المنسق المقيم للأمم المتحدة: منذ 1947 الدولة الفلسطينية لم تر النور
السفير الفلسطيني: الاحتلال يعتبر نفسه فوق المساءلة
البحرين تؤكد مساندتها لحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة
في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام، نظم مكتب الأمم المتحدة في البحرين والسفارة الفلسطينية في المملكة صباح أمس فعالية بحضور دبلوماسي ومن أعضاء السلطة التشريعية، حيث أعرب المشاركون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة اللا مشروطة.
وقال خالد المقود المنسّق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في البحرين إن للأمم المتحدة دورا بارزا وحيويا في إيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية لشعب غزة وتأمين الخدمات الصحية والغذائية والوقود كونها منظمة دولية تقوم بدور الاستدامة في الحياة للضحايا في غزة، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة فقدت حوالي أكثر من 100 موظف تابعين لها خلال العدوان المتوحش على فلسطين بالإضافة إلى آلاف المدنيين في غزّة.
وحول فشل الأمم المتحدة في اخضاع الكيان الصهيوني للقانون الدولي أكد المقود لـ«أخبار الخليج» أن الأمم المتحدة هي المنصة الوحيدة المسؤولة عن تأمين الحوار والمفاوضات وصولًا إلى إرساء دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام، كمـا أن الأمم المتحدة تشجع على تمديد الهدنة الإنسانية لفترة أطول لتأمين وصول المساعدات الإنسانية.
وخلال كلمته أكد أحمد الطريفي رئيس قطاع الشؤون العربية والإفريقية بوزارة الخارجية أن للأمم المتحدة جهود بارزة في ممارسة الشعب الفلسطيني الشقيق لحقوقه الغير قابلة للتصرف بما في ذلك الحق في تقرير المصير والاستقلال والسيادة وتعويض اللاجئين، وأكد أن مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وتوجيهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ملتزمة بصورة دائمة بمساندة الشعب الفلسطيني في حقوقه التاريخية المرتبطة بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأضاف أن إزاء الوضع الإنساني الكارثي والمؤلم في قطاع غزة فقد أكدت مملكة البحرين موقفها الثابت والداعم للتهدئة وإقرار الهدنة الإنسانية وتنفيذها نحو الوقف الدائم لإطلاق النار والإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين بالإضافة إلى رفض التهجير القسري للسكان وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى قطاع غزة بموجب القانون الدولي الإنساني وقراري الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، كما واصلت المملكة وبمتابعة من المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية تأدية واجبها بتسليم المواد الاغاثية إلى سكان قطاع غزة وتسعى إلى بناء مستشفى الميداني ومجمع سكني وغيرها من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تقلل من معاناة الشعب الفلسطيني في غزّة.
بدوره أوضح المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في البحرين خالد المقود أن اليوم الدولي لمساندة الشعب الفلسطيني يأتي تزامنًا مع ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماد قرار 181 لسنة 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين واحدة عربية وأخرى يهودية، ومنذ ذلك التاريخ لم تر الدولة الفلسطينية النور.
وأشار إلى أن هذا اليوم من السنة الحالية يمر بظروف صعبة للغاية تعتبر من أحلك فصول الشعب الفلسطيني، حيث تخللت الأسابيع الصعبة السابقة كمّا هائلًا من الأعمال العدائية في غزة وإسرائيل نتج عنها خسائر فادحة صدمت العالم فضلًا عن تعرض المدنيين في غزة لكارثة إنسانية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الدولي حيث يجب احترام القانون.
وأعتبر المقود أن هذه الذكرى فرصة للمجتمع الدولي لإعادة التركيز على حقيقة مشكلة الشعب الفلسطيني التي لا توجد لها حل حيث أن هذا الشعب مازال لم يحصل على حقوقه، مضيفًا ان قضية فلسطين لها اثار إقليمية ودولية وتسببت في معاناة إنسانية هائلة وستستمر الأمم المتحدة في حشد كامل امكانياتها لدعم جهود الوساطة الدولية لحين حل هذه القضية عن طريق المفاوضات المساهمة في استقرار الدولتين.
ومن جانبه طالب سفير دولة فلسطين في مملكة البحرين طه عبدالقادر العالم بالعمل الجدي من أجل إرغام دولة الاحتلال الإسرائيلي على الوقف الفوري لعدوانه الإرهابي الإجرامي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبوقف الابادة الجماعية في غزة وجنين والقدس وكل المحافظات الفلسطينية.
وشدد السفير الفلسطيني أن حل القضية الفلسطينية لن يكون أبداً من خلال الإبادة الجماعية، فالشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، بل الحل يجب أن يكون من خلال الحل السياسي فقط وفق قرارات الشرعية الدولية والتي تنص على إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وأولها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين وفق القرار الأممي رقم 194، منوهاً أن هذا هو الطريق الوحيد لإنهاء حالة الصراع والمدخل الرئيسي للازدهار والتنمية والسلام في الشرق الأوسط.
وأشاد سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين طه محمد عبدالقادر بدور مملكة البحرين الداعم للشعب الفلسطيني، منوها بجهود جلالة الملك المعظم في العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على أهلنا في غزة، ولتوجيهاته السامية بالوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني، وكذلك نوه بحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، خلال اللقاء الذي جمعه بالرئيس محمود عباس، خلال قمة الرياض، على موقف مملكة البحرين الدائم والثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأن الاحتلال والاستعباد والإبادة الجماعية والتطهير العرقي هو عار على جبين الإنسانية جمعاء، فلا يستوي السلام مع استمرار الاحتلال واستعباد الشعب الفلسطيني.
وتوّجه السفير بالشكر والتقدير من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الذي كان المبادر الأول لنجدة أهلنا في غزة، وتأمين الاحتياجات الطبية والإغاثية وبناء مستشفى ميداني ومدرسة لشعبنا.
وشدد السفير الفلسطيني على أن الكارثة الانسانية الكبرى التي تحصل في غزة على يد القوات الصهيونية لم يسلم منها أحد لا شجر ولا حجر فقد دمرت المباني على رؤوس ساكنيها وقتلت الأطفال والنساء بدون أدنى رحمة، دمرت المستشفيات وقتلت الأطباء وضربت سيارات الاسعاف وضربت المدارس التي لجأ اليها الناس علها تحميهم برفعها علم الأمم المتحدة من الحمم البركانية ومن الفسفور الأبيض المحرم دوليا، ولكن دون جدوى فقد قصفت كل المدارس التابعة للأونروا ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية، مؤكدًا على أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقال السفير الفلسطيني خلال الحدث «في هذا اليوم يبرهن العالم والمجتمع الدولي أجمع على مدى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مردداً: لا تبقوا فلسطين رهينة.. أطلقوا سراح دولة فلسطين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك