مواصلة العمل المتكامل بين مؤسسات الدولة وكل الشركاء
للاستمرار في الدفع بعجلة التنمية المستدامة
أكّدت نور بنت علي الخليف وزيرة التنمية المستدامة أن مملكة البحرين تمكنت من اتخاذ خطـوات حاسـمة في سبيل تسـريع التقـدم المحـرز نحـو تنفيـذ أهـداف التنميـة المسـتدامة، وذلك بما يتماشى مع الرؤيـة الثاقبـة لحضـرة صاحـب الجلالة الملـك حمـد بـن عيسـى آل خليفـة ملـك البـلاد المعظـم، والمتابعـة المسـتمرة مـن صاحـب السـمو الملكـي الأمير سـلمان بـن حمـد آل خليفـة ولـي العهـد رئيـس مجلـس الـوزراء، لافتةً إلى أن مملكة البحرين ومنذ تقديمها الاستعراض الوطني الطوعي الأول في عام 2018، شهدت تسارعاً ملحوظاً في وتيرة العمل على مواجهة التحديات البيئية العالمية والاستثمار في الطاقة المتجددة ودعم التحول الرقمي بالإضافة إلى تعزيز جهود الاستدامة المالية والتأهب لمختلف التحديات التي يمكن أن تلقي بظلالها على جهود تحقيق التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال اجتماع مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، إثر تقديم مملكة البحرين للاستعراض الوطني الطوعي الثاني بشأن التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، الذي قُدم في منتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المُستدامة لعام 2023 بعنوان «تسريع التعافي من مرض فيروس كورونا والتنفيذ الكامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 على جميع المستويات» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة من 10 إلى 19 يوليو، برعاية من المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة.
وفي مستهل اللقاء، رحبت برؤساء تحرير الصحف المحلية، مشيدةً بجهودهم المخلصة في سبيل إيصال الرسالة الإعلامية النبيلة، وإبراز الصورة المشرفة لمملكة البحرين والتعبير عن نبض الشارع البحريني، مؤكدةً أهمية تسليط الضوء على النجاحات والإنجازات البارزة لمملكة البحرين بالإضافة للتحديات وسبل التعامل معها، التي عكس بعضها الاستعراض الوطني الطوعي في نسخته الثانية، حيث أظهر الاستعراض كفاءة المملكة في التعامل مع جائحة كورونا (كوفيد -19) العالمية من خلال تبني نهج تكاملي شامل للحكومة والمجتمع بأسره، وهو ما وثقته منظمة الصحة العالمية العام الماضي في تقرير دراسة الحالة عن الجائحة والدروس المستفادة، كما كشف الاستعراض جهود المملكة الرامية إلى الحد من تداعيات الجائحة، حيث أطلقت خطة التعافي الاقتصادي نهاية عام 2021، التي تهدف إلى جعل المملكـة فـي الوضـع الأمثل للاسـتفادة مـن التعافـي العالمـي ما بعد الجائحة، وتحقيـق الاستدامة الماليـة والاقتصادية.
وبيّنت بأن المنتدى سلط الضوء على سبل تسريع وتيرة تحقيق التنمية المستدامة، التي تمكنت مملكة البحرين من تحقيقها خلال الفترة السابقة بكل اقتدار عبر مجموعة من المبادرات كاستحداث وزارة للتنمية المستدامة عام 2022 كمؤسسـة داعمة ومعززة ومنسـقة لجهـود تحقيـق التنميـة المسـتدامة، ومعنيـة بإبـراز إنجــازات المملكــة وخططهــا المســتقبلية بغيــة تحقيــق مزيـد مـن التقـدم فـي خطـة التنميـة بكافـة المجالات، إلى جانب دمج المملكة لأهداف التنمية المستدامة في برنامج الحكومة (2023 – 2026) تحت عنوان «من التعافي إلى النمو المستدام»، وإطلاق خطة التعافي الاقتصادي، والإعلان عن الالتزام بتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060، بالإضافة إلى تعزيز التحول الرقمي.
وخلال الاجتماع ناقشت نهج الاستدامة في مملكة البحرين، موضحةً بأن المملكة تعتز باتباعهـا نهجـاً مبنيـاً علـى الاستدامة علـى مـدار تاريخهـا الحافـل، والـذي سـبق الإعلان عـن تنفيـذ خطـة التنميـة المسـتدامة لعـام 2030، حيـث تمتلـك البحرين كافـة المقومات اللازمة لاسـتيعاب المبادئ الرئيسـية لأهداف التنمية المسـتدامة والمتمثلـة فـي: العدالـة والإنصـاف والازدهـار والسـلام والتعاون والشـمولية.
وأضافت أن الدورة التي عقدت في المنتدى السياسي الرفيع المستوى لهذا العام، ركزت على خمسة أهداف مـن أهداف التنميــة المســتدامة، وهــي: الهــدف 6 بشــأن الميــاه النظيفــة والنظافــة الصحيــة، والهــدف 7 بشــأن الطاقــة النظيفــة وبأسـعار معقولـة، والهـدف 9 بشـأن الصناعـة والابتـكار والهيـاكل الأساسـية، والهـدف 11 بشـأن المـدن والمجتمعـات المحليـة المسـتدامة، والهـدف 17 بشـأن عقـد الشـراكات لتحقيـق الأهـداف، مشيرةً إلى أن الاستعراض الوطني الطوعي لمملكة البحرين قد غطى كل الأهداف الـ17 ولخص الجهود المبذولة للنهوض بأهداف التنمية الخمسة التي تم التركيز عليها.
وحول منهجية تحضير الاستعراض الوطني الطوعي الثاني، قالت إن الوزارة اعتمدت على قاعدة البيانات المتوافرة على منصة أهداف التنمية المستدامة كمصدر أول لاستسقاء البيانات المستخدمة في الاستعراض، كما سعت للحصول على البيانات الكمية والنوعية من الجهات الحكومية بطريقة ممنهجة ليتم تضمينها في الاستعراض وعملية التقييم، لافتةً إلى أن مملكة البحرين حرصت كذلك على أن يعكس الاستعراض العلاقة الوطيدة والشراكة مع أصحاب المصلحة، والاستفادة من خبراتهم القيمة لتقديم رؤية شاملة للسياسات والمبادرات الرامية لتحقيق التنمية المستدامة وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث أجريت سبع ورش عمل نقاشية وجلسات تشاورية مع أصحاب المصلحة مطلع العام الجاري، ضمــت ممثليــن عــن القطــاع الحكومــي، والقطــاع الخــاص، ومؤسســات المجتمــع المدنــي والمنظمــات غيــر الحكوميــة، والمؤسســات الأكاديمية والبحثيــة، والمعنييــن بملفــات شــؤون المــرأة، والشــباب، والســلطة التشــريعية.
كما أوضحت أنه من خلال الاجتماعات عالية المستوى التي تمت على هامش المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة لعام 2023 تم اللقاء مع عدد من المسؤولين من ضمنهم السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث تم تأكيد التزام مملكة البحرين بتسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع الاستمرار في غرس مفهوم الاستدامة في جميع خطط واستراتيجيات عمل الحكومة.
وفي ختام الاجتماع، أكّدت أهمية مواصلة العمل المتكامل بين مؤسسات الدولة وكل الشركاء، داخل مملكة البحرين وخارجها، للاستمرار في الدفع بعجلة التنمية المستدامة وتسريع وتيرة تنفيذ تلك الأهداف بما يحقق طموحات مملكة البحرين، معربةً عن تطلع الوزارة واستعدادها التام للمشاركة في قمة أهداف التنمية المستدامة التي ستقام في نيويورك في شهر سبتمبر المقبل بتنظيم من الأمم المتحدة والتي تعقد في نقطة منتصف الطريق نحو تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، تأكيداً منها للمساهمة الفعالة لمملكة البحرين في الحراك الدولي في هذا الشأن والتزامها بتحقيق التنمية المستدامة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك