العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

عـــــام الآلام والأحــــــــــزان

‭ ‬قبل‭ ‬يومين،‭ ‬سألني‭ ‬مدير‭ ‬التحرير‭: ‬متى‭ ‬ستكتب‭ ‬الرسالة‭ ‬السنوية‭ ‬التي‭ ‬توجهها‭ ‬بمناسبة‭ ‬أعياد‭ ‬الميلاد،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عاما‭ ‬عاديا‭.. ‬كان‭ ‬عاما‭ ‬استثنائيا‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬وتاريخنا‭. ‬قلت‭ ‬له‭: ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬كلمات‭ ‬نستخدمها‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬حديثنا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬كتاباتنا‭ ‬هي‭ ‬بالضرورة‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬عن‭ ‬كلمات‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الفرح‭ ‬أو‭ ‬السعادة‭.. ‬هي‭ ‬بالضرورة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الحزن‭ ‬والأسى‭.‬

‭ ‬عشنا‭ ‬عاما‭ ‬صعبا‭ ‬من‭ ‬الأحزان‭ ‬والآلام‭ ‬والمآسي‭.. ‬عشنا‭ ‬عاما‭ ‬اختلطت‭ ‬فيه‭ ‬دموعنا‭ ‬بخوفنا،‭ ‬وعشنا‭ ‬فيه‭ ‬رعب‭ ‬الموت‭ ‬والدمار‭ ‬الذي‭ ‬تابعناه‭ ‬يوما‭ ‬بيوم‭ ‬وساعة‭ ‬بساعة‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كان‭ ‬عاما‭ ‬دمويا‭ ‬وحشيا‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬كان‭ ‬عاما‭ ‬للقتل‭ ‬الهمجي‭ ‬الأعمى‭.. ‬قتل‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬سبب‭ ‬أو‭ ‬مبرر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقبله‭ ‬أي‭ ‬ضمير‭ ‬أو‭ ‬عقل‭ ‬بشري‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬أفظع‭ ‬ما‭ ‬شهدناه‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يطلقون‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬العظمى‮»‬‭ ‬انحدرت‭ ‬إلى‭ ‬الحضيض،‭ ‬ووجدنا‭ ‬أنها‭ ‬قوى‭ ‬بلا‭ ‬أخلاق‭ ‬وبلا‭ ‬ضمير‭ ‬وبلا‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬أو‭ ‬الحس‭ ‬الإنساني‭. ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬رضخت‭ ‬تماما،‭ ‬بل‭ ‬أيدت‭ ‬بكل‭ ‬قواها‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬وشاركت‭ ‬فيه،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تطالب‭ ‬عمليا‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭.‬

‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬ضحايا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬والتدمير‭ ‬الشامل؟‭ ‬إنهم‭ ‬الفلسطينيون‭.‬

‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬جيشا‭.. ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬دبابات‭ ‬أو‭ ‬طائرات‭ ‬حربية‭ ‬مقاتلة‭. ‬كانوا‭ ‬يمتلكون‭ ‬بيوتا،‭ ‬ومدارس،‭ ‬وجامعات،‭ ‬ومستشفيات‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬تم‭ ‬تدميره‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬أنقاض‭.. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬دمره‭ ‬عدو‭ ‬همجي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أي‭ ‬معنى‭ ‬لأي‭ ‬قيمة‭ ‬إنسانية،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬أي‭ ‬حرمة‭ ‬لحياة‭ ‬بشر،‭ ‬ولا‭ ‬يقيم‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬لأي‭ ‬قانون‭ ‬يحمي‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفظائع‭ ‬والجرائم‭ ‬يتم‭ ‬ارتكابها‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬شهدت‭ ‬ميلاد‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭.. ‬المسيح‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬أرسله‭ ‬الله‭ ‬إلينا‭ ‬كي‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬معاناته‭ ‬وآلامه،‭ ‬وأن‭ ‬نسترشد‭ ‬بتعاليمه‭ ‬ووصاياه‭ ‬التي‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نتحلى‭ ‬بالرحمة‭ ‬والمحبة،‭ ‬وبأن‭ ‬تكون‭ ‬مهمتنا‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬وبأن‭ ‬نكرس‭ ‬طاقاتنا‭ ‬وجهودنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الازدهار،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تحرير‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬الحرمان،‭ ‬ومن‭ ‬الألم‭ ‬والمعاناة‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬رسالة‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬واضحة‭.. ‬رسالة‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف،‭ ‬وأن‭ ‬نعامل‭ ‬أطفال‭ ‬العالم‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تفرقة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬اللون،‭ ‬أو‭ ‬العقيدة،‭ ‬أو‭ ‬الدين‭.‬

‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬فإن‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مقدسة‭ ‬ومباركة‭ ‬شهدت‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬الأعمى‭ ‬لآلاف‭ ‬الأطفال،‭ ‬والأمهات،‭ ‬والآباء،‭ ‬والجدود‭. ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مقدسة‭ ‬تغطيها‭ ‬اليوم‭ ‬دماء‭ ‬الأبرياء‭.‬

‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬اليوم‭ ‬يتحلى‭ ‬ولو‭ ‬بحد‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬والضمير‭ ‬الحي‭ ‬يتساءل‭ ‬في‭ ‬فزع‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للبشرية‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفظائع‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬تُرتكَب‭ ‬أمام‭ ‬أعيننا‭ ‬ونتابع‭ ‬أخبارها‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزيون‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ونقرأ‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬صحفنا‭ ‬ومجلاتنا؟‭.. ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للبشرية‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬كارثة‭ ‬معاناة‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬والغذاء،‭ ‬والكهرباء،‭ ‬والمأوى،‭ ‬والدواء؟

‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفظائع‭ ‬والجرائم‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬مازالت‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نفسر‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬اللا‭ ‬إنساني‭ ‬الوحشي‭ ‬مما‭ ‬يجري؟‭.. ‬هل‭ ‬الذين‭ ‬يحكمون‭ ‬العالم‭ ‬ويتحكمون‭ ‬في‭ ‬مقاديره‭ ‬قد‭ ‬فقدوا‭ ‬عقولهم‭ ‬وأصبحوا‭ ‬مجانين؟‭.. ‬يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬هكذا‭ ‬بالفعل‭.‬

‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬عقود‭ ‬يخوض‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نضالا‭ ‬لا‭ ‬يتوقف،‭ ‬ويكاد‭ ‬يستجدي‭ ‬العالم‭ ‬كي‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬نيل‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬هو‭ ‬التجاهل‭ ‬التام‭ ‬والاحتقار‭ ‬لمطالبهم‭ ‬المشروعة‭. ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬أي‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬للصراع،‭ ‬وفضّل‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬مُطلق‭ ‬السراح‭ ‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬دون‭ ‬حساب‭ ‬أو‭ ‬عقاب‭.‬

‭ ‬المرء‭ ‬حين‭ ‬يتأمل‭ ‬مواقف‭ ‬وتصرفات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬ومما‭ ‬يجري‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬فظائع‭ ‬وجرائم‭ ‬ترتكب،‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لا‭ ‬يستحقون‭ ‬أي‭ ‬شيء‭.. ‬لا‭ ‬يستحقون‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الحياة‭ ‬نفسها،‭ ‬وهي‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬المسلمات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬البشر‭. ‬هذا‭ ‬موقف‭ ‬همجي‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‭.‬

‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المكافح‭ ‬الحُر‭ ‬الأبي‭ ‬يستحق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أيٍّ‭ ‬منا‭ ‬الحياة‭ ‬الحرة‭ ‬الكريمة‭. ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬يقدم‭ ‬نموذجا‭ ‬فريدا‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬والتضحية‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الآلام‭ ‬والمعاناة‭. ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتأمل‭ ‬مثلا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬اليوم‭.. ‬أطباء‭ ‬أكفاء‭ ‬وممرضون‭ ‬وممرضات‭ ‬وعمال‭ ‬وفنيون‭ ‬يصرون‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬عملهم‭ ‬وتأدية‭ ‬واجبهم‭ ‬في‭ ‬وطنهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية‭ ‬الرهيبة،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬ظلها‭ ‬ومواجهتهم‭ ‬خطر‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭.‬

‭ ‬إننا‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعبر‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لكل‭ ‬قارئ‭ ‬من‭ ‬قرائنا‭ ‬سواء‭ ‬للصحافة‭ ‬المطبوعة‭ ‬أو‭ ‬المتابعين‭ ‬لنا‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نشكر‭ ‬قراءنا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لما‭ ‬عبروا‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬قوية‭ ‬تدعم‭ ‬قضية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتدين‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وإبادة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حكوماتهم‭ ‬لم‭ ‬تتحرك‭ ‬ولم‭ ‬تفعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬عملي‭ ‬ملموس‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬وهذه‭ ‬الجرائم‭. ‬

‭ ‬لقد‭ ‬بدأت‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬السنوي‭ ‬بمناسبة‭ ‬أعياد‭ ‬الميلاد‭ ‬منذ‭ ‬سبعة‭ ‬وعشرين‭ ‬عاما‭. ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بقلب‭ ‬حزين‭ ‬مثقل‭ ‬بالهموم‭ ‬والأحزان‭ ‬اليوم‭ ‬وبخوف‭ ‬وقلق‭ ‬عما‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الغد،‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أدعو‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬أن‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬همومنا‭ ‬وما‭ ‬نكابده‭ ‬من‭ ‬ألم‭ ‬وحزن،‭ ‬وأن‭ ‬ينهي‭ ‬سبحانه‭ ‬هذه‭ ‬المذابح‭ ‬وجرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬لأهلنا‭ ‬التي‭ ‬نتابعها‭ ‬يوميا‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬أرواح‭ ‬الشهداء‭ ‬الذين‭ ‬رحلوا‭ ‬عن‭ ‬دنيانا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعوّض،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يبقوا‭ ‬في‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭. ‬هؤلاء‭ ‬الشهداء‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬عدلا‭ ‬ولا‭ ‬إنصافا‭ ‬ولا‭ ‬رحمة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أدعو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يرحمنا‭ ‬مما‭ ‬نواجهه‭ ‬ونعايشه،‭ ‬وأن‭ ‬يلهم‭ ‬البشرية‭ ‬ويرشدها‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬الحق‭ ‬والسلام‭.‬

‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أدعو‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يعتصموا‭ ‬بالحب‭ ‬والتعاطف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬البشر‭.‬

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا