تحقيق: فاطمة اليوسف
تصوير- محمد مطر
كثيرًا ما نقع في حيرة من أمرنا فيما يتعلق بشأن الطريقة التي نرتبط فيها بشريك الحياة المثالي والمناسب ومما لا شك فيه أن الاختيار الصحيح للزوج/ الزوجة لابد أن يبنى على أسس علميَّة وأخلاقيَّة متينة بعيدا عن التسرُّع في اتخاذ القرارات واللهث وراء المظاهر الماديَّة الخادعة، إذ إنّ اتباع الأسس السليمة سيضمن لكلا الطرفين الوصول إلى الراحة والطمأنينة والاستقرار والمودة والرحمة فيما بينهما.
سمعنا وقرأنا عن جيل آبائنا وأجدادنا أن الزواج كان يتم عن طريقة خطبة الأهل أو عن طريق (الخطّابات) اللاتي كنّ يجبن البيوت للبحث عن الفتيات المناسبات للزواج بل وكانت (الخطّابة) تٌرى في المناسبات والأعراس دائما للبحث بين الحضور عن العزباء والمطلقة والأرملة لمساعدتهن على اختيار الزوج المناسب.
ومما لا شك فيه فقد تغيرت طرق البحث كثيرا في وقتنا الراهن حيث إن التقدم التكنولوجي كان له بالغ الأثر في تقريب المسافات وتسهيل طرق التواصل والمعرفة بين المجتمعات والأفراد، فهل نرى عن قريب دورا للذكاء الاصطناعي يساعد كل شخص في الوصول إلى نصفه الآخر؟
وللحديث عن دور وسطاء الزواج «الخطّابات» في المجتمع بين الماضي والحاضر استضافت «أخبار الخليج» عددا ممن يمتهنون المهنة لمعرفة آرائهم في ذلك ولمعرفة مدى بقائها وما أهم طلبات الجيل الحديث مقارنة بالجيل السابق.
رجل اقتحم مهنة النساء.. سعيد حبيب محمد لـ«أخبار الخليج»:
(سمّاك) دخله 1000 دينار تم رفضه لعدم حمله شهادة عليا
المدرّسة.. الأكثر طلبا بين المتقدمين للزواج يعتبرونها (دولارا)
«أخبار الخليج» التقت سعيد حبيب محمد مؤسس «مشروع القلوب الطاهرة للتزويج»، والذي بدأ حديثه قائلا: «أنا لا أمتهن مهنة «خطّاب» بالعرف المتعارف عليه بل إنني أزاول مهنة التزويج بطريقة تخدم الأفراد المقبلين على الزواج وتخدم المجتمع بشكل أفضل، لذا فكرت بتأسيس مشروع «القلوب الطاهرة» في 2015 بعد تقاعدي من العمل في هيئة الكهرباء والماء من أجل تقليل نسبة المشاكل الأسرية، ولخدمة المجتمع والناس».
وأضاف أنه اقتحم هذه المهنة التي كانت مقتصرة على النساء لأن لديه خبرة اجتماعية كما أن من يعملن بها كان يتقاضين أجورًا نظير ذلك، معتبرا أن من يعمل بأجر في هذا المجال فهو غالبًا يفكّر بمصلحته الشخصية من دون مراعاة لمصالح الأطراف التي يسعى إلى تزويجها وخدمتها.
وتطرق إلى أول حالة زواج أسهم فيها والتي كانت عام 1986 حيث ساهم بتزويج أحد الأصدقاء مضيفا غالبًا ما تكون حالات التزويج سابقًا لخدمة الأقارب والأصدقاء أما الآن فالأمر أصبح يشمل الجميع بعد تأسيسنا لمشروع «القلوب الطاهرة».
وعن الفرق بين طلبات الزواج سابقًا والآن قال سعيد حبيب: «سابقًا لم تكن هناك تعقيدات فيما يتعلق بالوظيفة والشكل والدراسة، بينما الآن هذه النقاط الثلاث صارت من أساسيات متطلبات الزواج بين الجنسين حتى وإن كان هناك من لا يبوح بها مباشرة لكن الواقع هو أنهم يبحثون عن جمال الشكل والوظيفة والدراسة، وعلى سبيل المثال فالوظيفة الأكثر طلباً بين المتقدمين بطلبات زواج، هي المدرّسة حيث تعتبر وظيفة المدرّسة كالدولار بالنسبة إليهم وكذلك الحال بالنسبة إلى طلبات البنات حيث إنهن يطلبن الزواج من حاملي الشهادات العليا والوظائف المرموقة، وغالبًا ما يتم رفض المتقدم للزواج حتى وإن كان ذا دخل مرتفع والسبب يعود إلى وظيفته المتواضعة أو إلى مستواه التعليمي الذي لا يتوافق مع طلبات العوائل أو البنت فعلى سبيل المثال، لدي أحد الطلبات لرجل يعمل (سمّاكا) لديه إحدى الكبائن لبيع الأسماك يتراوح دخله بين 500 دينار وحتى 1000 دينار ولكن يتم رفضه دائمًا بسبب عدم حمله شهادة عليا، فمعظم البنات لا يقبلن بحملة الشهادة الثانوية الآن.
وكشف عن أنه منذ تأسيس «القلوب الطاهرة» وحتى الآن قام بتزويج ما يقارب 30 حالة من مختلف الطبقات منها أصحاب الشهادات العليا ونسبة قليلة من حملة الثانوية والكثير من بينهم أطباء ومهندسون ومدرسات، لافتا إلى أنه رفض طلبا لرجل عربي مقيم في البحرين بسبب الشروط التي وضعها ذلك الرجل والتي كانت أن تكون الزوجة مدرسة أو طبيبة، لذا فقد أغلقت الباب خوفا من أن تكون نواياه مادية، كما كان من بين المتقدمين بطلب للبحث عن زوجة أحد الشباب وكلما بحثنا له عن زوجة يتم الرفض ثم سألته عن السبب فأخبرني بأنه يعاني من «الوسواس القهري»، وهناك موقف آخر لرجل طلب التواصل معي لتزويج ابنه ثم اتضح لي لاحقا أنه هو طالب الزواج وليس ابنه فرفضت طلبه.
وأشار مؤسس «القلوب الطاهرة إلى ندرة تقدم الفتيات لطلبات التزويج عن طريقه لأنهن ينظرن إلى ذلك من مسألة الكرامة وأن البنت لا تقدم نفسها للزواج وهذا ما نعانيه حقيقة حيث تكمن المشكلة في عدم فهمهن للدين الصحيح فحتى الآباء يرون أنه من المعيب أن يقدمون طلبا للبحث عن زوج لابنتهم، في حين أننا لدينا قصة نبي الله شعيب (ع) الذي خيّر نبي الله موسى (ع) ليختار إحدى بناته ليتزوجها، لكن ما نعانيه مع الأعراف الاجتماعية التي تكون أحيانا أقوى من الدين، ولاحظنا أن لدى بعض العوائل هذه الثقافة ويتقدمون لطلب تزويج بناتهم ولكن على استحياء».
وشدد على أن من أهم أهداف مشروعه هو نشر التوعية الأسرية لمساعدة الشباب من الجنسين في البحث عن شريك الحياة من أجل حياة زوجية أكثر استقرارا وأشد تماسكا كما أننا حريصون على دقة البيانات للطرفين والمحافظة عليها وبث الوعي الأسري من خلال محاضرات وندوات نقدمها للمقبلين على الزواج.
واختتم حديثه قائلا: «مهنة «الخطّابين» موجودة تاريخيا وهي جيدة ما لم تدخل فيها الأمور المصلحية، فالكثير من الخطابات يلجأن لتزيين الطرفين لبعضهما من أجل سرعة إتمام الخطبة وكثيرا ما تظهر مساوئ ذلك التزيين بعد الزواج. والآن صارت لديهن «قروبات» للتزويج وتزيين «أصحاب طلبات الزواج» وأنا لست ضدهم لكني لا أحب التعامل مع طلبات المقبلين على الزواج بهذه الطريقة وأنصحهم بتصحيح مسارهم وأن يضعن بعين الاعتبار أنهن «يبنين» أسرة لذا يجب أن تكون المصداقية في البيانات وكل شيء بشكل واضح وصحيح فالأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع وصلحت الأوطان.
بعد ربع قرن في المهنة.. «الخطّابة» أم علي لـ«أخبار الخليج»:
أصبح لدي 12 «قروبا» للتزويج
الصور تخدع بسبب كثرة استخدام الفلاتر والفوتوشوب لذلك ننصح بالنظرة الشرعية
«أخبار الخليج» مع أم علي «خطّابة» تعمل في هذه المهنة منذ عام 1999 التي أكدت أن بدايات عملها كانت من خلال تزويج الأهل والأقارب أما الآن فقد اختلف الأمر ولم يعد مقتصرا على الأهل وفي الوقت الراهن صارت جميع الطلبات من خلال «الواتساب» ولدينا ما يقارب 12 «قروبا» لطلبات الزواج ونتواصل تواصل نسائي فقط مع أم الولد أو أخته ونقوم بجمع البيانات الرئيسية والمهمة عن طالب الزواج مثل العمر وإذا كان أعزبا أم مطلقا أو أرملا كما إنه من الضروري إبلاغنا إذا كان حامل لأمراض وراثية أم لا حيث إن معرفة هذه البيانات تسهل علينا البحث عن الطلب المناسب له.
بعد معرفة معلومات المتقدم بطلب زواج أقوم بترشيحه لإحدى زميلات المهنة لتبحث له بين الطلبات المتاحة لديها عما يناسبه وكذلك الحال بالنسبة إلى طلبات البنات التي تردني عبر «الواتساب» أقوم بإرسال الاسم والبيانات لزميلات المهنة ليقمن بالسؤال عنه لتكون مهنتنا أكثر مصداقية ولتجنب الوقوع في المشاكل.
وشددت على أنها لا ترسل صورَ أصحاب طلبات الزواج لأنها تفضل المقابلة المباشرة للنظرة الشرعية، لأن الصور تخدع الآن بسبب كثرة استخدام الفلاتر والفوتوشوب لذلك ننصح أهل الشاب أو الفتاة بالرؤية المباشرة والنظرة الشرعية. ولكن هناك حالات استثنائية لو تعذر الحضور مثلا واضطررنا للصورة فلابد من أخذ موافقة الأم والبنت قبل إرسال الصورة لأم الشاب مع الحرص على تنبيهها بمسح الصورة بعد المشاهدة.
وعن الفارق في مهنة الخطَّابة بين الماضي والحاضر، قالت «أم علي»: «في السابق، وقبل 23 عاما حين بدأت العمل بالمجال كانت الخطبة أسهل من الآن بكثير من الأمور حيث لم تكن هناك شروط تعجيزية أو معقدة والحقيقة فالشروط التعجيزية والطلبات المبالغ بها تكون من الجنسين، فعلى سبيل المثال لدي طلب أحد الشباب حاصل على الشهادة الثانوية فقط وشروطه كالآتي: أن تكون جامعية وتعمل وجميلة وبيضاء وطويلة وضعيفة وشعرها حرير وأن تمتلك سيارة خاصة (طلبية مصنع)، معظم طلبات الشباب أن تكون الفتاة تعمل وطلبات الفتيات أن يكون الشاب جامعيا لاعتقادهم بأن راتب الجامعي أكثر، كما أن هناك بعض الطلبات لفتيات تجاوزن الثلاثين وبعضهن في الأربعين من العمر ولكن شروطهن صعبة ونصيحتي لهن التخفيف من حدة الشروط مادامت فرص الزواج قائمة حتى الآن.
وعن أصغر حالة تزويج قامت بها، أشارت إلى أنها بدأت مرحلة البحث لابنها عن زوجة حين كان في عمر 19 عاما لكنها لم توفق في تزويجه إلا حين بلغ من العمر 20 عاما.
الكويتي بوحمد: أنا «الخطّاب» رقم (1) بالكويت والخليج
في السياق ذاته حاورت «أخبار الخليج» الخطّاب بوحمد من الكويت، والذي قال إنني تفرغت لهذا العمل الاجتماعي منذ عام 1993 ولقبت بـ (خطّاب الكويت الأول) لأنني أول من انفرد بهذا العمل الخيري بالكويت والشرق الأوسط وعرفت واشتهرت وأنجزت وزوجت وجمعت بين «رأسين في الحلال» من داخل بلدي الكويت ودول الخليج.
وحول تأثير التكنولوجيا المتسارع على عمل الـ«خطّابين»، أوضح بوحمد أن التطور التكنولوجي والتقني وتعدد وسائل التواصل له تأثير كبير حيث قرّب المسافات بين الدول والأشخاص وجعل علينا ضغط كبير بسبب سهولة الوصول إلى الخطابين والخطابات وسرعة التوافق للزواج.
وأضاف أن أغلب مرتادي مكتبه سواء أكانوا رجالا أو نساء يحبون أن يتعاملوا مع الخطابين الرجال الثقات وبفضل الله بالكويت والخليج أنا (الخطّاب رقم 1).
وعن الشروط التعجيزية التي يضعها البعض في طلبات الزواج قال: «إنه في هذه الحالة يبلغهم أن فرصتهم ضعيفة جداً بالزواج ويترك الأمر لهم».
وحول نصيحته للمقبلين على الزواج، أكد أنه ينصحهم بتسهيل الشروط بشكل عام وعدم التشديد والصدق بالمعلومات لأن الله سبحانه وتعالى يبارك الحياة القائمة على الصدق.
الخطّابة «أم أحمد»: رسالتي للبنات.. خففوا طلبات الزواج
الخطابة «أم أحمد» أخبرتنا أنها امتهنت مهنة الخطابة منذ ما يقارب 23 عاما وكانت أول تجربة خطبة من خلال تزويجها، شقيق زوجها ثم قامت بتزويج عمها والبعض من أقاربها، مشيرة إلى أنها لم ترث مهنة الخطابة فهي أول خطابة في عائلتها، وترى أن المهنة في الماضي كانت أفضل حيث كنا نذهب إلى منزل البنت نراها رأي العين ونتحدث معهن.
وكشفت عن أن لديها طلبات للزواج من البنات والذكور، مؤكدة اختلاف شروط المقبلين على الزواج عن السابق، حيث كانوا في السابق يرغبون بالزواج من بنت «أجودية» ولا يهم إن كانت تحمل شهادات أم لا فقد كان الأهم لديهم أنت تكون «بنت بيت» بينما الآن يشترطون أن تحمل البنت شهادة عليا ويفكرون بالشكل والمظهر والجمال والبنات كذلك يرغبون بالزواج من جامعي ويعمل، فقد صار الجنسان يبحثون عن المنظر والمظهر من دون النظر إلى الجوهر الداخلي، لذا فقد صار الأمر متعبا جدا الآن.
وعن أغرب الطلبات التي مرت عليها، أشارت إلى أن أغرب طلب لرجل قال إنه يرغب بالزواج من بنت تمتلك جمالا «موطبيعي»، فيما تتركز طلبات البنات هي أن يكون لديه شقة ويحمل شهادة جامعية ويعمل بوظيفة مناسبة، بينما طلبات الرجال فلديهم طلبات مختلفة فمثلا أحدهم يرغب بالزواج من بنت شقراء وعيناها خضراوان وبشرتها «بيضاء».
واستبعدت أن تكون حسابات الخطابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد أثرت في سير عملهن كخطابات، ولفتت إلى أنها نجحت في إتمام حالات زواج من خارج البحرين أيضا.
ونفت تقاضيها أجرا عن عملها قائلة أعمل لوجه الله.. ولكن لو قدموا لي شيئا من أنفسهم فلا أرفض.
وعن أصغر حالات الزواج للبنات لديها قالت إنها كانت لبنت مواليد 2005، تبلغ من العمر 18 عاما وتم تزويجها ولله الحمد، وعموما فمعظم الطلبات الحالية لدي تتراوح بين مواليد 1999 وحتى 2005. تتواصل معي أمهاتهن للبحث عن الشاب المناسب لبناتهن. ووجهت رسالة إلى الراغبين بالزواج، قالت فيها: «رسالتي إلى البنات هي تخفيف الطلبات على الشباب، لأن هناك طلبات كثيرة لا داعي لها، لافتة إلى أن هناك عزوفا كبيرا عن الزواج بات ملحوظا من دون معرفة الأسباب الحقيقية وراءه هل هي بدافع الدراسة أم بسبب الوظائف».
ماذا قال الشباب عن «الخطَّابة».. السوشيال ميديا أصابت الشباب بـ«الجاموفوبيا»
حرصت «أخبار الخليج» على استطلاع رأي عدد من أفراد المجتمع حول الزواج عن طريق «الخطَّابات» فقال ياسر صالح إن الإقبال على الخطابات في هذا الوقت قل كثيرا وربما يكون مازال قائما في القرى لما يتمتعون به من بساطة وقناعة، أما في المدن والمناطق الجديدة فإن هذه المهنة تكاد تنقرض.
وعن أسباب عزوف الشباب عن الزوج أوضح أن أهم الأسباب هو غلاء المهور ومصاريف الزواج كما أن هناك بعض الشباب يرفضون القيود المبكرة والالتزام بالارتباطات الزوجية.
لا حاجة لوسيط
أما منير الشهابي فعبَّر عن رأيه قائلا: «من الطبيعي أن يتراجع الإقبال على الخطابات في هذا الزمن، ففي السابق كانت تعد الخطابة واحدة من الأسباب الرئيسة للتعارف والزواج وهي الوسيلة المتعارف عليها فتلجأ إليها الأسر لتسريع وتسهيل عملية الزواج، فكان من الصعب أن يعرف أو يتعرف الشاب على الفتاة وكذلك كانت طبيعة الحياة مختلفة عما هي عليه الآن فالاختلاط والتواصل بين الناس كان محدودا وضمن أطر وقواعد ضيقة. أما الآن وبسبب وسائل التواصل الاجتماعي وانفتاح المجتمع والاختلاط المنتشر في المجتمع كالوظائف والجامعات والمدارس والأسواق والمجمعات والتجمعات العائلية وتبدل بعض المعتقدات والثقافات لدى شريحة كبيرة من المجتمع ساهم في سهولة التعارف والتواصل بين الشاب والشابة ما يمنحهم الفرصة للزواج من دون الحاجة إلى وسيط كالخطابة».
وعن رأيه في أسباب عزوف الشباب عن الزواج أوضح: «لا يخفى على أحد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الناس، فأغلبية الناس في مجتمعاتنا متأثرة بالثورة التكنولوجية. وللأسف الشديد هناك من يتابع وسائل التواصل ساعات طويلة والكثير مما تنقل وتنشر تلك الوسائل هي أشياء سلبية (وقبيحة) عن الزواج وتروج إلى العزوبية بالإضافة إلى الطلبات المبالغ فيها من قبل العوائل والشباب والشابات الذين يشترطون أمورا مادية ثقيلة ومبالغ باهظة وبعض المراسم التي تقوم على (الشو) وليس لها هدف إلا (المظاهر) والتفاخر وكذلك لا ننسى الفئة التي تعقدت بسبب بعض تجارب ممن حولها من الزيجات الفاشلة فتصاب بردة فعل سلبية تجاه الزواج حيث تصاب «الجاموفوبيا».
«مهنة (الخاطبة) في تونس ولت»
قال التونسي منير قلال والمقيم في البحرين منذ 36 عاما، انتهى زمن الخطَّابات في تونس منذ زمن طويل وهو لم يتراجع فقط، إنما ذهب وولى. أما عن وجهة نظري في أسباب عزوف الشباب عن الزواج فهناك أسباب عدة أهمها ارتفاع تكاليف الزواج وذلك جراء الارتفاع الصاروخي في تكاليف الحياة بصفة عامة، والسبب الثاني يعود إلى أزمة البطالة السائدة بين الشباب، بالإضافة إلى العلاقات المتعددة.
وعن مدى تأييده لفكرة الاستعانة بالخطّابات قال: أنا أرفض تماما الاستعانة بـ«الخطّابات» أو حتى بأي طرف ثالث للعثور على شريكة الحياة. لأنني أعتبر أن السبيل الوحيد للزواج هو التعرف المباشر والشخصي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك