العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

ألوان

أرشيف الفن
محطات في حياة «شيخ الملحنين وزعيم المنشدين».. زكريا أحمد

الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬فراقه‭ ‬الحياة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬حاضرا‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬وموسيقاه‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬عبر‭ ‬رحلته‭ ‬الفنية،‭ ‬والتي‭ ‬مازالت‭ ‬تعيش‭ ‬بيننا‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬زكريا‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1896م‭.‬

كان‭ ‬والده‭ ‬أحمد‭ ‬حسن‭ ‬حافظًا‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬ويُحب‭ ‬سماع‭ ‬التواشيح،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكسب‭ ‬زكريا‭ ‬أحمد‭ ‬الحس‭ ‬الموسيقي‭ ‬منذ‭ ‬طفولته،‭ ‬أما‭ ‬والدته‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬تركية‭ ‬وتجيد‭ ‬الغناء‭ ‬التركي‭.‬

قرر‭ ‬والده‭ ‬أن‭ ‬يلحق‭ ‬ابنه‭ ‬بالأزهر،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬المشيخة‭ ‬والعلوم‭ ‬الدينية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬زكريا‭ ‬أحمد‭ ‬يبدأ‭ ‬قارئًا‭ ‬ومنشدًا،‭ ‬واكتسب‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬لقب‭ "‬الشيخ‭" ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يرتدي‭ ‬وقتها‭ (‬العمامة‭) ‬الخاصة‭ ‬بالمشايخ،‭ ‬لكن‭ ‬شغفه‭ ‬وانجذابه‭ ‬كان‭ ‬للموسيقى‭.‬

حرص‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬وسماع‭ ‬عبده‭ ‬الحامولي‭ ‬والشيخ‭ ‬سلامة‭ ‬حجازي،‭ ‬وقرر‭ ‬أن‭ ‬يدرس‭ ‬الموسيقى‭ ‬مع‭ ‬الشيخ‭ ‬درويش‭ ‬الحريري،‭ ‬الذي‭ ‬ألحقه‭ ‬ببطانة‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬محمود‭ ‬وقتها‭ ‬لآداء‭ ‬التواشيح‭ ‬الدينية‭.‬

ترك‭ ‬منزل‭ ‬والده؛‭ ‬بسبب‭ ‬معاناته‭ ‬من‭ ‬قسوة‭ ‬زوجة‭ ‬الأب‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬والدته‭.  ‬أكسبته‭ ‬دراسته‭ ‬لتجويد‭ ‬القرآن،‭ ‬ملكة‭ ‬في‭ ‬التلوين‭ ‬المقامي،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الارتجال‭ ‬الغنائي‭ ‬والإيقاعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وظّفه‭ ‬بذكائه‭ ‬الفطري‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬ألحانه‭ ‬التي‭ ‬اشتهر‭ ‬بها‭.‬

لحن‭ ‬1075‭ ‬أغنية‭ ‬خلال‭ ‬مشواره‭.‬

كان‭ ‬متأثرا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بسيد‭ ‬درويش،‭ ‬الذي‭ ‬التقى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬بدايته‭ ‬وأحب‭ ‬المسرح‭ ‬الغنائي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭.‬

حمل‭ ‬الراية‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬درويش‭ ‬فلحن‭ ‬لفرقة‭ ‬علي‭ ‬الكسار‭ ‬ونجيب‭ ‬الريحاني‭ ‬وزكي‭ ‬عكاشة‭ ‬ومنيرة‭ ‬المهدية،‭ ‬فقدم‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬لحن‭ ‬في‭ ‬65‭ ‬مسرحية‭ ‬خلال‭ ‬رحلته‭ ‬الفنية‭.‬

علاقته‭ ‬بأم‭ ‬كلثوم‭ ‬امتدت‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عامًا،‭ ‬منذ‭ ‬استمع‭ ‬لها‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬السنبلاوين،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬والدها‭ ‬وشقيقها‭ ‬بضرورة‭ ‬النزوح‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقديم‭ ‬حفلات‭ ‬غنائية‭. ‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬انقلبت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬لخلاف‭ ‬شديد‭ ‬نشب‭ ‬بينهما،‭ ‬حيث‭ ‬تعكرت‭ ‬المودة‭ ‬لعدم‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬المادية‭ ‬عن‭ ‬الألحان‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬لها،‭ ‬ففوجئت‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬بأستاذها‭ ‬زكريا‭ ‬أحمد‭ ‬يقيم‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية‭ ‬يطالبها‭ ‬فيها‭ ‬بمبلغ‭ ‬43‭ ‬ألفا‭ ‬و444‭ ‬جنيها‭ ‬مصريا‭ ‬منها‭ ‬ومن‭ ‬الإذاعة‭ ‬المصرية‭ ‬نظير‭ ‬حقوقه‭ ‬عن‭ ‬الأغاني،‭ ‬وانتهى‭ ‬الأمر‭ ‬بالصلح‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة‭.‬

لحن‭ ‬لأم‭ ‬كلثوم‭ ‬عدة‭ ‬روائع‭ ‬من‭ ‬بينها‭ "‬أنا‭ ‬في‭ ‬انتظارك،‭ ‬الأولة‭ ‬في‭ ‬الغرام،‭ ‬الورد‭ ‬جميل،‭ ‬غنيلي‭ ‬شوية‭ ‬شوية‭"‬،‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ "‬هوى‭ ‬صحيح‭ ‬الهوى‭ ‬غلاب‭" ‬قبل‭ ‬وفاته‭ ‬بأشهر،‭ ‬وبعد‭ ‬تصالحه‭ ‬مع‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭.‬

توفي‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬1961م‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا