العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

الحرب على غزة وفقه أسباب النصر والتمكين

بقلم : د. محمد بن جميل المطري *

الجمعة ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬كل‭ ‬حرب‭ ‬أو‭ ‬معركة‭ ‬يخوضها‭ ‬المسلمون،‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭: ‬ما‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتجدد‭ ‬النقاش‭ ‬بشأنه‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬الصهاينة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬رمز‭ ‬العزة‭ ‬والصمود‭.‬

ولقد‭ ‬جعل‭ ‬الله‭ ‬للنَّصر‭ ‬أسبابًا‭ ‬إن‭ ‬أخذ‭ ‬بها‭ ‬المسلمون‭ ‬نصرَهم‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬أعدائهم،‭ ‬وهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬مبَيَّنةٌ‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ (‬إنَّ‭ ‬هَذَا‭ ‬الْقُرْآنَ‭ ‬يَهْدِي‭ ‬لِلَّتِي‭ ‬هِيَ‭ ‬أقْوَمُ‭) ‬[الإسراء‭: ‬9]،‭ ‬فالقرآن‭ ‬تبيان‭ ‬لكل‭ ‬شيء،‭ ‬ومن‭ ‬أعظم‭ ‬ما‭ ‬بيَّنه‭ ‬القرآن‭ ‬أسباب‭ ‬النصر‭ ‬والتمكين؛‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

‭(‬1‭) ‬السبب‭ ‬الأول‭: ‬الإيمان‭ ‬والعمل‭ ‬الصالح‭: ‬قال‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭: (‬وَكَانَ‭ ‬حَقًّا‭ ‬عَلَيْنَا‭ ‬نَصْرُ‭ ‬الْـمُؤْمِنِينَ‭) ‬[الروم‭: ‬47]،‭ ‬وقال‭ ‬الله‭: (‬إنَّا‭ ‬لَنَنْصُرُ‭ ‬رُسُلَنَا‭ ‬وَالَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬فِي‭ ‬الْحَيَاةِ‭ ‬الدُّنْيَا‭ ‬وَيَوْمَ‭ ‬يَقُومُ‭ ‬الْأشْهَادُ‭) ‬[غافر‭: ‬51]،‭ ‬وقال‭ ‬تعالى‭: (‬إنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬يُدَافِعُ‭ ‬عَنِ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭) ‬[الحج‭: ‬38]،‭ ‬فالله‭ ‬مع‭ ‬المؤمنين‭ ‬الصالحين‭ ‬بالنصر‭ ‬والتأييد،‭ ‬وقد‭ ‬وَعَدَهم‭ ‬بالدفاع‭ ‬عنهم،‭ ‬وضمِن‭ ‬لهم‭ ‬إن‭ ‬حققوا‭ ‬الإيمان‭ ‬اعتقادًا‭ ‬وقولًا‭ ‬وعملًا‭ ‬ألَّا‭ ‬يجعل‭ ‬للكافرين‭ ‬عليهم‭ ‬سبيلًا‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حين؛‭ ‬فقال‭: (‬وَلَنْ‭ ‬يَجْعَلَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬لِلْكَافِرِينَ‭ ‬عَلَى‭ ‬الْـمُؤْمِنِينَ‭ ‬سَبِيلًا‭) ‬[النساء‭: ‬141]،‭ ‬وقد‭ ‬ينتصر‭ ‬الكفار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواطن‭ ‬والأوقات‭ ‬بسبب‭ ‬تفريط‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬الأخذ‭ ‬بأسباب‭ ‬النصر،‭ ‬وسنة‭ ‬الله‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتخلف‭ ‬أن‭ ‬ينصر‭ ‬المؤمنين‭ ‬كاملي‭ ‬الإيمان‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬على‭ ‬أعدائهم‭ ‬بالغلبة‭ ‬إن‭ ‬قاتلوهم،‭ ‬وبالحُجة‭ ‬إن‭ ‬ناظروهم،‭ ‬وبالانتقام‭ ‬منهم‭ ‬إن‭ ‬قتلوهم‭ ‬وظلموهم،‭ ‬فالصحابة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭ ‬حين‭ ‬حققوا‭ ‬الإيمان‭ ‬والعمل‭ ‬الصالح،‭ ‬نصرهم‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أعدائهم،‭ ‬فهزموا‭ ‬جيوش‭ ‬المرتدين،‭ ‬وفتحوا‭ ‬فارس،‭ ‬وغلبوا‭ ‬الروم،‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬أمامهم‭.‬

فالنصر‭ ‬والتأييد‭ ‬الكامل‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬لأهل‭ ‬الإيمان‭ ‬الكامل،‭ ‬فمن‭ ‬نقص‭ ‬إيمانُه‭ ‬نقص‭ ‬نصيبه‭ ‬من‭ ‬النصر‭ ‬والتأييد،‭ ‬وإذا‭ ‬أُصيب‭ ‬العبد‭ ‬بمصيبة‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬ماله،‭ ‬فإنما‭ ‬ذلك‭ ‬بذنوبه؛‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬وَمَا‭ ‬أصَابَكُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬مُصِيبَةٍ‭ ‬فَبِمَا‭ ‬كَسَبَتْ‭ ‬أيْدِيكُمْ‭ ‬وَيَعْفُو‭ ‬عَنْ‭ ‬كَثِيرٍ‭) ‬[الشورى‭: ‬30]‭.‬

‭(‬2‭) ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬النصر‭: ‬الإخلاص‭: ‬أعظم‭ ‬ما‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬به‭ ‬التوحيد‭ ‬والإخلاص،‭ ‬وأعظم‭ ‬ما‭ ‬نهى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬الشرك،‭ ‬ومنه‭ ‬الرياء،‭ ‬وإرادة‭ ‬الدنيا‭ ‬بعمل‭ ‬الآخرة،‭ ‬فالإخلاص‭ ‬في‭ ‬الجهاد‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬أسباب‭ ‬النصر،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬الجهاد‭ ‬عملًا‭ ‬صالحًا‭ ‬مقبولًا‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬خالصًا‭ ‬لله،‭ ‬وإلا‭ ‬كان‭ ‬رياء‭ ‬وسمعة؛‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬فَمَنْ‭ ‬كَانَ‭ ‬يَرْجُو‭ ‬لِقَاءَ‭ ‬رَبِّهِ‭ ‬فَلْيَعْمَلْ‭ ‬عَمَلًا‭ ‬صَالِحًا‭ ‬وَلَا‭ ‬يُشْرِكْ‭ ‬بِعِبَادَةِ‭ ‬رَبِّهِ‭ ‬أَحَدًا‭) ‬[الكهف‭: ‬110]،‭ ‬244]،‭ ‬وفي‭ ‬الصحيحين‭ ‬عن‭ ‬أبي‭ ‬موسى‭ ‬الأشعري‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬قال‭: ‬سُئل‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬يقاتل‭ ‬شجاعة،‭ ‬ويقاتل‭ ‬حَمِيَّة،‭ ‬ويقاتل‭ ‬رياء،‭ ‬أي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله؟‭ ‬فقال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬من‭ ‬قاتل‭ ‬لتكون‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬هي‭ ‬العليا‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬فهدف‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬الجهاد‭ ‬هو‭ ‬إعلاء‭ ‬كلمة‭ ‬الله،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬المسلمين،‭ ‬وحماية‭ ‬دينهم‭ ‬ومقدساتهم،‭ ‬وأعراضهم‭ ‬وأموالهم‭ ‬وأرضهم،‭ ‬فالجهاد‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬ليس‭ ‬لأطماع‭ ‬دنيوية،‭ ‬ولا‭ ‬لمنافع‭ ‬مادية،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬لإعلاء‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭.‬

‭(‬3‭) ‬السبب‭ ‬الثالث‭: ‬نُصرةُ‭ ‬دينِ‭ ‬الله‭: (‬يَا‭ ‬أيها‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬إنْ‭ ‬تَنصُرُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬يَنْصُرْكُمْ‭ ‬وَيُثَبِّتْ‭ ‬أقْدَامَكُمْ‭) ‬[محمد‭: ‬7]،‭ ‬وقال‭ ‬تعالى‭: (‬وَلَيَنْصُرَنَّ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬مَنْ‭ ‬يَنصُرُهُ‭ ‬إنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬لَقَوِيٌّ‭ ‬عَزِيزٌ‭ ‬*‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬إنْ‭ ‬مَكَّنَّاهُمْ‭ ‬فِي‭ ‬الأَرْضِ‭ ‬أقَامُوا‭ ‬الصَّلاةَ‭ ‬وَآتَوُا‭ ‬الزَّكَاةَ‭ ‬وَأمَرُوا‭ ‬بِالْـمَعْرُوفِ‭ ‬وَنَهَوْا‭ ‬عَنِ‭ ‬الْـمُنكَرِ‭ ‬وَلِلَّهِ‭ ‬عَاقِبَةُ‭ ‬الأمُورِ‭) ‬[الحج‭: ‬40‭ - ‬41]،‭ ‬فمن‭ ‬أعظم‭ ‬أسباب‭ ‬النصر‭ ‬إقامة‭ ‬دين‭ ‬الله،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬والأمر‭ ‬بالمعروف،‭ ‬والنهي‭ ‬عن‭ ‬المنكر،‭ ‬فواجب‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬حكَّامًا‭ ‬ومحكومين‭ ‬أن‭ ‬يعملوا‭ ‬بالأسباب‭ ‬المشروعة‭ ‬لإقامة‭ ‬دين‭ ‬الإسلام‭ ‬ونشره،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حرماته‭.‬

‭(‬4‭) ‬السبب‭ ‬الرابع‭: ‬اجتماع‭ ‬الكلمة‭ ‬على‭ ‬الحق،‭ ‬وإصلاح‭ ‬ذات‭ ‬البين،‭ ‬وعدم‭ ‬التــنازع‭ ‬والتـفرُّق،‭ ‬والقتال‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬واحدة‭ ‬بقيادة‭ ‬واحدة‭: ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وَاعْتَصِمُوا‭ ‬بِحَبْلِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬جَمِيعًا‭ ‬وَلَا‭ ‬تَفَرَّقُوا‭) ‬[آل‭ ‬عمران‭: ‬103]،‭ ‬وقال‭: (‬فَاتَّقُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬وَأصْلِحُوا‭ ‬ذَاتَ‭ ‬بَيْنِكُمْ‭) ‬[الأنفال‭: ‬1]،‭ ‬فأول‭ ‬طريق‭ ‬التمكين‭ ‬للأمة‭ ‬تقوى‭ ‬الله‭ ‬وإصلاح‭ ‬ذات‭ ‬البين،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬المسلمون‭ ‬تقوى‭ ‬الله‭ ‬بطاعة‭ ‬الله‭ ‬ورسوله،‭ ‬وتنازعوا‭ ‬واختلفوا،‭ ‬زالت‭ ‬قوتهم،‭ ‬وتسلَّط‭ ‬عليهم‭ ‬أعداؤهم‭.‬

‭(‬5‭) ‬السبب‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬النصر‭: ‬إعداد‭ ‬ما‭ ‬يُستطاع‭ ‬من‭ ‬قوَّة‭: ‬القوة‭ ‬مطلب‭ ‬شرعي،‭ ‬فالإسلام‭ ‬دين‭ ‬القوة‭ ‬والعزة،‭ ‬وقِوام‭ ‬الإسلام‭ ‬بكتابٍ‭ ‬يهدي،‭ ‬وسيفٍ‭ ‬ينصر؛‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬لَقَدْ‭ ‬أرْسَلْنَا‭ ‬رُسُلَنَا‭ ‬بِالْبَيِّنَاتِ‭ ‬وَأنْزَلْنَا‭ ‬مَعَهُمُ‭ ‬الْكِتَابَ‭ ‬وَالْمِيزَانَ‭ ‬لِيَقُومَ‭ ‬النَّاسُ‭ ‬بِالْقِسْطِ‭ ‬وَأنْزَلْنَا‭ ‬الْحَدِيدَ‭ ‬فِيهِ‭ ‬بَأْسٌ‭ ‬شَدِيدٌ‭ ‬وَمَنَافِعُ‭ ‬لِلنَّاسِ‭ ‬وَلِيَعْلَمَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬مَنْ‭ ‬يَنْصُرُهُ‭ ‬وَرُسُلَهُ‭ ‬بِالْغَيْبِ‭ ‬إنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬قَوِيٌّ‭ ‬عَزِيزٌ‭) ‬[الحديد‭: ‬25]،‭ ‬وقد‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬المؤمنين‭ ‬بتحصيل‭ ‬القوة‭ ‬بجميع‭ ‬معانيها‭ ‬وأنواعها‭ ‬بقدر‭ ‬الاستطاعة؛‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭: (‬وَأعِدُّوا‭ ‬لَهُمْ‭ ‬مَا‭ ‬اسْتَطَعْتُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬قُوَّةٍ‭ ‬وَمِنْ‭ ‬رِبَاطِ‭ ‬الْخَيْلِ‭ ‬تُرْهِبُونَ‭ ‬بِهِ‭ ‬عَدُوَّ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَعَدُوَّكُمْ‭ ‬وَآخَرِينَ‭ ‬مِنْ‭ ‬دُونِهِمْ‭ ‬لَا‭ ‬تَعْلَمُونَهُمُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬يَعْلَمُهُمْ‭).‬

‭(‬6‭) ‬السبب‭ ‬السادس‭: ‬الصبـر‭ ‬في‭ ‬الجهاد،‭ ‬والثبات‭ ‬عند‭ ‬اللقاء‭: ‬قـال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬وَإنْ‭ ‬تَصْبِرُوا‭ ‬وَتَتَّقُوا‭ ‬لا‭ ‬يَضُرُّكُمْ‭ ‬كَيْدُهُمْ‭ ‬شَيْئًا‭ ‬إنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬بِمَا‭ ‬يَعْمَلُونَ‭ ‬مُحِيطٌ‭ ‬﴾‭ ‬[آل‭ ‬عـمــران‭: ‬120]،‭ ‬وقال‭: (‬وَاصْبِرُوا‭ ‬إنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬مَعَ‭ ‬الصَّابِرِينَ‭) ‬[الأنفال‭: ‬46]،‭ ‬وقــال‭: (‬يَا‭ ‬أيُهَا‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬إذَا‭ ‬لَقِيتُمْ‭ ‬فِئَةً‭ ‬فَاثْبُتُوا‭ ‬وَاذْكُرُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬كَثِيرًا‭ ‬لَعَلَّكُمْ‭ ‬تُفْلِحُونَ‭) ‬[الأنفال‭: ‬45]،‭ ‬وقال‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬واعلم‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬الصبر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تكره‭ ‬خيرًا‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وأن‭ ‬النصر‭ ‬مع‭ ‬الصبر،‭ ‬وأن‭ ‬الفَرَجَ‭ ‬مع‭ ‬الكرب،‭ ‬وأن‭ ‬مع‭ ‬العسر‭ ‬يسرًا‮»‬‭.‬

‭(‬7‭) ‬السبب‭ ‬السابع‭: ‬إقامة‭ ‬الصلاة‭ ‬والإكـثـار‭ ‬مـــن‭ ‬ذكر‭ ‬الله‭ ‬واستغفاره‭ ‬ودعـاؤه‭ ‬والاستغاثة‭ ‬به‭: ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صلة‭ ‬المجاهدين‭ ‬بالله‭ ‬عظيمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬النصر؛‭ ‬ولذلك‭ ‬أمرهم‭ ‬الله‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬الصلاة‭ ‬وإقامتها،‭ ‬ولم‭ ‬يرخص‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬تركها‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الخوف‭ ‬والقتال؛‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬حَافِظُوا‭ ‬عَلَى‭ ‬الصَّلَوَاتِ‭ ‬وَالصَّلَاةِ‭ ‬الْوُسْطَى‭ ‬وَقُومُوا‭ ‬لِلَّهِ‭ ‬قَانِتِينَ‭ ‬*‭ ‬فَإنْ‭ ‬خِفْتُمْ‭ ‬فَرِجَالًا‭ ‬أوْ‭ ‬رُكْبَانًا‭ ‬فَإذَا‭ ‬أمِنْتُمْ‭ ‬فَاذْكُرُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬كَمَا‭ ‬عَلَّمَكُمْ‭ ‬مَا‭ ‬لَمْ‭ ‬تَكُونُوا‭ ‬تَعْلَمُونَ‭) ‬[البقرة‭: ‬238،‭ ‬239]،‭ ‬وقال‭ ‬سبحانه‭: ‬﴿‭ ‬يَا‭ ‬أيُّهَا‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬اسْتَعِينُوا‭ ‬بِالصَّبْرِ‭ ‬وَالصَّلَاةِ‭ ‬إنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬مَعَ‭ ‬الصَّابِرِينَ‭) ‬[البقرة‭: ‬153]،‭ ‬فمن‭ ‬أسباب‭ ‬النصر‭: ‬إقامة‭ ‬الصلاة،‭ ‬ومن‭ ‬أسباب‭ ‬النصر‭: ‬الإكـثـار‭ ‬مـن‭ ‬ذكر‭ ‬الله‭ ‬واستغفاره‭ ‬ودعـائه‭ ‬والاستغاثة‭ ‬به‭.‬

‭(‬8‭) ‬السبب‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬النصر‭: ‬التوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭: ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬أن‭ ‬تتعلق‭ ‬قلوبهم‭ ‬بالله‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر،‭ ‬ولا‭ ‬تتعلق‭ ‬قلوبهم‭ ‬بأحدٍ‭ ‬غير‭ ‬الله؛‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬إنْ‭ ‬يَنْصُرْكُمُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬فَلَا‭ ‬غَالِبَ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬وَإنْ‭ ‬يَخْذُلْكُمْ‭ ‬فَمَنْ‭ ‬ذَا‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَنْصُرُكُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬بَعْدِهِ‭ ‬وَعَلَى‭ ‬اللَّهِ‭ ‬فَلْيَتَوَكَّلِ‭ ‬الْمُؤْمِنُونَ‭) ‬[آل‭ ‬عمران‭: ‬160]،‭ ‬وقال‭ ‬سبحانه‭: (‬وَمَا‭ ‬النَّصْرُ‭ ‬إلَّا‭ ‬مِنْ‭ ‬عِنْدِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬الْعَزِيزِ‭ ‬الْحَكِيمِ‭) ‬[آل‭ ‬عمران‭: ‬126]،‭ ‬فالتوكل‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬أسباب‭ ‬النصر؛‭ ‬لأن‭ ‬المتوكلين‭ ‬يفوضون‭ ‬أمورهم‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬وحده‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬فيعتمدون‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬جلب‭ ‬ما‭ ‬ينفعهم،‭ ‬ودفع‭ ‬ما‭ ‬يضرهم،‭ ‬مع‭ ‬أخذهم‭ ‬بالأسباب‭ ‬الشرعية‭ ‬المتيسرة‭ ‬لهم؛‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬وَمَنْ‭ ‬يَتَوَكَّلْ‭ ‬عَلَى‭ ‬اللَّهِ‭ ‬فَهُوَ‭ ‬حَسْبُهُ‭ ‬إنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬بَالِغُ‭ ‬أَمْرِهِ‭ ‬قَدْ‭ ‬جَعَلَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬لِكُلِّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬قَدْرًا‭) ‬[الطلاق‭: ‬3]‭.‬

‭*‬‭ ‬داعية‭ ‬ومفكر‭ ‬إسلامي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا