العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

إذا طاح الجمل!

}‭ ‬في‭ ‬المثل‭ ‬العربي‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬طاح‭ ‬الجمل‭ ‬كثرت‭ ‬سكاكينه‮»‬،‭ ‬فالجمل‭ ‬هو‭ ‬سفينة‭ ‬الصحراء‭ ‬ويُمثِّل‭ ‬الهيبة،‭ ‬وفي‭ ‬العادة‭ ‬يتداوله‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أمصارهم‭ ‬وبحسب‭ ‬لهجاتهم،‭ ‬حين‭ ‬يفقد‭ ‬الشخص‭ ‬القوي‭ ‬هيبته‭ ‬وقوته؛‭ ‬ويكون‭ ‬موضع‭ ‬نيل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬خصومه‭ ‬ومنافسيه‭ ‬الذين‭ ‬يختفون‭ ‬تحت‭ ‬ظّله‭!‬

 

}‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬نادي‭ ‬الزمالك‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬المُقال‮»‬‭ ‬مرتضى‭ ‬منصور؛‭ ‬إذ‭ ‬خرج‭ ‬خصومه‭ ‬في‭ ‬النادي‭ ‬إلى‭ ‬العلن،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬الأغلب‭ ‬يدفنون‭ ‬خصومته‭ ‬في‭ ‬الدواوين‭ ‬الخاصّة،‭ ‬إلّا‭ ‬ما‭ ‬ندر،‭ ‬حتّى‭ ‬حين‭ ‬تمّ‭ ‬حبسه‭ ‬وحين‭ ‬أُقيل‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬النادي‭ ‬وظلّ‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭ ‬الأوحد‭.‬

 

}‭ ‬لم‭ ‬يُظهر‭ ‬المناوئون‭ ‬إلى‭ ‬العلن‭ ‬إلّا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬الادارة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬عبايته‭ ‬برئاسة‭ ‬نجله‭ ‬أحمد‭ ‬مرتضى‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬لأيام‭ ‬قائمًا‭ ‬بأعمال‭ ‬الرئيس؛‭ ‬فحتّى‭ ‬أولئك‭ ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬تحت‭ ‬العباءة‭ ‬خرجوا‭ ‬ليعلنوا‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬المستشار،‭ ‬وهم‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬متنفعين‭ ‬من‭ ‬قربهم‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭!‬

 

}‭ ‬مشكلة‭ ‬الزملكاوية‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬مشاربهم‭ ‬حوّلوا‭ ‬خصومتهم‭ ‬مع‭ ‬المستشار‭ ‬من‭ ‬اختلاف‭ ‬إلى‭ ‬خلاف،‭ ‬ولم‭ ‬يراعوا‭ ‬مصلحة‭ ‬النادي،‭ ‬ما‭ ‬أوقع‭ ‬الزمالك‭ ‬في‭ ‬مطب‭ ‬المطالبات‭ ‬المالية‭ ‬وتجميد‭ ‬الحسابات؛‭ ‬هي‭ ‬زملكاوية‭ ‬المنشأ؛‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المشكل‭ ‬الأكبر،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يعطي‭ ‬كدين‭ ‬ويُحرج‭ ‬به‭ ‬النادي‭ ‬عند‭ ‬الشدة‭.‬

 

}‭ ‬طبعًا‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يُقدِّمون‭ ‬المال‭ ‬لأنديتهم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬مهمة‭ ‬تقودهم‭ ‬إلى‭ ‬الشهرة،‭ ‬وحين‭ ‬يختلفون‭ ‬وينسحبون‭ ‬يُطالبون‭ ‬بما‭ ‬قدّموا‭ ‬بدعوى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أعطوه‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬السلفة؛‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬نفعيّة،‭ ‬ومن‭ ‬النادر‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬يُعطي‭ ‬حُبًّا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬ناديه‭.‬

 

}‭ ‬مرتضى‭ ‬منصور‭ ‬‮«‬المستشار‮»‬‭ ‬مثّل‭ ‬مادةً‭ ‬إعلامية‭ ‬دسمة‭ ‬لمختلف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام؛‭ ‬وحتّى‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬يضع‭ ‬المادة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬أنّها‭ ‬ستكون‭ ‬متداولة،‭ ‬وأن‭ ‬ناديه‭ ‬سيكون‭ ‬مادةً‭ ‬خصبة‭ ‬للإعلاميين؛‭ ‬وإن‭ ‬لجأ‭ ‬بعضهم‭ ‬إلى‭ ‬اختراعها،‭ ‬وهذا‭ ‬أثّر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬النادي‭ ‬أخيرًا‭ ‬وبالذات‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الدوري‭.‬

 

}‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الزمالك‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مصالحة‭ ‬بين‭ ‬المتخالفين؛‭ ‬وجميعهم‭ ‬يحتل‭ ‬الوضع‭ ‬الرسمي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لهذه‭ ‬القلعة‭ ‬نهج‭ ‬إداريّ‭ ‬ثابت‭ ‬يُقلل‭ ‬من‭ ‬الخلافات،‭ ‬نظام‭ ‬إداريّ‭ ‬مشابه‭ ‬لما‭ ‬أرساه‭ ‬المرحوم‭ ‬صالح‭ ‬سليم‭ ‬في‭ ‬المنافس‭ ‬العتيد‭ ‬‮«‬الأهلي‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬العيب‭ ‬استمزاجه‭ ‬للثبات‭ ‬الإداري‭ ‬والفني‭!‬

‭ ‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا