خاطرة
عبدالرحمن فلاح
الأعلام.. الصالحون!
الإصلاح هو غاية الإسلام وهدفه الذي يسعى إلى تحقيقه في كل شأن من شؤونه الخاصة والعامة، والمصلحون هم فئة اختارها الله تعالى من بين خلقه ليلقي على كاهلها مهمة الإصلاح الذي يبدأ بإصلاح الذات، ثم بإصلاح الآخر.
ولقد خلق الله تعالى آدم (عليه السلام) لتعمير الأرض وإصلاحها، ولذلك علمه الأسماء كلها التي هو في حاجة إليها ليتدبر شؤونه الخاصة والعامة، قال تعالى: «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31)» البقرة.
والإصلاح عملية تتضافر فيها كل عوامل النجاح والتوفيق، وهي تفعيل لقدرات الإنسان التي منحه الله تعالى إياها، وسخر له ما في الوجود كله ينفعل لحركته، ويستجيب لسعيه لبلوغ الغاية المقدرة له، ولا يتحقق الإصلاح في المجتمع ما لم يسبقه إصلاح للذات، وإخضاعها للقيم والمبادئ التي دعا إليها الإسلام، وحض أتباعه على التمسك بها والانقياد لها في رفق وتواضع ولين، وعلى المصلحين ألا يستعجلوا قطف الثمار، بل عليهم أن ينتظروا حتى يبدو صلاح دعوتهم، وقبول الناس لها والانقياد لما توجبه عليهم من أوامر ونواه، وعلى المسلم أن يخضع نفسه لأوامر الله تعالى ونواهيه، والمبادرة إلى إلزام نفسه قبل أن يلزم الآخرين بها، وعليه أن يسعى في مثابرة إلى تمثل ما تأمر به، وتنهى عنه، وعليه ألا يتكبر على الحق، بل يجب عليه أن يخضع للحق ويجدد ولاءه له، ويظهر حقيقة انتمائه إليه في غير خوف أو وجل، وليعلم أن عاقبة دعوته لا شك خير، وأنه سيجني ثمارها حين يبدو صلاحها، ويرى إقبال الناس عليها في وقت كثرت فيه الدعوات، وشاغب أهل الباطل على أهل الحق.
إن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم ومستمر، والنصر في هذا الصراع لا شك للحق، لأن الباطل مهما علا أو تعاظم فهو إلى زوال، أما الحق فهو إلى نصر، لأن دولة الباطل ساعة، أما دولة الحق فإلى قيام الساعة. هذه هي سنة الله تعالى في الأرض، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنته سبحانه تحويلا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك