.
فقد تمكن فريق نادي باربار في مساء يوم الأربعاء الماضي بحضور ومتابعة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية من إحراز لقب كأس دوري خالد بن حمد لجيل الذهب لكرة اليد، وجاء ذلك بعدما تمكن فريق باربار من الفوز على فريق نادي الدير بنتيجة 40-28 في المباراة الختامية التي جمعت الفريقين على صالة الاتحاد البحريني لكرة الطاولة بمجمع صالات عيسى بن راشد، في ظل حضور سمو الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة، سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء نائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، د. عبدالرحمن صادق عسكر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة، الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة الطاولة، علي عيسى إسحاقي رئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد وعدد من المسؤولين الرياضيين ولفيف من جمهور الناديين.
وبهذا الفوز جمع نادي باربار لقبي الدوري والكأس في نفس المسابقة التي تحقق الكثير من أهدافها المرسومة والمنشودة في تطوير فرق الفئات العمرية وصناعة المنتخبات القوية التنافسية والقادرة على المحافظة على مكانة اللعبة وتعزيز النجاحات والمكتسبات ومتابعة حصد الإنجازات على مختلف الأصعدة والمستويات والمنافسات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، واستحق باربار لقب الدوري إثر فوزه على فريق نادي الشباب بنتيجة 30-27.
سباق الإنجازات
ونتابع سلسلة الإنجازات والإبداعات لنادي باربار حيث أحرز أبناؤه لقب مسابقة كأس الرئيس لكرة اليد للموسم الرياضي 2022/2023، وجاء ذلك بعد فوز فريق نادي باربار على فريق نادي سماهيج بنتيجة 26-24 في المباراة الختامية التي جمعت الفريقين في مشهد تنافسي كبير، وإضافة إلى هذا فقد سبق لفريق نادي باربار أن أحرز للعام الثاني على التوالي لقب مسابقة دوري الناشئين لكرة اليد للموسم الرياضي 2022/2023 بعد فوزه على فريق النادي الأهلي بنتيجة 40-38، ولقب كأس الناشئين بعد تكرار فوزه على الأهلي بنتيجة 36-34.
وكما سبق لنادي باربار أن أضاف إلى خزينته في هذا الموسم لقب مسابقة كأس الأشبال تحت 16 سنة لكرة اليد للموسم الرياضي 2022/2023، وجاء ذلك بعد فوز فريق نادي باربار على فريق نادي سماهيج بنتيجة 38-32، وسبق لهذا الفريق الواعد في فئة الأشبال «عمر تحت 16 سنة» أن فاز أيضا بلقب دوري الأشبال لكرة اليد للموسم الرياضي 2022/2023، واستحق صغار باربار ومستقبل لعبة كرة اليد بالنادي اللقب بعد فوزهم كذلك على فريق نادي سماهيج بنتيجة 33-32 في المباراة الختامية للمسابقة، وأحرز بكل جدارة وتفوق لقب مسابقة كأس الشباب للموسم الرياضي 2022/2023 بعد الفوز في المباراة النهائية على فريق نادي الشباب بنتيجة 41-40.
امتداد للهيمنة
وبتتويجه بكل هذه الألقاب في الفئات العمرية يحافظ باربار على موقعه الريادي ويؤكد من جديد أنه زعيم لمسابقات الفئات العمرية وأن كل ذلك هو امتداد لهيمنته المعتادة، كما يبين للجميع متانة القاعدة في هذا النادي العريق وما ينتظره من مستقبل متميز في لعبة كرة اليد على وجه الخصوص، وأتذكر أن نادي باربار سبق له أن حقق لقب دوري الأشبال في الموسم الماضي 2021/2022 بعد الفوز على فريق نادي سماهيج بنتيجة 30-25، كما فاز هذا الفريق بلقب دوري الناشئين للموسم الماضي بعد فوزه على فريق نادي الاتفاق بنتيجة 40-33 وفاز بلقب مسابقة كأس الناشئين للموسم الماضي أيضا إثر فوزه في المباراة الختامية على الاتفاق بنتيجة 28-27.
وأتذكر أنه توج أيضا بلقب دوري التجمع تحت 14 سنة لكرة اليد للموسم 2021/2022، وجاء ذلك بعد إقامة مباريات الجولة العاشرة الأخيرة، التي جمعت فريق نادي التضامن مع فريق نادي الاتفاق وفريق النادي الأهلي مع فريق ناي الدير، أعقبتها مباراتا فريق نادي باربار (أ) مع فريق نادي باربار (ب) وفريق نادي سماهيج مع فريق نادي توبلي، وفي ختام منافسات هذه المسابقة وما أسفرت عنه من نتائج استحق فريق نادي باربار (أ) التتويج بالمركز الأول، وجاء فريق نادي الدير في المركز الثاني أمام فريق النادي الأهلي الذي حلّ في المركز الثالث، وهذا جزء من امتداد الهيمنة الباربارية التي تشهدها اللعبة على مر المواسم الماضية.
لمسة أخيرة
الحديث عن نادي باربار من شأنه أن يفتح لنا الكثير من الأبواب على مستوى العطاء الرياضي الذي لا ينضب والنماذج والشخصيات الرياضية التي عملت وما تزال تعمل بكل تفان وإخلاص وإتقان ومهنية لخدمة الرياضة على المستوى الإداري وفي عديد الميادين الرياضية بهدف رفعة الشأن الرياضي في البلاد، فكل الرياضيين يتذكرون الدور الريادي الفريد من نوعه لنادي باربار وما لأبنائه من إسهامات في جماهيرية كرة القدم من خلال تنظيم بطولة التعارف التاريخية منذ انطلاقها في مطلع عقد السبعينيات وتوفيرها للأجواء التنافسية المثالية، وإسهامات في علو كرة اليد من خلال تقديم العديد من نجوم كرة اليد البارزين والمؤثرين في المشهد الرياضي للعبة.
وإن كانت لي كلمة أخيرة في هذا المقام الرياضي فهي الإشارة إلى ما يشهده فريق لعبة كرة اليد لفئة الكبار من تراجع في الأداء وعلى مستوى النتائج، وبالطبع هناك الأسباب الواقعية وراء ذلك، والتي هي في الواقع على خلاف التفوق البارز ونتائج النادي الراقية في بقية الفئات الأخرى، ولا أظن أن القائمين على لعبة كرة اليد والمعنيين بها في الجهازين الإداري والفني والمسؤولين في مجلس الإدارة بعيدون عنها أو لم يدرسوها ويحاولوا وضع الحلول لها، فهم الأكثر حرصا على أن يكتمل عقد التميز والجمال البنفسجي بإيجاد الحلقة المفقودة منه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك