قال د. وهيب عيسى الناصر أستاذ الفيزياء التطبيقية إن مملكة البحرين رغم قلة انبعاثاتها الكربونية عالميا (إلي 0.05% من الانبعاث العالمي) فإنها وضعت حلولا على عاتقها لإيمانها بمبدأ الالتزام والتعايش السلمي؛ لذلك فإن ملك البلاد المعظم في كلمته في «كوب 28» تناول موضوع غزة وفلسطين وضرورة ان تحظى بالسلام والعيش الرغيد.
وأضاف الناصر أن البحرين كانت مع كل الاتفاقيات البيئية بدءا من اعلان ريو دي أو قمة الارض؛ مؤتمر جانيرو، مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في عام 1992، كما التزمت بخفض الانبعاث بمعدل 20% عام 2023 عن طريق مساهمة الطاقة المتجددة لإنتاج الطاقة، والحياد الصفري عام 2060، وزراعة 140 ألف شجرة في الشوارع العامة والميادين، وزراعة 110 آلاف شجرة قرم في المواقع المحددة وزيادة الرقعة الخضراء في عدة مواقع في محافظات المملكة.
وتابع الناصر قائلا: البحرين دولة صغيرة في مساحتها ومواردها ولكنها عظيمة بمبادئها وطموحها وأخلاقياتها وإنسانيتها، دول اخرى أسهمت في تلويث كوكب الارض وللأسف لم تلتزم بمعاهداتها، فالصين هي اكبر مصدّر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم تسببت في أكثر من 27% من الانبعاثات العالمية، تليها الولايات المتحدة الأمريكية (15%)، ثم أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون، والمملكة المتحدة (9.8%)، والهند (6.8%)، وروسيا (4.7%).
وقال د. وهيب الناصر إن إطلاق خطة العمل الوطنية من قبل جلالة الملك المعظم أمس (1 ديسمبر) لتحقيق الحياد الصفري سيكون انطلاقة معززة لحماية بيئة البحرين والكرة الارضية إذا ما قامت باقي الدول بالالتزام بما تتحدث به وتطلقه من تصريحات؛ ولو ان كل دولة التزمت بالمسارات الثلاثة التي تحدث بها ملكنا المعظم، وهي مشاريع منخفضة الكربون، والاقتصاد الاخضر، والتكيف مع التغير المناخي؛ لصار وضع كوكب الارض في وضع تعاف من مرض مزمن فيه هو مرض أو وباء الاحترار العالمي.
وتطرق إلى أن البحرين قليلة التعداد إلا ان عدد الابحاث الصادرة من الجامعات فيها في مجال التغير المناخي والبيئة قرابة 500 بحث منشور، ويعود بعضها الى الثمانينيات؛ أي قبل اجتماع قمة الأرض، وتأتي جامعة الخليج العربي وجامعة البحرين في الصدارة من حيث غزارة وعراقة الابحاث.
وأشار د. وهيب الناصر إلى أن الاعتداء الوحشي غير المتكافئ على غزة الذي تسبب في قتلى عددهم 20 ألفا وتدمير 500 ألف مبنى، وإصابات تقارب المليون فهو تسبب بدمار بيئي وبانبعاثات كثيرة جدا جراء الطيران الحربي الكثيف، والتدمير، ووضع البوارج والسفن التي جابت البحار من مناطق بعيدة، فضلا عن الغازات الناتجة من التدمير والقصف والتفجير، موضحا أن تطرق جلالة الملك المعظم إلى وضع فلسطين في كلمته هي ايعاز لأن يدين العالم هذا العبث والظلم والمآسي في فلسطين، وليقول قادة الدول كفى عدوانا وكفى قتلا وإبادة للإنسانية وإلا لا معنى لشعارات الامم المتحدة في التنمية المستدامة التي تم نفضها ونقضها من اسرائيل دون ان يتحرك هذا الكيان وكأن اسرائيل اصابته بالشلل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك