بغداد - (أ ف ب): أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال زيارته لبغداد أمس الخميس عن «التزام» بلاده بدعم «استقرار وسيادة» العراق، فيما التقى القوات الإسبانية الموجودة في البلد الذي يواجه كذلك تداعيات الحرب بين اسرائيل وحماس في غزة. وقال سانشيز خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني في بغداد إن هذا «الالتزام متجسّد بوجود القوات الإسبانية في البلاد»، حيث تنشر إسبانيا أكثر من 320 جندياً في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي التي يقوها منذ مايو 2023 الجنرال الإسباني خوسيه أنطونيو أغييرو مارتينيز، والتحالف الدولي لمكافحة الدولة الاسلامية بقيادة واشنطن.
وأضاف سانشيز «سوف تدعم بلادي، دائماً بطلب من السلطات العراقية، وحدة وسيادة واستقرار العراق». وقابل سانشيز بعد ذلك العسكريين الإسبان في قاعدة داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، حيث شكرهم «باسم المجتمع الاسباني على الجهود والتضحيات» التي يقدمونها «من أجل الأمن والاستقرار الدوليين». وقال رئيس الوزراء الإسباني إن «إسبانيا تظهر منذ سنوات التزامها الجاد بأمر يبدو أنه بات محطّ تساؤل في السنوات الأخيرة: تعددية الأطراف».
بدوره، قال السوداني إنه تحدّث مع سانشيز عن «دور» التحالف «في دعم جهود العراق لمواجهة داعش الإرهابية»، مضيفاً «نحن في طور إعادة ترتيب العلاقة حيث في ظل وجود قوات عراقية متمكنة فإن الحكومة العراقية ماضية باتجاه إنهاء وجود التحالف الدولي». ويشهد العراق استقراراً سياسياً نسبياً بعدما عانى عقودا من الحروب والأزمات الدامية.
وعلى الرغم من ذلك، يواجه هذا البلد النفطي الذي ترأسه حكومة مدعومة من أحزاب وتيارات موالية لإيران، تداعيات الحرب بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) واسرائيل في غزة، والتي انطلقت شرارتها مع هجوم شنّته حماس على إسرائيل في السابع من اكتوبر.
ومنذ منتصف أكتوبر، أحصت واشنطن أكثر من مئة هجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق. وتبنّت معظم الهجمات «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضمّ مقاتلين في فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف لعدة فصائل مسلحة عراقية باتت منضوية في القوات الرسمية.
وجدّد السوداني خلال المؤتمر الصحفي «موقف الحكومة الرسمي والموقف السياسي الرافض لهذه الأعمال العدائية»، لكن شدّد على «أهمية الالتزام بالتفويض القانوني الممنوح من الحكومات العراقية» لوجود التحالف الدولي «ضمن إطار دعم القوات الأمنية في مجالات التدريب والمشورة».
وناقش سانشيز كذلك خلال زيارته التبادل التجاري وأفق الاستثمار بين إسبانيا والعراق، البلد الذي يعتمد بنسبة 90% من إيراداته على النفط، حيث رافق سانشيز وفد من رؤساء الشركات الإسبانية. وخلال اجتماع بين رجال أعمال عراقيين وإسبان، قال السوداني «سنقوم بعدة إجراءات تفضيلية للشركات الإسبانية من أجل العمل بالعراق، إذ إن وجود أغلب الشركات الإسبانية بالعراق مؤشر إيجابي»، كما نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك