العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

النباتات الأرشيجونية ودلالاتها الإيمانية (٣)

بقلم: د. نظمي خليل أبوالعطا

الجمعة ٢١ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

حديثنا‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬نبات‭ ‬الفيونياريا‭ ‬‭(‬Funaria‭)‬‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬النباتات‭ ‬الحزازية‭ ‬القائمة‭ ‬وهو‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬الرطبة‭ ‬وفي‭ ‬آبار‭ ‬المساقي‭ ‬وأحواض‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬في‭ ‬المزارع‭ ‬والحدائق‭.‬

الطور‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬النبات‭ ‬المشيجي‭ ‬وهو‭ ‬يتكون‭ ‬خارجيا‭ ‬من‭ ‬ساق‭ ‬قائمة‭ (‬أو‭ ‬شبه‭ ‬ساق‭) ‬وأوراق‭ (‬أو‭ ‬شبه‭ ‬أوراق‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬سوارية‭ ‬متتابعة‭ ‬متكاثفة‭ ‬وينتهي‭ ‬الساق‭ ‬من‭ ‬أسفل‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬أشباه‭ ‬الجذور‭ (‬Rizoids‮ ‬‭) ‬متعددة‭ ‬الخلايا،‭ ‬وينتهي‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬بزهرة‭ ‬حزازية،‭ ‬وهي‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الأنثريدات‭ ‬المذكرة‭ ‬فقط‭ ‬وتصبح‭ ‬بذلك‭ ‬زهرة‭ ‬حزازية‭ ‬مذكرة،‭ ‬أو‭ ‬تحتوي‭ ‬الأرشيجونيات‭ ‬فقط‭ ‬وتصبح‭ ‬زهرة‭ ‬حزازية‭ ‬مؤنثة،‭ ‬وقد‭ ‬تحتوي‭ ‬الزهرة‭ ‬على‭ ‬الأنثريدات‭ ‬والأرشيجونيات‭ ‬معا‭ ‬وتسمى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬بزهرة‭ ‬حزازية‭ ‬خنثى‭.‬

بعمل‭ ‬قطاع‭ ‬عرضي‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬ساق‭ ‬نبات‭ ‬الفيوناريا‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الأسطوانة‭ ‬المركزية‭ ‬يحيط‭ ‬بها‭ ‬البشرة‭ ‬الداخلية‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬خلايا‭ ‬محاطة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بطبقة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬البشرة‭ ‬الخارجية‭.‬

التكاثر‭ ‬في‭ ‬الفيوناريا‭: ‬يتم‭ ‬التكاثر‭ ‬الجنسي‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬التالية‭:‬

تنضج‭ ‬الأنثريدة‭ ‬في‭ ‬الزهرة‭ ‬الحزازية‭ ‬وتنتج‭ ‬السابحات‭ ‬الذكرية‭ (‬المشيج‭ ‬المذكر‭) ‬وتسبح‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬منجذبة‭ ‬إلى‭ ‬فتحة‭ ‬الأرشيجونة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الزهرة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬زهرة‭ ‬أخرى‭.‬

تذوب‭ ‬الأنوية‭ ‬العنقية‭ ‬في‭ ‬عنق‭ ‬الأرشيجونة‭ ‬وتتحول‭ ‬إلى‭ ‬مادة‭ ‬هلامية‭ ‬تجذب‭ ‬السابح‭ ‬الذكر‭ ‬للداخل‭ ‬،‭ ‬وتغلق‭ ‬الخلايا‭ ‬العليا‭ ‬فاتحة‭ ‬الأرشيجونة‭.‬

ينجذب‭ ‬السابح‭ ‬الذكري‭ ‬إلى‭ ‬بطن‭ ‬الأرشيجونة‭ ‬وتندمج‭ ‬مع‭ ‬البويضة‭ ‬ويحدث‭ ‬الإخصاب‭.‬

تحدث‭ ‬عدة‭ ‬انقسامات‭ ‬في‭ ‬البويضة‭ ‬المخصبة‭ ‬لينتج‭ ‬عنها‭ ‬النبات‭ ‬الجرثومي‭ ‬الصغير‭ ‬ويستمر‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬ليعطي‭ ‬الطور‭ ‬الجرثومي‭ ‬الناضج‭.‬

النبات‭ ‬الجرثومي‭ ‬في‭ ‬الفيوناريا‭:‬

يحمل‭ ‬النبات‭ ‬المشيجي‭ ‬النبات‭ ‬الجرثومي‭.‬

يعتمد‭ ‬النبات‭ ‬الجرثومي‭ ‬على‭ ‬النبات‭ ‬المشيجي‭ ‬جزئيا‭ ‬في‭ ‬التغذية‭ ‬والحماية‭.‬

يتكون‭ ‬النبات‭ ‬الجرثومي‭ ‬من‭ ‬الأجزاء‭ ‬التالية‭:‬

القدم‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬مثبت‭ ‬ماص،‭ ‬يثبت‭ ‬النبات‭ ‬الجرثومي‭ ‬في‭ ‬النبات‭ ‬المشيجي‭ ‬ويمتص‭ ‬منه‭ ‬الماء‭ ‬والغذاء‭.‬

الحامل‭ (‬Seta‭ ) ‬وهو‭ ‬الجزء‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬العلبة‭ ‬أو‭ ‬الصماد‭ ‬عاليا‭ ‬ويوصل‭ ‬إليها‭ ‬الغذاء‭.‬

الصماد‭ ‬أو‭ ‬العلبة‭ (‬Capsule‭):‬

الصماد‭ ‬هو‭ ‬الجزء‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬النبات‭ ‬الجرثومي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬عويميد‭ ‬عقيم‭ ‬في‭ ‬المنتصف‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬أسطوانة‭ ‬من‭ ‬الخلايا‭ ‬الخصبة‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬واحدة‭ ‬تحيط‭ ‬بالعويميد‭ ‬من‭ ‬الداخل‭.‬

يحاط‭ ‬الصماد‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬ببشرة‭ ‬عقيمة‭ ‬تتصل‭ ‬بالجزء‭ ‬الوسطي‭ ‬الخصب‭ ‬والعقيم‭ ‬بوصلات‭ ‬دعامية‭ ‬خلوية‭ ‬بينها‭ ‬فراغات‭ ‬هوائية‭ ‬عديدة‭.‬

ينتهي‭ ‬الصماد‭ ‬من‭ ‬أسفل‭ ‬بنسيج‭ ‬مغذي‭ ‬يحتوي‭ ‬اليخضور‭ ‬ويتصل‭ ‬من‭ ‬أسفل‭ ‬بالحامل‭ (‬Seta‭) ‬المتصل‭ ‬بالقدم‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬العلبة‭ ‬أو‭ ‬الصماد‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬تراكيب‭ ‬مهمة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬انتثار‭ ‬الجراثيم‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الخصبة‭ ‬بقوة‭ ‬دافعة‭ ‬تدفع‭ ‬الجراثيم‭ ‬إلى‭ ‬الانتثار‭ ‬والانتشار‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬الخارجية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النبات‭ ‬الأم‭ ‬وهذه‭ ‬معجزة‭ ‬نباتية،‭ ‬هذه‭ ‬التراكيب‭ ‬هي‭ ‬الطوق‭ ‬لولبي‭ ‬بالتركيب‭ ‬والوظيفة‭ ‬والأسنان‭ ‬البيروستومية‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬تغطى‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بغطاء‭.‬

يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تركيب‭ ‬تقني‭ ‬معجز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النبات‭ ‬الصغير‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬المليمترات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬البئر‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الطين‭ ‬حيث‭ ‬الرحمة‭ ‬الإلهية‭ ‬والإبداع‭ ‬الإلهي‭ ‬والتركيب‭ ‬المعجز‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬والوظيفة‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭.‬

من‭ ‬خلق‭ ‬هذا؟

هل‭ ‬المصادفة‭ ‬والعشوائية‭ ‬التي‭ ‬يدعيها‭ ‬الملحدون‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك؟

‭(‬هَٰذَا‭ ‬خَلۡقُ‭ ‬ٱللَّهِ‭ ‬فَأَرُونِي‭ ‬مَاذَا‭ ‬خَلَقَ‭ ‬ٱلَّذِينَ‭ ‬مِن‭ ‬دُونِهِۦۚ‭ ‬بَلِ‭ ‬ٱلظَّٰلِمُونَ‭ ‬فِي‭ ‬ضَلَٰلٖ‭ ‬مُّبِينٖ‭) ‬لقمان‭ (‬11‭).‬

انتثار‭ ‬الجراثيم‭ ‬وإنباتها‭:‬

عندما‭ ‬تنضج‭ ‬الجراثيم‭ (‬spores‭) ‬ينفصل‭ ‬الغطاء‭ ‬الضاغط‭ ‬على‭ ‬الأسنان‭ ‬البيروستومية‭ ‬فتخرج‭ ‬الأسنان‭ ‬بآلية‭ ‬معينة‭ ‬ناثرة‭ ‬الجراثيم‭ ‬للخارج‭ ‬بقوة‭ ‬دفع‭ ‬كبيرة‭.‬

تسقط‭ ‬الجراثيم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النبات‭ ‬الأم‭.‬

في‭ ‬الظروف‭ ‬المواتية‭ ‬للإنبات‭ ‬تنبت‭ ‬الجراثيم‭ ‬لتعطي‭ ‬تطورا‭ ‬خيطيا‭ ‬مميزا‭ ‬للحزازيات‭ ‬القائمة‭ ‬يسمى‭ ‬الخيط‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬البروتونيما‭ (‬Protonima‭).‬

ينبت‭ ‬على‭ ‬الخيط‭ ‬البروتونيمي‭ ‬نباتات‭ ‬مشيجية‭ ‬صغيرة‭ ‬تنضج‭ ‬لتعطي‭ ‬النبات‭ ‬المشيجي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الأزهار‭ ‬الحزازية‭ ‬المذكرة‭ ‬على‭ ‬نبات،‭ ‬والمؤنثة‭ ‬على‭ ‬نبات‭ ‬أو‭ ‬يحمل‭ ‬الإثنين‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬زهرة‭ ‬مخنثة‭ ‬واحدة‭.‬

تحمل‭ ‬الأزهار‭ ‬المذكرة‭ ‬الأنثريدات‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬الجراثيم‭ (‬الأمشاج‭ ‬المذكرة‭).‬

تحمل‭ ‬الأزهار‭ ‬المؤنثة‭ ‬الأرشيجونيات‭ ‬ذات‭ ‬العنق‭ ‬الطويل‭ ‬والبطن‭ ‬المحتوي‭ ‬على‭ ‬البويضات‭ (‬الأمشاج‭ ‬المؤنثة‭).‬

تحمل‭ ‬الزهرة‭ ‬خيوطا‭ ‬عقيمة‭ ‬تحيط‭ ‬بالأنثريدة‭ ‬والأرشيجونة‭ ‬لحمايتها‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬رطوبتها‭ ‬ودرجة‭ ‬حرارتها‭ (‬حضانة‭ ‬خيطية‭ ‬معجزة‭).‬

تخرج‭ ‬الجراثيم‭ ‬من‭ ‬الأنثريدة‭ ‬بعد‭ ‬نضجها‭ ‬وتنجذب‭ ‬نحو‭ ‬عنق‭ ‬الأرشيفجونة‭ ‬وتعيد‭ ‬دورة‭ ‬الحياة‭.‬

يتبادل‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الحياة‭ ‬طورين‭ ‬هما‭ ‬النبات‭ ‬المشيجي‭ ‬أحادي‭ ‬المجموعة‭ ‬الصبغية‭ (‬n‭) ‬والنبات‭ ‬الجرثومي‭ ‬ثنائي‭ ‬المجموعة‭ ‬الصبغية‭ (‬2n‭).‬

تقع‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬في‭ ‬إيقاع‭ ‬حيوي‭ ‬جيني‭ ‬معجز‭ ‬ودقيق‭ ‬ومحكم‭ ‬مصداقا‭ ‬لقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ (‬قَالَ‭ ‬رَبُّنَا‭ ‬ٱلَّذِيٓ‭ ‬أَعۡطَىٰ‭ ‬كُلَّ‭ ‬شَيۡءٍ‭ ‬خَلۡقَهُۥ‭ ‬ثُمَّ‭ ‬هَدَىٰ‭) ‬طه‭ (‬‮٥٠‬‭).‬

نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مناهج‭ ‬دراسية‭ ‬علمية‭ ‬إيمانية‭ ‬تبين‭ ‬عظمة‭ ‬التركيب‭ ‬النباتي‭ ‬في‭ ‬النبات‭ ‬وعظمة‭ ‬التدبير‭ ‬الإلهي‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬لنبني‭ ‬عند‭ ‬أبنائنا‭ ‬عقيدة‭ ‬إيمانية‭ ‬علمية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الحقائق‭ ‬الكونية‭ ‬لتطمئن‭ ‬قلوبهم‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬سيدنا‭ ‬إبراهيم‭ (‬بلي‭ ‬ولكن‭ ‬ليطمئن‭ ‬قلبي‭).‬

نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬الدعوي‭ ‬ليمزج‭ ‬بين‭ ‬الحقائق‭ ‬العلمية‭ ‬والآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬مزجا‭ ‬علميا‭ ‬شرعيا‭ ‬يخاطب‭ ‬الناس‭ ‬بلغة‭ ‬عصرية،‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بمزج‭ ‬الآيات‭ ‬الكونية‭ ‬بالآيات‭ ‬الغيبية‭ ‬في‭ ‬منهجية‭ ‬تربوية‭ ‬علمية‭ ‬فريدة‭ ‬تأتي‭ ‬بالآيات‭ ‬الكونية‭ ‬تتبعها‭ ‬الآيات‭ ‬الغيبية‭ ‬أو‭ ‬الآيات‭ ‬الغيبية‭ ‬تتبعها‭ ‬الآيات‭ ‬الكونية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬سورة‭ (‬المؤمنون‭) ‬من‭ ‬الآيات‭ (‬‮١‬‭-‬‮١١‬‭) ( ‬قَدْ‭ ‬أَفْلَحَ‭ ‬الْمُؤْمِنُونَ‭ - ‬الَّذِينَ‭ ‬هُمْ‭ ‬فِي‭ ‬صَلَاتِهِمْ‭ ‬خَاشِعُونَ‭ - ‬وَالَّذِينَ‭ ‬هُمْ‭ ‬عَنِ‭ ‬اللَّغْوِ‭ ‬مُعْرِضُونَ‭ -‬وَالَّذِينَ‭ ‬هُمْ‭ ‬لِلزَّكَاةِ‭ ‬فَاعِلُونَ‭ -‬وَالَّذِينَ‭ ‬هُمْ‭ ‬لِفُرُوجِهِمْ‭ ‬حَافِظُونَ‭ - ‬إِلَّا‭ ‬عَلَى‭ ‬أَزْوَاجِهِمْ‭ ‬أوْ‭ ‬مَا‭ ‬مَلَكَتْ‭ ‬أَيْمَانُهُمْ‭ ‬فَإِنَّهُمْ‭ ‬غَيْرُ‭ ‬مَلُومِينَ‭ - ‬فَمَنِ‭ ‬ابْتَغَى‭ ‬وَرَاء‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬فَأُوْلَئِكَ‭ ‬هُمُ‭ ‬الْعَادُونَ‭ - ‬وَالَّذِينَ‭ ‬هُمْ‭ ‬لِأَمَانَاتِهِمْ‭ ‬وَعَهْدِهِمْ‭ ‬رَاعُونَ‭ - ‬وَالَّذِينَ‭ ‬هُمْ‭ ‬عَلَى‭ ‬صَلَوَاتِهِمْ‭ ‬يُحَافِظُونَ‭ - ‬أُوْلَئِكَ‭ ‬هُمُ‭ ‬الْوَارِثُونَ‭ - ‬الَّذِينَ‭ ‬يَرِثُونَ‭ ‬الْفِرْدَوْسَ‭ ‬هُمْ‭ ‬فِيهَا‭ ‬خَالِدُونَ‭ ) ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تتبعها‭ ‬الآيات‭ ‬الكونية‭ (‬‮١٢‬‭-‬‮١٦‬‭) ( ‬وَلَقَدْ‭ ‬خَلَقْنَا‭ ‬الْإِنسَانَ‭ ‬مِن‭ ‬سُلَالَةٍ‭ ‬مِّن‭ ‬طِينٍ‭ - ‬ثُمَّ‭ ‬جَعَلْنَاهُ‭ ‬نُطْفَةً‭ ‬فِي‭ ‬قَرَارٍ‭ ‬مَّكِينٍ‭ - ‬ثُمَّ‭ ‬خَلَقْنَا‭ ‬النُّطْفَةَ‭ ‬عَلَقَةً‭ ‬فَخَلَقْنَا‭ ‬الْعَلَقَةَ‭ ‬مُضْغَةً‭ ‬فَخَلَقْنَا‭ ‬الْمُضْغَةَ‭ ‬عِظَامًا‭ ‬فَكَسَوْنَا‭ ‬الْعِظَامَ‭ ‬لَحْمًا‭ ‬ثُمَّ‭ ‬أَنشَأْنَاهُ‭ ‬خَلْقًا‭ ‬آخَرَ‭ ‬فَتَبَارَكَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬أَحْسَنُ‭ ‬الْخَالِقِينَ‭ - ‬ثُمَّ‭ ‬إِنَّكُمْ‭ ‬بَعْدَ‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬لَمَيِّتُونَ‭ - ‬ثُمَّ‭ ‬إِنَّكُمْ‭ ‬يَوْمَ‭ ‬الْقِيَامَةِ‭ ‬تُبْعَثُونَ‭ )  ‬وسورة‭ ‬آل‭ ‬عمران‭ ‬من‭ ‬الآيات‭ (‬‮١٩٠‬‭-‬‮١٩١‬‭) ( ‬إِنَّ‭ ‬فِي‭ ‬خَلْقِ‭ ‬السَّمَاوَاتِ‭ ‬وَالأَرْضِ‭ ‬وَاخْتِلاَفِ‭ ‬اللَّيْلِ‭ ‬وَالنَّهَارِ‭ ‬لآيَاتٍ‭ ‬لِّأُوْلِي‭ ‬الألْبَابِ‭ - ‬الَّذِينَ‭ ‬يَذْكُرُونَ‭ ‬اللّهَ‭ ‬قِيَامًا‭ ‬وَقُعُودًا‭ ‬وَعَلَىَ‭ ‬جُنُوبِهِمْ‭ ‬وَيَتَفَكَّرُونَ‭ ‬فِي‭ ‬خَلْقِ‭ ‬السَّمَاوَاتِ‭ ‬وَالأَرْضِ‭ ‬رَبَّنَا‭ ‬مَا‭ ‬خَلَقْتَ‭ ‬هَذا‭ ‬بَاطِلاً‭ ‬سُبْحَانَكَ‭ ‬فَقِنَا‭ ‬عَذَابَ‭ ‬النَّارِ‭ ) ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تتبعها‭ ‬الآيات‭ ‬الغيبية‭ (‬‮١٩٢‬‭) ( ‬رَبَّنَا‭ ‬إِنَّكَ‭ ‬مَن‭ ‬تُدْخِلِ‭ ‬النَّارَ‭ ‬فَقَدْ‭ ‬أَخْزَيْتَهُ‭ ‬وَمَا‭ ‬لِلظَّالِمِينَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَنصَارٍ‭).‬

إنها‭ ‬المنهجية‭ ‬القرآنية‭ ‬الثابتة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬العقيدة‭ ‬وهذا‭ ‬يبين‭ ‬أهمية‭ ‬الآيات‭ ‬الكونية‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬

هذا‭ ‬المنحى‭ ‬يستدعي‭ ‬تدريس‭ ‬مقررات‭ ‬مشتركة‭ ‬لدارسي‭ ‬العلوم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬العلمية‭ (‬أحياء،‭ ‬كيمياء،‭ ‬فيزياء،‭ ‬فلك،‭ ‬جيولوجيا،‭ ‬طب‭) ‬مقررات‭ ‬ميسرة‭ ‬ترتبط‭ ‬بحياة‭ ‬المسلم‭ ‬وتبين‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬الإشارات‭ ‬الكونية‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬العقيدة‭ ‬وبناء‭ ‬الإيمان‭ ‬والقلوب‭ ‬المطمئنة‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬سيدنا‭ ‬إبراهيم‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬الدليل‭ ‬التجريبي‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إحياء‭ ‬الله‭ ‬تعال‭ ‬للموتى،‭ ‬هذا‭ ‬وبالله‭ ‬التوفيق‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا