قال رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل انه منذ انشاء دولة إسرائيل في 1948 وفي كل مرة تظهر ازمة نتحدث عن ضرورة إيجاد حل للازمة التي امامنا الا ان كل الاحاديث لم تتحول الى مبادرات ملموسة، مشيرا الى ان هناك الكثير من القرارات ومبادرات السلام، ولكن لسوء الحظ كلها تتوقف عند باب إسرائيل بسبب الدعم الأمريكي والاوروبي الذي لا لبس فيه ويصبح السلام بعيد المنال.
ولفت خلال مشاركته في جلسة حوار المنامة الثالثة امس بعنوان «مبادرات جديدة للسلام الإقليمي» ان النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لم يبدأ في 7 أكتوبر بل انه بدأ منذ وقت بعيد غالبيته كان اعتداءات على الفلسطينيين مما نتج عنه ما نراه في غزة الان، مؤكدا في الوقت ذاته ادانته لما اسماها الهجمات الهمجية لحماس على المدنيين، قائلا ولكن علينا أيضا ادانة الهجمات الوحشية والبربرية التي شنت على الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية، مبينا ان هذه الحرب هي نقطة تحول لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأوضح الفيصل ان هذه الحرب لا تذكرنا فقط بازدواجية معايير الذين يطالبون بالنظام الدولي القائم على حقوق الانسان والقانون الدولي وأهمية الامن بالنسبة اليهم في المنطقة، وعلينا ان نلاحظ ان الحرب إشارة عن الفشل الدبلوماسي والسياسي للأسرة الدولية والمسؤولية تلقى على عاتق الجميع فاستمرار الفشل في التعاطي مع هذه المسألة لم يعد محتملا خاصة وان العالم اصبح اكثر وعيا لأحقية القضية الفلسطينية، واستمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والاوهام الأوروبية والأمريكية التي تعتبر إمكانية تحسين أحوال الفلسطينيين تحت الاحتلال وتفادي إعادة تدوير هذا النزاع كل بضعة سنوات.
ما من غياب للمبادرات والجهود لاحلال السلام والامن في المنطقة ولكننا ينقصنا العمل على تطبيق القرارات الدولية والارغام على تطبيقها كما حدث في دول أخرى، مبادرة السلام التي طرحت في 2002 ومازالت مطروحة تعطي إسرائيل الاعتراف من جانب الدول العربية والمسلمة وتدعو الى السلوك الدبلوماسي الطبيعي مما يجعل إسرائيل دولة موجودة بشكل طبيعي وتمنح العدالة لفلسطين ولكن للأسف إسرائيل استمرت في عدم النظر الى هذا الخيار، وفي ظل عدم إيجاد حل للطلبات المشروعة للفلسطينيين لن تتمكن المنطقة من معرفة الاستقرار والسلام، مضيفا ان هذه الحرب الكارثية يجب ان تدفع بكل الأطراف الى تحمل مسؤولياتهم ووضع حل لهذه المسألة من خلال اعتماد هذه المبادرة.
وتعليقا منه على ما قيل في بعض الجلسات السابقة قال الأمير تركي الفيصل انه بالنظر الى الحديث عن ربط الهدنة بالإفراج عن الرهائن، فماذا عن الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية من دون أي محاكمة هل سيتم النظر في وضعهم؟، وأيضا مسألة من سيضمن امن الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية، لافتا الى ان وزير الخارجية د.عبداللطيف الزياني دعا الى إمكانية تنظيم مؤتمر دولي للسلام وقال انه يجب علينا ان نمضي قدما في هذه الفكرة واتساءل عن اليوم التالي لإسرائيل في غزة، هل ستستمر هذه الحكومة الإسرائيلية في اليوم التالي من وقف القتال، وهل يمكن ان نتخيل ما يمكن ان يحدث هناك اذا استمروا، فسيكونون اكثر تطرفا وتشددا مما هم عليه الان خاصة وانهم يتحدثون عن تدمير نووي لغزة.
واختتم الأمير تركي الفيصل مداخلته بقوله ان إسرائيل تستخدم مصطلح لمعاداة السامية ضد كل من يريد مساءلة إسرائيل عن اعمالها وارى ضرورة ان نرى حلا لهذه المسألة.
من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط ان المواجهة الخامسة بين الإسرائيليين وحماس في غزة هي حرب لابد ان تصل الى خواتيمها، والحروب عندما تنتهي تكون باستسلام غير مشروط من احد الطرفين او بتسوية بين الطرفين وهذه الحرب اظن ان الإسرائيليين سيحاولون تطبيق الاستسلام غير المشروط وهنا أؤكد ان هذا امر لن يحصل، مضيفا اننا اطلقنا عملية سلام في المنطقة واليوم لا مبادرات جديدة للسلام الإقليمي وطالما عرضنا على إسرائيل مبادرة السلام العربية في مؤتمر بيروت 2002، وقوام هذا العرض هو الأرض مقابل السلام ويجب ان أقول ان ذلك كان من المفترض ان يوفر الامن للطرفين.
وتابع ان إسرائيل اختارت فرض نفسها على الفلسطينيين واعتبارهم اشخاصا من الفئة الثانية يعيشون على تلك الأرض وارادت الاستيلاء على كل فلسطين، لافتا الى ان أي من الطرفين يعالج القضية الأساسية المتعلقة بالوضع الذي نعيشه حاليا وهو احتلال واستمرار للاحتلال وقمع شعب لشعب ويظن الإسرائيليون استطاعتهم فرض انفسهم على الفلسطينيين كراع لهم، والمسألة ليست مرتبطة بهجمات أكتوبر المشينة التي ندينها وندين قتل المدنيين واخذ الرهائن الا ان هذا الوضع لم يتطور ابدا في 7 أكتوبر بل هو وضع بدأ في 1967 عندما استولت إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.
وأشار الى ان هناك احتلال لفلسطين وهناك مقاومة لهذا الاحتلال، لذا آمل ان يفهم المجتمع الإسرائيلي ان يعيشوا مع الفلسطينيين جنبا الى جنب املا في إعطاء الفلسطينيين مساحة أوسع والا ستتكرر الحروب وستستمر حلقة العنف.
وقال ان إسرائيل ترفض فكرة الدولتين او الدولة الواحدة ، لانه ان كانت دولة واحدة فقد يكون بعد سنوات المجتمع الفلسطيني اكبر من الإسرائيلي وبالتالي قد نرى رئيس وزراء فلسطينيا إسرائيليا على رأس هذه الأراضي وبالتالي لن يقبل الإسرائيليون يوما ان يحرموا من هذا المنصب، وما يريدونه هو السيطرة على الطرف الاخر وانشاء دولة فصل عنصري.
وحول نقل الفلسطينيين من غزة او الضفة الغربية قال أبو الغيط انه لكي نفهم هذه الفكرة فهي وصفة لاستحداث الفوضى في الشرق الأوسط واستمرار انعدام الاستقرار ومواجهة عسكرية، فالأردن قالت ان هذا الامر بمثابة اعلان حرب، وأيضا بالنسبة لمصر فان اجتياز الفلسطينيين الحدود الى مصر فسيحدث مواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالتالي دخول الجيش المصري والإسرائيلي في مواجهة.
وفيما يخص تنفيذ قرار القمة الإسلامية العربية الأخيرة فان اللجنة التي تم انشاؤها خلال القمة التي تتألف من الدول العربية والإسلامية وتضم اميني عامي المنظمتين، ستزور عواصم الدول الخمس دائمة العضوية خلال الـ 96 ساعة القادمة على الأقل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك