العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

جرحى غزة يتلقون الرعاية على متن السفينة الفرنسية ديكسمود

الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

العريش‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬قبالة‭ ‬الساحل‭ ‬المصري‭ ‬ترسو‭ ‬حاملة‭ ‬المروحيات‭ ‬الفرنسية‭ ‬‮«‬ديكسمود‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تجهيزها‭ ‬لتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬لجرحى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬يتلقى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬العلاج‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وإسرائيل‭ ‬شهرها‭ ‬الرابع‭. ‬

على‭ ‬كرسي‭ ‬متحرك‭ ‬جلس‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬إياد‭ ‬مادا‭ ‬ساقه‭ ‬اليمنى‭ ‬التي‭ ‬ثبتت‭ ‬ببعض‭ ‬الدعامات‭ ‬المعدنية‭. ‬يعاين‭ ‬هاتفه‭ ‬الجوال‭ ‬ويقلب‭ ‬صور‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬الذين‭ ‬استشهدوا‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬الغارات‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬المحاصر‭. ‬

وقال‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬طرت‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬واصطدمت‭ ‬بجدار‭ ‬منزل‭ ‬جارنا،‭ ‬فيما‭ ‬علقت‭ ‬ساقي‭ ‬تحت‭ ‬السقف‭ ‬المنهار‭.. ‬وغبت‭ ‬عن‭ ‬الوعي‮»‬‭. ‬وتابع‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬استيقظت‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬المستشفى،‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬أعمامي‭ ‬إنهم‭ ‬زاروني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬تذكر‭ ‬أي‭ ‬شيء‮»‬‭. ‬

مثل‭ ‬بقية‭ ‬المنازل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬العدوان،‭ ‬تحول‭ ‬منزل‭ ‬إياد‭ ‬إلى‭ ‬ركام‭. ‬

ويقول‭ ‬مسعفون‭ ‬إن‭ ‬مهمات‭ ‬البحث‭ ‬والإنقاذ‭ ‬أصبحت‭ ‬شبه‭ ‬مستحيلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬افتراض‭ ‬استشهاد‭ ‬الآلاف‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭. ‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬العدوان‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬انهار‭ ‬نظام‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬شبه‭ ‬كامل،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬مضطرة‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إمكانات‭ ‬ضئيلة‭.  ‬

بدأت‭ ‬ديكسمود‭ ‬الفرنسية‭ ‬باستقبال‭ ‬الجرحى‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬عندما‭ ‬رست‭ ‬قبالة‭ ‬ساحل‭ ‬ميناء‭ ‬العريش،‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬50‭ ‬كيلومترا‭ ‬غرب‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬

وتضم‭ ‬البنية‭ ‬الاستشفائية‭ ‬للسفينة‭ ‬تضم‭ ‬غرفتي‭ ‬عمليات‭ ‬و40‭ ‬سريرا‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬ممرضا،‭ ‬وماسحات‭ ‬ضوئية‭ ‬ومختبرات‭ ‬تحاليل‭. ‬

وعلى‭ ‬متن‭ ‬السفينة‭ ‬جلست‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬حول‭ ‬طاولة‭ ‬وحاولوا‭ ‬قتل‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬لعب‭ ‬الورق‭. ‬

بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفلسطينية‭ ‬نسمة‭ ‬أبو‭ ‬جياد‭ ‬التي‭ ‬أصيبت‭ ‬بجروح‭ ‬خطيرة‭ ‬عندما‭ ‬تعرض‭ ‬منزلها‭ ‬للقصف‭. ‬

وقالت‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬أصبت‭ ‬أثناء‭ ‬وجودي‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وتلقيت‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مستشفيات‭ ‬غزة،‭ ‬ثم‭ ‬أتيت‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬السفينة‭ ‬الفرنسية‮»‬‭. ‬

وتابعت‭ ‬‮«‬الآن‭ ‬أنتظر‭ ‬الخطوة‭ ‬التالية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬طرف‭ ‬اصطناعي،‭ ‬ولكنني‭ ‬أحتاج‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭. ‬

وقالت‭ ‬الطبيبة‭ ‬الفرنسية‭ ‬مارين‭ ‬إن‭ ‬السفينة‭ ‬استقبلت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬120‭ ‬مريضا،‭ ‬جميعهم‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬احتاجت‭ ‬إلى‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭. ‬

وعبّرت‭ ‬طبيبة‭ ‬فرنسية‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬السفينة‭ ‬عن‭ ‬صدمتها‭ ‬لما‭ ‬تعاملت‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬إصابات‭. ‬

وقالت‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬في‭ ‬الجيش‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬جروح‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يصاب‭ ‬بها‭ ‬جنودنا‭ ‬الفرنسيون‭ ‬وحلفاؤهم‭.. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬صدمني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أصادف‭ ‬هذه‭ ‬الجروح‭ ‬بين‭ ‬المدنيين‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا