العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

ألوان

آل سرحان فـي مملكة البحرين
الشجرة الطيبة دراسة في نسبهم وأحوالهم

الجمعة ١٤ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

كتاب‭ ‬كان‭ ‬حلما‭ ‬راودني‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد،‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬حقيقة‭ ‬وثمرة‭ ‬جهود‭ ‬بدأتها‭ ‬طيلة‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭ ‬تقريباً،‭ ‬فمنذ‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يونيو 2008م بدأت‭ ‬في‭ ‬تنفيذه‭ ‬وأنجزته‭ ‬عام‭ ‬2022م‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬فكرة‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬أتعثر‭ ‬بها‭ ‬الخطى‭ ‬والناس‭ ‬يتساءلون‭ ‬ويأملون‭ ‬ولادته‭ ‬حتى‭ ‬كادوا‭ ‬يفقدون‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬ولادة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬المستعصية‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬مررنا‭ ‬بها‭ ‬جميعاً‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنين‭ ‬فخرج‭ - ‬أخيراً‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬بعد‭ ‬عسر‭ ‬ومشقة‭.‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أصعب‭ ‬محطات‭ ‬تجاربي‭ ‬في‭ ‬التوثيق‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المادة‭ ‬التاريخية‭ ‬بسبب‭ ‬شح‭ ‬المعلومات‭ ‬وندرة‭ ‬مصادرها،‭ ‬ورحيل‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وأصحاب‭ ‬الذاكرة‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬آل‭ ‬سرحان‭ ‬وغيرهم‭.‬

سعيت‭ ‬جاهداً‭ ‬طيلة‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬متحملاً‭ ‬قبول‭ ‬الفكرة‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬ورفضها‭ ‬من‭ ‬الآخر،‭ ‬لذلك‭ ‬بقيت‭ ‬بعض‭ ‬العوائل‭ ‬من‭ ‬شجرة‭ ‬آل‭ ‬سرحان‭ ‬مجهولة‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬عنها‭ ‬شيئاً،‭ ‬ولم‭ ‬تتح‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬التعرف‭ ‬عليها‭ ‬تاركا‭ ‬البحث‭ ‬عنها‭ ‬إلى‭ ‬الآتين‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬لتوثيق‭ ‬ما‭ ‬جهلناه‭.‬

وصلت‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬واكتفيت‭ ‬بما‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬معلومات،‭ ‬وحين‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬طباعة‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬سارعت‭ ‬بطباعته‭ ‬في‭ ‬مطبعة‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬اخترت‭ ‬طباعة‭ ‬كتابي‭ ‬فيها،‭ ‬ومعظم‭ ‬كتبي‭ ‬التي‭ ‬ألفتها‭ ‬لدرايتي‭ ‬بجودة‭ ‬طباعتها‭ ‬ومهارة‭ ‬كوادرها‭ ‬في‭ ‬فرز‭ ‬الألوان‭ ‬واختيار‭ ‬الورق‭ ‬الجيد‭ ‬المناسب،‭ ‬ولأني‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬الجريدة‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬قرب‭ ‬من‭ ‬ورشات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬أقسام‭ ‬الجريدة‭.‬

توجت‭ ‬بحثي‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تسعة‭ ‬عشر‭ ‬مشجرة‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬آل‭ ‬سرحان‭ ‬أصولا‭ ‬وفروعاً‭ ‬واكتفيت‭ ‬لرفد‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬المهم‭ ‬بالكلمة‭ ‬والصورة‭ ‬وبالشرح‭ ‬والتفصيل،‭ ‬ليكون‭ ‬البداية‭ ‬الأولى‭ ‬الإصدار‭ ‬أول‭ ‬كتاب‭ ‬يؤرخ‭ ‬نسب‭ ‬العوائل‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬باعتباره‭ ‬مشروعاً‭ ‬تاريخيا‭ ‬ووثيقة‭ ‬تحفظ‭ ‬لأجيالنا‭ ‬تاريخ‭ ‬وتراث‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭.‬

ويهمني‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجدت‭ ‬عائلة‭ ‬آل‭ ‬سرحان‭ ‬وبين‭ ‬عوائلها‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬نسبها،‭ ‬عائلة‭ ‬سكنت‭ ‬قرية‭ ‬العكر‭ ‬البحرينية،‭ ‬وتعددت‭ ‬أسرها‭ ‬فكان‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬النويدرات‭ ‬والمعامير‭ ‬والديه‭ ‬وبعضها‭ ‬خارج‭ ‬الوطن‭ ‬كالمنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وبندر‭ ‬لنجة،‭ ‬ومسقط‭ ‬في‭ ‬عمان‭ ‬ودبي‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭. ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬نجد‭ ‬بعض‭ ‬كتابات‭ ‬الأقدمين‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬مذيلة‭ ‬بعبارة‭ ‬مثلاً‭ (‬العكري‭ ‬أصلا‭ ‬والنويدري‭ ‬مسكنا‭). ‬

يحدو‭ ‬بي‭ ‬الشوق‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العائلة،‭ ‬فمنذ‭ ‬سنة‭ ‬2008م‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬فيها‭ ‬البحث‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬2022م‭ ‬ترسخت‭ ‬عندي‭ ‬فكرة‭ ‬التقصي‭ ‬الجاد‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العائلة،‭ ‬وكم‭ ‬كنت‭ ‬تواقاً‭ ‬والأمل‭ ‬يأخذني‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬منجزاً‭ ‬يتصفحه‭ ‬الآباء‭ ‬والأبناء‭ ‬والأحفاد‭ ‬ليكون‭ ‬بعدنا‭ ‬وثيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬تحتفظ‭ ‬بها‭ ‬الأجيال‭. ‬

وبعد‭ ‬التقصي‭ ‬خلصت‭ ‬في‭ ‬بحثي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عائلة‭ ‬آل‭ ‬سرحان‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬العكر‭ ‬ونشأت‭ ‬فيها‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬إشكال‭ ‬فيه،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬أو‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬أو‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬دراية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عائلة‭ ‬آل‭ ‬سرحان‭ ‬البحرينية‭ ‬كان‭ ‬موطنها‭ ‬الأصلي‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬جاءت‭ ‬وانتشرت‭ ‬فروعها‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هو‭ ‬قول‭ ‬لا‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬دليل‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬قرينة‭ ‬دالة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سكن‭ ‬البحرين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬قبيلة‭ ‬عبد‭ ‬القيس‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬وأنها‭ ‬سكنت‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وأن‭ ‬آل‭ ‬سرحان‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬العائلات،‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬البلد‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬اسم‭ ‬العشيرة‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬إليها‭ ‬مباشرة‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭. ‬

وعلى‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬فإنّ‭ ‬ما‭ ‬وثقته‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭ ‬وما‭ ‬أوردته‭ ‬من‭ ‬مشجراتها‭ ‬المتنوعة‭ ‬للحصر‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬أصولها‭ ‬العكراوية‭ ‬المتنوعة‭ ‬بحكم‭ ‬كثرة‭ ‬عددها‭ ‬فغلب‭ ‬على‭ ‬بعضها‭ ‬مسميات‭ ‬مختلفة،‭ ‬فاشتهرت‭ ‬بها‭ ‬كعائلة‭ ‬الونّي‭ ‬والعكري‭ ‬وحميدان‭ ‬وآل‭ ‬حسين‭ ‬مثلا‭.‬

وقد‭ ‬اشتهرت‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭ ‬بعطائها‭ ‬العلمي‭ ‬والثقافي‭ ‬والفني‭ ‬ويشهد‭ ‬بذلك‭ ‬تاريخها‭ ‬النقي‭ ‬بدءا‭ ‬بمعلميها‭ ‬في‭ ‬كتاتيب‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬منذ‭ ‬القرنين‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬والخامس‭ ‬عشر‭ ‬الهجريين‭ ‬وصولا‭ ‬بكوادرها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬العلمية‭ ‬والأدبية،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬لمع‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬المكتبات‭ ‬والمحاماة‭ ‬وفي‭ ‬الكتابة‭ ‬والتوثيق‭ ‬وفي‭ ‬الطب‭ ‬والاقتصاد‭ ‬وإدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬والمحاسبة‭ ‬وفي‭ ‬الصيدلة‭ ‬والفن‭ ‬والتشكيل‭ ‬والخط‭ ‬العربي‭ ‬وأدبياته‭.‬

لذلك‭ ‬اختزنت‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭ ‬إرثا‭ ‬ملحوظاً‭ ‬مشهوداً‭ ‬لها‭ ‬بالأنشطة‭ ‬يعرفه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭ ‬وبخاصة‭ ‬الباحثون‭ ‬الذين‭ ‬تقلبت‭ ‬أنظارهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬تراثهم،‭ ‬فصبت‭ ‬نهايات‭ ‬جهودها‭ ‬وخيراتها‭ ‬ونواتجها‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الحي‭ ‬وأنتجت‭ ‬جهداً‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬طاقات‭ ‬أبنائها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬خدماتية‭ ‬مشهودة‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬جموه‭ ‬الأهالي‭ ‬من‭ ‬ترتيب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ - ‬بلا‭ ‬شك‭ - ‬كتابة‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ‬الثقافية‭ ‬والفكري،‭ ‬وتدوين‭ ‬بعض‭ ‬إسهاماته‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬توخاها‭ ‬مجتمعهم‭ ‬المدني‭ ‬بظروفه‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬سنوات‭ ‬القرون‭ ‬المتأخرة‭ ‬بخاصة‭ ‬القرنين‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬والرابع‭ ‬عشر‭ ‬الهجريين،‭ ‬فقد‭ ‬وفقني‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬والتوثيق‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬العائلة،‭ ‬وفي‭ ‬إنجاز‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أكون‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬أمنيتي‭ ‬طالما‭ ‬كانت‭ ‬تراودني‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬ليس‭ ‬بالقصير‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا