غزة – الوكالات: قال فلسطينيون إن إسرائيل كثفت قصفها لغزة الليلة قبل الماضية وأمس مما أسفر عن استشهاد 40 شخصا على الأقل وذلك بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن السبيل الوحيد لضمان إطلاق سراح الرهائن هو الضغط العسكري المكثف على حركة حماس.
وجاءت الهجمات الإسرائيلية وسط قتال عنيف على طول القطاع الساحلي، وفقا للسكان والمسلحين، مع انقطاع الاتصالات لليوم الرابع، مما يجعل من الصعب الوصول إلى الجرحى.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إن «قطع الاتصالات في غزة هو الأطول منذ بدء التصعيد الإسرائيلي» مضيفا أن القصف أعاق أيضا عمل الفرق التابعة له.
وقال مصدر مطلع إن رئيس المخابرات الإسرائيلية أجرى محادثات يوم الجمعة مع رئيس وزراء قطر التي توسطت في وقت سابق لإطلاق سراح رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح محتجزين فلسطينيين.
لكن المقاومة قالت إنها لن تناقش إطلاق سراح المزيد من أولئك الذين تم أسرهم عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر بينما تواصل إسرائيل عدوانها الشامل على غزة.
واشتدت المعارك مع عدم وجود أي بوادر للتسوية. وقالت إذاعة الأقصى التابعة لحركة حماس نقلا عن مدير وزارة الصحة في غزة إن قصفا إسرائيليا بالصواريخ على منزل لعائلة شهاب أسفر عن استشهاد 24 شخصا وإصابة العشرات في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي الصحة لكن مسعفا قال إن العشرات استشهدوا أو أصيبوا في منزل عائلة الشِباب ومنازل أخرى مجاورة تعرضت للقصف أيضا.
وقال عبر الهاتف «تعرضت جباليا خلال الليل لقصف بالدبابات والطائرات ومن البحر، وهي تتعرض لحرب وحشية منذ أيام، والناس يموتون في الشوارع ولا نستطيع الوصول إليهم». وأوضح أن الاتصال يتم عبر شبكات خارجية رافضا إعطاء اسمه خوفا من الانتقام الإسرائيلي. وأضاف «نعتقد أن عدد الشهداء تحت الأنقاض كبير لكن لا توجد طريقة لرفع الأنقاض وانتشالهم بسبب كثافة النيران الإسرائيلية».
وفي دير البلح بوسط غزة، قال مسعفون إن 12 فلسطينيا استشهدوا وأُصيب العشرات، بينما في رفح بجنوب غزة، قالوا إن غارة جوية إسرائيلية خلّفت أربعة شهداء على الأقل.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن نحو 19 ألف فلسطيني استشهدوا ودُفن الآلاف تحت أنقاض الغارات الجوية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس إن 121 جنديا قتلوا منذ بدء الحملة البرية في 27 أكتوبر عندما بدأت الدبابات وقوات المشاة التوغل في مدن غزة ومخيمات اللاجئين.
وقرأ نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس رسالة قال إنها كتبها أقارب الجنود القتلى. ونقل عنهم قولهم «لديكم تفويض بالقتال. ليس لديكم تفويض بالتوقف في المنتصف»، ورد بدوره قائلا «سنقاتل حتى النهاية».
وارتفع عدد القتلى بالفعل إلى ما يقرب من مثلي ما كان عليه خلال الهجوم البري في عام 2014، وهو ما يعكس مدى توغل إسرائيل في القطاع واستخدام حماس الفّعال لأساليب حرب العصابات وترسانة موسعة من الأسلحة.
وقال الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليه استهدفوا القوات الإسرائيلية في حي الزيتون شمال مدينة غزة بقذائف الهاون.
وقال سكان إن رجال المقاومة اشتبكوا أيضا مع القوات الإسرائيلية في وسط مدينة خان يونس في الجنوب بينما قصفت الدبابات الإسرائيلية المغراقة وجحر الديك بوسط قطاع غزة حيث اشتدت حدة القتال مع مسلحي حماس في الأيام الماضية.
وفي خان يونس بجنوب غزة، أفاد سكان أنهم سمعوا أصوات طائرات ودبابات إسرائيلية تقصف وأصوات قذائف صاروخية أطلقها مقاتلو حماس على ما يبدو.
وقال مسعفون إن القوات الإسرائيلية قصفت باحة مستشفى ناصر بالمدينة والمناطق المحيطة به، في غارة جوية جديدة على مدرسة هناك صباح أمس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل سبعة «مسلحين» في غارة جوية على خان يونس وعثر على أجزاء لتصنيع الصواريخ وثلاثة فتحات أنفاق بالقرب من مدرسة تستخدم كملجأ. وقال أيضا إنه قصف مكتب القائد المحلي لحماس وسيطر على ميدان بني سهيلا بوسط المدينة.
وفي رفح بجنوب قطاع غزة، هرع الناس للمساعدة في إنقاذ الأسر المحاصرة تحت أنقاض مبنى كان يؤوي العشرات، بما في ذلك بعض النازحين من الشمال الذين اتبعوا تحذيرات الجيش الإسرائيلي بالتوجه جنوبا لتجنب العمليات البرية.
وقال محمود جربوع، الذي يعيش في مكان قريب، إن صوت الانفجار كان «بقوة زلزال».
وأضاف «كنا نجلس في المنزل عندما سقطت علينا فجأة شظايا وكان الناس يصرخون ويهرعون إلى الشارع».
في غضون ذلك أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من تل أبيب أمس عن قلق بلادها «البالغ» إزاء الوضع في غزة جراء الحرب التي دخلت شهرها الثالث، مطالبة بهدنة «فورية» في القطاع، و«خفض التصعيد» على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك السبت «الحاجة العاجلة» لتحقيق «وقف دائم لإطلاق النار» في غزة.
وكتب الوزيران في مقال مشترك نشرته صحيفة «صنداي تايمز» أن «عددا كبيرا جدا من المدنيين قتلوا» في هذه الحرب، وحضّا إسرائيل على إنهاء عمليتها العسكرية ضد حماس بشكل سريع ولكن «دائم» أيضا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك