محاولات فلسطينية للتعرف على جثامين مشوهة لـ 80 شهيدا سلمتهم إسرائيل
قطاع غزة – الوكالات: دكت القوات الإسرائيلية وسط قطاع غزة من البر والبحر والجو أمس في وقت تسبب فيه انقطاع الاتصالات في أغلب القطاع في توجيه ضربة جديدة لجهود الوصول إلى المصابين لإسعافهم ونقل الجثث.
وقال مسعفون إن خمسة فلسطينيين استشهدوا في ضربة جوية إسرائيلية على مخيم المغازي وسط قطاع غزة كما قال مسؤولون في قطاع الصحة إن مستشفى الشفاء استقبل سبع جثث لفلسطينيين استشهدوا في مدينة غزة شمال القطاع خلال الليل.
واستشهد أكثر من 240 فلسطينيا خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية على قطاع غزة بحسب ما أفادت وزارة الصحة بغزة الثلاثاء.
وقالت وزارة الصحة إن سلطات غزة دفنت الثلاثاء 80 فلسطينيا مجهولي الهوية بعدما سلمت إسرائيل جثثهم المشوهة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي. وبحسب وزارة الأوقاف الإسلامية، فقد تم جمع الجثث من الجزء الشمالي من قطاع غزة. ودفنوا في خندق طويل في جبانة برفح في الجنوب. وقال ممثل عن وزارة الأوقاف في غزة خلال مراسم الدفن إنهم يلتقطون صورا للموتى للتعرف عليهم لاحقا.
وقال رئيس لجنة «الطوارئ الصحية» في محافظة رفح الدكتور مروان الهمص «وصلت إلينا حاوية فيها عدد كبير من الشهداء بعضهم مكتمل الجسد وبعضهم أشلاء».
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقابلة تلفزيونية «ما جرى على الأرض الفلسطينية هذه الأيام أكثر من كارثة وأكثر من حرب إبادة. لم يشهد شعبنا مثل هذه الحرب حتى في نكبة 1948. ما يحصل الآن هو أبشع بكثير».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس أن 21110 فلسطينيين استشهدوا في المجمل وأصيب 55243 جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وأضافت الوزارة أن العدد يتضمن 195 شهيدا و325 مصابا سقطوا خلال آخر 24 ساعة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني انقطاع التواصل بشكل كامل مع فرقه على الأرض في قطاع غزة بسبب انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت.
وأضاف في بيان «كما دمر القصف المدفعي... لمقر الجمعية في خان يونس شبكة الاتصال الهوائي... الخاصة بعمل الجمعية التي تعتبر وسيلة الاتصال الوحيدة في ظل انقطاع الاتصالات. مما يشكل تحديا كبيرا أمام طواقم الإسعاف والطوارئ في الوصول للجرحى والمصابين».
كما ذكر سكان أن قتالا عنيفا دار شرقي وشمالي البريج وفي قرية جحر الديك القريبة حيث قالوا إن الدبابات الإسرائيلية تتمركز هناك.
واستمرت الاشتباكات الضارية بين مقالتي الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية في منطقة جحر الديك، تزامنا مع قصف مدفعي عنيف بالدبابات الإسرائيلية شرق المنطقة الوسطى من القطاع.
كما تم إخلاء مدرسة بنات المغازي من النازحين جراء تعرضها للقصف المدفعي من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص وعدد من الإصابات.
بالتزامن تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على مخيمات البريج والمغازي، مع سماع أصوات اشتباكات في محاور التوغل.
وأشار مراسل RT على وقوع عدد من الشهداء والجرحى عقب قصف القوات الإسرائيلية مدرسة تابعة للأونروا تآوي نازحين في مخيم المغازي.
أعلنت «كتائب القسام» أمس استهداف قواتها 4 جرافات عسكرية ودبابة «ميركافا» إسرائيلية شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. كما تم استهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة «الياسين 105» شرق مخيم البريج وسط القطاع.
أعلنت «سرايا القدس» استهداف دبابة «ميركافا» إسرائيلية بعبوة ناسفة وتم تدميرها بالكامل شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال أمس مقتل ثلاثة جنود آخرين في المعارك في قطاع غزة مما يرفع عدد القتلى من صفوفه منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في 20 أكتوبر إلى 166.
وشهد هذا الأسبوع تصاعدا في العدوان، وخصوصا في وسط القطاع حيث طلبت قوات الاحتلال من المدنيين مغادرة المنطقة رغم أن الكثيرين يقولون إنه لم يعد هناك مكان آمن يذهبون إليه.
وأجبر العدوان 1,9 مليون شخص على النزوح من منازلهم في غزة، أي 85 % من السكان بحسب الأمم المتحدة، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذي باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة.
وأعربت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان عن «قلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة... على كل الهجمات أن تمتثل بشكل صارم إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات».
ونشرت منظمة الصحة العالمية صورا التقط أغلبها يومي الإثنين والثلاثاء في عدة مستشفيات في القطاع ووصف منسق فريق الطوارئ الطبي في المنظمة شون كيسي قدرة القطاع الصحي الحالية بالقطاع بأنها 20 بالمئة مما كانت عليه قبل 80 يوما.
تابع كيسي وصف الموقف قائلا: «هناك دماء في كل مكان في تلك المستشفيات في الوقت الحالي» مضيفا أنه ما من مكان آمن في قطاع غزة.
وأضاف «كل ما نراه تقريبا هي حالات إصابة بجروح صعبة للغاية على نطاق يصعب تصديقه حقا... إنه حمام دم وكما قلنا من قبل إنها مذبحة».
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سيف ماجانجو الثلاثاء «نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار قصف القوات الإسرائيلية لمنطقة وسط غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 100 فلسطيني منذ عشية عيد الميلاد».
وأصبح كل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا بلا مأوى، وكثيرون منهم نزحوا عدة مرات.
أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء تعيين الوزيرة الهولندية المنتهية ولايتها سيجريد كاغ منسّقة للشؤون الإنسانية في غزة، وذلك بعد صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى زيادة المساعدات للقطاع الغارق في أزمة حادة نتيجة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.
وقالت المنظمة الدولية في بيان إنّ أمينها العام أنطونيو جوتيريش «أعلن تعيين سيجريد كاغ من هولندا، منسّقة عليا للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة»، مشيرة إلى أنّها ستشرف على استحداث آلية أممية «لتسريع شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة عبر دول ليست طرفاً في النزاع».
وأضاف البيان أنّ كاغ، الوزيرة في الحكومة الهولندية المنتهية ولايتها، ستتولى مهامها في الثامن من يناير.
ويأتي تعيين كاغ في وقت يواجه فيه سكان غزة حالة طوارئ إنسانية متفاقمة إذ يمنع تواصل العدوان الإسرائيلي إيصال المساعدات إلى القطاع المكتظ.
على الصعيد الدبلوماسي، تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن «للبحث في التطورات في غزة وجهود الوساطة المشتركة الحالية لتهدئة الأوضاع في القطاع المحاصر والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار» بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية.
ونهاية نوفمبر، أتاحت هدنة استمرت أسبوعا إطلاق سراح 105 رهائن من الإسرائيليين والأجانب، مقابل 240 أسيرا فلسطينيا ودخول كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.
لكن جهود الوسطاء خصوصا المصريين والقطريين، لم تفلح حتى الآن في التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك