دمشق - (أ ف ب): طالبت دمشق الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بوضع حد «للسياسات العدوانية الإسرائيلية» التي قالت إنها «تنذر بإشعال المنطقة» بعد مقتل قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني في سوريا بقصف مطلع الأسبوع. وأعلن الحرس الاثنين مقتل الجنرال رضي موسوي، «أحد المستشارين الأكثر خبرة» في سوريا، في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفته في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، ما عزّز المخاوف من تصعيد إقليمي إضافي في خضم الحرب في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
واعتبرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن أن «العدوان» الإسرائيلي الذي أدى إلى «استشهاد» موسوي «يشكّل انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية»، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» الخميس. وطالبت مجلس الأمن «بتحمل مسؤولياته في وضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي».
ويزيد مقتل موسوي من منسوب التوتر في الشرق الأوسط، حيث صعدت جماعات مدعومة من إيران هجماتها منذ شنّت حماس هجوما ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أطلق شرارة الحرب في قطاع غزة. وكان موسوي «المسؤول اللوجستي لمحور المقاومة» في سوريا، وفق الحرس الثوري. وتنضوي في المحور الذي تقوده طهران فصائل فلسطينية وعراقية ويمنية إضافة إلى حزب الله اللبناني.
ويعد موسوي أكبر قائد في فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري، يُقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قُتل في غارة أمريكية في العراق في الثالث من يناير 2020. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إسرائيل «ستدفع بالتأكيد ثمن هذه الجريمة». ولم تعلّق إسرائيل رسميا على مقتله.
ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، ولكن أيضا مواقع للجيش السوري. ونادراَ ما تعلق إسرائيل على الضربات، لكنها تؤكد دائما أنها تتصدى لما تصفه بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وقد كثفت من ضرباتها في سوريا مستهدفة وخصوصا مواقع لحزب الله منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وفي هذا الأثناء شارك الآلاف في طهران أمس الخميس في مراسم وداع موسوي. وهتف المشاركون في التشييع الذي أقيم في ساحة الإمام الحسين وسط العاصمة الإيرانية شعارات «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل»، ورفعوا صور موسوي واللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، والذي قتل في غارة أمريكية في بغداد مطلع 2020.
وفجر أمس الخميس، أقام آية الله علي خامنئي الصلاة على جثمان موسوي في مقر إقامته بطهران بحضور عائلة الراحل ومسؤولين عسكريين، وفق الموقع الالكتروني للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك