العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

أكثر من 200 فيلسوف حول العالم يطالبون بمقاطعة إسرائيل ثقافيا

الأربعاء ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

وقع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائتي‭ ‬أستاذ‭ ‬فلسفة‭ ‬في‭ ‬الأمريكتين‭ ‬وأوروبا‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬تضامن‭ ‬مع‭ ‬فلسطين‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬يرتكبه‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

ودعا‭ ‬الموقعون‭ ‬على‭ ‬البيان،‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬ليبراليين‭ ‬إلى‭ ‬يساريين‭ ‬بينهم‭ ‬أسماء‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬تخصصاتها‭ ‬ومعروفة‭ ‬عالميا،‭ ‬إلى‭ ‬تبنى‭ ‬مقاطعة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭: ‬نحن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬وأوروبا‭ ‬نكتب‭ ‬للتعبير‭ -‬علنًا‭ ‬وبشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭- ‬عن‭ ‬تضامننا‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإدانة‭ ‬المجزرة‭ ‬المستمرة‭ ‬والمتصاعدة‭ ‬بسرعة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وبكامل‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والمادي‭ ‬والدعم‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬لحكوماتنا‭.‬

وأضافوا‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬ندعي‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬فريدة‭ ‬أخلاقية‭ ‬أو‭ ‬فكرية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬كوننا‭ ‬فلاسفة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬خطا‭ ‬تخصصنا‭ ‬خطوات‭ ‬مثيرة‭ ‬للإعجاب‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ممارسات‭ ‬الفلسفة‭ ‬الإقصائية‭ ‬تاريخيًا‭ ‬وفي‭ ‬التعامل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬المظالم‭ ‬الملحة‭ ‬والعاجلة،‭ ‬وتحقيقًا‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬ندعو‭ ‬زملاءنا‭ ‬في‭ ‬الفلسفة‭ ‬إلى‭ ‬الانضمام‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬التواطؤ‭ ‬والصمت‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نكتب‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭ ‬قتلت‭ ‬القنابل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8500‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وبحلول‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تقرأ‭ ‬فيه‭ ‬هذا،‭ ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬قد‭ ‬ارتفع،‭ ‬وهناك‭ ‬آلاف‭ ‬آخرون‭ ‬محاصرون‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع،‭ ‬أدى‭ ‬الحصار‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬الغذاء‭ ‬والماء‭ ‬والأدوية‭ ‬والوقود‭ ‬والكهرباء،‭ ‬وقد‭ ‬صدرت‭ ‬أوامر‭ ‬لمليون‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬بمغادرة‭ ‬منازلهم‭ ‬وسط‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭ ‬وقبل‭ ‬الغزو‭ ‬البري‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬يذهبون‭ ‬إليه،‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬نكبة‭ ‬ثانية‭ ‬أمر‭ ‬مخيف،‭ ‬ولكنه‭ ‬ملائم‭. ‬ومن‭ ‬واجب‭ ‬أصحاب‭ ‬الضمير‭ ‬أن‭ ‬يتحدثوا‭ ‬علناً‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الفظائع‭. ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬خطوة‭ ‬صعبة‭ ‬اتخاذها؛‭ ‬والأصعب‭ ‬بكثير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نبتعد‭ ‬بصمت‭ ‬وتواطؤ‭ ‬عن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تتكشف‭.‬

إن‭ ‬التركيز،‭ ‬كما‭ ‬نفعل‭ ‬هنا،‭ ‬على‭ ‬تصرفات‭ ‬الدولة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والدعم‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعنف،‭ ‬ولا‭ ‬المراوغة‭ ‬بشأن‭ ‬قيمة‭ ‬الأرواح‭ ‬البريئة‭. ‬إن‭ ‬الوفيات‭ ‬بين‭ ‬المدنيين،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬جنسيتهم،‭ ‬أمر‭ ‬مأساوي‭ ‬وغير‭ ‬مقبول‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التصرف‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬العنف‭ ‬بدأ‭ ‬بهجمات‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬هو‭ ‬إظهار‭ ‬لامبالاة‭ ‬متهورة‭ ‬بالتاريخ‭ ‬وكذلك‭ ‬بحياة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭. ‬ولكي‭ ‬يتوقف‭ ‬العنف،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬العنف‭.‬

لقد‭ ‬استمر‭ ‬الحصار‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬لمدة‭ ‬16‭ ‬عاماً؛‭ ‬واحتلال‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬استمر‭ ‬56‭ ‬عاما؛‭ ‬لقد‭ ‬استمر‭ ‬تجريد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‭ ‬ومنازلهم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬قرن،‭ ‬منذ‭ ‬إنشاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬كدولة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬عرقية‭. ‬وليس‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الصدفة‭ ‬أن‭ ‬المراقبين‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬جماعات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الدولية‭ ‬والإسرائيلية‭ ‬يصفون‭ ‬الآن‭ ‬سيطرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬بأنها‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أننا‭ ‬جميعا‭ ‬ندرك‭ ‬تمام‭ ‬الإدراك‭ ‬أن‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬ونعمل‭ ‬فيها‭ ‬والتي‭ ‬ندفع‭ ‬لها‭ ‬الضرائب‭ ‬تمول‭ ‬وتحرض‭ ‬طرفا‭ ‬واحدا‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬غير‭ ‬المتكافئ‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬ليس‭ ‬المظلوم،‭ ‬بل‭ ‬الظالم‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬يحث‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬الحلفاء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬حكوماتهم‭ ‬للمطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬ينبغي‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البداية‭ ‬وليس‭ ‬النهاية‭ ‬للعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرر‭. ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عدالة‭ ‬وسلام،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬الحصار‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬الحصار،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬الاحتلال‭. ‬وفي‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬يجب‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬جميع‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬حالياً‭ ‬بين‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬والبحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬المنفى‭.‬

إننا‭ ‬ندعو‭ ‬زملائنا‭ ‬الفلاسفة‭ ‬للانضمام‭ ‬إلينا‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬فلسطين‭ ‬والنضال‭ ‬ضد‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬والاحتلال‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬انضموا‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المقاطعة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والثقافية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‭ ‬متميزة‭ ‬عن‭ ‬الأفراد‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬حددتها‭ ‬الحملة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للتعليم‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والثقافي‭. ‬المقاطعة‭ ‬الثقافية‭ ‬لإسرائيل‭ (‬PACBI‭). ‬ونحن‭ ‬نحث‭ ‬جميع‭ ‬الأفراد‭ ‬على‭ ‬التحدث‭ ‬بصراحة‭ ‬وبلا‭ ‬خوف،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قضية‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والعدالة‭ ‬للجميع‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا