أنور عبدالرحمن: ما قام به عبدالناصر كان شعورا وطنيا.. ولم يكن مغامرة
يوليو قامت من دون إراقة أي دماء.. لكن هل نجحت اقتصاديا؟
الإعلام مسؤول عن تقديم الأحداث التاريخية للأجيال الجديدة
السفير ياسر شعبان: إعلاء قيمة المواطن المصري والعربي كانت آيديولوجية يوليو
ثورة يوليو أسهمت في بناء الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية
الإخوان هم أكثر الفئات كرها لثورة يوليو لأنهم يقفون دوما ضد أي حكم وطني
السيد زهره: دروس تاريخية كبرى من ثورة يوليو مستمرة إلى اليوم
بعد 71 عاما من ثورة 23 يوليو 1952، اختارت «أخبار الخليج» أن تقيم ندوة حول هذا الحدث لتعطي للجيل الجديد فرصة للاطلاع على الماضي، ولكن من خلال نظرة نقدية تحليلية، تسهم في معالجة أخطائنا ويسهم بفعالية في بناء بلاده على أسس سليمة.
وحرص الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير على استضافة السفير المصري لدى المنامة ياسر شعبان للتحاور على طاولة النقاش.
وقال عبدالرحمن: إن الإعلام والصحافة عليهما دور كبير في نشر الوعي لدى الأجيال الجديدة التي لا تعلم شيئا عن 23 يوليو 1952، وبحكم اطلاعي على الثقافة الغربية فإنني أؤمن بأهمية القراءة، ولكن هذا أمر يفتقده الجيل الجديد.
وأضاف رئيس التحرير: إننا كنا نحرص منذ صدور «أخبار الخليج» على تخصيص صفحات عن ثورة يوليو، واليوم قررنا أن تكون هذه الندوة فرصة لتعريف الأجيال الشابة بهذا الحدث الكبير في تاريخ مصر والمنطقة.
بداية اللقاء
في بداية اللقاء، الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير قال: إننا أجيال عاصرت تقلبات وتغيرات شتى في مختلف البلدان العربية في ظل حركات التغيير المتسارعة في سوريا والعراق وليبيا، التي أظهرت نوعا من الفوضى في الفكر العربي سواء السياسي أو الاقتصادي.
وأضاف أنه لا يمكن مقارنة 23 يوليو 1952 في مصر مع بقية الحركات الأخرى في الدول العربية الأخرى، لأنه يحسب للضباط الأحرار أنهم وصلوا إلى الحكم في مصر من دون إراقة نقطة دم واحدة مطلقا، ولكن اتخذوا قرارات بعضها كان إيجابيا والبعض الآخر كان سلبيا، مستذكرا قرار التأميم الذي أصدره الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في أعقاب ثورة يوليو، والتي كانت مؤشرا على تغير النهج الاقتصادي للدولة المصرية.
وتابع رئيس التحرير قائلا: إننا اليوم ونحن على أعتاب مرور 71 عاما على ثورة يوليو في مصر، نجد أنه لازم علينا أن نقدم للأجيال الجديدة رؤية تحليلية لهذا الحدث الكبير الذي كانت له تأثيرات عدة سواء داخل مصر أو في محيطها العربي والإقليمي والعالمي.
23 يوليو.. أهداف ونجاحات
وعلق السفير المصري ياسر شعبان قائلا: إن ثورة 23 يوليو 1952 خاطبت المواطن المصري بأهداف محددة، على رأسها القضاء على الاستعمار وإقامة جيش وطني حر، تحقيق العدالة الاجتماعية، وقف الفساد، القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال، تطوير مؤسسات الدولة، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة.
ودعنا نقر أن هذه الثورة نجحت في تحقيق بعض من أهدافها، ولكننا يجب أن نشير إلى أن نجاحات هذه الثورة انعكست على المواطن المصري بالتأكيد في التعليم والخدمات الأساسية ومشروعات كبرى كمشروع مد الكهرباء إلى المناطق الريفية والنهضة الصناعية في محاولة أن تكون مصر بلدا صناعيا إلى جانب كونها بلدا زراعية، وإقامة جيش وطني حر هو عماد الدولة المصرية ومحل ثقة شعبها.
وتابع السفير المصري، إن ثورة يوليو استحدثت مفهوما أيديولوجيا جديدا للسياسة المصرية، محوره الأساسي هو المواطن العربي وإعلاء قيمته من خلال ما يسمى مفهوم «القومية العربية».
وكانت الثورة المصرية مثالا لكل حركات التحرر من الاستعمار سواء في الدول العربية أو في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، لافتا أن معظم حركات التحرر في إفريقيا قامت برعاية ودعم الثورة المصرية.
وبشأن قرارات التأميم قال السفير المصري: إن وجهة النظر السائدة خلال تلك الحقبة التاريخية كانت تقوم على أن الدولة هي المسؤولة عن تسيير كل عناصر الحياة للمواطن المصري، بداية من التعليم وصولا إلى التوظيف، وقد أرست ثورة يوليو وطبقت مبدأ مجانية التعليم الذي كان في الحقبة السابقة لها مقتصرة على التعليم الابتدائي الأساسي فحسب.
وتابع: مبدأ التأميم كان أمرا سائدا في هذا الوقت.
قرارات التأميم
وأشار السفير المصري إلى أن قرارات التأميم في مصر كانت لها أهداف وطنية، منها قرار تأميم شركة قناة السويس، مضيفا أن الدولة المصرية في مرحلة لاحقة وخلال حقبة السبعينيات ارتأت عودة القطاع الخاص لأداء دوره في العملية الاقتصادية.
وأوضح السفير ياسر شعبان أن النظام الجمهوري الذي أقيم في مصر في أعقاب ثورة يوليو منح مصر المكانة التي تستحقها، وأسهم في تعليم الملايين من المصريين، وأسهم في تخريج الملايين من الكوادر المصريين الذين لم يكن لهم أن يحصلوا على فرصة التعليم المناسبة في العهود السابقة للثورة.
وتطرق السفير المصري إلى أن ثورة يوليو أسهمت في بناء الدولة المصرية على مدار السنوات السبعين الماضية، لافتا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي الفئة الوحيدة التي تعد الأكثر كرها لهذه الثورة؛ لأنها جماعة تعيش على مناوءة الحكم الوطني حتى ما قبل قيام ثورة يوليو نفسها.
وقال السفير المصري إن قرابة 5 آلاف قرية مصرية حظيت بكثير من العناية بعد ثورة يوليو من النواحي التعليمية والصحية والخدماتية، ولا تزال.
المقارنة ما قبل يوليو وما بعدها
وتابع قائلا: إن ثورة 23 يوليو كانت تعالج نقاطا مهمة مطروحة من الشعب المصري والحياة السياسية المصرية، مؤكدا أن المقارنات بين مصر ما قبل 23 يوليو وما بعدها تركز على القاهرة فحسب وتتجاهل الغالبية العظمى من قرى ومدن مصر المختلفة التي لم تنل حظوظها من الحصول على عناصر الحياة المناسبة سواء على المستوى الصحي أو التعليمي.
وأضاف: إن أعداد المواطنين المصريين الذين استفادوا من قرارات ثورة يوليو يفوق أيًّا من تضرر من هذه القرارات، مشيرا إلى أن كل نظام للحكم لديه نجاحات وإخفاقات، وهو ما ينطبق على التجربة الغربية.
وأشار إلى أن خلال حقبة الخمسينيات كانت الاشتراكية هي الأيديولوجية المسيطرة على العالم، باعتبارها الحل لكثير من المشكلات في العالم حينها، لذلك فإن ثورة يوليو انتهجت هذا النهج الذي أدى إلى طفرة في التعليم والصناعة في مصر بالإضافة إلى السياسة الخارجية المصرية.
السياسة الخارجية المصرية
وانتقل السفير المصري إلى الحديث عن السياسة الخارجية المصرية، موضحا أن هذه السياسة القائمة على المصلحة المصرية والمصلحة العربية والأفريقية التي تقوم على الدفاع عن القضايا العربية وليس القضايا المصرية فحسب، وما تخوضه الدبلوماسية من معارك للدفاع عن القضايا العربية، كل ذلك كان نتاجا لثورة يوليو.
وردا على سؤال حول التحديات التي واجهت النظام المصري حينها لتحقيق أهداف ثورة يوليو، أوضح السفير المصري أن الظروف السياسية والحروب التي خاضتها مصر والضغوطات التي تعرضت لها، وتبنيها مواقف مدافعة عن شعوب عربية أخرى أسهم في خلق تحديات إضافية للتجربة المصرية في هذا الوقت، مشيرا إلى أن مصر تحرص حتى اليوم على الاضطلاع بمسؤولياتها في مساندة القضايا العربية المختلفة، ولذلك نجد أن مصر اليوم في 2023 تحتضن أكثر من 9 ملايين ضيف مقيم غالبيتهم من الدول العربية الشقيقة.
دروس تاريخية كبرى
وعلق السيد زهره مدير التحرير قائلا: إن النقاش حول ثورة يوليو 1952 في الإطار العربي العام هو فرصة للتعرف على دروس تاريخية كبرى مستمرة إلى اليوم، مشيرا إلى أن الحكم على ثورة يوليو لا بد أن يقترن بالحقبة الزمنية الخاصة بها التي كانت تواكب فترة انهيار إمبراطوريات وتنامي مشاعر التحرر في مختلف دول العالم.
وأضاف: إن حركة الضباط الأحرار لم يكن يواكبها وجود تصور للسياسات الاقتصادية في البداية، ولكن كانت هناك مجموعة من المبادئ العامة، وانتهجوا منحى التجربة، حتى استقروا على النظام الاقتصادي القائم على كثير من ملامح الاشتراكية.
وأشار إلى أن اتجاه ثورة يوليو للتأميم صاحبه بعض الأخطاء، ولكن الفكرة أنه كان هناك قناعة مستمرة إلى اليوم، تتعلق بدور الدولة وأنها المعنية بقيادة عملية التنمية وأنها المسؤولة عن تحقيق العدل الاجتماعي، ولذلك أكبر إنجازات ثورة يوليو على الاطلاق هو العدل الاجتماعي، لافتا إلى أن الأجيال الجديدة لا تدرك أهمية ما قامت به ثورة يوليو من إتاحة التعليم أمام ملايين المصريين، أو إنصاف الفلاحين عن طريق قوانين الإصلاح الزراعي، أو توفير الصحة للجميع.
وأوضح مدير التحرير أن هناك سلبيات قد تحدث في تطبيق بعض السياسات، ولكن علينا أن نشير إلى أن العالم في الوقت الراهن يعيد اكتشاف دور الدولة في حماية المجتمع مع إتاحة المجال أمام القطاع الخاص للمشاركة في التنمية الاقتصادية، والتجربة الصينية تشير إلى أهمية وجود ضرورة الدولة في قيادة العملية الاقتصادية، منوها إلى أن الدول الأوروبية الرأسمالية لجأت إلى اتخاذ إجراءات شبه اشتراكية في مواجهة الأزمات الاقتصادية الكبرى، حتى أن الشعوب الأوروبية تخاطب الدول وليس القطاع الخاص لتحقيق مطالبها.
وتطرق السيد زهره إلى أن هناك جانبا ثقافيا لثورة يوليو، من خلال وجود وزراء للثقافة كالدكتور ثروت عكاشة الذي وصل بالثقافة إلى أقصى ربوع مصر من خلال آلاف بيوت وقصور الثقافة في كل أنحاء مصر والتي أنشأها جمال عبدالناصر.
واعتبر مدير التحرير أن أكبر أخطاء عهد عبدالناصر أنه اعتمد اعتبارات شخصية في اختيار بعض المسؤولين والقيادات وتجاهل سلبياتهم.
العدالة الاجتماعية أكبر المنجزات
وعلق السفير المصري ياسر شعبان قائلا: إن أهم منجزات ثورة يوليو هي العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وحياة كريمة للمصريين، وهو ما تعمل عليه الدولة المصرية في الوقت الراهن من خلال مبادرات الرئيس عبدالفتاح السيسي المختلفة، وكذلك إيجاد سياسة خارجية مصرية معبرة عن التوجهات التي اقتنع بها زعيم هذه الثورة جمال عبدالناصر، وتحفيز القوى الناعمة المصرية وقدرتها على الانتشار.
مصر والصين
وانتقل الأستاذ أنور عبدالرحمن بدفة الحوار إلى زاوية جديدة، مشيرا إلى أن التجربة المصرية في الخمسينيات بدأت بالتوازي تقريبا مع التجربة الصينية، وهذا ما يقودنا إلى السؤال، أين وصلت مصر وأين وصلت الصين؟
وعلق السفير المصري قائلا: إن المقارنة من هذا المنطلق تبدو صعبة، حيث لا يمكن المقارنة بين دولة في ظروف سياسية معينة، مع دولة أخرى مرت بظروف مغايرة، كما أن عناصر المقارنة بين النموذج الصيني والنموذج المصري مختلفة تماما.
إرساء عناصر المدنية
وأكد السفير ياسر شعبان أن عناصر المدنية الكاملة لم تكن موجودة في مصر ما قبل 1952، بل أرست ثورة يوليو هذه العناصر بعد قيام ثورة يوليو، كما أن التحديات التي واجهتها الصين تختلف عن التحديات التي خاضتها مصر وبعضها تطوعا في محيطها الإقليمي، ورغم هذه التحديات سارت مصر في تحقيق نهضة داخلية مع سعينا للحفاظ على الحقوق العربية، وخوض مصر أربع حروب مختلفة، كما أن مصر وجهت العديد من مواردها لدعم حركات التحرر والتنمية في المنطقة العربية والدول الأفريقية.
وأضاف: إن بقاء الدولة المصرية طوال هذه السنوات وتأييد وتفاعل الشعب المصري الإيجابي لمقومات الدولة هو أحد العناصر التي حمت الدولة المصرية من الانهيار في 2012، وكانت ثقة المواطن المصري في جيشه هي أحد الدوافع الرئيسية وراء ثورة 2013، وهذه الثقة اكتسبها الشعب المصري على مدار السبعين عاما الماضية منذ قيام ثورة 1952، مؤكدا أن الجيش المصري في قلب كل أسرة مصرية.
صلابة المجتمع المصري وثورة 2013
واختتم السفير المصري الندوة قائلا: إن ثورة يوليو 1952 أوجدت صلابة في المجتمع المصري وأوجدت تجانسا بين مكونات هذا المجتمع بمسلميه ومسيحيه، كما أرست عناصر الدولة المدنية وعناصر العدالة الاجتماعية، وخلقت حالة من الربط في المصلحة بين الدولة وأهدافها وجيشها وشعبها، وهو الأمر الذي مازال باقيا في أذهان كل مواطن مصري، وكان العنصر الفعال في ثورة 2013.
وأكد أن ثورة يوليو مازالت تذكر في أدبيات السياسة في أمريكا اللاتينية وليس في المنطقة العربية فحسب، كحركة سياسية تحررية أسهمت في تغيير مفاهيم سياسية عديدة.
حياة كريمة
وأشار السفير المصري إلى أن المبادئ التي قامت عليها ثورة يوليو تشبه المبادئ التي يحرص عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال مشروعات رئيسية كبرى كمشروع تطوير التعليم بشكل كامل، ومشروع تطوير ما يسمى بالعشوائيات، ومشروعات بناء صحة المواطن المصري، وهذه المشاريع حققت نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة، وتتحمل نفقاتها الدولة المصرية.
وأوضح أن مبادرة حياة كريمة واحدة من أكبر المشاريع التنموية في العالم وتخدم حوالي 50 مليون مصري، وتهدف إلى التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر، التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر المتعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية، الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة، توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية، إشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشتهم، تنظيم صفوف المجتمع المدني وتأطير الثقة في جميع مؤسسات الدولة، الاستثمار في تنمية الإنسان المصري، سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها، إحياء قيم المسؤولية المشتركة بين كل الجهات الشريكة لتوحيد التدخلات التنموية في المراكز والقرى وتوابعها.
وأوضح السفير المصري أن المرحلة الأولى من تنفيذ مبادرة حياة كريمة استهدفت عدد 377 قرية الأكثر احتياجاً والأكثر تعرضا للتطرف والإرهاب الفكري، والتي تصل نسبة الفقر فيها إلى 70% فأكثر، بإجمالي عدد أسر 756 ألف أسرة 3 ملايين فرد في 11 محافظة مصرية، والمستهدف من المبادرة ككل أكثر من أربعة آلاف قرية مصرية.
الروح المعنوية العربية
وأوضح السفير المصري أن الروح المعنوية العربية بعد 1948 كانت في أدنى مستوياتها، ومع 23 يوليو 1952 ارتفعت هذه الروح المعنوية، وزاد إحساس المواطن العربي بالكرامة وكذا زاد إحساس المواطن المصري بالانتماء إلى وطنه، كما أن مصر لعبت دورا فاعلا بعد ثورة يوليو في تأسيس منظمة دول عدم الانحياز وقامت على 3 زعماء هم تيتو ونهرو وعبدالناصر أمام الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.
وأشار إلى أن نقطة الروح المعنوية هي إحدى النقاط الأساسية التي تقوم عليها الجمهورية الثانية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي في المرحلة الحالية، حيث حرصت الدولة المصرية على إعادة الثقة للإنسان المصري بعد 2013.
الشعور الوطني والمغامرة
واختتم الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير اللقاء، مؤكدا أن ما قام به الزعيم جمال عبدالناصر كان شعورا وطنيا ولم يكن مغامرة مقارنة ببقية حركات التغيير التي شهدتها المنطقة العربية، مضيفا: إننا ننظر إلى حركة 23 يوليو باعتبارها حركة الآباء والرواد، ولا نستطيع أن ننكر أن هذه الحركة غيرت مفاهيم كثيرة للغاية في المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن ما يميز الجيش المصري أنه المؤسسة التي تفكر في مصالح الشعب المصري.
أنور عبدالرحمن: مصر نقطة جذب للسياحة العربية
السفير المصري: 25 ألف سائح بحريني زاروا مصر العام الماضي
أكد الأستاذ أنور عبدالرحمن أن هناك مناطق سياحية جديدة في مصر باتت تشكل نقاط جذب للسياحة العربية والخليجية في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل إفساح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع الحيوي بعيدا عن أمراض الروتين الحكومي، مثل الجونة والعلمين، لأن العقلية التي تدير هذه المشاريع تفكر بأسلوب تجاري رأسمالي تنافسي، مشددا على أهمية تشجيع السياحة الخليجية إلى مصر.
بدوره أكد السفير المصري ياسر شعبان أن الدولة المصرية في الوقت الراهن تتيح العديد من الفرص أمام القطاع الخاص للانخراط في مختلف القطاعات الاقتصادية، وشدد على أن هناك إدراكا مصريا لأهمية دور القطاع الخاص كقاطرة أساسية للعملية الاقتصادية في البلاد.
وكشف السفير المصري أن عدد السائحين البحرينيين الذين زاروا مصر خلال الموسم السياحي في 2022 وصل إلى حوالي 25 ألف سائح بحريني.
تنامي التعاون الاقتصادي بين مصر والبحرين
أكد السفير المصري ياسر شعبان أن العلاقات المصرية البحرينية على المستوى السياسي علاقات قوية ومتجذرة ومتطورة بفضل دعم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، لافتا إلى أن توجيهات الزعيمين تؤكد تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين على جميع الأصعدة، وذلك بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وكشف عن تطور العلاقات الثنائية على المستوى الاقتصادي، والتي تهدف إلى خدمة مصالح الشعبين الشقيقين، لافتا إلى أن الاستثمارات المصرية في البحرين تجاوزت 50 مليون دولار، كما أن الاستثمارات البحرينية الموجودة في مصر وصل حجمها إلى 3,2 مليارات دولار في مختلف القطاعات.
وأوضح أن مصر تشكل وجهة تعليمية مفضلة للأسر البحرينية، حيث إن لدينا حوالي 1200 طالبة وطالبة بحرينيين يدرسون في الجامعات المصرية.
وشدد السفير ياسر شعبان على أن مصر تؤمن بأن أمن الخليج وفي القلب منه البحرين، هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، معبرا عن تقدير مصر لدور مملكة البحرين في دعم مصر سياسيا واستراتيجيا واقتصاديا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك