العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

استمرار المعارك في الخرطوم بعد بدء سريان وقف جديد لإطلاق النار

الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

الخرطوم‭ - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬دوّت‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬ليل‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬أصوات‭ ‬معارك‭ ‬وغارات‭ ‬جوية‭ ‬رغم‭ ‬دخول‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬رسميا،‭ ‬كان‭ ‬يؤمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتيح‭ ‬خروج‭ ‬المدنيين‭ ‬وإدخال‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬نزاع‭ ‬أودى‭ ‬بنحو‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬ودفع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬لترك‭ ‬منازلهم‭. ‬

وبدأ‭ ‬سريان‭ ‬الهدنة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬أسبوعا،‭ ‬رسميا‭ ‬عند‭ ‬19‭:‬45‭ ‬بتوقيت‭ ‬جرينيتش‭ ‬قبل‭ ‬منتصف‭ ‬الليل،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬مصيرها‭ ‬مهدّد‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬كسابقاتها،‭ ‬إذ‭ ‬أفاد‭ ‬سكان‭ ‬في‭ ‬الضواحي‭ ‬الشمالية‭ ‬الشرقية‭ ‬للخرطوم‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عن‭ ‬سماع‭ ‬أصوات‭ ‬اشتباكات‭ ‬بعد‭ ‬موعد‭ ‬بدء‭ ‬وقف‭ ‬النار‭. ‬

وفي‭ ‬جنوب‭ ‬العاصمة،‭ ‬أفاد‭ ‬سكان‭ ‬عن‭ ‬‮«‬سماع‭ ‬أصوات‭ ‬غارات‭ ‬جوية‭ ‬بعد‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭ ‬للهدنة‮»‬‭.‬

وشهد‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬قتالا‭ ‬متواصلا‭ ‬لليوم‭ ‬السابع‭ ‬والثلاثين‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬دفع‭ ‬سكان‭ ‬الخرطوم‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬تقريبًا‭ ‬إلى‭ ‬ملازمة‭ ‬منازلهم‭ ‬وسط‭ ‬اقتتال‭ ‬وحرّ‭ ‬شديد‭ ‬ومعظمهم‭ ‬محرومون‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء‭ ‬والاتصالات‭. ‬وقال‭ ‬محمود‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬الإثنين‭ ‬‮«‬الطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬تقصف‭ ‬منطقتنا‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭ ‬وقوع‭ ‬‮«‬اشتباكات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الكدرو‭ ‬شمال‭ ‬الخرطوم‭ ‬بحري‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬يدور‭ ‬قتال‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الغابة‭ ‬بوسط‭ ‬الخرطوم‭. ‬وأفاد‭ ‬آخرون‭ ‬بوقوع‭ ‬‮«‬اشتباكات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بيت‭ ‬المال‭ ‬قرب‭ ‬مقر‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬بأم‭ ‬درمان‮»‬‭ ‬غرب‭ ‬العاصمة‭.‬

منذ‭ ‬15‭ ‬أبريل،‭ ‬يشهد‭ ‬السودان‭ ‬نزاعًا‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬تسبب‭ ‬بمقتل‭ ‬نحو‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬غالبيتهم‭ ‬مدنيون‭ ‬ودفع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬سوداني‭ ‬إلى‭ ‬النزوح‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬مجاورة‭. ‬

الأحد،‭ ‬أعلنت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مشترك‭ ‬أنّ‭ ‬ممثّلي‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬وقوّات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬وافقوا‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬مدّته‭ ‬أسبوع‭ ‬بدأ‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬19‭,‬45‭ ‬بتوقيت‭ ‬جرينتش‭ ‬أمس‭. ‬

أعلن‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬الطرفَين‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬احترام‭ ‬هذه‭ ‬الهدنة‭ ‬التي‭ ‬رحّبت‭ ‬بها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬والهيئة‭ ‬الحكومية‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بالتنمية‭ (‬إيجاد‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬تعهّد‭ ‬الطرفان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬انتهاكه‭. ‬

وخلّفت‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتيّة،‭ ‬إذ‭ ‬خرجت‭ ‬معظم‭ ‬المستشفيات‭ ‬عن‭ ‬الخدمة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬أو‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬غربيّ‭ ‬البلاد‭ ‬حيث‭ ‬يشتدّ‭ ‬القتال‭ ‬أيضًا‭. ‬

في‭ ‬بلد‭ ‬مصارفه‭ ‬مغلقة‭ ‬وقوافل‭ ‬الإمدادات‭ ‬فيه‭ ‬تتعطّل‭ ‬بسبب‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭ ‬ونيران‭ ‬المدفعية‭ ‬والمعارك‭ ‬بين‭ ‬المباني‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬يتفاقم‭ ‬شح‭ ‬الغذاء‭ ‬فيما‭ ‬دُمّرت‭ ‬معظم‭ ‬مصانع‭ ‬الأغذية‭ ‬الزراعية‭ ‬أو‭ ‬نُهبت‭. ‬

وتطالب‭ ‬الطواقم‭ ‬الإنسانية‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬بتأمين‭ ‬ممرات‭ ‬آمنة‭ ‬لنقل‭ ‬الأدوية‭ ‬والوقود‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتوفير‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬تدهورا‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭. ‬

والأحد،‭ ‬جدّد‭ ‬مسؤول‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مارتن‭ ‬جريفيث‭ ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إيصال‭ ‬المساعدة‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬آمن‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يحتاج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬السودان‭ - ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬السكان‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬45‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬تقريبًا‭ - ‬إلى‭ ‬مساعدات‭. ‬

وفي‭ ‬حال‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب،‭ ‬قد‭ ‬يلجأ‭ ‬مليون‭ ‬سوداني‭ ‬إضافي‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬وفق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وتخشى‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬انتقال‭ ‬عدوى‭ ‬الاقتتال‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا