العدد : ١٦٩٩٥ - الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٥ - الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

خـبـراء: الـذكـاء الاصطنـاعـي يفرض قواعد جديدة لنظم الحرب الحديثة

الخميس ١٠ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

 

ندوة «التكنولوجيا العسكرية.. الواقع والآفاق» في مركز دراسات


تحذيرات من تهديدات طائرات «الدرونز» على أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي


خبراء: مخاطر من سعي الكيانات دون الدول

لتوظيف التكنولوجيا العسكرية على نحو سيئ


 

كتب‭: ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد

 

ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬حوارات‭ ‬فكرية‮»‬،‭ ‬نظّم‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬محاضرةً‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭: ‬الواقع‭ ‬والآفاق‮»‬،‭ ‬قدمها‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬أشرف‭ ‬محمد‭ ‬كشك،‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بإدارة‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث،‭ ‬ومنى‭ ‬سعد‭ ‬الرصيص،‭ ‬محلل‭ ‬أبحاث‭ ‬بإدارة‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث،‭ ‬بحضور‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬وشركاء‭ ‬المركز،‭ ‬بمقر‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬العوالي‭ ‬أمس‭.‬

 

وخلال‭ ‬الحوار،‭ ‬أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬كشك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬أولت‭ ‬موضوع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عام‭ ‬2019م،‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الثاني‭ ‬للدفاع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بتلك‭ ‬القضية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬وجود‭ ‬اهتمام‭ ‬إقليمي‭ ‬وعالمي‭ ‬بتأثير‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تخصيص‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬جلسةً‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023م‭ ‬لمناقشة‭ ‬فرص‭ ‬ومخاطر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬السّلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭.‬

كما‭ ‬تناول‭ ‬الدكتور‭ ‬كشك‭ ‬في‭ ‬نقاشه‭ ‬أبرز‭ ‬الفرص‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬وكيفية‭ ‬استفادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬منها،‭ ‬وأشار‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬لضمان‭ ‬التوظيف‭ ‬الأمثل‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري،‭ ‬فيما‭ ‬تعمل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مواجهتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬متطلبات‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬عمومًا‭ ‬ضمن‭ ‬رؤاها‭ ‬التنموية‭.‬

وخلال‭ ‬الحوار‭ ‬أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬كشك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬والمدنية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬قرع‭ ‬جرس‭ ‬الإنذار‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سيئ‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬للطيران‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬وجماعي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اهتماما‭ ‬عربيا‭ ‬بتأثير‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬مضمون‭ ‬التدريب‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأخير‭ ‬لرؤساء‭ ‬هيئات‭ ‬التدريب‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العربية‭ ‬بمقر‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬استحداث‭ ‬تدريبات‭ ‬مشتركة‭ ‬بتوظيف‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أفرع‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وكذلك‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬لمناقشة‭ ‬تأثير‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬وتأكيد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المدعومة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭  ‬تعد‭ ‬تحدياً‭ ‬هائلاً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬والبيولوجية‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬كشك‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أضحى‭ ‬له‭  ‬تأثير‭  ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الجيوش‭ ‬عموماً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيجاد‭ ‬قواعد‭ ‬جديدة‭ ‬للحرب‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الجنود‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المعركة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وتنسيق‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬المعقدة‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬واختيار‭ ‬الأهداف‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق،‭ ‬وتحديد‭ ‬المخاطر‭ ‬والسرعة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الجيوش‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأنظمة‭ ‬المعقدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭  ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭  ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أوجدت‭ ‬مخاطر‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬إمكانية‭ ‬وقوعها‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬دون‭ ‬الدول،‭ ‬ودفع‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬بكتائب‭ ‬الردع‭ ‬الإلكتروني‮»‬‭ ‬وتخصيص‭ ‬ميزانيات‭ ‬هائلة‭ ‬لذلك،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬أنهت‭ ‬عنصر‭ ‬المفاجأة‭ ‬في‭ ‬الحروب‭.‬

وتطرق‭ ‬الدكتور‭ ‬كشك‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬ضمن‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬مشيداً‭ ‬بالأمر‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ ‬23‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬بشأن‭ ‬إنشاء‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬لتطوير‭ ‬التصنيع‭ ‬الحربي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وإشارة‭ ‬المادتين‭ ‬الثانية‭ ‬والثالثة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬ضمن‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

وتطرق‭ ‬د‭. ‬كشك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خطط‭ ‬تطوير‭ ‬صناعات‭ ‬عسكرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬منها‭ ‬التطور‭ ‬المتسارع‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬ومتطلبات‭ ‬توطين‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات‭ ‬سواء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬أو‭ ‬التمويل‭ ‬أو‭ ‬احتكار‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬شركات‭ ‬السلاح‭ ‬الغربية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك‭.‬

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬كشك‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬تنظم‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭.‬

واختتم‭ ‬القول‭ ‬بأنه‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مسارات‭ ‬لتوظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬منها‭ ‬تغيير‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬للجيوش،‭ ‬وتأسيس‭ ‬كتائب‭ ‬للردع‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدفاعية،‭ ‬وإيلاء‭ ‬أهمية‭ ‬لتمارين‭ ‬المحاكاة‭ ‬بشأن‭ ‬سيناريو‭ ‬هجوم‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توطين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬شاملة‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬ابتكارات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬الحديثة،‭ ‬تُعد‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬‭ ‬هي‭ ‬مجال‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأكبر‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشارت‭ ‬إليه‭ ‬الآنسة‭ ‬منى‭ ‬سعد‭ ‬الرصيص‭ ‬خلال‭ ‬تقديمها‭ ‬رؤية‭ ‬تحليلية‭ ‬شاملة‭ ‬للتطور‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬صناعة‭ ‬هذه‭ ‬الطائرات‭ ‬والسوق‭ ‬العالمية‭ ‬لها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تولي‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬أهميةً‭ ‬كبرى،‭ ‬سواءً‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬الذاتية‭ ‬أو‭ ‬تطوير‭ ‬شراكاتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

وخلال‭ ‬تقديم‭ ‬عرض‭ ‬تحليلي‭ ‬بعنوان‭ ‬مخاطر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭: ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬‭ ‬نموذجاً،‭ ‬أشارت‭ ‬منى‭ ‬الرصيص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مخاطر‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬توافر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬اللازمة‭ ‬لتصنيعها‭ ‬حتى‭ ‬للجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬وإمكانية‭ ‬تزويدها‭ ‬بتقنيات‭ ‬رقمية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دقة‭ ‬عمليات‭ ‬المراقبة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتميز‭ ‬بسرعة‭ ‬أقل‭ ‬وبإمكانها‭ ‬الطيران‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬منخفض‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬الدفاعات‭ ‬على‭ ‬إسقاطها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬أسراب‭ ‬بما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬محاصرة‭ ‬طائرة‭ ‬مدنية‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭ ‬لطائرات‭ ‬الدرونز‭ ‬وتأتي‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬لها‭ ‬تليها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ثم‭ ‬فرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬واستراليا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التوقعات‭ ‬المستقبلية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬ذلك‭ ‬الواقع‭ ‬لتكون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬تليها‭ ‬الصين،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬دول‭ ‬آسيوية‭ ‬وشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تركيا‭ ‬ومصر‭ ‬وإسرائيل‭.‬

وأشارت‭ ‬الرصيص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توظيف‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اليوم،‭ ‬ولكنه‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬حقب‭ ‬زمنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬والغارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬عام‭ ‬2017‭.  ‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬توظيف‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬كان‭ ‬عاملاً‭ ‬حاسما‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬المعركة‭ ‬لصالح‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الآخر،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬تفوق‭ ‬انتصار‭ ‬أذربيجان‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬خلال‭ ‬حربها‭ ‬مع‭ ‬أرمينيا،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطورة‭ ‬الكبرى‭  ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬سعي‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬وتوجد‭ ‬عوامل‭ ‬عديدة‭ ‬تجعلها‭ ‬متاحة‭ ‬منها‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬مراقبة‭ ‬السوق‭ ‬المدني‭ ‬للدرونز،‭ ‬وسهولة‭ ‬تصنيعها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وسهولة‭ ‬تحويل‭ ‬استخدام‭ ‬الدرونز‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬المدني‭ ‬للجانب‭ ‬العسكري،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لأحدث‭ ‬التقارير‭ ‬توجد‭ ‬65‭ ‬جماعة‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الدرونزلمسافات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬1500‭ ‬كم،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬نماذج‭ ‬لكيفية‭ ‬حصول‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات،‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬بتحدي‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬عصابات‭ ‬تهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬في‭ ‬المكسيك‭.‬

وأشارت‭ ‬الرصيص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهودا‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬لتصنيع‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشراكات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬العسكري‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬اهتماما‭ ‬متزايدا‭ ‬بتوظيف‭ ‬طائرات‭ ‬الدرونز‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬منها‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وكذلك‭ ‬أحداث‭ ‬الزلزال‭ ‬في‭ ‬تركيا‭.   ‬

واختتمت‭ ‬الرصيص‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬تأثيرات‭ ‬لتلك‭ ‬الطائرات‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬منها‭ ‬تغيير‭ ‬ترتيب‭ ‬قوة‭ ‬الدول،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬المعيار‭ ‬هو‭ ‬التسلح‭ ‬التقليدي،‭ ‬زيادة‭ ‬أمد‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬انتهاك‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬تنظم‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬أو‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سلمي‭ ‬عموماً،‭ ‬وكذلك‭ ‬صعوبة‭ ‬إثبات‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬المدنية،‭ ‬وتغير‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأقاليم‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا