ودعت أمس الكويت أميرها الشيخ نواف الأحمد الصباح.. فإلى سلفه وأخيه الأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح، لحق الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت السادس عشر في رحاب الله، بعد نحو 3 سنوات من تولي الحكم، وعقود من تاريخ سياسي واجتماعي وأمني وعسكري لُقب خلاله بـ«أمير العفو والتواضع والإنجازات».
الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، توفي أمس السبت، الموافق 16 ديسمبر 2023، عن عمر ناهر 86 عاما.
وفي 29 نوفمبر الماضي دخل الشيخ نواف المستشفى إثر وعكة صحية لم يحدد الديوان الأميري طبيعتها، ولكن تأتي بعد رحلات علاج عديدة خارج البلاد خلال فترة حكمه القصيرة.
وجاء مرضه الأخير غداة قرار بالعفو شمل سياسيين بالبلاد، قبل أن تظهر هاشتاغات (وسم) تفخر بما قدم في حياته، منها أمير التواضع والعفو والإنجازات التي عرفت بها سيرته السياسية.
ووفق معلومات رسمية، تولى الأمير الراحل، مقاليد الحكم أميرا لدولة الكويت في 29 سبتمبر 2020، ليكون الأمير السادس عشر للبلاد والأمير الرابع الذي يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في تاريخ البلاد، وفقا لما ينص عليه الدستور وأحكام قانون توارث الإمارة.
ومن أبرز مناصبه السياسية، وليا للعهد بتاريخ 20 فبراير 2006، لنحو 14 عاما قبل تولي مقاليد الحكم، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في 16 أكتوبر 2003، ونائب رئيس الحرس الوطني في 16 أكتوبر 1994، كما تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 2 أبريل 1991.
كما تولى منصب وزير الدفاع في 26 يناير 1988، وحقيبة وزارة الداخلية في 19 مارس 1978، وكان قبلها محافظا لمنطقة حولي في 12 فبراير 1962.
وتابع الشيخ نواف الأحمد، سلفه الأمير صباح الأحمد، في إكمال مسيرة الوساطة الكويتية التي بدأها، في لمّ شمل الخليج، والذي توج بعد أشهر باتفاق مدينة العلا السعودية في القمة الخليجية.
يشار أنه في 5 يونيو 2021، تم توقيع اتفاق مصالحة في العُلا، أنهى خلافا اندلع صيف 2017 بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب، وقطر من جانب آخر.
ـ مولده ونشأته
ولد أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، في 25 يونيو 1937، ونشأ في قصر دسمان بيت الحكم في الكويت، إبّان إمارة والده الشيخ أحمد الجابر الصباح (1921- 1950)، وهو الابن السادس له من أبنائه الذكور.
وعن شخصيته، قالت صحيفة القبس المحلية، في تقرير قبل وفاته، إن الأمير الراحل «تميز منذ شبابه بشخصية هادئة وحازمة ومتزنة محبة للعمل والإنجاز، وأسهم في تحقيق النجاح في جميع المناصب التي تولاها خلال مسيرته في مختلف الجهات التي امتدت نحو ستة عقود، بخلاف تعايشه مع المواطنين بكل بساطة وتواضع ومحبة».
ومن أبرز إنجازات الشيخ نواف الأحمد، قبل توليه ولاية العهد «تحويل منطقة حولي، التي كانت عبارة عن قرية إلى مركز حضاري وسكني يعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وأصبح العمران الحديث ينمو في أرجائها وبقية مناطق المحافظة»، وفق صحيفة الأنباء الكويتية.
وحين أسندت إليه حقيبتا الداخلية والدفاع، «عمل على تطوير وتحديث كافة القطاعات الأمنية والشرطية وتوفير الإمكانات المادية ورسم استراتيجية منظومة أمنية متكاملة، وتحديث وتطوير المعسكرات ومدها بكل الأسلحة والآليات الحديثة»، بخلاف دوره الاجتماعي والخيري مع توليه حقيبة العمل، وفق المصدر ذاته.
ـ نظام الحكم
ونظام الحكم في الكويت أميري ديمقراطي ونظام وراثي دستوري، يستمد شرعيته من الدستور، ويتيح نقل السلطة داخل الأسرة الحاكمة من ذرية مبارك الصباح، ولقب الحاكم هو الأمير، ومن بعده يتولى ولي العهد مقاليد الحكم.
ويتولى الأمير سلطاته التنفيذية من خلال وزرائه، ولا تنفذ الأحكام القضائية، إلا بعد مصادقة الأمير عليها، والذي يعد الوحيد الذي يمكنه العفو من الأحكام.
ويرأس الكويت أمير البلاد، ويشرع قوانينها مجلس الأمة المكون من 50 عضوا يُنتخبون كل 4 سنوات بالاقتراع الشعبي الحر. وتنقسم السلطات بالكويت إلى سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية، يرأسها الأمير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك