كتبت: فاطمة علي
استعادت فتاة بحرينية حاسة السمع بعد 16 سنة، إذ ولدت بعيب خلقي تمثل في عدم وجود عصب السمع بالأذن اليمنى، وقد عادت حاسة السمع بشكل كامل بعد تدخل جراحي أجري للمرة الاولى في مجمع السلمانية الطبي على يد فريق طبي جراحي متخصص، حيث استخدم الاطباء تقنية حديثة ومتطورة تختلف عن عمليات زراعة القوقعة المتعارف عليها، مكنتها من استعادة حاسة السمع بشكل كامل ومن دون أي مضاعفات.
ونشرت المستشفيات الحكومية تفاصيل العملية الجراحية التي اجريت مؤخرا في مجمع السلمانية الطبي عبر حسابها الرسمي كأول عملية زراعة جهاز سمعي عظمي «المعين السمعي»، إذ أكدت استشاري ورئيس قسم الانف والاذن والحنجرة بالسلمانية الدكتورة مريم سهوان أن المريضة ولدت بعيب خلقي تمثل في ولادتها بدون عصب سمعي في الأذن اليمنى، ما يعني فقدان السمع في أذن واحدة مع وجود سمع طبيعي في الأذن الأخرى، وقد اجريت العملية بنجاح كامل انتهت بعودة السمع بشكل كامل للاذن اليمني بعد ثلاثة أشهر.
وقالت الدكتورة سهوان ان هذا النوع من فقدان السمع يرجع اسبابه عادة إلى وجود عيب خلقي في العصب السمعي منذ الولادة، أو انسداد قناة الأذن الخارجية أو عيب خلقي في صيوان الأذن، أو يكون مكتسبا في مرحلة عمرية لاحقة، بسبب أي إصابة أو حادث أو أمراض مزمنة في الأذن الوسطى، مؤكدة أن هناك خيارات متعددة لتحسين أو إعادة السمع للأطفال والكبار.
واوضحت ان الجهاز المستخدم في هذه العملية يمتاز بامتلاكه مولدا للاهتزازات يفرقه عن بقية الاجهزة الأخرى. وقد قام الفريق الجراحي بغرسه على عظمة الصدغ خلف الأذن، ليتم توصيل الصوت عن طريق ذبذبات خلال الجمجمة إلى عصب السمع مباشرة سواءً في نفس الجهة أو الجهة السليمة، مبينة أن الجهاز كفيل بنقل كل ما يحتاج إليه المريض من تعويض لنقص السمع بشكل كامل، ويمكن توصيله بالهاتف الخلوي والاجهزة الذكية الاخرى زيادة في فعاليته.
وأكدت الدكتورة سهوان أن هذا الجهاز يكفل للمريض الحصول على تجربة سمعية طبيعية وكأنه يقوم باستخدام كلتا الأذنين، فيتمكن المريض من تحديد مصدر واتجاه الصوت ويسمع بشكل أفضل في الأماكن التي تشمل ضجيجا أو مصادر صوت متعددة ويبذل جهداً أقل للاستماع، مبينة أن تحديد خيار تصحيح السمع أو المعين السمعي المناسب لكل مريض مختلف بحسب الحالة، ويحددها الطبيب المختص.
وظهرت المريضة ذات الـ16 عاما وهي تسمع للمرة الاولى في فيديو متلفز نشرته المستشفيات الحكومية، حيث بدت ملامح الصدمة التي امتزجت بالفرح وهي تسمع الاصوات من حولها بشكل واضح للمرة الاولى، لا سيما وانها ولدت بعيب خلقي افقدها السمع من الجهة اليمني لأكثر من 16 سنة، وقد وجهت شكرها إلى الطاقم الطبي الذي ساعدها في استعادة السمع بشكل طبيعي ومن دون تعقيدات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك