قطاع غزة - الوكالات: قال سكان إن دبابات إسرائيلية توغلت في مناطق بوسط قطاع غزة وجنوبه أمس وسط قصف جوي ومدفعي مكثف في استمرار لعدوان دامٍ أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع، وقالت إسرائيل إنه قد يستمر أشهرا أخرى.
وتركز القتال في مخيمات البريج والنصيرات وخان يونس وكان مدعوما بغارات جوية مكثفة، مما تسبب في امتلاء المستشفيات بعدد كبير من المصابين الفلسطينيين.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير منازل ومبان سكنية وشركات، فيما توقفت المستشفيات عن العمل.
وقالت سلطات الصحة في غزة إن القصف الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 165 فلسطينيا وإصابة 250 آخرين خلال آخر 24 ساعة.
ونشر الهلال الأحمر لقطات مصورة أظهرت مسعفين يهرعون بطفل صغير يغطيه التراب إلى مستشفى ناصر في خان يونس، أكبر وأهم منشأة طبية في جنوب القطاع، الذي كان مكتظا بينما كان أحدهم يهتف بأن الطفل «فيه نفس.. فيه نفس».
ونزح جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب الهجمات المدمرة التي تشنها إسرائيل منذ 12 أسبوعا.
قال مسؤولون في قطاع الصحة وصحفيون إن صحفيا فلسطينيا يعمل في قناة القدس الفضائية استشهد مع عدد من أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة الجمعة.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن ذلك يرفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي إلى 106.
وقالت لجنة حماية الصحفيين الأسبوع الماضي إن الأسابيع العشرة الأولى من العدوان كانت الأكثر دموية بالنسبة إلى الصحفيين، حيث قُتل أكبر عدد من الصحفيين في عام واحد وفي مكان واحد.
وكان معظم الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام الذين استشهدوا في العدوان من الفلسطينيين. وقال تقرير لجنة حماية الصحفيين، ومقرها الولايات المتحدة، إنها «تشعر بقلق خاص إزاء النمط الواضح لاستهداف الصحفيين وعائلاتهم من قبل الجيش الإسرائيلي».
وخلص تحقيق أجرته رويترز هذا الشهر إلى أن طاقم دبابة إسرائيلية قتل مصور تلفزيون رويترز عصام العبد الله وأصاب ستة صحفيين في لبنان يوم 13 أكتوبر عندما أطلق قذيفتين في تتابع سريع من إسرائيل بينما كان الصحفيون يصورون قصفا عبر الحدود.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن العدوان الإسرائيلي أودى بحياة ما لا يقل عن 21672 فلسطينيا وإصابة ما يزيد على 56 ألفا فضلا عن فقدان آلاف آخرين تحت أنقاض المباني المدمرة.
وأفادت سرايا القدس الجناحُ العسكري لحركة الجهاد بأنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود إسرائيليين في محاور التقدم شمال وشرق خان يونس.
وقالت كتائبُ القسام إنها استهدفت قواتٍ إسرائيلية في محاور التوغل في قطاع غزة بقذائف الهاون.
وأضافت كتائب القسام أنها دمرت ناقلةَ جندٍ ودبابةً شمالَ مخيم البريج وسط قطاع غزة. وقالت كتائب القسام إن مقاتليها أوقعوا أكثر من 20 جنديا إسرائيليا بين قتيل وجريح خلال اشتباكات مع قوات متوغلة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، كما تمكنوا من تفجير دبابة ميركافا إسرائيلية شمال مخيم البريج في وسط القطاع، ودمروا ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة (الياسين 105) في المخيم.
وأضافت الكتائب أنها تمكنت أيضا من تفجير منزل تحصن فيه عدد من الجنود الإسرائيليين بالعبوات الناسفة في خان يونس بجنوب القطاع، «وأوقعتهم بين قتيل وجريح».
وتحدثت سرايا القدس عن اشتباكات ضارية يخوضها مقاتلوها في محاور التقدم شمال وشرق خان يونس بقطاع غزة. وقالت لاحقا إنها استهدفت ناقلة جند ودبابتين بقذائف (التاندوم) ومدافع آر.بي.جي في محوري التقدم والتفاح والدرج بمدينة غزة.
في المقابل قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الجمعة إن القوات وصلت إلى مراكز قيادة حماس ومستودعات الأسلحة. ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لجنود يتحركون على الأرض بين أنقاض المباني المدمرة.
وقال الجيش إنه دمر مجمع أنفاق في قبو أحد منازل رئيس حماس في غزة يحيى السنوار، وذلك في مدينة غزة.
وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل تخفيف وتيرة الحرب في الأسابيع المقبلة والتحول إلى شنّ عمليات تستهدف قادة حماس. وحتى الآن لا تظهر إسرائيل أي مؤشرات على فعل ذلك.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وافق الجمعة على بيع المزيد من قذائف المدفعية وغيرها من العتاد لإسرائيل من دون مراجعة الكونجرس.
ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى هدنة جديدة في المعارك، بعد هدنة أولى استمرت أسبوعا في نوفمبر، أتاحت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة وإدخال مساعدة إنسانية محدودة الى غزة.
بحسب موقع أكسيوس الإعلامي الأمريكي وموقع واي نت الإسرائيلي نقلا عن مصادر إسرائيلية لم يحددها أن الوسطاء القطريين أبلغوا إسرائيل بأن حماس «وافقت مبدئيا» على استئناف المباحثات من أجل إطلاق سراح أكثر من أربعين رهينة مقابل هدنة في المعارك.
ووصل وفد من حركة حماس الجمعة إلى القاهرة للبحث في مقترح مصري لوقف إطلاق النار بثلاث مراحل، ينص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.
وسينقل وفد حماس إلى المصريين «ردّ الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم»، وفق ما أفاد مصدر في الحركة وكالة فرانس برس، مشيرا إلى أن الملاحظات تتعلق خصوصا بـ«طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة».
وقالت حركة الجهاد الإسلامي المسلحة التي تقاتل إلى جانب حماس أمس إن الفصائل الفلسطينية «بصدد» تقييم الاقتراح المصري. وقال محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في بيان إنه سيتم الرد «في الأيام المقبلة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك