العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

ألوان

مساحة الجليد البحري القصوى في القطب الجنوبي في أدنى مستوياتها السنوية

الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

يرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬المحيط‭ ‬بأنتاركتيكا‭ ‬قد‭ ‬سجل‭ ‬أدنى‭ ‬مساحة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬موسم‭ ‬الشتاء‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬تدوين‭ ‬البيانات،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬المركز‭ ‬الأمريكي‭ ‬لبيانات‭ ‬الثلج‭ ‬والجليد‭.‬

في‭ ‬العادة،‭ ‬يذوب‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬خلال‭ ‬الصيف،‭ ‬ليتجدد‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬نهاياته‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬الكرة‭ ‬الجنوبي‭. ‬

في‭ ‬10‭ ‬سبتمبر،‭ ‬‮«‬وصل‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أقصى‭ ‬سنوي‭ ‬مقداره‭ ‬16‭.‬96‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬لبيانات‭ ‬الثلوج‭ ‬والجليد‭ ‬(NSIDC)،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬أدنى‭ ‬حد‭ ‬أقصى‭ ‬للجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬السجلات‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬إلى‭ ‬2023،‭ ‬وبفارق‭ ‬شاسع‮»‬‭. ‬

والحد‭ ‬الأقصى‭ ‬الذي‭ ‬سُجل‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬1‭.‬03‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬القياسي‭ ‬السابق،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬مساحة‭ ‬فرنسا‭.‬

وفي‭ ‬فبراير،‭ ‬في‭ ‬عزّ‭ ‬الصيف‭ ‬الجنوبي،‭ ‬وصل‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬منخفض،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬حده‭ ‬الأدنى‭ ‬1‭.‬79‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬وهو‭ ‬مستوى‭ ‬قياسي‭ ‬في‭ ‬الذوبان،‭ ‬بحسب‭ ‬مركز NSIDC. 

وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬عاد‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬ليتشكّل‭ ‬لكن‭ ‬بوتيرة‭ ‬بطيئة‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬عادية،‭ ‬رغم‭ ‬حلول‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭. ‬

وفي‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي،‭ ‬حيث‭ ‬ينتهي‭ ‬الصيف،‭ ‬وصل‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬له‭ ‬خلال‭ ‬العام،‭ ‬عند‭ ‬4‭.‬23‭ ‬ملايين‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬مركز NSIDC. وهذا‭ ‬سادس‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬تسجيل‭ ‬البيانات‭ ‬قبل‭ ‬45‭ ‬عاماً‭.‬

وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬عدة،‭ ‬ظل‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬مستقراً،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬توسع‭ ‬قليلاً‭.‬

لكن‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬أغسطس‭ ‬2016،‭ ‬اتخذ‭ ‬الاتجاه‭ ‬المتعلق‭ ‬بمدى‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬منعطفاً‭ ‬حاداً‭ ‬نحو‭ ‬الانخفاض،‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬تقريباً‮»‬‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬وفق‭ ‬NSIDC.

وقال والت ماير المتخصص في الجليد البحري في NSIDC:‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬حُطم‭ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬لتراجع‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‮»‬،‭ ‬مضيفاً‭: ‬‮«‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬نمو‭ ‬الجليد‭ ‬منخفض‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬القارة‭ ‬بأكملها‭ ‬تقريباً‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‮»‬‭.‬

وهذا‭ ‬التفسير‭ ‬موضوع‭ ‬نقاش‭ ‬بين‭ ‬العلماء،‭ ‬الذين‭ ‬يترددون‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬صلة‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬الاحترار‭ ‬المناخي،‭ ‬بعدما‭ ‬تجنب‭ ‬واضعو‭ ‬النماذج‭ ‬المناخية‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬التنبؤ‭ ‬بالتغيرات‭ ‬في‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭. ‬

لكن‭ ‬الاتجاه‭ ‬المسجل‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬يبدو‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬مرتبطا‭ ‬بارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الطبقة‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬المحيط‮»‬،‭ ‬حسبما‭ ‬كتب‭ ‬المرصد‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قلق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بداية‭ ‬لاتجاه‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬لتراجع‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬المحيطات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‮»‬‭.‬

وليس‭ ‬لذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬تأثير‭ ‬فوري‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬لأنه‭ ‬يتشكل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تجميد‭ ‬المياه‭ ‬المالحة‭ ‬الموجودة‭ ‬أساساً‭ ‬في‭ ‬المحيط‭.‬

لكن‭ ‬الجليد‭ ‬الأبيض‭ ‬يعكس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬الداكن،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬فقدانه‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحترار‭ ‬العالمي‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬فقدان‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬يعرّض‭ ‬سواحل‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الأمواج،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يزعزع‭ ‬استقرار‭ ‬الغطاء‭ ‬الجليدي،‭ ‬الذي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭. ‬وسيؤدي‭ ‬ذوبانه‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬كارثي‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬المحيطات‭. ‬

ولذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬بالفعل‭ ‬تأثير‭ ‬كارثي‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬البرية،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬على‭ ‬طيور‭ ‬البطريق‭ ‬الإمبراطور،‭ ‬وفق‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬في‭ ‬المجلة‭ ‬العلمية‭ ‬‮«‬كومونيكيشنز‭: ‬إيرث‭ ‬آند‭ ‬إنفايرومنت‮»‬‭. ‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬خمس‭ ‬مناطق‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬الطيور‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بحر‭ ‬بيلينغسهاوزن‭ ‬عانت‭ ‬جميعها،‭ ‬باستثناء‭ ‬واحدة،‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬‮«‬كارثي‮»‬‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭% ‬لصغارها،‭ ‬التي‭ ‬غرقت‭ ‬أو‭ ‬تجمدت‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭ ‬عندما‭ ‬انهار‭ ‬الجليد‭ ‬تحت‭ ‬أقدامها‭ ‬الصغيرة‭ ‬بسبب‭ ‬الذوبان‭ ‬المبكر‭ ‬للطوف‭ ‬الجليدي‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬موسم‭ ‬التكاثر‭.‬

وقال‭ ‬المعد‭ ‬الرئيسي‭ ‬بيتر‭ ‬فريتويل،‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬المسح‭ ‬البريطانية‭ ‬للقارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬كنا‭ ‬نتوقع‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬لكن‭ ‬رؤية‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬أمر‭ ‬مأساوي‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا