قال سكان إن إسرائيل سحبت دبابات من بعض أحياء مدينة غزة أمس، فيما أعلنت أنها تعتزم إجراء تغيير في الخطط وتقليص عدد القوات، لكن القتال احتدم في أماكن أخرى من القطاع الفلسطيني وسط قصف مكثف.
وقال مسؤول إسرائيلي أمس إنه تم الاستقرار على سحب بعض القوات من قطاع غزة، لإعادة قدر من جنود الاحتياط إلى الحياة المدنية؛ لمساعدة الاقتصاد.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الحرب ستستمر في قطاع غزة طويلًا، مُشيرًا إلى أن بعض القوات المُنسحبة ستستعد لجبهة ثانية محتملة في لبنان، بحسب «رويترز».
وذكر أن جيش الاحتلال يتجه صوب المرحلة الثالثة من عمليته العسكرية في غزة، بعد اجتياح الدبابات والقوات في الوقت الراهن لجزء كبير من القطاع، مُشيرًا إلى أن هذه المرحلة سوف تستغرق ستة أشهر على الأقل.
ونفت إسرائيل تعبئة لـ 300 ألف جندي احتياطي؛ من أجل الحرب، أي ما يتراوح بين نحو 10% و15% من قوتها العاملة.
ويعاني عدد من القطاعات الاقتصادية في إسرائيل نقصًا شديدًا في العمالة، أبرزها الإسكان الذي فقد نحو 80 ألف عامل بناء فلسطيني، مُنعوا من دخول إسرائيل في أعقاب الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية على إسرائيل.
من جانبه أكد الجنرال في الجيش الإسرائيلي إسحق بريك أنه مع مرور الوقت، تبتعد تل أبيب أكثر عن تحقيق أهداف الحرب، وهي القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح المختطفين، وتغوص أكثر فأكثر في وحل غزة.
وكتب بريك في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية: هناك مواقف في الحرب يجب إعادة النظر في مسار العمل فيها، وهذا بالضبط الوضع الذي وصلنا إليه، واليوم يتضح للجيش أنه في هذه المرحلة ليس من الممكن تحقيق الهدف الذي نسعى من أجله، لقد ذهبنا إلى الحرب للقضاء على حكم «حماس» وقدرتها على مواصلة القتال. ومجرد الاعتراف بعدم وجود نية للدخول إلى رفح، حيث تسيطر «حماس» سيطرة كاملة، لأنها المكان الأكثر ازدحاما في غزة والشرق الأوسط بأكمله، فهناك يعيش مليونا لاجئ في المخيمات، وبيئتهم مكتظة بشكل رهيب، ولذلك من المستحيل مهاجمة هذه المخيمات، وبكلمة واحدة، من المستحيل القضاء على «حماس» هناك التي يختلط مقاتلوها باللاجئين.
وأضاف: «الفشل في القضاء على حكم «حماس» في رفح والفشل في السيطرة على الأنفاق الموجودة تحتها، والتي تعتبر بمثابة الممر الرئيسي للأسلحة من سيناء إلى القطاع، يعني أننا فشلنا في تحقيق المهمة الأساسية التي حددناها لأنفسنا في الحرب، ألا وهي: إسقاط حكم «حماس».
يأتي تحول إسرائيل إلى مرحلة جديدة في الصراع بعد عمليات القصف التمهيدية ثم التوغل البري الذي بدأ في 27 أكتوبر. واستمرت الضربات الجوية والمدفعية في دك القطاع بأكمله خلال تلك الفترة، مما أدى إلى تدمير مناطق كبيرة منه.
ومع اجتياح الدبابات والقوات الإسرائيلية لمعظم شمال غزة، إلى جانب استمرار التوغل في وسط القطاع ومناطق في الجنوب، ترد حماس بنصب كمائن على طريقة حرب العصابات من أنفاق ومخابئ في الشوارع الضيقة بالقطاع.
واحتجزت حماس 240 رهينة في السابع من أكتوبر وتعتقد إسرائيل أن 129 ما زالوا محتجزين في غزة بعد إطلاق سراح عدد من الرهائن خلال هدنة قصيرة ومقتل آخرين في ضربات جوية أو محاولات إنقاذ أو فرار. وتسعى قطر ومصر للتفاوض من أجل الاتفاق على هدنة جديدة وتحرير الرهائن. وقال آفي ديختر العضو في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن تحرير الرهائن لا يمكن أن يتم إلا من خلال ضغط «مهول» على حماس والجماعات المتحالفة معها. وقال «لن تنتهي الحرب دون تدمير البنية التحتية الإرهابية لحماس وقدراتها على الحكم».
في الوقت ذاته رجح محافظ البنك المركزي الإسرائيلي أمير يارون، أن تتجاوز تكاليف العوان الإسرائيلية على قطاع غزة، الـ58 مليار دولار أمريكي.
ودعا في تصريحات امس، إلى «خفض النفقات وإلغاء وزارات وزيادة الإيرادات»، لأن عدم التحرك بذلك الاتجاه «سيكلف الاقتصاد الإسرائيلي الكثير مستقبلًا».
وأوضح المسؤول الاقتصادي الإسرائيلي، أن دخول إسرائيل في مسار طويل من زيادة الديون سيؤدي لرفع الفائدة وخفض العملة والتضخم.
وتؤكد التصريحات الجديدة ليارون ما توقعه سابقًا بأن تصل تكاليف الحرب على قطاع غزة 10% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل 52 مليار دولار.
وتتوافق تلك التقديرات مع ما صدر عن المجلس الاقتصادي الوطني الإسرائيلي (حكومي)، الذي أشار إلى أن كلفة الحرب قد تصل إلى 200 مليار شيكل (54 مليار دولار).
ميدانيا، استهدف قصف مدفعي وضربات جوية ليل الأحد الاثنين مدينتي رفح وخان يونس (جنوب) خصوصا، على ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة صباح أمس استشهاد «24 مدنيا وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في استهدافات الليلة وحتى الخامسة صباحا».
وأفاد المصدر نفسه بأنه تم انتشال 15 جثة من أسرة واحدة من تحت أنقاض منزل تعرض للقصف مساء الأحد في جباليا في شمال قطاع غزة.
وكان استشهد 48 فلسطينيّا على الأقل في قصف ليل السبت الأحد على مدينة غزة حسبما قالت وزارة الصحة التابعة لحماس. وقال شهود إن ضربة أخرى قتلت 20 شخصا كانت تؤويهم جامعة الأقصى في غرب مدينة غزة.
ودوّت صفارات الإنذار في مناطق إسرائيليّة عدّة، وتمكّن صحافيّون في وكالة فرانس برس في تلّ أبيب من رؤية صواريخ تعترضها أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيليّة عند منتصف الليل بالتحديد.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مسؤوليتها عن الهجومَين في شريط فيديو نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها استخدمت صواريخ إم 90 «ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين».
وأكّد الجيش الإسرائيلي الهجوم، من دون الإبلاغ في البداية عن وقوع إصابات أو أضرار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك