مسؤولة أممية: ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين هو «وحشية قرننا».. والغرب متواطئ
قطاع غزة – (رويترز): تجمع عشرات الآلاف من النازحين الجدد في قطاع غزة أسفل خيام من القماش المشمع أمس في وسط القطاع بعد الفرار من أحدث هجوم تشنه الدبابات الإسرائيلية فيما استهدفت الطائرات الحربية الجنوب وسوت المنازل بالأرض ودفنت تحتها الأسر التي كانت نائمة.
وتختتم إسرائيل العام بهجمات وحشية في وسط وجنوب غزة، الأمر الذي أدى الى موجة نزوح جديدة للسكان الذين فروا بالفعل من مناطق أخرى.
وبعد مرور 12 أسبوعا على العدوان حولت قوات الاحتلال الإسرائيلية الكثير من قطاع غزة إلى أنقاض.
ونزح جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون شخص من منازلهم مرة واحدة على الأقل، ويفر الكثيرون الآن لثالث أو رابع مرة.
وفي رفح بجنوب القطاع شاهد صحفيون من رويترز في موقع إحدى الضربات الجوية التي دمرت مبنى، رأس رضيع مدفون يخرج من تحت الأنقاض.
وصرخ الطفل بينما قام أحد عمال الإنقاذ بحماية رأسه بيده، فيما طرق آخر على إزميل في محاولة لتكسير لوح من الخرسانة لتحريره.
وقال أحد الجيران ويدعى سند أبو ثابت إن المنزل المكون من طابقين كان مكتظا بالنازحين. وبعد بزوغ النهار جاء الأقارب لأخذ الجثث الملفوفة في أكفان بيضاء. وأزال رجل القماش الذي يغطي وجه طفل قتيل ليربت عليه.
ويفر عشرات الآلاف من سكان غزة من البريج والمغازي والنصيرات في وسط القطاع بموجب أوامر إسرائيلية مع توغل الدبابات من شمال القطاع وشرقه. وتوجه معظمهم جنوبا أو غربا إلى مدينة دير البلح المزدحمة بالفعل بالنازحين، حيث أقاموا مخيمات مؤقتة مصنوعة من ألواح البلاستيك في أي أرض مفتوحة متاحة.
وقالت أم حمدي، وهي تطهو العصيدة في إناء على الحطب وحولها أطفال «قعدنا نعاني، قعدنا ليلة كاملة تحت البرد والشتا معانا ست كبيرة... ومعانا أطفال».
وعلى مقربة منها وقف عبدالناصر عوض الله بلحيته البيضاء داخل هيكل خشبي سيغطى بالبلاستيك ليصبح خيمة، وتحدث عن عائلته التي فقدها.
وقال باكيا: «أولادي اللي دفنتهم إيش... دفنت طفل عندي 16 عاما وعندي 18... ما تتصوروش إني أدفن ولادي الساعة ستة الصبح سخنين... وابن أخويا عمره سنتين أنا اللي دفنته وأنا دفنت مرتي».
وتابع: «عمري ما فكرت في حياتي يوم إن أنا أدفن ولادي. ولادي هما اللي يدفنوني!.. أنا أدفن ولادي في آخر عمري مكنتش أتصورها».
ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والذين أرغم 1,9 مليون منهم يمثلون 85% من التعداد الإجمالي على النزوح، من وضع إنساني كارثي يهدّد بمجاعة.
ويعتمد قطاع غزة اعتمادا شبه كامل تقريبا على الغذاء والوقود والإمدادات الطبية من الخارج، وتغلق إسرائيل جميع منافذ الوصول إليه باستثناء الطرف الجنوبي.
وتقول الهيئات الدولية إن الإمدادات التي يُسمح بدخولها من خلال عمليات التفتيش الإسرائيلية ليست سوى نزر يسير من الاحتياجات الهائلة للقطاع. ومع النقص الصارخ في المواد الأساسية، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من «خطر جسيم» يواجهه سكان غزة.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ «خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون إصابات فظيعة وجوعا حادا والمعرضين لخطر شديد للإصابة بأمراض». وكتبت مقررة الأمم المتحدة المعنية بوضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي على منصة «إكس»، «ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، خصوصا في غزة، هو (وحشية قرننا)»، مضيفة أن «تهاون الغرب يتحوّل إلى تواطؤ». كما انتقد منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن جريفيث شروط إدخال المساعدات، وقال عبر منصة «إكس»، «يجب أن يتوقف القتال حالا»، محذّرا من «وضع مستحيل لشعب غزة ولأولئك الذين يأتون لمساعدتهم». كما انتقد منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن جريفيث شروط إدخال المساعدات، وقال عبر منصة «إكس»، «يجب أن يتوقف القتال حالا»، محذّرا من «وضع مستحيل لشعب غزة ولأولئك الذين يأتون لمساعدتهم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك