العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

رسالة طمأنة وأمل وثقة

البحرين‭ ‬أمة‭ ‬فتية،‭ ‬ودعم‭ ‬وتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬رؤية‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لمجتمعنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنتاج‭ ‬قيادات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬المخرجات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭.‬

لقاء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬مع‭ ‬منتسبي‭ ‬وخريجي‭ ‬برنامج‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لتنمية‭ ‬الكوادر‭ ‬الحكومية‭ ‬أتاح‭ ‬لنا‭ ‬المجال‭ ‬لنطمئن‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجمع‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أسميهم‭ ‬قادة‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬البحرين؛‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الرائد‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬وفر‭ ‬للمشاركين‭ ‬فيه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬المؤهل‭ ‬المبدع‭ ‬والمبتكر‭ ‬لقيادة‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬لتحقيق‭ ‬التأثير‭ ‬وخلق‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل،‭ ‬في‭ ‬ظل‮ ‬التغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والبيئية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬

وجاءت‭ ‬كلمات‭ ‬سموه‭ ‬لمنتسبي‭ ‬البرنامج‭ ‬بأنهم‭ ‬يمثلون‭ ‬عمق‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الواحد‭ ‬لتعكس‭ ‬الثقة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬شبابنا‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتبني‭ ‬المبادرات‭ ‬والحلول‭ ‬المستدامة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التميز‭. ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬التميز‭ ‬يُصنَع‭ ‬ولا‭ ‬يُوهَب؛‭ ‬فالتميز‭ ‬نتاج‭ ‬رحلة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬المؤسسي‭ ‬الجاد‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬السليم‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬صائبة‭ ‬وأهداف‭ ‬واضحة،‭ ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬تنمية‭ ‬الكوادر‭ ‬الحكومية‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إعداده‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬قائد‭ ‬يثق‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬أبنائه،‭ ‬ويؤكد‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬استدامة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الطاقات‭ ‬الإبداعية‭ ‬لهم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ابتكار‭ ‬وسائل‭ ‬متطورة‭ ‬وسباقة‭ ‬لتأهيلهم،‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬محيطهم‭ ‬المجتمعي‭. ‬ولعل‭ ‬مسابقة‭ ‬الابتكار‭ ‬الحكومي‭ ‬‮«‬فكرة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬وسيلة‭ ‬أخرى‭ ‬لاكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬الرسمية‭.‬

ومما‭ ‬يثلج‭ ‬الصدر‭ ‬هو‭ ‬تعيين‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬التنفيذية‭ ‬بالوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬رسالة‭ ‬طمأنة‭ ‬وأمل‭ ‬وثقة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬وتكوين‭ ‬كوادر‭ ‬وطنية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤوليات‭ ‬قيادية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مسارات‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭.‬

وكان‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الصراحة‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬إننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬فيه‭ ‬لغير‭ ‬التميز‭ ‬والإبداع‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يضع‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬شبابنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬تحديات‭ ‬المستقبل‭ ‬وهم‭ ‬مسلحون‭ ‬بالمقومات‭ ‬المطلوبة‭ ‬له‭. ‬ومن‭ ‬الرائع‭ ‬أن‭ ‬رأس‭ ‬الحكومة‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬شباب‭ ‬الأمة‭ ‬وحيدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السباق،‭ ‬ولكن‭ ‬يوفر‭ ‬لهم‭ ‬الفرص‭ ‬اللازمة‭ ‬للتأهيل‭ ‬الجيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬نوعية‭ ‬مثل‭ ‬برنامج‭ ‬تنمية‭ ‬الكوادر‭ ‬الحكومية‭.‬

انخراط‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والشابات‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬الماضية‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬يمتلكونه‭ ‬من‭ ‬عزم‭ ‬وشغف‭ ‬وحب‭ ‬التحدي‭ ‬وعشق‭ ‬الإنجاز،‭ ‬في‭ ‬تطويع‭ ‬التحديات‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬قصص‭ ‬نجاح؛‭ ‬لتكون‭ ‬دافعا‭ ‬لمواصلة‭ ‬التطوير‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬للبحرين‭.‬

إننا‭ ‬نؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الثروة‭ ‬البشرية‭ ‬هي‭ ‬ثروة‭ ‬البلاد‭ ‬غير‭ ‬الناضبة،‭ ‬وأن‭ ‬الإنسان‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬نملك،‭ ‬وأن‭ ‬نهضة‭ ‬الأمم‭ ‬وحضارتها‭ ‬لا‭ ‬تبنى‭ ‬إلا‭ ‬بسواعد‭ ‬وعقول‭ ‬أبنائها،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬متغيرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتكنولوجية‭ ‬وبيئية‭ ‬عالمية‭ ‬والحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬كفاءات‭ ‬تعمل‭ ‬وتنافس‭ ‬بمستوى‭ ‬دولي‭. ‬ولدينا‭ ‬نماذج‭ ‬بحرينية‭ ‬براقة‭ ‬حققوا‭ ‬إنجازات‭ ‬مشهودة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭.‬

إن‭ ‬برنامج‭ ‬تنمية‭ ‬الكوادر‭ ‬الحكومية‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬قاعدة‭ ‬قوية‭ ‬وغنية‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬الشبابية‭ ‬المؤهلة‭ ‬للعمل‭ ‬الإداري‭ ‬والمجتمعي‭ ‬بالدولة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اطلاعها‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬نظريات‭ ‬الإدارة‭ ‬والتخطيط‭ ‬العلمي‭ ‬والعملي،‭ ‬وزيادة‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬الأساليب‭ ‬الحديثة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬كما‭ ‬أسهم‭ ‬في‮ ‬خلق‭ ‬كوادر‭ ‬وطنية‭ ‬قيادية‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬والتنمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نهضة‭ ‬المملكة‭.‬

والمتابع‭ ‬للبرنامج‭ ‬يجد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تصميمه‭ ‬لقياس‭ ‬قدرات‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬التحمل‭ ‬والجلد؛‭ ‬إذ‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬انتداب‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬الشابة‭ ‬والمتميزة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وتدريبهم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالٍ‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬البحث‭ ‬والتحليل‭ ‬والقيادة‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬عملهم‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬جهاتهم‭ ‬الحكومية‭ ‬الأصلية،‭ ‬ويشترط أن‭ ‬يكون‭ ‬المتقدم‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬كامل‭ ‬للعمل‭ ‬بنظام‭ ‬النوبات‭ ‬الصباحية‭ ‬والمسائية‭ ‬وخلال‭ ‬العطل‭.‬

ويهدف‭ ‬البرنامج‭ ‬إلى‭ ‬تعريف‭ ‬المشاركين‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬آلية‭ ‬صنع‭ ‬وتنفيذ‭ ‬السياسات‭ ‬والبرامج‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬وصناع‭ ‬القرار‭.‬

كل‭ ‬عام‭ ‬يتم‭ ‬تخريج‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يتميزون‭ ‬بسمات‭ ‬قيادية‭ ‬ليعودوا‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬عملهم‭ ‬حاملين‭ ‬ما‭ ‬يثرون‭ ‬به‭ ‬عطاءهم‭ ‬وأداءهم،‭ ‬وليعطوا‭ ‬الأثر‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭.‬

هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬مبادرة‭ ‬بحرينية‭ ‬خالصة،‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬المبادرات‭ ‬والإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬وبحرينية‭ ‬إلى‭ ‬الفخر‭ ‬بنجاحات‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬ويعزز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬المنهجية‭ ‬العلمية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتأهيل‭ ‬كوادره‭ ‬وقياداته‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المواقع‭.‬

أختتم‭ ‬حديثي‭ ‬وأقول‭ ‬لشبابنا‭: ‬تمسكوا بأحلامكم‭ ‬وطموحاتكم‭ ‬لأنكم‮ ‬أمل‭ ‬الغد‭ ‬المشرق،‮ ‬وأدعو‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬القيادات‭ ‬الشابة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬تعقيدات‭ ‬الروتين‭ ‬الحكومي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الروح‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬الشباب‭.‬

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا