العدد : ١٦٩٩٤ - الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٤ - الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

إعلانات المواد الإباحية .. رعب يُهدد مجتمعاتنا

تحقيق‭: ‬فاطمة‭ ‬اليوسف تصوير‭: ‬محمد‭ ‬سرحان

الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

الانتشار واسع.. والحلول ضيقة.. ودراسات تؤكد وجود أكثر من  530 مليون صفحة و 83,5 مليون زائر من الشباب والمراهقين

مواطنون: لانشعر بالأمان فتلك الإعلانات لها تأثير خطر على بيوتنا

مختصون: قوانين رادعة في البحرين لحماية الأطفال والمراهقين من المواد الإباحية


 

إن‭ ‬ظاهرة‭ ‬المواقع‭ ‬الإباحية‭ ‬علي‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬عديدًا‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكتسبها‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬بما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلي‭ ‬نشرالرذيلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬بشكل‭ ‬ينُذر‭ ‬بالخطر،‭ ‬وأصبح‭ ‬انتشار‭ ‬الإعلانات‭ ‬الإباحية‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ظاهرة‭ ‬متفاقمةخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬مما‭ ‬بات‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬الخليجية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬بدورها‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬طرحت‭ ‬القضية‭ ‬علىالمواطنين‭ ‬والمختصين‭ ‬لمناقشة‭ ‬أسباب‭ ‬تفاقم‭ ‬الظاهرة‭ ‬والحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬للقضاء‭ ‬عليها‭.‬

 

‭   ‬وطرحنا‭ ‬عدة‭ ‬تساؤلات‭ ‬منها‭ ‬هل‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬مررت‭ ‬بموقف‭ ‬محرج‭ ‬مع‭ ‬أطفالك‭ ‬وذويك‭ ‬بينما‭ ‬كنت‭ ‬تتصفح‭ ‬تطبيقات‭ ‬وبرامج‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬جرّاء‭ ‬عرضتلك‭ ‬الإعلانات‭ ‬المنافية‭ ‬للآداب‭ ‬العامة‭ ‬والخادشة‭ ‬للحياء؟‭ ‬والتي‭ ‬تدعو‭ ‬للابتذال‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لأعمار‭ ‬مقتني‭ ‬تلك‭ ‬الأجهزة‭ ‬المحمولة؟

وهل‭ ‬تساءلت‭ ‬يومًا‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬الوضع‭ ‬عليه‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الإعلانات‭ ‬قد‭ ‬وقعت‭ ‬بين‭ ‬أيدي‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬في‭ ‬منزلك؟

‭ ‬و‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬الهواتف‭ ‬والأجهزة‭ ‬اللوحية‭ ‬ظاهرة‭ ‬إعلانات‭ "‬إباحية‭" ‬مبتذلة‭ ‬تروّج‭ ‬للرذيلة‭ ‬علنًا‭ ‬وذات‭ ‬تلميحات‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬بل‭ ‬أنها‭ ‬خادشة‭ ‬للحياءودون‭ ‬أي‭ ‬احترام‭ ‬لعادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬المجتمعات‭ ‬الشرقية‭ ‬المحافظة،‭ ‬فهي‭ ‬دخيلة‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬التي‭ ‬تُحارب‭ ‬كل‭ ‬أوجه‭ ‬الرذيلة‭ ‬والفساد‭.‬

‭ ‬و‭ ‬تنوعت‭ ‬تلك‭ ‬الإعلانات‭ ‬الخادشة‭ ‬للحياء‭ ‬بين‭ ‬عروض‭ ‬مبتذلة‭ ‬لفتيات‭ ‬عبر‭ ‬التطبيقات‭ ‬والتي‭ ‬تظهر‭ ‬كفاصل‭ ‬إعلاني‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الألعاب‭ ‬وبرامج‭ ‬التصاميم‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبينرسائل‭ ‬اقتحامية‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الحسابات‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬عروض‭ ‬لمنتجات‭ ‬زوجية‭.‬

تلك‭ ‬الإعلانات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬والتطبيقات‭ ‬تحقق‭ ‬إيرادات‭ ‬عالية‭ ‬جدًا‭ ‬لمالكيها‭ ‬و‭ ‬تُعدُّ‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬تحقيق‭ ‬الشهرة‭ ‬لهم‭ ‬لكنها‭ ‬مزعجة‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لدىمجتمعاتنا،‭ ‬

‭"‬أخبار‭ ‬الخليج‭" ‬التقت‭ ‬بشرائح‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬من‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬لأخذ‭ ‬استطلاع‭ ‬حول‭ ‬ظاهرة‭ ‬تلك‭ ‬الإعلانات‭ ‬المزعجة‭ ‬فكانت‭ ‬هذه‭ ‬الآراء‭ ‬التي‭ ‬بين‭ ‬أيديكمالآن‭...‬

‭ ‬التقينا‭ ‬بداية‭ ‬بمحمد‭ ‬سعد‭ ‬الدوسري‭ ‬والذي‭ ‬أجاب‭ ‬فورًا‭: ‬طبعا‭ ‬لانشعر‭ ‬بالأمان‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬تلك‭ ‬الإعلانات‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬سلوكيات‭ ‬الأطفالوالمراهقين‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل‭. ‬ولأن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬مزعجة‭ ‬جدًا‭ ‬فإنني‭ ‬أحرص‭ ‬دوماً‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬أفراد‭ ‬أسرتي‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬لتحميل‭ ‬التطبيقات‭ ‬المناسبة‭ ‬لأعمارهم‭ ‬كماأنني‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬تشفير‭ ‬القنوات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الغير‭ ‬مناسبة‭.‬

كما‭ ‬أنني‭ ‬أقوم‭ ‬بتفعيل‭ ‬نظام‭ ‬الرقابة‭ ‬الأبوية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالصغار‭ ‬والمراهقين‭.‬

وأرى‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬للتراخيص‭ ‬بنشر‭ ‬الإعلانات‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬التطبيقات،‭ ‬إيقاف‭ ‬خاصية‭ ‬الإعلانات‭ ‬الخادشة‭ ‬للحياء‭  ‬كشرط‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬توفير‭ ‬الخدمةالدعائية‭. ‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬تفعيل‭ ‬الرقابة‭ ‬الآلية‭ ‬لمنع‭ ‬مرور‭ ‬أي‭ ‬مادة‭ ‬خادشة‭ ‬للحياء‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬وتطبيقات‭ ‬السوشيال‭  ‬ميديا‭ ‬أيًا‭ ‬كانت‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬البحريني‭ ‬المهندس‭ ‬إسماعيل‭ ‬الصراف،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬الإداريين‭ ‬البحرينية‭: ‬المتابعة‭ ‬الدورية‭ ‬والمستمره‭ ‬معالأطفال‭ ‬شئ‭ ‬ضروري‭ ‬بعصر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحالي‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تزايد‭ ‬التطبيقات‭ ‬ووجود‭ ‬هكرز‭ ‬محترفين‭ ‬للإختراق‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك،‭ ‬لذا‭ ‬أنصح‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬بتكثيفالمتابعة‭  ‬الحثيثة‭ ‬ومراقبتهم‭ ‬وتوجيههم‭ ‬إلى‭ ‬الطرق‭ ‬السليمة‭ ‬والمحافطة‭ ‬على‭ ‬سلوكهم‭ ‬من‭ ‬الإنحراف‭. ‬

‭ ‬وحدّثنا‭ ‬علي‭ ‬سبكار‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬بالنادي‭ ‬العالمي‭ ‬للإعلام‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قائلاً‭: ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا‭.. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬منع‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكيةوتطبيقات‭ ‬السوشال‭ ‬ميديا،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ضبط‭ ‬خصائص‭ ‬جوجل‭ ‬عبر‭ ‬safesearch‭ ‬لضبط‭ ‬أجهزة‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬على‭ ‬وضعية‭ ‬منع‭ ‬مشاهدة‭ ‬الإعلاناتالخادشة‭ ‬للحياء‭. ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬هو‭ ‬توعية‭ ‬الأطفال‭ ‬بوجود‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الدعايات‭ ‬المسيئة،‭ ‬كما‭ ‬بإمكان‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬مراقبة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر‭ ‬عبرتطبيقات‭ ‬خاصة‭.‬

‭ ‬وقالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬شيرين‭ ‬القزاز‭: ‬موضوع‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬وضروري‭ ‬فمن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬العربية‭ ‬صارت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ضعف‭  ‬الترابط‭ ‬الأسري‭ ‬وانعدمت‭ ‬لغةالحوار‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬آثار‭ ‬إدمان‭ ‬السوشيل‭ ‬ميديا‭ ‬و‭ ‬والألعاب‭ ‬الالكترونية‭ ‬المختلفة‭ ‬بات‭ ‬ثغرة‭ ‬يدخل‭ ‬منها‭ ‬الغرب‭ ‬لنشر‭ ‬الأفكار‭ ‬الشاذة‭ ‬إلى‭ ‬بيوتنا‭ ‬منخلال‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬المختلفة‭ ‬مما‭ ‬يشعرنا‭ ‬كآباء‭ ‬وأمهات‭ ‬بالخجل‭ ‬و‭ ‬الحياء‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬جرّاء‭ ‬تلك‭ ‬الثغرات‭ ‬المشبوهة‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬هنا‭ ‬يكمن‭ ‬دور‭  ‬المراقبة‭ ‬الأبوية‭ ‬على‭ ‬أطفالنابتحذيرهم‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬وتربيتهم‭ ‬التربية‭  ‬الدينيك‭ ‬و‭ ‬حثهم‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يتحلوا‭ ‬بالأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬و‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأبناء‭ ‬ووالديهم‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬الوالدينسعة‭ ‬و‭ ‬رحابة‭ ‬الصدر‭ ‬للاستماع‭ ‬الى‭ ‬أولادهم‭ ‬فالخطر‭ ‬الأكبر‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬كثرة‭ ‬انشغال‭ ‬الأبوين‭ ‬عن‭ ‬أبنائهم‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الخطر‭ ‬الحقيقي‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬مشاركة‭ ‬الأطفالفي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬و‭ ‬الأنشطة‭  ‬المختلفة‭ ‬مثل‭ ‬السباحة‭ ‬و‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬و‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقتهم‭ ‬بأنفسهم‭ ‬و‭ ‬ختامًا‭ ‬أعلم‭ ‬بأننا‭ ‬نعاني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ولكن‭ ‬أولادنا‭ ‬أمانة‭ ‬و‭ ‬يجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليهم‭ ‬و‭ ‬توعيتهم‭ ‬و‭ ‬تثقيفهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقعوا‭ ‬في‭ ‬الهاوية‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يكونوا‭ ‬ضحايا‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬و‭ ‬نرجو‭ ‬من‭ ‬المعنين‭ ‬زيادة‭ ‬الرقابة‭ ‬علىمثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬و‭ ‬حجب‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خادش‭ ‬للحياء‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬تربية‭ ‬هذه‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬الصعبة‭.‬

‭ ‬ولا‭ ‬يختلف‭ ‬المحاضر‭ ‬بجامعة‭ ‬بوليتكنك‭ ‬البحرين،‭ ‬الأستاذ‭ ‬منير‭ ‬الشهابي‭ ‬عن‭ ‬آراء‭ ‬من‭ ‬سبقوه‭ ‬وقد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬تثقيف‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬بشأن‭ ‬المخاطر‭ ‬المحتملة‭ ‬للإعلاناتالخادشة‭ ‬للحياء‭ ‬يعتبر‭ ‬عاملاً‭ ‬رئيسيًا‭ ‬لتوجيههم‭ ‬بكيفية‭ ‬التصرف‭ ‬عند‭ ‬مواجهتها‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭  ‬يجب‭ ‬تعزيز‭ ‬الوازع‭ ‬الديني‭ ‬و‭ ‬زرع‭ ‬الثقافة‭ ‬الاسلامية‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬كلفرد‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أيضًا‭ ‬تحميل‭ ‬برامج‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬لك‭ ‬بتصفية‭ ‬المحتوى‭ ‬الخادش‭ ‬للحياء‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬وتقييد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المواقع‭ ‬الغير‭ ‬مناسبة‭. ‬يوجد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإعلانات‭ ‬الخادشة‭ ‬للحياء‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تجنبها‭ ‬تمامًا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬اتخاذ‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬لحماية‭ ‬الأسرة‭  ‬ومنهاتوعيتهم‭ ‬لأخذ‭ ‬حذرهم‭ ‬عند‭ ‬تحميل‭  ‬التطبيقات‭ ‬والبرامج‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬صفحات‭ ‬الويب‭ ‬غير‭ ‬المألوفة‭ ‬الخاصة‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬التطبيق‭ ‬قبلتحميله‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬تحميله‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬موثوق‭ ‬به‭.‬

‭  ‬وقال‭ ‬هيثم‭: ‬الاعلانات‭ ‬الخادشة‭ ‬للحياء‭ ‬منتشرة‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬و‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬البرامج‭  ‬التي‭ ‬نستخدمها‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬يومي‭ ‬فقد‭ ‬صرنا‭ ‬نراهاتزداد‭ ‬بكثره‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أبنائنا،‭ ‬ولأننا‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬محافظ‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬من‭ ‬الإعلانات‭. ‬

وأضاف‭: ‬هناك‭ ‬برامج‭ ‬ومواقع‭ ‬تدعم‭ ‬خاصية‭ ‬إخفاء‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات‭  ‬مجانا‭ ‬و‭ ‬بعضها‭ ‬مدفوع‭ ‬الثمن‭ ‬،ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬بجزء‭ ‬بسيط‭ ‬جدا‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬جزءكبير‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الخاصية‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ليست‭ ‬لديهم‭ ‬المقدرة‭  ‬على‭ ‬دفع‭ ‬المال‭ ‬مقابل‭ ‬تفعيل‭ ‬تلك‭ ‬الإعدادات‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬لإخفاء‭  ‬هذهالإعلانات‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬الصحفي‭ ‬خالد‭ ‬ناصر‭ ‬المبارك‭ ‬بالقول‭: ‬نعم‭ ‬،‭ ‬لقد‭ ‬بات‭ ‬استخدام‭ ‬الأطفال‭ ‬لبرامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مقلقا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لذويهم‭ ‬خاصة‭ ‬المحافظين‭ ‬منهم‭ ‬وذلكلاحتوائها‭ ‬على‭ ‬إعلانات‭  ‬وصور‭ ‬خادشة‭ ‬للحياء‭ ‬أو‭ ‬دعوات‭ ‬مبطنة‭ ‬لبعض‭ ‬الأنماط‭ ‬غير‭ ‬المرغوبة‭ ‬من‭ ‬السلوك‭ ‬الإجتماعي،‭ ‬وهذه‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬التكهن‭ ‬بأوقاتظهورها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أشكالها‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬مراقبة‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لأطفالهم‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭.‬

في‭ ‬اعتقادي،‭  ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬الحل‭ ‬لتفادي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالات‭ ‬إما‭ ‬بتنصيب‭ ‬بعض‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬ظهور‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬أو‭ ‬تحد‭ ‬منها‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬حجببعض‭ ‬المواقع‭ ‬والبرامج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروريجدًا‭ ‬متابعة‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬لأطفاله‭ ‬وتوجيهه‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬والإعلانات‭ ‬،‭ ‬فالرقابة‭ ‬التي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الطفل‭ ‬هيأقوى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬

‭ ‬وعن‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قال‭ ‬إبراهيم‭ ‬حبيب،مدير‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬باسف‭ ‬الألمانية‭: ‬لا‭ ‬أشعر‭ ‬بالأمان‭ ‬خصوصاً‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الموضوع‭ ‬متعلقًا‭ ‬بالأطفال،‭ ‬أما‭ ‬فيمااجراءاتي‭ ‬الشخصية‭ ‬اقوم‭ ‬بعمل‭ ‬مراقبة‭ ‬شخصية‭ ‬سواء‭ ‬دورية‭ ‬او‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬خاصة‭ ‬تمنع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاعلانات‭ ‬لكن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الامور‭ ‬تحتاج‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬اكبر‭ ‬من‭ ‬جهدفردي،‭ ‬نحتاج‭ ‬تدخل‭ ‬حكومي‭ ‬سواء‭ ‬تشريعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬تدخل‭ ‬توعوي‭ ‬عبر‭ ‬الوسائل‭ ‬الحكومية‭ ‬المختلفة‭ ‬وصولا‭ ‬للمدارس‭ ‬وايضا‭ ‬نحتاجذات‭ ‬الاحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬عند‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬لمراقبة‭ ‬او‭ ‬حجب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاعلانات‭ ‬وهنا‭ ‬انا‭ ‬لا‭ ‬اعفي‭ ‬مسؤولياتنا‭ ‬كاولياء‭ ‬امور‭ ‬نحن‭ ‬البداية‭ ‬والنهاية‭ ‬لكن‭ ‬مثلماان‭ ‬الاسرة‭ ‬لبنة‭ ‬المجتمع‭ ‬الاولى‭ .. ‬المجتمع‭ ‬اولى‭ ‬بالحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬اخلاقياتها‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬الأستاذة‭ ‬مرضية‭ ‬الشهابي،‭ ‬فقالت‭ ‬أنا‭ ‬أعارض‭ ‬وبشدة‭ ‬إعطاء‭  ‬الأطفال‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬ويفضل‭ ‬شغلهم‭ ‬بألعاب‭ ‬تعليمية‭ ‬أو‭ ‬رياضية‭ ‬أو‭ ‬ترفيهيهبدلا‭ ‬من‭ ‬شغلهم‭ ‬ببرامج‭ ‬السوشيال‭  ‬ميديا،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فعلى‭ ‬الوالدين‭ ‬وضع‭ ‬رقابة‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬خلوها‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬الخادشة‭ ‬للحياءومتابعة‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬يتابعها‭ ‬الاطفال،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬وضع‭ ‬الضوابط‭ ‬من‭ ‬إعدادات‭ ‬بعض‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬هذي‭ ‬المشاهد‭.‬وأكدت‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬علىالأهل‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬ومنح‭  ‬الطفل‭ ‬الأمان‭  ‬للتحدث‭ ‬عن‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭  ‬والفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬له‭ ‬وذاك‭ ‬لمراقبته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نفسه

كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الأهل‭ ‬زيادة‭ ‬الوازع‭ ‬الديني‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬بطرق‭ ‬محببة‭ ‬لمنعهم‭ ‬من‭ ‬الإنجرار‭ ‬وراء‭ ‬اللا‭ ‬أخلاقيات‭.‬

‭ ‬رأي‭ ‬علم‭ ‬النفس‭:‬

وقال‭ ‬لنا‭ ‬الأخصائي‭ ‬النفسي‭ ‬محمد‭ ‬حجي‭: ‬في‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬الإعلانات‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬عقل‭ ‬الإنسان،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬الإعلانية‭ ‬يتمعملها‭ ‬بشكل‭ ‬مدروس‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬عقل‭ ‬الإنسان‭ ‬وطرق‭ ‬تفكيره‭ ‬ومشاعره،‭ ‬لذلك‭ ‬هذه‭ ‬قضية‭ ‬محورية‭ ‬ومهمة‭ ‬جداً‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬الوعي‭ ‬بها‭ ‬والعلم‭ ‬بها‭.‬

و‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬احتياجات‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬جيداً‭ ‬فأحد‭ ‬أهم‭ ‬احتياجات‭ ‬الأطفال‭ ‬هي‭ ‬المعرفة‭ ‬والتعلم‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬احتياجات‭ ‬المراهق‭ ‬حب‭ ‬التجربة‭ ‬والمخالفةفعندما‭ ‬نفهم‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬سنعلم‭ ‬خطورة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬عليهم‭ ‬وبخاصة‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأعمار‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬النضج‭ ‬الكافي‭ ‬للتفريق‭ ‬بين‭ ‬السواءواللاسواء،‭ ‬وبين‭ ‬المفيد‭ ‬والضار،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬يحبون‭ ‬وما‭ ‬يريدون‭.‬

فلذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬طبيعة‭ ‬المرحلة‭ ‬وخطورة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬عليهم‭.‬

ثالثًا‭ ‬وأخيراً،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬دور‭ ‬هام‭ ‬ورئيسي‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء‭ ‬ونشأتهم‭ ‬السوية‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬فالتربية‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬السامية‭ ‬والمبادئ‭ ‬النبيلة‭ ‬أمرفي‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬ويقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الوالدين‭. ‬وهذه‭ ‬التربية‭ ‬تبدأ‭ ‬منذ‭ ‬ولادة‭ ‬الطفل‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكبر‭ ‬فالحرص‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬وعلى‭ ‬الفضيلة‭ ‬وعلى‭ ‬المعاني‭ ‬الراقية‭ ‬مثلالحياء‭ ‬والعفة‭ ‬والكرم‭ ‬والنّبل‭ ‬والستر‭ ‬كلها‭ ‬معاني‭ ‬تعزز‭ ‬مبدأ‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬الطفل‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬مبدأ‭ ‬الرقابة‭ ‬والمراقبة،‭ ‬فيبنى‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬الطفل‭ ‬مراقبة‭ ‬الذات‭ ‬والتيستساعده‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬المبكرة‭.‬

الرأي‭ ‬القانوني‭: ‬

تحدثت‭ "‬أخبار‭ ‬الخليج‭" ‬مع‭ ‬المحامي‭ / ‬نضال‭ ‬حتامله‭ ‬لمعرفة‭ ‬الرأي‭ ‬القانوني‭ ‬حيال‭ ‬تلك‭ ‬الإعلانات‭ ‬فقال‭: ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الاعلان‭ ‬مفيد‭ ‬و‭ ‬غني‭ ‬بالمعلومات‭ ‬عنالمنتج‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الاعلان‭ ‬آمن‭ ‬لجميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬و‭ ‬خاصة‭ ‬فئة‭ ‬الاطفال‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬الثامنة‭ ‬عشر‭ .‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الفضاء‭ ‬الكتروني‭ ‬اصبح‭ ‬متاح‭ ‬للجميع‭ ‬صغارا‭ ‬او‭ ‬كبارا‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يحتويه‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬او‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الاجتماعيمن‭ ‬مواد‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ضارة‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬فئة‭ ‬الاطفال‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬يجعلهم‭ ‬عرضة‭ ‬لمخاطر‭ ‬المحتوى‭ ‬الغير‭ ‬مناسب‭ ‬للقيم‭ ‬الدينية‭ ‬او‭ ‬حتى‭  ‬المجتمعية‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬منالممكن‭ ‬ان‭ ‬تتسب‭ ‬في‭ ‬ايذاء‭ ‬الاطفال‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النفسية‭ ‬او‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬الكترونية‭ ‬على‭ ‬اختلافها‭ ‬أنواعها‭ .‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬صياغة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬او‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬فئة‭ ‬الاطفال‭ ‬و‭ ‬تخلق‭ ‬لهمبيئة‭ ‬مجتمعية‭ ‬سليمة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬اسست‭ ‬وحدة‭ ‬مختصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬الاطفال‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الكترونية‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬تفعيل‭ ‬دورالأسرة‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬الفضاء‭ ‬الكتروني‭ ‬الخاص‭ ‬بها‭ ‬و‭ ‬غرس‭ ‬الوازع‭ ‬الديني‭ ‬لدى‭ ‬الاطفال‭ .‬

و‭ ‬جاءت‭ ‬باكورة‭ ‬هذه‭ ‬التشريعات‭ ‬البحرينية‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القانون‭ ‬60‭ ‬رقم‭  ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬بشأن‭ ‬جرائم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬صراحة‭ ‬في‭ ‬الفرع‭ ‬الثالثعلى‭ ‬الجرائم‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالمحتوى‭ ‬و‭ ‬جاء‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬رقم‭ (‬10‭) ‬على‭ ‬أنه‭ (( ‬و‭ ‬تكون‭ ‬العقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سنتين‭ ‬و‭ ‬بالغرامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجاوزعشرة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المادة‭ ‬الاباحية‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬الاطفال‭ ‬أو‭ ‬وضعت‭ ‬في‭ ‬متناولهم‭ ))‬

‭ ‬دراسة

وبينت‭ ‬دراسة‭ ‬أجنبية‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬530‭ ‬مليون‭ ‬صفحة‭ ‬إباحية‭ ‬تملكها‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬60‭ ‬شركة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬83,5‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والمراهقين‭ ‬زاروا‭ ‬مواقعاباحية‭. ‬وقد‭ ‬تحولت‭ ‬الإباحية‭ ‬إلي‭ ‬صناعة‭ ‬Cybersex‭ ‬Industry‭ ‬تدر‭ ‬عائدات‭ ‬تصل‭ ‬إلي‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬إلي‭ ‬ما‭ ‬يتراوح‭ ‬بين5‭-‬7‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬القادمين‭. ‬وتشير‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬أن‭ ‬عائدات‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬تدُر‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عائدات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬عائدات‭ ‬شبكاتالتليفزيون‭ ‬الرئيسة‭ ‬ABC,‭ ‬CBS,‭ ‬NBC‭ ‬مجتمعة‭.‬

وتُعد‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الملحة‭ ‬والمهمة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬خاصةً‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬الإنترنت‭ ‬واستخدامه‭ ‬بين‭ ‬المراهقين‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يجعلنا‭ ‬نضع‭ ‬عشرات‭ ‬منعلامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬فى‭ ‬كيفية‭ ‬إدراك‭ ‬الشباب‭ ‬لعنصر‭ ‬التوظيف‭ ‬لهذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة؛‭ ‬فالإنترنت‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬كسائر‭ ‬الوسائل‭ ‬لهعديدٌ‭ ‬من‭ ‬الإيجابيات‭ ‬والسلبيات،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬سلبياته‭ ‬الحرية‭ ‬الجنسية‭ ‬والإباحية‭ ‬فى‭ ‬صفحاته،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يمثل‭ ‬ناقوسَ‭ ‬خطرٍ‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬بصفة‭ ‬عامةوالشباب‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭.‬

إن‭ ‬المواقع‭ ‬الإباحية‭ ‬تحمل‭ ‬عديدًا‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬وتؤدي‭ ‬الى‭ ‬نشر‭ ‬الرذائل‭ ‬فى‭ ‬المجتمع،‭ ‬والأخطر‭ ‬هو‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬بشكلكبير،‭ ‬و‭ ‬كذلك‭ ‬انتشار‭ ‬مقاهى‭ ‬الإنترنت‭ ‬التى‭ ‬تساعد‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬رقابة‭ ‬الأسرة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬أجهزة‭ ‬اللابتوب‭ ‬المحمولة‭ ‬والأجهزة‭ ‬اللوحيةوالتليفونات‭ ‬المحمولة‭ ‬الذكية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يدفعنا‭ ‬الى‭ ‬تفحص‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬آليات‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬وبصفة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الإباحية،ولاسيما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرقابة‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬مجتمعٍ‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬ومن‭ ‬دولة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬حسب‭ ‬طبيعة‭ ‬البيئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتقاليد‭ ‬والعادات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭. ‬

وتتمثل‭ ‬أهمية‭ ‬الدراسة‭ ‬الحالية‭ ‬فى‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المنتشرة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬والذين‭ ‬يمثلون‭ ‬عصب‭ ‬المجتمع‭ ‬وحضارته‭ ‬الآنية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬وفتح‭ ‬الطريقلتناول‭ ‬هذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬الحساسة‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬يحرص‭ ‬المجتمع‭ ‬علي‭ ‬عدم‭ ‬الاقتراب‭ ‬منها‭ ‬Taboos،‭ ‬بدعوى‭ ‬أن‭ ‬تناولها‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬يؤدي‭ ‬إلىنشر‭ ‬الفساد،‭ ‬وهي‭ ‬النظرة‭ ‬القاصرة‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬الدول‭ ‬الاشتراكية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الصحف‭ ‬فيها‭ ‬لا‭ ‬تنشر‭ ‬أخبار‭ ‬الحوادث‭ ‬والجرائم‭ ‬حتي‭ ‬لا‭ ‬تنتشر‭ ‬فيالمجتمع‭ ‬الاشتراكي‭!‬،‭ ‬كما‭ ‬تسعى‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬لمعرفة‭ ‬مدى‭ ‬إدراك‭ ‬الشباب‭ ‬لخطورة‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬وعلى‭ ‬أنفسهم‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬أسسمنهجية‭ ‬ومعرفية‭ ‬وقانونية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشارها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا