العدد : ١٧١٠٤ - الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٤ - الاثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ رجب ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

العميد متقاعد ناصر المسلم.. خدم الوطن ما يقارب نصف قرن ورحل بعد عطاء أمني مشرف

الأحد ٠١ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

كان نموذجا في الانضباط والتعامل الحسن


آمن‭ ‬طوال‭ ‬حياته‭ ‬أن‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬الذود‭ ‬عنه‭ ‬شرف‭ ‬لا‭ ‬يضاهيه‭ ‬شرف،‭ ‬فكان‭ ‬مخلصا‭ ‬في‭ ‬عطائه،‭ ‬دؤوبا‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬منضبطا‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬خدمته‭.. ‬العميد‭ ‬متقاعد‭ ‬ناصر‭ ‬محمد‭ ‬المسلم‭ ‬الذي‭ ‬صعدت‭ ‬روحه‭ ‬إلى‭ ‬بارئها،‭ ‬بعد‭ ‬مراحل‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬لوطنه‭ ‬كان‭ ‬خلالها‭ ‬نموذجا‭ ‬مشرّفا‭ ‬لرجل‭ ‬الأمن،‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭ ‬بكافة‭ ‬مجالاته،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬واستمر‭ ‬فيه‭ ‬حتى‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬وتحديدا‭ ‬عام‭ ‬2005‭. ‬

توفي‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬التاسعة‭ ‬والسبعين،‭ ‬وبلغت‭ ‬سنوات‭ ‬خدمته‭ ‬للوطن‭ ‬خمسة‭ ‬وأربعين‭ ‬عاما،‭ ‬كما‭ ‬ينتسب‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬المسلم‭ ‬ذات‭ ‬التاريخ‭ ‬الوطني‭ ‬المشرف‭. ‬وكانت‭ ‬بدايته‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1960‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للتدريب‭ ‬والحراسات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬أمن‭ ‬المنامة‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬شؤون‭ ‬الجنسية‭ ‬والجوازات‭ ‬والإقامة‭ ‬فإدارة‭ ‬أمن‭ ‬المحرق‭. ‬لينتقل‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للتحقيقات‭ ‬والمباحث‭ ‬الجنائية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل،‭ ‬فالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‮ ‬بعدها،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬انتقل‭ ‬للعمل‭ ‬في‮ ‬إدارة‭ ‬أمن‭ ‬ميناء‭ ‬سلمان‭ ‬ليعود‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬أمن‭ ‬المنامة‭ ‬حتى‭ ‬كانت‭ ‬المحطة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬مديرية‭ ‬شرطة‭ ‬محافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004‭.‬

وخلال‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الأمنية،‭ ‬خاض‭ ‬الفقيد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها،‭ ‬منها‭ ‬دورة‭ ‬تدريب‭ ‬ضباط‭ ‬الشرطة‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬المروري‭ ‬والإداري،‭ ‬حتى‭ ‬توافرت‭ ‬لديه‭ ‬خبرات‭ ‬عديدة‭ ‬استقاها‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬خلاله‭ ‬نموذجا‭ ‬للالتزام‭ ‬والانضباط‭. ‬واستحق‭ ‬التكريم‭ ‬الوطني‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الأنواط‭ ‬التي‭ ‬نالها‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬خدمته‭ ‬نوط‭ ‬الأمن‭ ‬للخدمة‭ ‬الممتازة‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬نوط‭ ‬الأمن‭ ‬لتقدير‭ ‬الخدمة‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬نوط‭ ‬عهد‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬نوط‭ ‬الأمن‭ ‬للخدمة‭ ‬الطويلة‭ ‬25‭ ‬سنة،‭ ‬نوط‭ ‬الأمن‭ ‬للخدمة‭ ‬الطويلة‭ ‬20‭ ‬سنة‭. ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬الفقيد‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأوسمة،‭ ‬منها‭ ‬وسام‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة،‭ ‬وسام‭ ‬تقدير‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وسام‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الرابعة‭.‬

‮ ‬يشهد‭ ‬الجميع‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬العميد‭ ‬متقاعد‭ ‬ناصر‭ ‬محمد‭ ‬المسلم‭ ‬بالانضباط‭ ‬والاحترام‭ ‬والرقي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬أعرب‭ ‬الفريق‭ ‬متقاعد‭ ‬الشيخ‭ ‬دعيج‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬وزاره‭ ‬الداخلية‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬حزنه‭ ‬لوفاة‭ ‬العميد‭ ‬متقاعد‭ ‬ناصر‭ ‬المسلم،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬أمضى‭ ‬معه‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وعرفه‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬وفي‭ ‬مواقع‭ ‬أمنية‭ ‬عديدة،‭ ‬ووجد‭ ‬فيه‭ ‬الضابط‭ ‬الملتزم‭ ‬المخلص‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يتقاعس‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬الواجب‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬لمست‭ ‬فيه‭ ‬حسن‭ ‬الانضباط‭ ‬والتعامل،‭ ‬وكان‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬صديقا‭ ‬لجميع‭ ‬الضباط‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬رؤساء‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬رئيسا‭ ‬لهم،‭ ‬وكان‭ ‬تعامله‭ ‬حسنا‭ ‬تسوده‭ ‬روح‭ ‬الأخوة‮»‬‭.‬

في‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬أوضح‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬فضل‭ ‬النعيمي‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬يشهد‭ ‬للفقيد‭ ‬بالأخلاق‭ ‬الطيبة‭ ‬والتعامل‭ ‬الحسن‭ ‬وساهم‭ -‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭- ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاحات‭ ‬وانجازات‭ ‬عديدة‭ ‬وبارزة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭ ‬بالمملكة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ملتزما‭ ‬بنظام‭ ‬العمل‭ ‬ومبادئه‭.‬

فيما‭ ‬أكد‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬فاروق‭ ‬المعاودة‭ ‬أنه‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬الفقيد في‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬وكان‭ ‬رجلا‭ ‬محترما‭ ‬ذا‭ ‬كفاءة‭ ‬بارزة‭ ‬وقدرة‭ ‬وهمة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الأمني،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يتسم‭ ‬بالتعامل‭ ‬الراقي‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬وأفراد‭ ‬الشرطة،‭ ‬عطوفا‭ ‬وناصحا‭ ‬ومحل‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬الجميع،‭ ‬وكنا‭ ‬نرجع‭ ‬له‭ ‬ونستشيره‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬والقضايا‭ ‬المرورية‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أشار‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬السيد‭ ‬عيسى‭ ‬بوخوة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العميد‭ ‬متقاعد‭ ‬ناصر‭ ‬المسلم‭ ‬كان‭ ‬ضابطا‭ ‬نشطا‭ ‬وخلوقا‭ ‬ومبتسما‭ ‬دائما‭ ‬أثناء‭ ‬الحديث،‭ ‬وحرص‭ ‬خلال‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬التحقيقات‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬القانونية‭ ‬ليظل‭ ‬عمله‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬القانون‭.‬

أما‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬عبدالله‭ ‬محمد‭ ‬جبر‭ ‬المسلم‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬أفنى‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الالتزام‭ ‬بالعمل‭ ‬الأمني‭ ‬وتطبيق‭ ‬النظام‭ ‬والقانون‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬المخلصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عملهم،‭ ‬والجميع‭ ‬يشيد‭ ‬بذلك‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬كان‭ ‬مثالا‭ ‬للضابط‭ ‬المحترم‭ ‬والمحبوب‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬ذكيا‭ ‬ومنضبطا‭ ‬ومتفانيا‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬مما‭ ‬أهله‭ ‬لتبوء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬دائم‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬رغم‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬ومشاغلها‮»‬‭.‬

في‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬مستشار‭ ‬الشؤون‭ ‬الادارية‭ ‬والتدريب‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬إبراهيم‭ ‬حبيب‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬بالإنجاز،‭ ‬فكان‭ ‬ضابطا‭ ‬يتمتع‭ ‬بالولاء‭ ‬والقيادة‭ ‬ومن‭ ‬أصحاب‭ ‬الاخلاق‭ ‬الرفيعة‭ ‬وعلاقاته‭ ‬طيبة‭ ‬وتتصف‭ ‬بالاحترام‭ ‬والتعاون‭ ‬والتقدير‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الضباط‭ ‬والافراد،‭ ‬وكان‭ ‬يضرب‭ ‬به‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬الاخلاص‭ ‬والتفاني‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد‭. ‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬العميد‭ ‬متقاعد‭ ‬ناصر‭ ‬محمد‭ ‬المسلم‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬وألهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.. ‬وإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا