وصف المتحدث الرسمي الإقليمي مدير مكتب التواصل الإعلامي الإقليمي بوزارة الخارجية الامريكية سام وربرج العلاقات الامريكية البحرينية بأنها في غاية الأهمية، مؤكدا أن مملكة البحرين من أبرز الأصدقاء والحلفاء في المنطقة ودائما هناك تطلعات مشتركة لتطوير العلاقة.
وقال في تصريحات لـ«أخبار الخليج» على هامش مشاركته في مؤتمر حوار المنامة 2023 ان التعاون بين البلدين مستمر على كافة الأصعدة سواء كان أمنيا او اقتصاديا وتجاريا، مضيفا ان هناك رؤية مشتركة في تطوير تلك العلاقة، منوها بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء للولايات المتحدة الأمريكية وتوقيع الاتفاقية الشاملة، مؤكدا ان الولايات المتحدة تعمل دائما على تطوير علاقاتها خاصة مع الحلفاء.
واعتبر المتحدث الرسمي الإقليمي ان حوار المنامة يأتي هذا العام في وقت مناسب جدا نظرا للوضع الصعب الذي تمر به المنطقة، مشيرا الى انه في ظل هذه الأوضاع فإن الحوار يعتبر اهم شيء لأنه يحل أي خلافات، متوجها الى مملكة البحرين بخالص الشكر على حسن الاستضافة لهذا المؤتمر الهام الذي يضم هذا الكم من الشخصيات والوفود السياسية والعسكرية من مختلف انحاء العالم، مؤكدا ان الولايات المتحدة الامريكية تهتم دائما بالتواجد في حوار المنامة وانه في هذا العام تشارك أمريكا بوفد كبير يضم العديد من المؤسسات الحكومية كوزارة الدفاع ووزارة الخارجية وان الولايات المتحدة تتطلع كل عام للمشاركة في هذا الحوار.
وقال ان الولايات المتحدة لازالت تلعب دورا هاما ومحوريا في المنطقة وان الحديث عن انسحاب أمريكا من المنطقة هو امر غير صحيح وان تواجدها في هذا التوقيت يعتبر اهم من أي وقت سابق، مضيفا ان الحلفاء والشركاء للولايات المتحدة لديهم الامكانية للدفاع عن انفسهم وتطوير اقتصاداتهم، وبالتالي فان تواجد أمريكا في المنطقة لا يعني كما كان في الماضي ان تقدم هي كل الحلول لحلفائها وانما الان اصبح الامر شراكة وتعاونا، فعلى سبيل المثال نرى مملكة البحرين لديها تعاون عسكري واقتصادي مع الولايات المتحدة، وبالتالي فإن العلاقات بين دول المنطقة وبين الولايات المتحدة مبنية على المصالح المشتركة وأيضا التحديات المشتركة بما في ذلك الامن والاقتصاد والتغير المناخي.
وأشار الى ان من ضمن التحديات أيضا التي تواجه المنطقة الوضع الفلسطيني وما يدور من احداث في غزة مؤكدا ان هذا الملف أيضا لا يمكن لأي دولة ان توجد له حلولا منفردة وانما الامر يتطلب بالضرورة تنسيقا وتعاونا بين الدول، والدليل على ذلك ان ما تحقق خلال الفترة الماضية من دخول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني واطلاق سراح بعض الرهائن وفتح معبر رفح لخروج بعض الجرحى والمرضى كل هذه الجهود ليست فقط للولايات المتحدة الامريكية ولم نكن نستطيع فعل أي شيء بدون التنسيق مع دول أخرى مثل مصر والأردن وإسرائيل والدول المجاورة، مضيفا ان مملكة البحرين أيضا أرسلت مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني وبالتالي لا يمكن ان نقول ان الولايات المتحدة لديها كل الحلول.
وفيما يخص اتهام الولايات المتحدة الامريكية لعدم ضغطها على الجانب الإسرائيلي من اجل انهاء العدوان على قطاع غزة او السماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية الى القطاع، قال ان العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل علاقة طويلة الأمد ممتدة 75 سنة وبعد الهجمات الإرهابية من حماس -على حد قوله- في 7 أكتوبر واستمرار اطلاق الصواريخ على المدنيين من داخل قطاع غزة الى إسرائيل، فإن الولايات المتحدة تريد ان تضمن ان لدى إسرائيل إمكانية لحماية مواطنيها والدفاع عن نفسها، مضيفا ان الولايات المتحدة قامت منذ الأيام الأولى بجهود من اجل إيصال المساعدات الإنسانية والرئيس الأمريكي قام بتعيين مبعوث خاص للشؤون الإنسانية يعمل ليلا ونهارا مع المصريين والإسرائيليين والأمم المتحدة وبعض الأطراف الأخرى لإيصال المساعدات الإنسانية، كما قام الرئيس بايدن بتقديم 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة، والان وصل عدد الشاحنات الداخلة الى القطاع من 50 الى 100 شاحنة يوميا، مؤكدا ان هذا الرقم غير كاف واننا نريد ان نرى على الأقل 150 شاحنة يوميا داخلة للقطاع، موضحا ان هناك الكثير من المساعدات الإنسانية الموجودة في العريش ولكن المشكلة في إمكانية المؤسسات الأممية داخل القطاع لاستلام هذه المساعدات وتوزيعها.
وفيما يتعلق بعمليات التهجير للمواطنين في قطاع غزة، قال المتحدث باسم الادارة الأمريكية «اوضح ان الإدارة الأمريكية ترفض أي عودة لاحتلال قطاع غزة، كما ترفض اي تهجير قصري للفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة، فهذه الأراضي أراضيهم وهي المكان الأنسب لهم، وترفض ايضا أي تقليص لأراضيهم بالرغم من أي تخوف أو قلق أمني لدى اسرائيل، ولكن لابد من الوصول إلى حل، كما ترفض الإدارة الامريكية ايضا أي امكانية لأي طرف سواء حماس أو الجهاد الإسلامي في شن هجمات على اسرائيل».
وحول المفاوضات الجارية حاليا بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الاسرى بين الطرفين، أكد ان الرئيس بايدن ووزير الخارجية الأمريكي يقومان بكل ما في وسعهما خاصة وان الولايات المتحدة لم يكن لديها أي تواصل مع حركة حماس منذ 1997 بعد تصنيف هذه الحركة جماعة إرهابية، ولكن هناك بعض الأطراف في المنطقة لديها تواصل معهم مثل دولة قطر وبالتالي نحن في تواصل مع الأطراف الأخرى التي لديها تواصل مع حماس ونقل أي رسالة نحتاجها عبر هذه الأطراف الأخرى.
وفيما يخص تعامل الإدارة الامريكية بازدواجية في ملف المدنيين في أوكرانيا والمدنيين في غزة أشار المسؤول الأمريكي الى ان ليس هناك وجه مقارنة بين الحالتين، مبينا ان الحرب الروسية الأوكرانية هي حرب بين دولة ضد دولة أخرى ذات سيادة وهي أوكرانيا، ولكن على الجانب الاخر ليس لدينا دولة فلسطينية اذا ليس من الممكن المقارنة بين الحالتين وهذا لا يعني بالطبع ان الشعب الفلسطيني ليس لديه الحق في الحصول على دولة والإدارة الامريكية والرئيس بايدن يؤمنون بضرورة ان يكون للفلسطينيين دولة ولكن الان يجب ان نأخذ في الاعتبار حق الدولة الإسرائيلية ان تؤمن نفسها ضد أي هجمات إرهابية، ونحن ندرك ان الازمة لم تبدأ منذ 7 أكتوبر وانما الامر منذ سنوات ولذلك نقول انه يجب ان يكون هناك حوار مستمر من اجل الوصول الى حل الدولتين ولكن حتى هذا الوقت ليس لدينا هذه الظروف.
وبشأن ملف الازمة الأوكرانية والدور الأمريكي في هذا الملف حاليا قال اننا مازلنا ندعم الشعب الاوكراني ضد العدوان الروسي ونرى ان روسيا الان معزولة عن المجتمع الدولي ورأينا ذلك اكثر من مرة في عمليات تصويت في الأمم المتحدة، مضيفا ان روسيا ارادت ان تفكك التحالف التقليدي بين الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا، ونرى ان الرئيس الروسي فشل في ذلك، واصبح التنسيق بين الولايات المتحدة وأوروبا اقوى مما كان عليه في الماضي واصبح حلف الناتو اقوى أيضا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك