العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

ألوان

أحمد مجلي لـ«عالم الشهرة»: لدينا الكتاب والفنانون والمخرجون لكن الدراما لدينا بحاجة إلى الإنعاش

حاورته: فاطمة اليوسف

الجمعة ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

تصوير‭: ‬محمود‭ ‬بابا

 

 

لطالما‭ ‬اشتقنا‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والدرامية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬حقبة‭ ‬التسعينيات،‭ ‬ولطالما‭ ‬تساءل‭ ‬جمهور‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬عنها‭ ‬وعن‭ ‬تلك‭ ‬الوجوه‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬وأسهمت‭ ‬بنشر‭ ‬الوعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬دخلت‭ ‬بيوتنا‭ ‬جميعًا‭ ‬لترسم‭ ‬على‭ ‬وجوهنا‭ ‬تعابير‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭ ‬الحزن‭ ‬والفرح‭ ‬وهي‭ ‬تناقش‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعية‭ ‬يكاد‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬منها‭ ‬بيت‭ ‬آنذاك‭.‬

شهدت‭ ‬حقبة‭ ‬التسعينيات‭ ‬تحديدًا‭ ‬مولد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬والممثلات‭ ‬الذين‭ ‬أسهموا‭ ‬في‭ ‬مجدها‭ ‬وتألقها‭ ‬وانتشارها،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمراً‭ ‬في‭ ‬المهنة،‭ ‬بينما‭ ‬قرر‭ ‬آخرون‭ ‬الابتعاد‭ ‬لظروف‭ ‬خاصة‭.‬

بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬يحاصرنا‭ ‬الحنين‭ ‬لاستعادة‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬حملتنا‭ ‬لنعيش‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬سعدون‭ ‬ونيران‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬وسط‭ ‬جيل‭ ‬فني‭ ‬متكامل‭.. ‬عالم‭ ‬الشهرة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الحصري‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬أحمد‭ ‬مجلي‭ ‬فكان‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭:‬

الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬أحمد‭ ‬مجلي،‭ ‬بداية‭ ‬نحتاج‭ ‬منك‭ ‬نبذة‭ ‬مبسطة‭ ‬عنك‭..‬‮ ‬

 

‭- ‬بداية‭ ‬أشكركم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة،‭ ‬انا‭ ‬أحمد‭ ‬مجلي‭ ‬ممثل‭ ‬بحريني‭ ‬وتعبت‭ ‬لأكون‭ ‬ممثلا‭ ‬وأتميز‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬بينهم‭ ‬وخصوصًا‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬ظهوري‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬جيل‭ ‬صعب‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬به‭ ‬تتلمذ‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬كبار‭ ‬الأساتذة،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬تعريفي‭ ‬لنفسي‭ ‬باختصار‭.‬

بداياتك‭ ‬جاءت‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬علي‭ ‬الغرير‭.. ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭..‬

‭- ‬أنا‭ ‬والمرحوم‭ ‬علي‭ ‬الغرير‭ ‬كنا‭ ‬جيران‭ ‬وزملاء‭ ‬وكانت‭ ‬حياتنا‭ ‬مشتركة‭ ‬بكل‭ ‬شيء،‭ ‬عندما‭ ‬كنا‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬علي‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬يدعى‭ ‬ياسر‭ ‬النفيعي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬بالتمثيل‭ ‬وكنت‭ ‬دائما‭ ‬أحضر‭ ‬معه‭ ‬‮«‬بروفات‮»‬‭ ‬التمثيل،‭ ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬بينما‭ ‬كنت‭ ‬معه‭ ‬حدث‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬وتمت‭ ‬الاستعانة‭ ‬بي‭ ‬لأداء‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الأستاذ‭ ‬سامي‭ ‬القوز،‭ ‬ودخلت‭ ‬مجال‭ ‬التمثيل‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أعلم‭ ‬كيف‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬اشتركنا‭ ‬حتى‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التمثيل‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬نادي‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬الذي‭ ‬أعتبره‭ ‬بداية‭ ‬تأسيسي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الأستاذ‭ ‬جمال‭ ‬الصقر‭ ‬وكبار‭ ‬الأساتذة‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الأستاذ‭ ‬المرحوم‭ ‬جاسم‭ ‬شريدة‭ ‬الذي‭ ‬أثرانا‭ ‬كثيرًا‭ ‬بنصائحه‭ ‬والأستاذ‭ ‬القدير‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي‭ ‬والأستاذ‭ ‬علي‭ ‬الشيراوي‭ ‬ومحمد‭ ‬عواد‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬مناقشة‭ ‬الكثير‭ ‬خلال‭ ‬وجودنا‭ ‬معهم‭ ‬لنكتسب‭ ‬منهم‭ ‬ومن‭ ‬خبراتهم‭.‬

من‭ ‬‮ ‬وجهة‭ ‬نظرك‭ ‬ما‭ ‬سر‭ ‬التعلق‭ ‬بمسلسلاتكم‭ ‬القديمة‭ ‬حتى‭ ‬الآن؟

‭- ‬طبيعة‭ ‬الإنسان‭ ‬أنه‭ ‬يحب‭ ‬تراث‭ ‬بلده،‭ ‬ولأن‭ ‬مسلسلاتنا‭ ‬الأولى‭ ‬تتميز‭ ‬بالطابع‭ ‬التراثي‭ ‬فهناك‭ ‬أجيال‭ ‬تحب‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬ذاكرة‭ ‬وتراث‭ ‬أجدادهم،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬أبنائهم‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التراث‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬استمراره‭ ‬وترسيخه‭ ‬في‭ ‬أذهانهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬مشاهدة‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬ولأن‭ ‬تراثنا‭ ‬ثري‭ ‬جدًا؛‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بعمل‭ ‬مسلسلات‭ ‬حتى‭ ‬عن‭ ‬الألعاب‭ ‬الشعبية‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مسلسلاتنا‭ ‬سابقًا‭ ‬كانت‭ ‬تتميز‭ ‬بالمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬فكان‭ ‬المشاهد‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يشعر‭ ‬بالمتعة‭ ‬الحقيقية‭ ‬أثناء‭ ‬المشاهدة،‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬قصص‭ ‬الحب‭ ‬والميراث‭ ‬والصراعات‭ ‬المتشابهة‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬بعض‭ ‬المنتجين‭ ‬والمخرجين‭ ‬بات‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الشكل‭ ‬والمظهر‭ ‬لإنجاح‭ ‬العمل‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬تعليقك‭ ‬على‭ ‬ذلك؟

‭- ‬مع‭ ‬الأسف،‭ ‬ذلك‭ ‬الشيء‭ ‬موجود‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬الجميع،‭ ‬فهناك‭ ‬بعض‭ ‬المخرجين‭ ‬يتميزون‭ ‬بالقصة‭ ‬والحدث‭ ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬المخرجين‭ ‬يتميزون‭ ‬بحب‭ ‬إظهار‭ ‬وإبراز‭ ‬الموهبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والقصة‭ ‬والحدث،‭ ‬أنا‭ ‬كممثل‭ ‬أميل‭ ‬إلى‭ ‬القصة‭ ‬والحدث‭.‬

بين‭ ‬الدراما‭ ‬والمسرح‭ ‬والإخراج،‭ ‬أين‭ ‬وجدت‭ ‬نفسك؟

في‭ ‬بداياتي‭ ‬قد‭ ‬أكون‭ ‬تسرعت‭ ‬بالتفكير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القيام‭ ‬بدور‭ ‬مساعد‭ ‬مخرج‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬بداياتي‭ ‬لا‭ ‬أمتلك‭ ‬الخبرة‭ ‬الكافية،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فقد‭ ‬اكتسبت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬التي‭ ‬تؤهلني‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبراتي‭ ‬المتراكمة،‭ ‬ولديَّ‭ ‬خلفية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬أفضل‭ ‬أن‭ ‬أزاول‭ ‬مهنة‭ ‬الإخراج‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬يُطلق‭ ‬عليه‭ (‬المسرح‭ ‬التجاري‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بالكوميديا‭ ‬لأن‭ ‬الناس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المسارح‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬المسرح‭ ‬والدراما؟

‭- ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬دراما‭ ‬تلفزيونية‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مسرح‭ ‬وطبيعة‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يتعرّف‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬أداء‭ ‬الممثل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدراما‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬المسرح‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬نفسه‭ ‬مؤهلاً‭ ‬لذلك،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬لن‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬المسرح‭ ‬لدفع‭ ‬تذاكر‭ ‬لممثل‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬عرفه‭ ‬مسبقًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدراما‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬أصعب‭ ‬موقف‭ ‬تمر‭ ‬فيه‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬لوكيشن‮»‬‭ ‬التصوير؟

‭- ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬لحظة‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬الماكياج»؛‭ ‬لأنني‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬الكاميرا‭ ‬تخدع‭ ‬كثيرًا‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬يقلقني‭ ‬منذ‭ ‬بداياتي‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬والأمر‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬المشهد‭ ‬المُسند‭ ‬إلي‭ ‬بسيطًا‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬الوقت‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلني‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬أدائه‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬وأحرص‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬بموقع‭ ‬التصوير‭ ‬بالوقت‭ ‬المحدد‭ ‬وكما‭ ‬بدأت‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬مازال‭ ‬الشعور‭ ‬ذاته‭ ‬ولا‭ ‬أحب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬وقته‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬تجربتك‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬المخرجين،‭ ‬صف‭ ‬لي‭ ‬تجاربك‭ ‬معهم‭..‬

‭- ‬في‭ ‬بداية‭ ‬تعامل‭ ‬أي‭ ‬فنان‭ ‬مع‭ ‬المخرج‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة؛‭ ‬فشخصيات‭ ‬المخرجين‭ ‬وأساليبهم‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬فرد‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الأستاذ‭ ‬المخرج‭ ‬أحمد‭ ‬المقلة‭ ‬لا‭ ‬أشعر‭ ‬بصعوبة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬رهبة‮»‬‭ ‬تصيبني‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬لأنني‭ ‬أعلم‭ ‬أنه‭ ‬بفضل‭ ‬خبرته‭ ‬الكبيرة‭ ‬فهو‭ ‬أفضل‭ ‬مني‭ ‬بمليون‭ ‬مرة‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬شيئا‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أراه،‭ ‬ويعلم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبرته‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬والقوة‭ ‬ويحاول‭ ‬تنميتها‭ ‬في‭ ‬الفنان‭ ‬الماثل‭ ‬أمامه،‭ ‬وشعور‭ ‬الرهبة‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬ممثل،‭ ‬ومع‭ ‬تكرار‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬مخرج‭ ‬معين‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬اكتسبنا‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬وفهم‭ ‬شخصياتهم‭ ‬المختلفة،‭ ‬فهناك‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬يحبون‭ ‬‮«‬الافيهات‮»‬‭ ‬والخروج‭ ‬عن‭ ‬النص،‭ ‬وهناك‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬لا‭ ‬يعترض‭ ‬على‭ ‬‮«‬الافيهات‮»‬‭ ‬ولكنه‭ ‬يقوم‭ ‬بتقييم‭ ‬الإفيه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ملائما‭ ‬ولا‭ ‬يضر‭ ‬مصلحة‭ ‬العمل‭ ‬فيدرجه‭ ‬فيه،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬رأى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬فيقوم‭ ‬بحذفه،‭ ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬المخرجين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اللعثمة‮»‬‭ ‬شيء‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬الممثل‭ ‬بنفسه‭ ‬فيتناسى‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬اللعثمة‮»‬‭ ‬ويقوم‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الحوار‭. ‬وخلال‭ ‬عملي‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬المقلة‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬الحفظ‭ ‬فقط‭ ‬لكنني‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء؛‭ ‬الحفظ‭ ‬والحوار،‭ ‬وجاءت‭ ‬بدايتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬المقلة‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬ظنه‭ ‬بي،‭ ‬وعملت‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬القفاص‭ ‬أيضًا‭ ‬ومحمد‭ ‬سلمان‭ ‬وجمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬ويوسف‭ ‬الكوهجي‭ ‬ومن‭ ‬المخرجين‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬سعود‭ ‬بوعبيد‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الذي‭ ‬انتهيت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬كوميدي‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬بطن‭ ‬وظهر‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬سعاد‭ ‬علي‭.‬

بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬لديهم‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المخرجين‭ ‬ولا‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والعناء‭ ‬وينهون‭ ‬أداورهم‭ ‬بكل‭ ‬سرعة‭ ‬وسهولة‭ ‬بسبب‭ ‬خبرتهم‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المخرجين‭ ‬وفهم‭ ‬المطلوب‭ ‬خلال‭ ‬الدور‭ ‬جيدًا؛‭ ‬كالفنان‭ ‬يوسف‭ ‬بوهلول‭ ‬وجمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬اللذين‭ ‬يؤديان‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الإعادة‭.‬

هل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬بطن‭ ‬وظهر‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬‮«‬التريند‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬تقريبًا؟

‭- ‬حقيقة‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أحب‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬بطن‭ ‬وظهر‮»‬‭ ‬لأنني‭ ‬خلال‭ ‬قيامي‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬فقدت‭ ‬أعز‭ ‬إنسان‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬والدي‮»‬،‭ ‬وكنت‭ ‬حينها‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬أحضّر‭ ‬لأداء‭ ‬الدور‭ ‬فتلقيت‭ ‬اتصالاً‭ ‬يخبرني‭ ‬أن‭ ‬والدي‭ ‬قد‭ ‬مات،‭ ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬أخبرتهم‭ ‬أنني‭ ‬سأعود‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬وإذا‭ ‬كانوا‭ ‬يرغبون‭ ‬بمواصلة‭ ‬تمثيل‭ ‬المسلسل‭ ‬دون‭ ‬وجودي‭ ‬فلهم‭ ‬الحق‭ ‬بذلك‭ ‬وأخبرتهم‭ ‬أنني‭ ‬سوف‭ ‬أعيد‭ ‬مبلغ‭ ‬مقدّم‭ ‬تمثيل‭ ‬العمل‭ ‬لهم،‭ ‬ولكن‭ ‬المخرج‭ ‬سعود‭ ‬بوعبيد‭ ‬رفض‭ ‬استبدالي‭ ‬وأخبرني‭ ‬أنهم‭ ‬سوف‭ ‬ينتظرون‭ ‬عودتي‭ ‬وبعد‭ ‬عودتي‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬أتممت‭ ‬مراسم‭ ‬دفن‭ ‬والدي‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬وعدت‭ ‬إلى‭ ‬الكويت‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬لعلمي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أربعة‭ ‬مشاهد‭ ‬يجب‭ ‬الانتهاء‭ ‬منها‭ ‬نهار‭ ‬الأربعاء‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬أطل‭ ‬المكوث‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وبعد‭ ‬أداء‭ ‬مشاهدي‭ ‬بقي‭ ‬مشهد‭ ‬واحد‭ ‬لم‭ ‬يسعفنا‭ ‬الوقت‭ ‬للانتهاء‭ ‬منه‭ ‬لأنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬النهار‭ ‬فتم‭ ‬تأجيل‭ ‬المشهد‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬والذي‭ ‬خرجت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬المباركية‭ ‬للتسوق‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحين‭ ‬موعد‭ ‬التصوير‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬ظهرًا‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬التسوق‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالاً‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬أبلغوني‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أن‭ ‬جدتي‭ ‬قد‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربها‭.‬

فذهبت‭ ‬إلى‭ ‬المخرج‭ ‬سعود‭ ‬بوعبيد‭ ‬وقلت‭ ‬له‭: ‬‮«‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬أرجوك‭ ‬خلصني‭ ‬اليوم‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل‭ ‬خلّص‭ ‬أهلي‭ ‬في‭ ‬البحرين‮»‬‭. ‬وللعلم‭ ‬فأنا‭ ‬أحب‭ ‬الكويت‭ ‬جدا‭ ‬ولا‭ ‬أتردد‭ ‬مطلقًا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬أي‭ ‬سفرة‭ ‬إلى‭ ‬الكويت‭ ‬فإنني‭ ‬ألبي‭ ‬الدعوة‭ ‬في‭ ‬الحال،‭ ‬لكن‭ ‬فقدي‭ ‬والدي‭ ‬وجدتي‭ ‬تسبب‭ ‬لي‭ ‬بحزن‭ ‬عميق،‭ ‬وكلما‭ ‬ذُكر‭ ‬اسم‭ ‬الكويت‭ ‬أذكر‭ ‬أنني‭ ‬فقدتهما‭ ‬وأنا‭ ‬بعيد‭ ‬هناك‭.‬

هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أخذت‭ ‬مساحتها‭ ‬التي‭ ‬تستحقها؟

‭- ‬لا‭.. ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭ ‬لإعادة‭ ‬إنعاشها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لأننا‭ ‬لدينا‭ ‬المواهب‭ ‬ولدينا‭ ‬الكتّاب‭ ‬والمخرجون‭ ‬ولدينا‭ ‬مواهب‭ ‬تمتلك‭ ‬مقوّمات‭ ‬تؤهلهم‭ ‬للإبداع‭ ‬والتميز،‭ ‬لكننا‭ ‬مازلنا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬رسمي‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فنحن‭ ‬لدينا‭ ‬مواهب‭ ‬وطاقات‭ ‬شابة‭ ‬تميّزت‭ ‬بالتمثيل‭ ‬والتصوير‭ ‬والمونتاج،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬عبر‭ ‬الشاشات‭ ‬الخليجية‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تخرج‭ ‬لنا‭ ‬مواهب‭ ‬تتميز‭ ‬بالإبداع،‭ ‬وأنا‭ ‬شخصيًا‭ ‬أحب‭ ‬مشاهدة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬واستمتع‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭. ‬أتعتقد‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬مقصّرة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬البحرين؟‮ ‬

‭- ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬ألوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬مواد‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬متاحة‭ ‬الآن‭ ‬ليتم‭ ‬دعمها‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الصحافة،‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬مهرجانان‭ ‬وكنا‭ ‬نشارك‭ ‬أيضًا‭ ‬بالمهرجانات‭ ‬الفنية‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭.‬

تعاملت‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬الكبيرة‭ ‬هدى‭ ‬حسين‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬تعليقك‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬العمل‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬‮«‬كف‭ ‬ودفوف»؟

‭- ‬الفنانة‭ ‬هدى‭ ‬حسين‭ ‬فنانة‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬ومحترمة‭ ‬جدًا‭ ‬وتنتقي‭ ‬الأدوار‭ ‬بعناية‭ ‬شديدة،‭ ‬ومحبة‭ ‬للجميع،‭ ‬وحقيقة‭ ‬استمتعت‭ ‬بالعمل‭ ‬معها‭.‬

أحمد‭ ‬مجلي‭.. ‬من‭ ‬هو‭ ‬الفنان‭ ‬الذي‭ ‬تمنيت‭ ‬الوقوف‭ ‬أمامه؟

‭- ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬كانت‭ ‬لدي‭ ‬أمنية‭ ‬الوقوف‭ ‬أمام‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬غانم‭ ‬الصالح‭ ‬وقد‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭.‬

صف‭ ‬لي‭ ‬الفنان‭ ‬غانم‭ ‬الصالح‭ ‬بموقع‭ ‬التصوير‭..‬

‭- ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬غانم‭ ‬الصالح‭ ‬أب‭ ‬بموقع‭ ‬التصوير‭.. ‬وله‭ ‬احترامه‭ ‬الكبير‭ ‬ويحرص‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬النصائح‭ ‬ويحب‭ ‬‮«‬لمّة‭ ‬الفريق‮»‬‭ ‬حوله‭ ‬ويتعامل‭ ‬بأبوة‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬الأب‭ ‬أحمد‭ ‬مجلي؟‭ ‬كيف‭ ‬يتعامل‭ ‬بالمنزل؟

‭- ‬أنا‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬لدي‭ ‬ثلاثة‭ ‬أبناء‭ ‬ذكور‭ ‬وبنت‭ ‬واحدة،‭ ‬وقد‭ ‬ربّيت‭ ‬أبنائي‭ ‬الثلاثة‭ ‬الكبار‭ ‬بطريقة‭ ‬معينة‭ ‬بحسب‭ ‬قوانين‭ ‬واضحة‭ ‬معهم،‭ ‬لكنني‭ ‬قريب‭ ‬منهم‭ ‬جدًا،‭ ‬فأنا‭ ‬الأب‭ ‬الصديق‭ ‬الحنون‭ ‬لكني‭ ‬‮«‬شديد‭ ‬حزة‭ ‬الحزة‮»‬‭ ‬فقط،‭ ‬لكني‭ ‬لا‭ ‬أميل‭ ‬إلى‭ ‬التصلب‭ ‬والمشاكل‭ ‬مع‭ ‬أبنائي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا