كتب إسلام محفوظ:
دشن النائب العام الدكتور علي بن فضل مشروع «سؤال الطفل لمرة واحدة في جرائم الاعتداء الجنسي» الذي يعد المشروع الأول من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى الحفاظ على صحة الطفل النفسية أثناء عملية التحقيق عن طريق توحيد الإجراءات الجنائية لسؤال الطفل، وذلك بمعهد الدراسات القضائية والقانونية، بحضور السفير الاستير لونغ سفير المملكة المتحدة بمملكة البحرين، وذلك تزامنا مع يوم الطفل العالمي.
وأكد النائب العام الدكتور علي بن فضل البوعينين أهمية هذا المشروع وتأثيره الإيجابي في صحة الأطفال النفسية من خلال توحيد الإجراءات الجنائية قبل الطفل المجني عليه أو المتهم على السواء في قضايا الاعتداء الجنسي من خلال مشروع مؤسس وفق معايير وطنية ترسخ لمنظومة قانونية واجتماعية قوامها حماية حقوق الطفل الفضلى، وبما يحفظ كرامتهم وسلامتهم النفسية والأدبية، مشيداً بجهود الفريق الذي عمل على تطوير المشروع ووضعه حيز التنفيذ، ومعربًا عن تطلعه للنتائج الإيجابية التي ستتحقق من خلال تطبيق هذا المشروع في العمل القضائي.
وأشار النائب العام أن رعاية الطفل وحمايته كانت منذ زمن بعيد وما زالت في مقدمة أولويات المشرع البحريني وموضع اهتمامه، وقد عملت المملكة على تحديث قوانينها ودعم مؤسساتها إلى أقصى حد ممكن، من أجل الإحاطة التامة باحتياجات الطفل وتوفير الأجواء الصحية والنفسية المناسبة لتنشئته، ولم يفت المشرع في هذا الشأن تنظيم المعاملة الجنائية للطفل بما يتناسب وظروفه الشخصية والعمرية، إلى أن بلغنا بقانون العدالة الإصلاحية للأطفال مرتبة متقدمة إقليمياً ودولياً بما تضمنه من تنظيم دقيق وملم.
بدوره أوضح السفير ألاستير لونغ سفير المملكة المتحدة بمملكة البحرين خلال كلمته أهمية هذا المشروع في حماية حقوق الطفل، مشيداً برؤية النائب العام على مدى السنوات الماضية وبجهود النيابة العامة في هذا المجال، وثمّن التعاون المشترك بين النيابة العامة وسفارة المملكة المتحدة الذي أسهم في نقل تجربة المملكة المتحدة إلى مملكة البحرين في هذا المجال.
وكانت النيابة العامة قد شكلت لجنة بأمر من النائب العام الدكتور علي بن فضل البوعينين لوضع تصور لمشروع سؤال الطفل لمرة واحدة بالاشتراك مع بولا جاك خبيرة العدالة الجنائية في مؤسسة نايكو بالمملكة المتحدة، حيث رفعت اللجنة المكونة من أعضاء من النيابة العامة وممثلين عن القضاء ووزارة الداخلية ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وهيئة التشريع والرأي القانوني، إضافةً إلى مركز حماية الطفل بوزارة التنمية الاجتماعية، توصياتها بشأن المشروع.
كما نظمت النيابة العامة برنامجاً تدريبياً لشرح آلية سؤال الطفل لعدد من الجهات المعنية مثل وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ومركز حماية الطفل، حيث بلغ عدد المستفيدين من البرنامج 869 مستفيداً.
ويعتمد مشروع «سؤال الطفل لمرة واحدة في جرائم الاعتداء الجنسي» على توحيد الإجراءات الجنائية من خلال سؤال الطفل لمرة واحدة فقط وعدم تكرار سؤاله حفاظاً على سلامته النفسية والذهنية، وذلك عن طريق استخدام تقنيات حديثة لتسجيل أقوال الأطفال مرئياً وصوتياً في غرف التحقيق الخاصة، ليتولى فريق متخصص من الأخصائيين النفسيين تحليل تلك الأقوال المسجلة واستخلاص المعلومات الأساسية التي تساعد في سير عملية التحقيق بما يضمن حقوق الطفل وسلامته النفسية.
كما يعد هذا المشروع إضافة مهمة لمنظومة حماية الطفل في مملكة البحرين، ويأتي إطلاقه استكمالاً لجهود النيابة منذ صدور قانون العدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة رقم 4 لسنة 2021 من أجل إرساء منظومة رصينة تكفل تطبيقاً فعالاً ومجدياً لأحكامه، وتحقيق مقاصده الرامية نحو المزيـد من الرعاية والحماية للطفل في مختلف مراحل الدعوى الجنائية وبما يتفق والمعايير الحقوقية العالمية، والمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك