غزة – الوكالات: واصل الجيش الإسرائيلي أمس قصفه وعملياته البرية على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين.
واستشهد 12 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في غارات جوية إسرائيلية على رفح، وفق وزارة الصحة بغزة.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس وشهود عيان في المدينة عن وقوع أكثر من عشر غارات جوية متتالية أصابت منازل عدة.
وأفاد مراسل RT أمس، بسقوط عدد من الضحايا، إثر قصف إسرائيلي مكثف استهدف محيط المستشفى الكويتي في رفح جنوب قطاع غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو، حزاما ناريا عنيفا جدا بالقرب من المستشفى، وقال مراسلنا إن الغارات أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين.
وأعلنت الوزارة «انتشال 12 شهيدا وعشرات المصابين بينهم أطفال ونساء من تحت الأنقاض باستهداف منزل ومسجد على بعد مئات الأمتار من مستشفى الكويت».
وأظهرت لقطات فرانس برس تصاعد أعمدة من الدخان الكثيف وجثة واحدة على الأقل ملقاة على الأرض وأشخاص ينادون طلبا للإسعاف وآخرين يحاولون إنقاذ من هم تحت الركام.
ويحتشد في رفح عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق شمال القطاع في ظل المعارك.
وفي المدينة الحدودية مع مصر، تعرض مخيم الشابورة لقصف إسرائيلي.
وقالت سمر أبو لولي إنها استفاقت على «صوت الانفجار القوي الذي هز منطقة الشابورة». وسألت بينما يظهر الركام من خلفها «أين سنذهب؟ لا مدارس فارغة ولا مستشفى فارغ ولا عيادة ولا حتى مسجد، لم يتركوا شيء، دمروا كل شيء».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «يوسع نطاق عملياته ويعمقها» في خانيونس، كبرى مدن جنوب القطاع، وأنه نفذ أكثر من 300 غارة.
أعلن المكتب الإعلامي في غزة أمس أن ما لا يقل عن 20 ألف شخص استشهدوا في قطاع غزة منذ بدء العدوان. وأضاف أن 8000 طفل و6200 امرأة من بين الشهداء، فيما بلغ عدد المصابين 52600 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.
من جانبها أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس أمس تفجير فتحة نفق بعدد من الجنود الإسرائيليين ووقوعهم بين قتيل وجريح في جنوبي غزة. وقالت «القسام»، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عبر منصة «إكس» أمس: «تمكن مجاهدونا من تفخيخ عين نفق شرق مدينة خانيونس، وفور تقدم قوة من جيش الاحتلال لعين النفق تم تفجيره بالجنود ووقع أفراد القوة بين قتيل وجريح».
قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس إنها استهدفت قوة إسرائيلية من 12 جنديا تحصنت داخل مبنى في حي الدرج شمال شرقي مدينة غزة بقذيفتي أفراد وعدد من القنابل اليدوية وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
وأضافت الكتائب في سلسلة بيانات على حسابها في تليجرام أنها قتلت 4 جنود وجرحت آخرين في اشتباك مع قوة راجلة في منطقة السرايا بمدينة غزة. كما استهدفت 8 آليات إسرائيلية في منطقتي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة واشتبكت مع وحدات الإنقاذ بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقتلت وجرحت عددا منهم.
وقالت القسام إنها استهدفت أيضا 3 دبابات ميركافا بقذائف «الياسين 105» شرق معسكر جباليا شمال غزة، و3 دبابات وناقلة جند بعبوة «شواظ» وقذائف «الياسين 105» في خان يونس جنوب القطاع.
وقال الجيش إن عدد القتلى في صفوف قواته ارتفع إلى 134 جنديا منذ بدء العملية البرية.
ويعاني القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق منذ التاسع من أكتوبر، من أزمة إنسانية خطيرة إذ باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة فيما نزح نحو 1,9 مليون نسمة، أي 85 في المئة من سكانه، من شمال القطاع إلى جنوبه هربا من الدمار والقصف، وفق الأمم المتحدة.
وأفاد تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أمس بأن نصف سكان القطاع يعانون الجوع الشديد أو الحاد وأن 90% منهم يحرمون بانتظام من الطعام ليوم كامل.
وبالرغم من دخول 127 شاحنة مساعدات وبضائع إلى القطاع الثلاثاء من خلال معبري رفح مع مصر وكرم أبو سالم في شمال إسرائيل، إلا أن هذه الإمدادات لا تكفي لتلبية أبسط حاجات السكان.
وذكر التقرير أن 10% فقط من المواد الغذائية الضرورية حاليا دخلت إلى قطاع غزة خلال الأيام الـ 70 الأخيرة.
وأمس، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن قافلة مساعدات دخلت غزة بعد انطلاقها من الأردن، هي الأولى من المملكة إلى القطاع منذ اندلاع الحرب.
على صعيد موازٍ، تواصلت مفاوضات شاقة أمس في الأمم المتحدة حيث يعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يدعو إلى «تعليق» الأعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وكان من المقرر التصويت على مشروع القرار الإثنين، لكن تم إرجاء العملية للمرة الثالثة إلى أمس، فيما يبحث أعضاء المجلس عن صيغة تسمح لهم بتجنب مواجهة طريق مسدود جديد، بعد فيتو أمريكي سابق حال دون صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في القطاع.
وبعدما كان النص يدعو في نسخته الأصلية إلى «وقف عاجل ودائم للأعمال الحربية»، بات يكتفي بالدعوة إلى «تعليق» المعارك.
وأعربت روسيا وجامعة الدول العربية أمس عن أملهما في صدور قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار. وقال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف خلال منتدى روسي عربي في مراكش «محاولاتنا المتعددة مع من يشاركوننا نفس الأفكار لدفع مجلس الأمن إلى تبني قرار يفرض وقفا دائما لإطلاق النار، يعترضها للأسف نفس الموقف الأحادي المعتاد للولايات المتحدة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك