العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

رأي أخبار الخليج

الاحتفاء بمسيرة إنجازات حافلة

تعيش‭ ‬بلادنا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬أجواء‭ ‬ابتهاج‭ ‬وفرح‭ ‬احتفالا‭ ‬بأعيادنا‭ ‬الوطنية‭ ‬المجيدة،‭ ‬فمن‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نزهو‭ ‬بمسيرة‭ ‬نجاح‭ ‬وازدهار‭ ‬عاشها‭ ‬أبناء‭ ‬شعبنا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬متوالية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬تحققت‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآمال‭ ‬والطموحات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬لجلالته‭ ‬بجعلها‭ ‬حقائق‭ ‬ساطعة‭ ‬ننعم‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

فجلالة‭ ‬الملك‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬ذات‭ ‬رؤى‭ ‬طموحة‭ ‬وأفكار‭ ‬مستنيرة‭ ‬سابقة‭ ‬لعصره،‭ ‬استطاع‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬طموحات‭ ‬شعبها،‭ ‬ونجح‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجا‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والمشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬والتقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنموي‭.‬

وسوف‭ ‬يسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬لجلالته‭ ‬مبادراته‭ ‬الشجاعة‭ ‬والمتقدمة‭ ‬التي‭ ‬أدهشت‭ ‬المراقبين‭ ‬شرقا‭ ‬وغربا،‭ ‬حينما‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭: ‬‮«‬إنني‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أحكم‭ ‬شعبي‭ ‬بالبندقية‭ ‬والدبابة‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دشن‭ ‬جلالته‭ ‬مشروعه‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الديمقراطي‭ ‬التاريخي،‭ ‬وكيف‭ ‬واجه‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬ليجعل‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬البلد‭ ‬العصري‭ ‬الذي‭ ‬يسخر‭ ‬كل‭ ‬طاقاته‭ ‬وموارده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفعة‭ ‬وتطور‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭.‬

إن‭ ‬أي‭ ‬قراءة‭ ‬فاحصة‭ ‬ومنصفة‭ ‬لمسيرة‭ ‬تطور‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬سوف‭ ‬تؤكد‭ ‬التحولات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬عهده،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬البرلمانية،‭ ‬ومن‭ ‬يتابع‭ ‬المداولات‭ ‬والمناقشات‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬يكتشف‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬محورها‭ ‬الرئيس‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بحياة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬تطلعاته‭ ‬والإسراع‭ ‬بحل‭ ‬أي‭ ‬مشكلات‭ ‬تواجهه‭ ‬في‭ ‬حياته‭.‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬يجسد‭ ‬ذلك‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬الاحتفالية‭ ‬ضرورة‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬الآتية‭:‬

أولا‭: ‬إعلان‭ ‬حكومة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المباشرة‭ ‬بتوزيع‭ ‬6800‭ ‬خدمة‭ ‬إسكانية‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬والشروع‭ ‬بتسليم‭ ‬الوحدات‭ ‬الإسكانية‭ ‬الجاهزة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬شرق‭ ‬سترة‭ ‬ومدينة‭ ‬سلمان‭ ‬وشرق‭ ‬الحد،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يترجم‭ ‬توجهات‭ ‬الدولة‭ ‬بتوفير‭ ‬السكن‭ ‬الملائم‭ ‬للمواطنين‭ ‬ووضع‭ ‬حلول‭ ‬نهائية‭ ‬لمشكلة‭ ‬الإسكان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شهدناه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المدن‭ ‬والمشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭.‬

ثانيا‭: ‬إعلان‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬‮«‬تمكين‮»‬‭ ‬تنفيذ‭ ‬أكبر‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الجديدة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬وتشغيل‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬عبر‭ ‬دعم‭ ‬توظيف‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬بحريني‭ ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬تشمل‭ ‬التشغيل‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬والدعم‭ ‬المالي‭ ‬بما‭ ‬يشكل‭ ‬برنامجا‭ ‬طموحا‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مظاهر‭ ‬لمشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

ثالثا‭: ‬إعلان‭ ‬قرب‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬القادم‭ (‬عام‭ ‬2024‭)‬،‭ ‬بما‭ ‬سيوفره‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬صحية‭ ‬متميزة‭ ‬تضع‭ ‬حدا‭ ‬لما‭ ‬يواجهه‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تلقي‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬ويحقق‭ ‬ثورة‭ ‬اجتماعية‭ ‬طموحة‭ ‬تلبي‭ ‬طموحات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية،‭ ‬ويواكب‭ ‬ذلك‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وتحديثها‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والتحولات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬العلمية‭ ‬والتعليمية‭.‬

إن‭ ‬وطنا‭ ‬يعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬سياساته‭ ‬ومشروعاته‭ ‬لتحقيق‭ ‬طموحات‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬الإسكان‭ ‬والصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والتوظيف‭ ‬لهو‭ ‬وطن‭ ‬من‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬به‭ ‬وبإنجازاته‭ ‬وبالانتماء‭ ‬إليه‭.‬

يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الصورة‭ ‬المشرفة‭ ‬والسمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬نجح‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بسياساته‭ ‬الرشيدة‭ ‬ومواقفه‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬إبرازها‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬محيطنا‭ ‬الخليجي‭ ‬أو‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭.‬

وقد‭ ‬لمسنا‭ ‬ذلك‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بعد‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تنقية‭ ‬أجواء‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية،‭ ‬فاستعادت‭ ‬لحمتها‭ ‬وتضامنها‭ ‬وتوافقها‭ ‬بما‭ ‬أشاع‭ ‬مشاعر‭ ‬الابتهاج‭ ‬والوئام‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الأسرة‭ ‬الخليجية‭ ‬الواحدة‭.‬

ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬حضارية‭ ‬نزهو‭ ‬بها‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬فإن‭ ‬الجميع‭ ‬يستذكر‭ ‬المقولة‭ ‬الخالدة‭ ‬لجلالته‭: ‬‮«‬إن‭ ‬أجمل‭ ‬الأيام‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نعشها‭ ‬بعد‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬تتمتع‭ ‬بقيادة‭ ‬ذات‭ ‬طموحات‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬دائما‭ ‬أكثر‭ ‬تفاؤلا‭ ‬وإصرارا‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭ ‬وازدهارا‭ ‬ونماء‭ ‬وتطورا‭ ‬حضاريا‭.‬

إقرأ أيضا لـ""

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا