العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

ألوان

اكتشاف علمي: «توت سيتس» فرعون الحيتان عاش في مصر قبل 41 مليون سنة

القاهرة - سيد عبدالقادر:

السبت ١٢ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

 

اهتمت‭ ‬الأوساط‭ ‬العلمية‭ ‬العالمية‭ ‬بتفاصيل‭ ‬إعلان‭ ‬اكتشاف‭ ‬فريق‭ ‬علمي‭ ‬مصري‭ ‬بجامعة‭ ‬المنصورة‭ ‬نوعًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬الحيتان‭ ‬عاش‭ ‬قبل‭ ‬41‭ ‬مليون‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬منخفض‭ ‬الفيوم‭.‬

ونقلت‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭ ‬البريطانية‭ ‬عن‭ ‬البروفيسور‭ ‬هشام‭ ‬سلام‭ ‬مؤسس‭ ‬مركز‭ ‬علم‭ ‬الحفريات‭ ‬الفقارية‭ ‬بجامعة‭ ‬المنصورة‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬عثر‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬سن‭ ‬مكشوف‭ ‬في‭ ‬كتلة‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الجيري‭ ‬يعود‭ ‬تاريخه‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الأيوسيني،‭ ‬وهي‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬من‭ ‬55‭.‬8‭ ‬مليونا‭ ‬إلى‭ ‬33‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬سنة‭ ‬مضت‭.‬

وفي‭ ‬تقرير‭ ‬تليفزيوني‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬توت‭ ‬سيتس‮»‬‭ ‬يعد‭ ‬الجد‭ ‬الأكبر‭ ‬للحيتان‭ ‬والدلافين‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬اليوم،‭ ‬وأحد‭ ‬أقدم‭ ‬حفريات‭ ‬الحيتان‭ ‬مائية‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ويبلغ‭ ‬طوله‭ ‬نحو‭ ‬2‭.‬5‭ ‬متر‭ ‬ووزنه‭ ‬حوالي‭ ‬187‭ ‬كجم،‭ ‬ولهذا‭ ‬لقبوه‭ ‬بـ«فرعون‭ ‬الحيتان‮»‬‭.‬

ونُشر‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬دورية‭ ‬‮«‬كوميونيكيشن‭ ‬بيولوجي‮»‬‭ ‬التابعة‭ ‬لمؤسسة‭ ‬‮«‬نيتشر‮»‬‭ ‬العالمية،‭ ‬وأطلق‭ ‬الفريق‭ ‬البحثي‭ ‬على‭ ‬الحوت‭ ‬الأثري‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬توت‭ ‬سيتس‮»‬‭ ‬تيمنًا‭ ‬بالملك‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون‮»‬،‭ ‬

وجرى‭ ‬اكتشاف‭ ‬الحفرية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬بواسطة‭ ‬العالم‭ ‬المصري‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬سامح‭ ‬خبير‭ ‬اليونسكو‭ ‬للتراث‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وسلمها‭ ‬لـ«سلام‭ ‬لاب‮»‬‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الحفريات‭ ‬الفقارية‭ ‬بجامعة‭ ‬المنصورة‭ ‬برئاسة‭ ‬الدكتور‭ ‬هشام‭ ‬سلام‭ ‬عام‭ ‬2017‭.‬

وقال‭ ‬الدكتور أشرف‭ ‬صديق‭ ‬محمد‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬القومي‭ ‬لعلوم‭ ‬البحار‭ ‬والمصائد‭ ‬بالغردقة‭ ‬إن‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬ملايين‭ ‬السنين‭ ‬مغطاة‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه،‭ ‬قبل‭ ‬وجود‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭ ‬عليها،‭ ‬وكان‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المياه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭.‬

وتابع‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬يغطيها‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه،‭ ‬ولكنها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬صحار‭ ‬بفعل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭ ‬حاليًا،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬قديمة‭ ‬وأكثر‭ ‬حدة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭.‬

وضرب‭ ‬صديق‭ ‬المثل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بمنطقة‭ ‬وادي‭ ‬الحيتان‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬الفيوم‭ ‬بمصر،‭ ‬وكانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬واد‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بينما‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬صحراء‭ ‬بفعل‭ ‬تغيرات‭ ‬المناخ،‭ ‬وعوامل‭ ‬التعرية‭.‬

وفسّر‭ ‬أشرف‭ ‬أسباب‭ ‬تحول‭ ‬حوت‭ ‬‮«‬توت‭ ‬سيتس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الشكل‭ ‬الحجري‭ ‬بدل‭ ‬تحلله‭ ‬إلى‭ ‬عظام‭ ‬مرجعًا‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬تظهر‭ ‬زلازل‭ ‬وحمم‭ ‬بركانية‭ ‬هائلة‭ ‬والتي‭ ‬تنبعث‭ ‬منها‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬مرتفعة‭ ‬ومعادن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الكائن‭ ‬الحي‭ ‬إلى‭ ‬كتلة‭ ‬حجرية،‭ ‬وليس‭ ‬عظامًا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاكتشافات‭ ‬المصرية‭ ‬لها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬دورة‭ ‬حياة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكائنات‭ ‬واكتشاف‭ ‬أنسابها،‭ ‬وكذا‭ ‬معرفة‭ ‬العديد‭ ‬عن‭ ‬سلوكها‭ ‬وتطوره‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معرفته‭ ‬حاليا‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬تغيرات‭ ‬داخل‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭.‬‮ ‬

وأردف‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاكتشافات‭ ‬كذلك‭ ‬تظهر‭ ‬مدى‭ ‬حضارة‭ ‬مصر‭ ‬وتاريخها‭ ‬القديم،‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬آثارًا‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وأسفل‭ ‬الأرض،‭ ‬وداخل‭ ‬البحار‭ ‬من‭ ‬ملايين‭ ‬السنوات،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلماء‭ ‬يمكنهم‭ ‬تحديد‭ ‬العمر‭ ‬الحقيقي‭ ‬لتلك‭ ‬الكائنات‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشعة‭ ‬على‭ ‬جسم‭ ‬الحفرية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا