وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالكارثة، ليس فقط على غزة بل على المنطقة بأكملها، مشيرا الى ان ما يحدث ليس دفاعا عن النفس بل هو عدوان فاضح، فالضحايا هم الفلسطينيون المدنيون، فهناك 11 الف فلسطيني قتلوا حتى الان غالبيتهم من الأطفال حيث ان حوالي 67% من القتلى هم من الأطفال، مضيفا ان المأساة الإنسانية في القطاع لا يمكن التعبير عنها في ظل عدم توافر الغذاء والماء النظيف مما ينذر بانتشار الأوبئة مع غياب كل منشآت النظافة.
وقال الصفدي خلال مشاركته في الجلسة الأولى من حوار المنامة 2023 بعنوان الحرب والدبلوماسية والتخفيف من حدة التوتر ان 61% من البنية التحتية الصحية في القطاع مدمر، وحجم الاحتياجات الانسانية التي سمح بدخولها لغزة اقل من 10% من احتياجات سكان القطاع في الظروف الاعتيادية.
وتابع قوله إن الحرب تقودونا الى تهديد ان تنتشر وتصبح حربا إقليمية، مضيفا ان هدف إسرائيل هو القضاء على حماس، ولا اعرف كيف يمكن القضاء على حماس بينما من يقتل هم من المدنيين، خاصة وان غزة من اكثر الأماكن اكتظاظا في العالم، ورأينا قرابة 1.6 مليون فلسطيني اضطروا الى النزوح وطلب منهم الذهاب الى جنوب القطاع، ومع ذلك تعرض الجنوب للقصف أيضا، مطالبا بأن يتوقف هذا القصف، قائلا «لا شيء يبرر استمرار هذه الهمجية، لان هذا الامر لن يأتي بالأمن لإسرائيل ولا بالسلم للمنطقة».
ولفت وزير الخارجية الأردني الى اننا ادنا قتل المدنيين الإسرائيليين في 7 أكتوبر الماضي، وذلك تماشيا مع انسانيتنا وتماشيا مع القانون الدولي ولا احد يمكنه ان يبرر قتل المدنيين، وما تفعله إسرائيل الان هو قتل المدنيين ولا بد ان يتوقف ذلك، وهناك كارثة تتجلى امامنا وهناك عدوان سافر ولابد ان يتوقف.
واكد ان النزاع لم يبدأ في 7 أكتوبر بل هناك تاريخ طويل وراء هذه الحرب وهناك غياب لكل افق سياسي لحل القضية الفلسطينية، لافتا الى ان كل يوم هناك هجمات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية فهل هذا هو هجوم ضد حماس!
مؤكدا ان حرمان أهالي غزة من الغذاء والأدوية والوقود هو جريمة حرب والقانون الدولي يجب ان يطبق على الجميع، لان الرسالة التي توجه على ضوء الواقع تشير الى ان إسرائيل لا تستمع الى أحد ولا تلتزم بالقانون الدولي، ولا القرارات الدولية التي تدعو الى وقف اطلاق النار.
وتابع قوله ان إسرائيل تقول انها تريد القضاء على حماس، وحماس هي فكرة ولا يمكنكم اقتلاع هذه الفكرة من الوجود، مؤكدا اننا لا نعتبر ان ما تقوم به إسرائيل دفاعا عن النفس وما نريد القيام به انه بعد انتهاء تلك المعاناة يجب العمل مع بعضنا البعض لحل هذا النزاع عبر إقامة دولة للشعب الفلسطيني، مؤكدا موقف كل من الأردن ومصر بعدم السماح بتهجير الفلسطينيين من ارضهم لانه بمثابة تهديد مباشر لامننا القومي ولن نسمح بحدوث هذا، مشددا في الوقت ذاته على رفض ربط تحرير الرهائن بالهدنة الإنسانية، قائلا ان هذا يعني تجويع 2.3 مليون نسمة من الفلسطينيين.
من جانبه اكد وليد الخريجي نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية اننا نشهد اليوم في فلسطين احداثا مأساوية وانتهاكات وحشية بحق المدنيين العزل نتيجة التصعيد المستمر للعمليات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلية، وخرقها القوانين الدولية والقيم الإنسانية المشتركة غير آبهة بالنداءات الدولية ولا بتجنب استهداف المناطق المكتظة بالأبرياء والمناطق الحيوية من مخيمات ومستشفيات ومساجد، مشيرا الى ان استمرار هذه العمليات واطالة امدها يفضي لكارثة إنسانية لا مبرر لها ويهدد بجر المنطقة الى صراعات أوسع تقوض جهود تعزيز الامن الإقليمي وتعطل فرص السلام والتعايش في المنطقة.
ولفت الى ان المملكة العربية السعودية سعت لاحتواء هذه الازمة منذ اندلاعها، وكثفت جهودها وتواصلها مع الاشقاء والشركاء لحشد المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته ووضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة ليتمكن الشعب الفلسطيني من التمتع بأبسط حقوقه المشروعة وحق الحياة الكريمة، الا ان الاحداث الأخيرة تجعلنا نتساءل عن دور المجتمع الدولي ومؤسساته في تقريب افق حل الازمة، مبينا ان السعودية تعتبر قرار مجلس الامن الصادر بالزام اطراف النزاع بالتزاماتهم بموجب القانون والدعوة الى اعتماد هدنة إنسانية هو خطوة في الاتجاه الصحيح، الا انها خطوة أولى يجب ان يتبعها محاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلية على انتهاكاتها، مشيرا الى ان القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عقدت في الرياض خرجت بمجموعة من القرارات التي توضح الصوت العربي الإسلامي الموحد لدعم الشعب الفلسطيني وإيقاف الانتهاكات والجرائم البشعة واحلال السلام العادل والمستدام في المنطقة.
وأفاد بان هذه الاحداث المأساوية تؤكد لنا ضرورة ان يتبع خفض التصعيد عملية سلام جادة تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وهذا هو السبيل الوحيد لانهاء الصراع وإيجاد مستقبل تنعم به كافة المنطقة بالامن والاستقرار والتنمية.
واكد نائب وزير الخارجية السعودي ان أهمية المنطقة وحيويتها بالنسبة للاقتصاد والتجارة العالمية يعني ان السلم والامن فيها له انعكاسات تتعدى المنطقة وصراعاتها وازماتها ويمتد اثرها الى العالم اجمع، كما ان للنزاعات عواقبها الوخيمة ومن أهمها زيادة حدة التطرف والعنف وعدم الاستقرار وتهيئة البيئة الخصبة لانتشار الجماعات الإرهابية ما يحتم العمل على معالجتها بشكل جماعي وتعزيز فعالية المؤسسات الدولية للتصدي لاثارها.
مطالبا بأهمية الوقف الفوري لاطلاق النار وقتل المدنيين الأبرياء واحتواء الازمة في فلسطين، داعيا المجتمع الدولي للتحرك الجاد لانهاء هذه الحرب لتحقيق السلام الذي نطمح اليه من اجل مستقبل افضل لمنطقة تنعم بالامن والاستقرار والازدهار.
بدوره قال منسق الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي بريت ماكغورك ان نية حماس في 7 أكتوبر هو قلب مستقبل استقرار وتكامل السلام، وان ما قامت به هو أسوأ اعمال عنف حدثت ضد اليهود منذ المحرقة.
وتابع قوله اننا عملنا بلا كلل مع نظرائنا لتسهيل تقديم المساعدة الإنسانية لمن يحتاج اليها وتأمين اطلاق سراح الرهائن، مضيفا انه على المدى الطويل لن يكون هناك عودة الى 6 أكتوبر بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين ولا يمكن لاي دولة ان تتعايش مع التهديدات الإرهابية كتلك التي اطلقتها حماس في 7 أكتوبر وفي الوقت نفسه يستحق الفلسطينيون الأمان وتقرير المصير.
وقال انه لن يكون هناك اتفاق من دون الفلسطينيين ولابد من معالجة هذه القضية المركزية، ومع هزيمة حماس نحن عازمون على المساعدة في تحقيق هذا الهدف، ونتطلع الى التركيز على الامن الإقليمي وتأمين اطلاق سراح الرهائن بما في ذلك وقف اطلاق النار واحتواء الصراع.
ولفت الى ان الولايات المتحدة الامريكية تدعم اصدقاءها خاصة عندما يتعرضون للتهديد والهجوم، مشيرا الى ان التهديدات التي يتعرض لها امن إسرائيل ليست فقط الصادرة من حماس، بل أيضا التهديدات الاخرى من (حزب الله) والجماعات الإرهابية المدعومة من ايران، ومن ايران نفسها، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة امتثال إسرائيل للقانون الدولي، قائلا «حتى اذا ما كانت حماس متجذرة بين السكان المدنيين يجب ان نميز بين المدنيين وبين حماس».
وتابع قائلا: «علينا ان نضع في اعتبارنا ان حماس هي التي بدأت الحرب وتعيش تحت الأرض في الانفاق وتحت البنية التحتية المدنية وتحت المدنيين، ومنذ 7 أكتوبر وهي تحتجز الأطفال كرهائن، واذا ارادت حماس حماية اهل غزة فيمكنها تسليم المسؤولين عن 7 أكتوبر واطلاق صراح الرهائن، مؤكدا ان اطلاق الرهائن هو السبيل لوقف اطلاق النار».
وبشأن المساعدات الإنسانية قال اننا عملنا على ادخال المساعدات الى غزة بشكل متزايد، والجميع يعمل على هذا الامر، واصفا الوضع بغير المقبول وبان الولايات المتحدة تقود الجهود من اجل ان تدفع بمضاعفة المساعدات الإنسانية.
وحول تواجد قوات عسكرية أمريكية في المنطقة قال المسؤول الأمريكي ان تواجد القوات الأمريكية في المنطقة ليس لزيادة التصعيد وانما للردع، وان على الولايات المتحدة ان تكون مستعدة لاي شيء قد يحدث وللدفاع عن مصالحها.
وقال انه علينا في المديين المتوسط والبعيد ان نبدأ بجعل الضفة الغربية والقطاع يعودان الى حكومة موحدة لسلطة فلسطينية ودمجهما في دولة فلسطينية، وان تكون إسرائيل امنة، ودعم مرحلة ما بعد الازمة في غزة وإيجاد مسار لحل الدولتين وانشاء الية لاعادة اعمار غزة وتوفير احتياجات سكان القطاع.
من جانبه نوه الممثل الأعلى / نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، بدور مملكة البحرين كوسيط في المنطقة لاسيما في وقت الاستقطاب الكبير والذي يزيد من الهوة بين الناس والحكومات، مشيرا الى ان البحرين تعتبر منارة في المنطقة.
وطالب بضرورة الانتقال من الحرب الى السلام والعمل على التخفيف من التصعيد والانتقال الى الدبلوماسية، مبينا ان معاناة المدنيين لن تعرف الا المزيد الا اذا اوقفنا الحرب وبذل المزيد من الجهود من اجل ادخال المزيد من المساعدات الإنسانية الى غزة.
وأشار الى اننا بحاجة الى حل الدولتين ولكن هذا الحديث يتكرر لاكثر من 30 سنة متسائلا ما الذي فعلناه لنطبق ذلك، فالأراضي الفلسطينية أصبحت اشبه بأرخبيل صغير جدا وغير مترابط وبالتالي حل الدولتين اصبح امرا صعب، مؤكدا ان السلام والامن لا يمكن ان يتوفرا من دون عملية سياسية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك