العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

ألوان

الإسكندرية.. في عيون بحرينية
كتاب جديد للدكتور عماد حمزة يروي فيه ذكرياته عن عروس البحر المتوسط

السبت ١٩ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

صدر‭ ‬حديثا‭ ‬للدكتور‭ ‬عماد‭ ‬يوسف‭ ‬حمزة‭ ‬استشاري‭ ‬طب‭ ‬وجراحة‭ ‬العيون‭ ‬كتاب‭ ‬جديد‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الإسكندرية‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬بحرينية‮»‬‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬يروي‭ ‬الدكتور‭ ‬عماد‭ ‬حمزة‭ ‬قصة‭ ‬عشقه‭ ‬وذكرياته‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عروس‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬فيها‭ ‬تعليمه‭ ‬الجامعي‭ ‬بدراسة‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ثم‭ ‬نال‭ ‬فيها‭ ‬أيضا‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬اختصاص‭ ‬طب‭ ‬العيون‭.‬

والكتاب‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية‭ ‬وتاريخية‭ ‬للمؤلف‭ ‬ولمدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ذاتها،‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬فيها‭ ‬الكاتب‭ ‬المزج‭ ‬بأسلوب‭ ‬رشيق‭ ‬وعبارات‭ ‬رقيقة‭ ‬بين‭ ‬ذكرياته‭ ‬وانطباعاته‭ ‬ومشاهداته‭ ‬لكل‭ ‬الأماكن‭ ‬والميادين‭ ‬والشوارع‭ ‬التي‭ ‬عاش‭ ‬فيها‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬وبين‭ ‬تاريخ‭ ‬مدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬القائد‭ ‬الإغريقي‭ ‬التاريخي‭ ‬الشهير‭ ‬الإسكندر‭ ‬الأكبر‭.‬

منذ‭ ‬الصفحات‭ ‬الأولى‭ ‬للكتاب‭ ‬يشعر‭ ‬القارئ‭ ‬أنه‭ ‬أمام‭ ‬رحلة‭ ‬جميلة‭ ‬مليئة‭ ‬بالعواطف‭ ‬والمشاعر‭ ‬الجياشة‭ ‬وذكريات‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬زاهية‭ ‬وأوقات‭ ‬رائعة‭ ‬عاشها‭ ‬المؤلف‭ ‬ويفخر‭ ‬بها‭.‬

يؤلف‭ ‬الدكتور‭ ‬عماد‭ ‬حمزة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬من‭ ‬يحب‭ ‬الإسكندرية‭ ‬يحبها‭ ‬لذاتها،‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬منها،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬منه،‭ ‬من‭ ‬قلبه‭ ‬ومشاعره‭ ‬وعقله‭. ‬هي‭ ‬مدينة‭ ‬مختلفة‭ ‬يندر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬لسواها،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬الجمال‭ ‬الطبيعي،‭ ‬البحر،‭ ‬ونسيم‭ ‬البحر،‭ ‬الشاطئ،‭ ‬المطر،‭ ‬التاريخ،‭ ‬الموقع‭ ‬العبقري،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يذكرك‭ ‬بها،‭ ‬ولكنها‭ ‬هي‭ ‬الإسكندرية‭ ‬هي‭ ‬السر‭ ‬وهي‭ ‬السحر،‭ ‬فالذي‭ ‬يشدك‭ ‬إليها‭ ‬أنك‭ ‬بها،‭ ‬نعم‭ ‬الإسكندرية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفارق‭ ‬نفوس‭ ‬محبيها،‭ ‬فقد‭ ‬سكنت‭ ‬بداخل‭ ‬وجدانهم‭ ‬وعقولهم‭ ‬يعيشون‭ ‬بها‭ ‬وتعيش‭ ‬بهم،‭ ‬الإسكندرية‭ ‬هي‭ ‬مدينة‭ ‬من‭ ‬أحبها‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬طعم‭ ‬مذاقها‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تفارق‭ ‬محبيها‭.‬

وعن‭ ‬سبب‭ ‬اختياره‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬يروي‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬أخاه‭ ‬الأكبر‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬سبقه‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬أيضا،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬سببا‭ ‬وحافزا‭ ‬ليذهب‭ ‬إلى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬إتمام‭ ‬الدراسة‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

الكتاب‭ ‬يظهر‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬ليس‭ ‬مختصا‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬فقط،‭ ‬لكنه‭ ‬مولع‭ ‬بقراءة‭ ‬الأدب‭ ‬والتاريخ‭ ‬وكل‭ ‬ألوان‭ ‬الثقافة‭ ‬ومتابع‭ ‬جيد‭ ‬لكل‭ ‬إنتاج‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أفلام‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬الأربعينيات‭ ‬حتى‭ ‬الثمانينيات‭ ‬بالذات‭.‬

وعن‭ ‬ذكريات‭ ‬الدكتور‭ ‬عماد‭ ‬حمزة‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬حينما‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ستراني‭ ‬أتوقف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وأكتب‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬فيها،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬بها‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬والكتابة‭ ‬عنه‭. ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية‭ ‬كأني‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬أو‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬فيه،‭ ‬ربما‭ ‬الذي‭ ‬أكتبه‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ليس‭ ‬مطابقا‭ ‬لصورتها‭ ‬حاليا،‭ ‬ولكني‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬عشتها‭ ‬وارتبطت‭ ‬بإحساسي‭ ‬وذكرياتي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الكتاب‭ ‬تجد‭ ‬أيضا‭ ‬رصدا‭ ‬لآراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والفلاسفة‭ ‬والرحالة‭ ‬الذين‭ ‬كتبوا‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية‭ ‬وحظيت‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الإعجاب‭ ‬والتقدير‭ ‬لديهم‭.‬

من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المؤلف‭ ‬والمؤرخ‭ ‬الألماني‭ ‬‮«‬مانفريد‭ ‬كلاوس‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أعظم‭ ‬عواصم‭ ‬العالم‭ ‬القديم‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬عنوان‭ ‬كتابه،‭ ‬حيث‭ ‬ميز‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عن‭ ‬سواها‭ ‬بما‭ ‬حققه‭ ‬عصر‭ ‬البطالمة‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬ازدهار‭ ‬ورخاء‭ ‬بفضل‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشع‭ ‬من‭ ‬مدارسها‭ ‬ومن‭ ‬مكتبتها‭ ‬الشهيرة،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬قبلة‭ ‬الدارسين‭ ‬والباحثين‭ ‬والعلماء‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المؤرخ‭ ‬اليوناني‭ ‬ديودور‭ ‬الصقلي‭ ‬يصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬مدن‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬قاطبة،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الثراء‭ ‬والجمال‭ ‬والنعيم‭ ‬فهي‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بلا‭ ‬منازع‮»‬‭.‬

بذل‭ ‬المؤلف‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬التأصيل‭ ‬لأسماء‭ ‬بعض‭ ‬الأحياء‭ ‬والأماكن‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬بنائها‭ ‬أو‭ ‬تشييدها،‭ ‬وقدم‭ ‬معلومات‭ ‬تاريخية‭ ‬قيمة‭ ‬ربما‭ ‬يتعرف‭ ‬عليها‭ ‬القارئ‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭.‬

من‭ ‬ذلك‭ ‬أصل‭ ‬تسمية‭ ‬الحي‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬الأزاريطة‮»‬‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم،‭ ‬والذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬لاتينية‭ ‬هي‭ ‬كلمة‭ ‬لازاريت‭ (‬lazarette‭) ‬وقد‭ ‬أطلق‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬محجر‭ ‬صحي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬باشا‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬مرض‭ ‬الكوليرا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وموقع‭ ‬المحجر‭ ‬الصحي‭ ‬هو‭ ‬المستشفى‭ ‬الجامعي‭ ‬‮«‬الميري‮»‬‭ ‬وكلمة‭ ‬لازاريت‭ ‬تستخدم‭ ‬بمعنى‭ ‬‮«‬الحجر‭ ‬الصحي‮»‬‭ ‬وكانت‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬المحاجر‭ ‬لعزل‭ ‬المصابين‭.‬

يطوف‭ ‬المؤلف‭ ‬بالقراء‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الإسكندرية‭ ‬من‭ ‬شرقها‭ ‬إلى‭ ‬غربها‭ ‬وامتدادا‭ ‬إلى‭ ‬محيطها‭ ‬الصحراوي،‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأماكن‭ ‬والفنادق‭ ‬والمطاعم‭ ‬الشهيرة‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬ويحكي‭ ‬القصص‭ ‬التاريخية‭ ‬لإنشائها،‭ ‬ودور‭ ‬الجاليات‭ ‬اليونانية‭ ‬والإيطالية‭ ‬والفرنسية‭ ‬وغيرها،‭ ‬مما‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وسيكتشف‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الفنادق‭ ‬والعمارات‭ (‬البنايات‭) ‬والميادين‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بتصميمها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المهندسين‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬بالذات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مساجد‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الشهيرة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مسجد‭ ‬القائد‭ ‬إبراهيم‭ ‬الشهير‭ ‬ذو‭ ‬المئذنة‭ ‬المرتفعة‭ ‬الرشيقة‭ ‬التي‭ ‬تطل‭ ‬على‭ ‬محطة‭ ‬الرمل،‭ ‬والذي‭ ‬أنشئ‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬المئوية‭ ‬لرحيل‭ ‬القائد‭ ‬إبراهيم‭ ‬باشا‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬مؤسس‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الحديثة،‭ ‬حيث‭ ‬صمم‭ ‬هذا‭ ‬الجامع‭ ‬المهندس‭ ‬الإيطالي‭ ‬ماريو‭ ‬روسي‭ ‬فأجاد‭ ‬التصميم‭ ‬وزينه‭ ‬بنقوش‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬العصور‭ ‬الإسلامية‭.‬

ويظهر‭ ‬الكاتب‭ ‬معالم‭ ‬الطابع‭ ‬المتنوع‭ ‬والمنفتح‭ ‬والمتسامح‭ ‬لمدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬واستوعبت‭ ‬كل‭ ‬الثقافات‭ ‬العالمية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يقول‭ ‬المؤلف‭: ‬‮«‬للإسكندرية‭ ‬ما‭ ‬يميزها‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬الأولى،‭ ‬فهي‭ ‬تجذب‭ ‬عشاقها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬وتشدهم‭ ‬إليها،‭ ‬أول‭ ‬هذه‭ ‬الميزات‭ ‬أنها‭ ‬ملتقى‭ ‬الثقافات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭. ‬والميزة‭ ‬الثانية‭ ‬كونها‭ ‬مدينة‭ ‬عالمية‭ ‬‮«‬كوزموبوليتانية‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬شعرت‭ ‬أنك‭ ‬تنتمي‭ ‬إليها‭ ‬بإحساسك‭ ‬لا‭ ‬بلونك‭ ‬أو‭ ‬بعقيدتك‭ ‬أو‭ ‬بجنسك‭ ‬صرت‭ ‬جزءا‭ ‬منها،‭ ‬والميزة‭ ‬الثالثة‭ ‬هي‭ ‬شاطئها،‭ ‬فمنظر‭ ‬بحرها‭ ‬وما‭ ‬يثيره‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬وأحاسيس‭ ‬يزيدك‭ ‬ارتباطا‭ ‬بها‭. ‬هذه‭ ‬ميزات‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الثلاث،‭ ‬تنفرد‭ ‬بها‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تنافس‭ ‬بها‭ ‬مدن‭ ‬العالم،‭ ‬وهذه‭ ‬عناصر‭ ‬جمال‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬كلما‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬وزادت‭ ‬صفاء،‭ ‬زاد‭ ‬وهج‭ ‬الإسكندرية‭ ‬وزاد‭ ‬حبك‭ ‬لها‭ ‬وتعلقك‭ ‬بها‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عاصمة‭ ‬للعالم‭ ‬القديم،‭ ‬واختلط‭ ‬المصريون‭ ‬واليونانيون‭ ‬والعرب‭ ‬وشعوب‭ ‬أخرى‭ ‬فيها‭ ‬فكانوا‭ ‬شعب‭ ‬الإسكندرية‭.‬

يتحدث‭ ‬المؤلف‭ ‬عن‭ ‬ذكرياته‭ ‬بالتجول‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عبر‭ ‬المترو‭ ‬الشهير‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬التنقل‭ ‬به‭ ‬متعة‭ ‬فريدة‭ ‬قلما‭ ‬تجدها‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬

ويروي‭ ‬قصة‭ ‬إنشاء‭ ‬كورنيش‭ ‬الإسكندرية‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1934‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الملك‭ ‬فؤاد،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إسماعيل‭ ‬صدقي‭ ‬باشا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقنعه‭ ‬بالفكرة‭ ‬المعماري‭ ‬الإيطالي‭ ‬‮«‬دانتيمارو‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الكورنيش‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬المنتزه‭ ‬شرقا‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬رأس‭ ‬التين‭ ‬بحي‭ ‬الجمرك‭ ‬غربا‭ ‬وصار‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المعالم‭ ‬السياحية‭ ‬بالإسكندرية‭.‬

كتاب‭ ‬الدكتور‭ ‬عماد‭ ‬يوسف‭ ‬حمزة‭ ‬في‭ ‬مجمله‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رحلة‭ ‬سياحية‭ ‬تاريخية‭ ‬وثقافية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الإسكندرية‭ ‬حافلة‭ ‬بالذكريات‭ ‬والمشاهدات‭ ‬والمواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤثرة‭ ‬والمعلومات‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬القيمة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا