قطاع غزة – الوكالات: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس قصفه المركّز على جنوب قطاع غزة حيث الوضع الإنساني كارثي بحسب الأمم المتحدة، فيما يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة للبحث في وقف لإطلاق النار طرحته مصر.
وكانت أعمدة دخان لا تزال تتصاعد عند الفجر فوق مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الصغير المحاصر التي لجأ إليها العديد من سكان قطاع غزة هربا من المعارك والقصف، والتي تعرّضت مجددا للقصف الليلة قبل الماضية.
وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بداية العدوان إلى21507، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة بغزة نشرت أمس. وتشمل الحصيلة، وفق المصدر ذاته، 187 شخصا استشهدوا خلال آخر 24 ساعة.
بين كومة أنقاض في رفح الحدودية مع مصر، كان عدد من الأشخاص يبحثون عن ناجين بعد قصف إسرائيلي. وقال تيسير أبو العيش لوكالة فرانس برس «كنا جالسين بهدوء. فجأة سمعنا انفجارا قويا وبدأ حطام يتساقط علينا»، مضيفا «دُمّرت الشقة، دُمّرت بالكامل. كانت بناتي يصرخن. هناك كثير من الضحايا، نحاول إخراج الجيران من تحت الأنقاض».
ويظهر مقطع فيديو لوكالة فرانس برس سكانا يهرعون خلال الليل إلى مستشفى في رفح حاملين جرحى بينهم رجال ونساء وأطفال بعضهم برفقة أقرباء يبكون، فيما نقل مصابون على حمّالات قبل تمديدهم على الأرض أمام المستشفى حيث انهمك ممرضون حولهم.
ويقول السكان إن القوات الإسرائيلية توغلت في البريج خلال المعارك بوسط غزة في اليومين الماضيين، فيما لا يزال القتال العنيف مستمرا في الضواحي الشرقية. وكان القصف عنيفا هناك على وجه الخصوص وفي النصيرات والمغازي المجاورتين.
وأظهر مقطع صورة متطوع من الهلال الأحمر الفلسطيني في المغازي انتشال الموتى والمصابين من المباني المدمرة هناك. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن غارات استهدفت النصيرات قتلت ما لا يقل عن 35 شخصا أثناء الليل.
وفي الجنوب تقصف القوات الإسرائيلية خان يونس أيضا استعدادا لمزيد من التوغل في المدينة الرئيسية بجنوب القطاع.
وقتل 168 جنديا إسرائيليا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم البري، بحسب الجيش.
وفيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في اليوم الـ 84 من العدوان، يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة لبحث خطة مصرية بثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.
وسينقل وفد حماس إلى المصريين «ردّ الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم»، وفق ما قال مسؤول في الحركة لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته.
وأوضح أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصا بـ «طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع الخميس في تل أبيب مع عائلات رهائن «نحن على اتصال (مع الوسطاء) في هذه اللحظة. لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل. نحن نعمل على إعادتهم جميعا. هذا هدفنا».
وفي انتظار نتيجة المفاوضات، يعاني سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والذين أرغم 1,9 مليون منهم يمثلون 85% من التعداد الإجمالي على النزوح، من وضع إنساني كارثي يهدّد بمجاعة.
وقال البائع في سوق رفح منتصر الشاعر (30 عاما) صباح أمس إنه تلقى للمرة الأولى «بيضا وبعض الفاكهة القادمة من مصر»، لكنه أشار إلى «نقص في كل أنواع الفاكهة، وإن توافرت بعض أصناف الخضار، فتكون باهظة الثمن».
وأحكمت إسرائيل تماما منذ التاسع من أكتوبر الحصار البري والبحري والجوي الذي تفرضه على قطاع غزة منذ 2007 بعد سيطرة حماس عليه، ولا تصل المساعدات الإنسانية سوى بكميات محدودة جدا من معبر رفح مع مصر بعد تفتيشها، وذلك رغم قرار لمجلس الأمن دعا في 22 ديسمبر «جميع الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق».
إلى ذلك أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على إحدى قوافل المساعدات التابعة لها في قطاع غزة دون وقوع إصابات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك